مسيح دارفور

. – [ مسيح دارفور ] – —
= إنَّ عَبْد الرَحْمانَة يَتِيمة اُلْتُقِطَتْ مِنْ قَرْيَة بِغَرْب الجبل.اكْتَشَفَتْ الأشياء وَجْهَاً لِوَجْه بدون أُسْرة تحْميها أو طُفُولة تَخْتَزِن ذِكْرياتِها.اسْتَباحَها الجَنْجَوِيد.مَكَثت لفترة في مُعَسكَر كَلِمة.هَرَبَتْ إلى داخل نِيالا.اكْتَسَبَت صِفة النِفاية عن جدارة.تَبَنَّتْها العَمَّة خَرِيفِيَّة.أقَامَت معها بِحَيِّ الوادي.بَدَأَتْ تُعَبِّر عن حاجاتها واحتجاجاتها بِلُغة الجَسَد.صَارَتْ تُؤْمِن أنَّ الجَسَد يستطيع أنْ يُفكِّر أعْمَق من العَقْل, وصَار الجِنْس في طليعة اهتماماتها.بِهِ تُواجِه العَالَم ومِنْهُ تَسْتَوْحِي رُدُود الفِعْل.وهُوَ سِلاحٌ تصْطادُ بِهِ الجَنْجَوِيد وتُغْوِي بِهِ الثُوَّار.
– في رواية نجيب محفوظ , اللِّص والكلاب, يُمْسِك سعيد مهران بِمُسَدَّس أعْطاهُ له صديقُه المُعَلِّم طرزان., ويقول; { بهذا المسدس استطيع أنْ أصنع أشياء كثيرة بشرط ألا يُعَاكِسني القَدَر.بِهِ استطيع أنْ أُوقِظ أصْل البلايا.هُم خَلَقُوا نبوية وعليش ورءوف علوان.}.
– إنَّ عبد الرحمانة في, مسيح دارفور, ليست ضَحِيَّة القَدَر., بَلْ هِيَ تُجازِف وتَتَخَطَّى نَفْسَها.وتَعِيشُ أحْداثاً ستَتَذَكُّرُها غَدَاً في صَمْتِ قَلْبِها بِحَنينٍ جَارِف..
= في مسرحية, تلميذ الشيطان, لبرنارد شو, هُناك ثائر اسمه ريتشارد.وصَفَهُ شو قال ;( إنّهُ مُنْدَفِعٌ مُتَهَكِّم.فِعالُهُ تُبْدِي التَحَدِّي, وتُظْهِرُ الهِجاءَ لمن حَوْلَه.أمَّا رِداؤُهُ فَيَبْدُو عَلَيْهِ الإهْمالُ الجَمِيل.).. يدخل ريتشارد على أهله مُخْتالاً مُتَبخْتِراً, لا يُهِمُّه أحد ولا يَعُوقُه شئ.والأهل مُجتمعون ليستمعوا الى وصية المرحوم.فقد ماتَ والد ريتشارد.والكُل مَشُوق الى معرفة ماذا يكُونُ نصيبُه.عندما دخل ريتشارد انكمش منه الجميع.فهُو عندهم مثال للشَرِّ الخالص.وهُمْ رُمُوز الخَيْر النَقِيّ.غيْرَ أنَّ ريتشارد يعْرِفُهُم جميعاً على حقيقتهم.عَمُّه كانَ الى وَقْتٍ قريب سِكِّيراً لا يُفِيق.وعمُّه الآخر يُتاجِر بالغِش في الجياد.وأُمُّهُ تَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْف وقَلْبُها غير مُسَلِّم بالله.ثُمَّ أنَّها تَكْرَه الكُل وتضْطَهِد اليتيمة المسكينة ألْسِي., البنت غير الشرعية لعَمِّه.
– لقد التقي عبد الرحمانة وسعيد مهران وريتشارد على غير اتَّفاق في تَحَدِّي الشَرِّ المُلْتَف بمظهر الخير.وتعْريته والعمل ضدَّه.ونَبْذ المُجتمع ذُو الاحترام الزائف وإدانته والذهاب للعَيش مع المُتَمَردين والمُهَرِّبين والغَجَر.إنَّ شَرَّ اللُصُوص أهْوَنُ بكثير جِدَّاً مِنْ خَيْر السادة الكلاب.إنَّ المفاهيم مقلوبة رَأساً على عَقِب.إنَّ الخَيْر والشر أعْمَق بكثير مِنْ أنْ يكُونا مُجرَّد كَلِمَتَيْن.إنَّها قَضِيَّة اجتماعيَّة وسياسِيَّة كُبْرَى..
