افتتاحية الخليج : السودان سودانان..ربع السودان طار، وصار ?دولة? .

مع بدء العد العكسي لانفصال جنوب السودان عن الوطن الأم، وموعده اليوم السبت، يؤمل أن تكون خريطة السودان هي الوحيدة التي ستتغير في دنيا العرب، وأن يكتفى بأن يكون السودان دولة وجنوبه دولة، وألا تنتقل العدوى إلى أجزاء أخرى تحول هذا البلد إلى مجموعة دول أو دويلات .
السبت 9 يوليو/تموز 2011 سيسجل في التاريخ أنه في هذا اليوم تتغير خريطة السودان، تتغير حدود السودان، يتغير عدد سكان السودان، تتغير حدود في إفريقيا، يتغير عدد الدول في القارة السمراء وفي العالم، وستتبدّل التحالفات في السودان ومحيطه وكذلك العلاقات، ومن الصعوبة بمكان توقع ما الذي ستكون عليه أوضاع ?البلدين?، ما الذي سيجري فيهما، وما الذي سيجري بينهما .
حتى الآن ثمة مشكلات عالقة، في ?الجنوب? وفي السودان، وفي ما بينهما، وهي ستبقى معلقة في انتظار حلول تنتجها حوارات مفتوحة في الداخل السوداني، ومع قيادة الجنوب، من أجل نزع أية فتائل تفجيرية في مناطق النزاع ومناطق التوتر التي تلتهب من حين إلى آخر، والحلول العسكرية لا تفيد فيها أو معها، والتجارب خير دليل على ذلك، إلا إذا كان المطلوب أن تكون نتيجة الحروب اقتطاع أجزاء أخرى من السودان وانفصالها و?استقلالها? .
انفصال الجنوب السوداني صار أمراً واقعاً منذ زمن حتى قبل أن يتكرّس اليوم رسمياً، سودانياً وإفريقياً وعربياً ودولياً، والخرائط الجديدة التي رسمت وأعادت صياغة بلد عربي كبير، ثمة آمال ألا يحوّلها البعض إلى ?نموذج? أو ?سابقة? يعملون على تكرارها في مواقع أخرى .
ربع السودان طار، وصار ?دولة? .
السودان سودانان بدءاً من اليوم، وحبذا لو تبتعد الألف الثانية ونونها عن الاقتران باسم أي بلد عربي، إذ حَسْبُ هذه الأمة ما عانته من التشرذم .