طلعت ريحتكم

بعد ان تراكمت النفايات في بيروت بسبب عجز الحكومة عن معالجة المشكلة ، الجماعة طلعوا مظاهرات واطلقوا حملة بعنوان طلعت ريحتكم ، ونحن بعد ان عجزت الحكومة عن فعل أي شيء في أي شيء احترنا وغُلب حمارنا ، في معرفة هؤلاء وكيف يفكرون ، لاندري هل هم من عديمي الضمير ولا ربنا ابتلاهم بانعدام الاحاسيس والمشاعر الانسانية ،وعميت بصيرتهم عن معرفة الحلال والحرام وسرقوا قوت الشعب المسكين .
نحن مفروض نطلق مليون حملة وهشتاغ احدهم عن المجاري وآخر عن التعليم ، والصحة والماء والكهرباء والوظائف ،واحدهم عن الفساد ،اننا لانستطيع أن نحدد مكان الشكوى لأن اجسادنا اصيبت بالسقم والمرض في كل جزء منها ، حتى تخدرت واصبحنا لانعرف مكان الوجع.
يأتيك حسين خوجلي ويرغي ويزبد ، ويدعونا إلى قبول الاخوان لأنهم احسن ناس ، وهو يدلاي أنه يكذب ويكذب حتى كتب عند الله كذابا.
ويأتينا ابوقردة ويقول الصحة تمام ولاينقصنا شيء والجماعة الاطباء بطرانين ولايحمدون الله على الخيرات التي لاتحصى ولاتعد التي منحتها لهم الانقاذ. وكيف تكون الخدمات الصحية متوفرة ولا احد في بلده يحصل على خدمة صحية مجانا، مثل الآخرين. لأن العلاج في كل بقاع الدنيا مجانا للمواطنين وخاصة الفقراء ، وهو يعمل أن الشعب السوداني كله فقراء ماعدا المتكسبين من الوضع الحالي، وهو يعرف اكثر من غيره كان واحد منا يدخل المستشفى او الشفخانة أو نقطة الغيار في أي بقعة في السودان ، ويحصل على العلاج ويستلم الدواء مجانا تماما دون أن يدفع مليما واحدا، أو حتى يستفز أو تهان كرامته أو يطلب منه ابراز هوية أو جواز سفر أو بطاقة شخصية ، حتى مواطني البلدان المجاورة يقيمون معنا معززين مكرمين، ويستمتعون معنا بهذه الخدمات الراقية.
ويأتينا وزير المالية الموقر ويقول إننا شعب كسول ولايعمل ، وهو لايدري نحن لماذا لانعمل، وكيف نعمل حتى العقارب في الصحراء منعت المتاجرة فيها , وحتى التونة في المحيط الهندي منعت الحكومة صيدها. واهلنا في الجزيرة والرهد وغيرهم من المشاريع المروية وضعت مليون عقبة أمامهم ، وكيف نعمل والكهرباء قطعت في كل بقعة من وطننا الحبيب.
ونحمد الله الف مرة حتى الآن نفسنا بيطلع وينزل ونحن نعيش في هذا البؤس والفقر والعوز ، وعدم وجود وظائف للشباب ، والنفايات طلعت ريحتها. والطرق تحصد الارواح يوميا بسبب سوء التنفيذ بسبب انعدام الصيانة الدورية وتنفيذ كافة الاجراءات الخاصة بالسلامة ، وعدم التزام شرطة المرور بمتابعة سير الحركة وايقاف كل مخالف ومعاقبته دون ابتزاز أو طلب رشوة.
ورائحة الفساد تطلع كلما ذهبت لتخليص معاملة في اي مؤسسة عامة تابعة للدولة ، أيا كانت هذه الخدمة وأيا كان من يقوم بها ، وكل موظف تحس أنه يطلب حقا له من المواطن المسكين ، ومعها كمان عدم احترام.
واموالنا تذهب للمؤتمرات والندوات والاجتماعات التي لاطائل منها ولاتسمن ولاتغني من جوع. بينما الخدمات الضرورية المرتبطة بحياة الناس يتكفل بها المواطن المسكين من جيبه ، وهو لايستطيع على ذلك. وشيخ السنوسي يفتي بتحريم اضراب الاطباء ، وآخر يفتي بأننا لن نستحق الحياة مثلكم.
ولو حاولنا تناول الخدمات بالتفصيل لاحتجنا لملفات وملفات وايام وليال حتى نعرف ماذا ينقصنا ، حتى سكتنا ولزمنا الصمت ، واصبحنا نسأل أنفسنا ، لماذا يحل بنا هذا البلاء ونحن في بلد يتكلم عن ثرواته الغريب قبل القريب والعدو قبل الحبيب.
هذا البلد ماذا حل به حتى يصل إلى هذا الدرك السحيق في سلم التطور ، اذا جئنا للخدمات فهو في مؤخرة الركب ، واذا جئنا للتنمية والتطور فهو ايضا في المؤخرة ، واذا بحثا عن الشفافية لايوجد بعدنا الا الدول التي ليست بها حكومة أو دولة.
وبسبب هذه المعاناة واصرار الجماعة على عدم الاعتراف بالمشكلة والاستمرار في استفزاز الشعب السوداني وعدم احترام عقله، نبشركم بشر مستطير ، سيقضي على الاخضر واليابس، وسوف يتضرر الجميع ، وانتم قبلنا ، لأن الشر سوف يعم ، حتى لو كانت لديكم جوازات اجنبية يمكن ان تنجدكم ، سوف لن تجدو من تحكمونه في هذه الدول وتعيشون على الهامش وهذا لايعجبكم ياجماعة لأنكم تعودتم على السلطة والأمر والنهي.
طلعت ريحة الفساد وفاحت في كل المكان ، إن لم تعملوا على ايقافها سوف تقضي على الاخضر واليابس، وسوف تغرقون معنا.
[email][email protected][/email]