تعاقدات غير معلنة ووزارة المالية تستنجد رسمياً بالمراجع العام

الخرطوم: سعدية الصديق
قطعتْ ممثلة وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي عواطف العشي، بعرض أرقام تحدث عنها مستشار لجنة مناصر البيئة بولاية جنوب كردفان د. صديق تاور التي كشف عن تعاقدات تمت مع الشركات العاملة في مجال مخلفات الذهب، بتفاصيل غير معلنة مع حكومات الولائية. وقطعت العشي بعرضها للمراجع العام والتحقق منها والتساؤل فيها.
وانتقدت عواطف في ورشة إصلاح نظام الإيرادات العامة للدولة أمس، إعداد موازنة الدولة للعام المالي، وقالت :”هذه تعتبر موازنة إيرادات ومصروفات فقط”، وزادت :”يجب أن تكون موازنة شمولية بدعم كل الولايات حتى تصبح موازنة جمهورية السودان”. وألقت اللوم على المجلس الوطني، ولفتت إلى أنه الجهة التي تجيز الموازنة وليس رئيس الجمهورية. وتابعت :”بأنه إذا كان يوجد خلل في الدولة يجب أن يلقى اللؤم على المجلس الوطني أولاً”، وتحسرت على عدم وجود المساءلة القانونية، وأوضحت ممثلة المالية، بأن “مشكلتنا ماعندنا مساءلة قانونية لو كانت في مساءلة كان ممكن السودان يكون أفضل من كدا ولو المجلس الوطني ما قام بدور سنظل نعاني باستمرار من نفس المشكلة”.
وكشف مستشار لجنة مناصر البيئة بولاية جنوب كردفان د. صديق تاور عن وجود ممارسات خاطئة بين الحكومة الولائية وشركات التعدين، وذلك عبر بيع جزء من المخلفات الموجودة في بعض المناطق في ظل تغييب كامل للمجتمع المحلي، فضلاً عن ضعف مساهمة التعدين في موازنة الولاية التي أجازها المجلس التشريعي والتي لا تتعدى 8%. وكشف تاور عن أن نحو 75% من إنتاج الذهب في الفترة ما بين 2010-2014 تم تهريبه إلى دولة الإمارات العربية والتي تقدر قيمتها بـ 4.5 مليارات دولار.
فيما ألمح تاور إلى وجود غموض يكتنف عقودات شركات التعدين العاملة بولاية جنوب كردفان مع الحكومات الولائية، لافتاً إلى عدم التزام الحكومة الولائية والشركات بنصيب الولاية من الإنتاج والذي تقدر نسبته بـ 2%. وأكد على أن احتياطي الولاية من الذهب يقدر ب 5.5 ملايين طن من المخلفات، غير أنها لم تنعكس على المجتمعات المحلية بسبب انعدام الشفافية وغياب دور المؤسسات الحكومية المالية، ولفت إلى عدم تمكن محلية أبو جبيهة من سداد حصة السكر المخصص للمواطنين، بسبب ضعف الموازنة الممنوحة للولاية بشهر رمضان الماضي، كاشفاً عن تزايد عدد المواطنين العاملين في قطاع التعدين الأهلي بالعام 2014م بنحو 2 مليون مواطن، لافتاً إلى أن النشاط الأهلي للتعدين يعمل على إنتاج ما يتراوح ما بين 20-30% من الخام الموجود في تربة الولاية. ونوه إلى أن المواقع التي ينتشر بها التعدين الأهلي تصل إلى 40 ألف موقع في كل ولايات السودان، مشيراً إلى أن عدد الشركات العاملة في مجال مخلفات التعدين بلغت 60 شركة في 13 ولاية، منها 15 شركة تعمل بولاية جنوب كردفان التي يصل فيها حجم الذهب المنتج من مخلفات التعدين إلى 55 طناً تقدر قيمته بـ 2.75 مليار دولار. وبحسب الاتفاق أن تمنح 2% لصالح الولاية فإن هذه النسبة لن تقل عن 54 مليون دولار، الذي انتقد أن التعاقدات التي تمت مع الشركات العاملة في مجال مخلفات الذهب تفاصيلها غير معلنة، ولا تكشف عن حجم الإيرادات في جانبي التحصيل والصرف. وأكد بأن ما يتم منحه للمجتمعات المحلية من قبل شركات التعين، ماهو إلا عبارة عن (استخفاف واستغفال) سيعمل على مزيد من الاحتقان وتأجيج الصراع. فيما أوضح تاور أن الاهتمام بأمر التعدين بعد انفصال جنوب السودان جعل البلاد تتقدم في الإنتاج، وتحرز المركز الثالث أفريقياً بعد دولتي جنوب أفريقيا وغانا .
التيار