= مِنْ خلال سِيَاق ,مسيح دارفور, يتَّضِح أنَّ عبد العزيز حينَ وَضَع السيناريو لم يتمكَّن مِنْ إحْكام صِناعة الشخصية الرئيسية.إذ لا تُوجَد في الرواية شخصية خلاف عبد الرحمانة يمكن تحميلها حمولة فكرية.ويَبْدُو أنَّ عبد العزيز فَكَّرَ بقِصَّة تَذْهَب باتِّجاه البَحْث عن اشكالِيَّة الهَوِيَّة في أبْعادِها الإثْنِيَّة والحضاريَّة.واسْتَمات في محاولة التزام الحِياد العِلْمي والأخلاقي ولكن قَلَق الانتماء والصُراع النفسي على مُستوى لا وَعْيِه حَمَلاهُ إلى أنْ يَفْقد التوازُن بين زَخَم الأشياء.بين الذاكِرة وبين الكلمات والمسافة.فبَدَتْ لُغَته مُتَشَنِّجة ومُتَحَيِّزة.صحيح أنَّ الكاتب لديه واجب تجاه القارئ وتجاه نفسه وهُوَ التحدُّث عَمَّا يشْغَلُه لا ما يُرِيدُ الناسُ سَمَاعَه., وصحيحٌ أيضاً أنَّ الكتابة التي تُبْكِي أعْلَى قِيمة من التي تُضْحِك.ولكن لا ينبغي للكاتب أنَّ يتنَصَّل عَمَّا هُوَ جَوْهَرِي وهُوَ النَزَاهة.إنَّ رواية, مسيح دارفور, تُبَيِّن أُمُوراً لم تستطع عُقُول كثيرة أنْ تفْقَهَ مَعْناها.إنَّ عَبْد العزيز صَوَّرَ المُواجَهَة بين المركز والهامش في دارفور بأنَّها صُراع حَوْل الأرض والسُلطة في مقام.وصُراع بين الزُرْقَة والعَرَب في مقام آخَر.وقام بتقديم عناصر صَك الإتِّهام , على عِلاتها.لكن لم يُساهِم في صياغة الكَلِمة.الحُلم.المِعْوَل.لاقتلاع التهميش.وفي تقديري, فإنَّ عبد العزيز أجَاد في توظيف الجِنْس كأداة فَنِيَّة.وارتكس في فكرة المسيح كعُنوان وكمضمون.لأنّها غير محدد الماهية وفكرة تخيُّلها مستحيلة.كذلك هناك حَشْو زائد في شخصية ابراهيم خضر.خاصة ما يتعلَّق بفكره الجمهوري.وبالجُملة فإنَّ رُؤية رواية مسيح دارفور لقضية دارفور , في تقديري, هِيَ رُؤية دَفنَتْها العُقَد وغَيَّبَها الإرْهاق.
– إنَّ دارفور بكُلِّ عناصرها النفسية والاجتماعية والفكرية والاقتصادية إنَّما هِيَ جُزْء مِنْ كُل.وينبغي عدم التطرُّف في الشُعُور بالذات أو بالدُونِية.إنَّ الأمر يجب أنْ يخْلُو من الكراهية أو الإنفعال غير المُبَرَّر.ليس مطلوباً أن يكون الناس أكثر من طبيعيين وأسوياء أمَلاً في غَدٍ أفْضَل.
