هذا النظام آيل للسقوط فلا تقتربوا منه

من ينظر الى ما وصلت اليه مآلات السودان اليوم، يعلم أن الوضع لم يصل الى ما وصل اليه بين ليلة وضحاها وليست إنطلاقة العصيان المدني كما يتوهم النظام ورئيسه (مجرد إنطلاقة من الكيبورد والواتساب)… فالشرارة يمكن قد تكون التقطت من الكيبورد من نفر كريم ولكن ما يتجاهله النظام أن هذا الانطلاق بسبب أخطاء تراكمت عبر سنوات الانقاذ وكان لا بد لها أن تنفجر في نقطة ما وفي لحظة معينة…. فكانت لحظة الشرارة تلك التي حدثت في أخريات نوفمبر… فكم نبهت الصحف والمعارضة للنظام عن الفساد الاداري والمالي للدولة ولكنه كان يصم أذنيه على كل ما يدور حوله وكان يكتفي بالتجاهل والهروب الى الأمام تجنبا لمحاسبة منسوبيه… بل كان يكافئهم بوظائف أخرى…
فاليوم من يظن أن العصيان سببه الشباب فقط أو حزب وجماعة من هنا أو من هناك فهو واهم ولا يستطيع قراءة أفكار الشارع السوداني… فالشارع السوداني كله يغلي الآن وهب هبته الأولى فكأنما كان ينتظر هذه اللحظة منذ سنين طويلة… فهذه الهبة أكبر من النظام ومن يحومون حوله ولا تستطيع أي قوة في إيقافها فقد آن لحركة التغيير أن تنطلق بشيبها وشبابها ومعلميها وزراعها وعمالها وأطبائها ومحاميها والصيادلة وكل فئات المجتمع لأنهم أحسوا وكان يشعرون من سنوات مضت بأن مثل هذا النظام لا يمثل إلا نفسه ولا يمكن أن يقدم شئ للسودان، فهذا ما حدث بالضبط فالسودان اليوم بعد كل هذه السنوات لا يملك قوت يومه، ناهيك عن قوت العام… واتحدى أي مسئول بمن فيهم رئيسهم أن يقول عكس هذا على الملأ … خزينة السودان اليوم خاوية والنظام يستجدي الفتات من دول العالم بعد أن أوصلوا البلاد الى طريق مسدود…
فقد وصل النظام الى نقطة اللا عودة الآن.. ومعظم الشعب السوداني اليوم على يقين من أن النظام آيل للسقوط حتى ولو لم تقم ثورة فهو أشبه بمنسأة سيدنا سليمان، فقط يحتاج لمن يلكزه بطرف أصبعه ليقع لأنه قد استنفد كل طاقات استمراريته… فالنظام الآن لا يستطيع أن يقدم للشعب السوداني شيئا البتة حتى ولو تركوه؟ ليس في جعبته شئ ليقدمه حتى لموظفيه لا يستطيع أن يفي بمرتباتهم الآن… فالرئيس الذي لا يستطيع أن يقدم شيئا لشعبه لماذا يصر على البقاء… طيلة سبعة وعشرين عاما لم يستطع النظام تقديم شيئا يذكر لشعبه … حتى ولو أراد النظام الآن لتصحيح أخطائه كأن يحارب الفساد الذي عم البلاد فلن يجدي للشعب شيئا فقد فاتهم القطار وأصبح الشعب السوداني يفكر في مستقبل وطنه وأن هذا الوطن لن يقوم له قائمة إلا بالعمل الدءوب والجهد الصادق والنزاهة وهذه العوامل لا تتوفر في هذا النظام الحالي… كل زمن وله رجاله… فالزمن الذي نعيش فيه لا يحتمل التجمهر في الساحات وعبادة الأشخاص فمثل هذه التصرفات تصرفات بهلوانية ومضيعة للوقت… الوقت للعمل ولا وقت للهتافات الفارغة التي لا تسمن ولا تغني من جوع…. فوعي الشباب قد وصل أوجه وهو ليس مستعدا لاضاعة الوقت في الساحات إنتظاراً لرئيس يأتي وينثر عليهم معسول الكلام وعدا وتمني لتنتهي هذه الوعود وتتبخر بمجرد نزول الرئيس من المنصة… وأيها الشباب لا تنخدعوا فالنظام الذي عجز طيلة الـ (27) عاماً لتقديم أبسط مقومات الحياة لن يستطيع تقديم أي شئ لكم وعلى الباغي تدور الدوائر

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..