” شُكْرِي ”
المناطقية لم تكن موجودة فى ذاكرة الانسان السودانى ولا فى ارثه وإلا لما يمم المهدى تجاة الغرب ويحشد معه المقاتليين ويحمى فى جبال قدير عند المك ادم ام دبالو فى جبل يسمى بطن امك..وغسيل السلالة السودانية بعد ظهور البترول والهجرة صارت هناك عقدة الهوية بين الواقع خارج الاسوار ومحاولة لي العنق كغسيل الاموال..فهى سحت كما تبيض البشرة وإن كان مافى ابيض انه كفر استنكار خلق الله وعدم الرضا بما خلق واستنكار ما خلق رغم لا توجد فوارق الامر مضحك..الذى ابيض تجد الشفاه افريقية كالرئيس..اوالانف كاجاز…او اللون كعلى محمد طه..لا يوجد علامة بارزة تصنف هذا الشعب الذى حملوه الوهم سنيين…
عملت على تشوة الذات السودانية والضمير الكلى…لقد جاءت هذه الحكومة وشعرت الاحزاب ليس درع واقى ولا العسكر يعتمد عليه لذلك تنادوا بالمناطقية ودوا الطار..مع من عايش جيلنا منذستينيات لا يوجد فارق ..اغلب اهل كردفان من الشمال واغلب اهل دار فور من السودان وافريقيا شمال وجنوب الصحراء ..الا ان عبدالعزيز حصر روايته بطريقة صارخة حتى تحرك الاشياء فى دار فور وهى شاب لم يعيش جيلنا ولكن عاش جحيم الفرزعة ايام الجامعة والشوكش..
هده الرواية، والتي إقتنيتها مؤخرا لكنى لم أقرأها بعد، قد حازت على جائزة ?المية في أدب الرواية وهذا ما يجب وضعه في الإعتبار مع شكرى الجزيل لنقدك المحترم
العفو اخى شكرى..
ماقصدته ان إيغال فى الانحياز له دوافع فنية ..لان روايته فى جغرافية محددة دار فور فالشخوص يتحدثون فى براءة البيئة فكان عبد العزيز صادق فى نقل تلك المشاعر لم يحاول مكيجتها وإنى اعرفه تماما له الادوات التى تمكنة من المداره..الطيب صالح حتى وقت قريب موسم الهجرة الى الشمال من الممنوعات فى باكورة شبابنا..وخاص عندما يتكلم عن المسكوت عنه جهرا ..فى خط مستقيم الى اروبا بنفس الصراحة..ولا نقول وقاحة …فلك التحية اخى فيما كتبت..
المناطقية لم تكن موجودة فى ذاكرة الانسان السودانى ولا فى ارثه وإلا لما يمم المهدى تجاة الغرب ويحشد معه المقاتليين ويحمى فى جبال قدير عند المك ادم ام دبالو فى جبل يسمى بطن امك..وغسيل السلالة السودانية بعد ظهور البترول والهجرة صارت هناك عقدة الهوية بين الواقع خارج الاسوار ومحاولة لي العنق كغسيل الاموال..فهى سحت كما تبيض البشرة وإن كان مافى ابيض انه كفر استنكار خلق الله وعدم الرضا بما خلق واستنكار ما خلق رغم لا توجد فوارق الامر مضحك..الذى ابيض تجد الشفاه افريقية كالرئيس..اوالانف كاجاز…او اللون كعلى محمد طه..لا يوجد علامة بارزة تصنف هذا الشعب الذى حملوه الوهم سنيين…
عملت على تشوة الذات السودانية والضمير الكلى…لقد جاءت هذه الحكومة وشعرت الاحزاب ليس درع واقى ولا العسكر يعتمد عليه لذلك تنادوا بالمناطقية ودوا الطار..مع من عايش جيلنا منذستينيات لا يوجد فارق ..اغلب اهل كردفان من الشمال واغلب اهل دار فور من السودان وافريقيا شمال وجنوب الصحراء ..الا ان عبدالعزيز حصر روايته بطريقة صارخة حتى تحرك الاشياء فى دار فور وهى شاب لم يعيش جيلنا ولكن عاش جحيم الفرزعة ايام الجامعة والشوكش..
هده الرواية، والتي إقتنيتها مؤخرا لكنى لم أقرأها بعد، قد حازت على جائزة ?المية في أدب الرواية وهذا ما يجب وضعه في الإعتبار مع شكرى الجزيل لنقدك المحترم
العفو اخى شكرى..
ماقصدته ان إيغال فى الانحياز له دوافع فنية ..لان روايته فى جغرافية محددة دار فور فالشخوص يتحدثون فى براءة البيئة فكان عبد العزيز صادق فى نقل تلك المشاعر لم يحاول مكيجتها وإنى اعرفه تماما له الادوات التى تمكنة من المداره..الطيب صالح حتى وقت قريب موسم الهجرة الى الشمال من الممنوعات فى باكورة شبابنا..وخاص عندما يتكلم عن المسكوت عنه جهرا ..فى خط مستقيم الى اروبا بنفس الصراحة..ولا نقول وقاحة …فلك التحية اخى فيما كتبت..