مقالات وآراء سياسية

لمصلحة من محاولات  تغطية ضوء الشمس بكف اليد ؟؟

عوض البارئ محمد طه

 لمصلحة  من تجري المحاولات بكل هذه الاستماتة  لتغطية ضوء الشمس بكف اليد في هيئة الموانئ؟؟
ومن هم الذين يستنطقون بعض وكلاء البواخر والخطوط الملاحية وغيرهم من النقابين وحملة الأجندة القبلية  ليتحدثون  عن التأخير  ومشكلات  في حركة المناولة  في توقيت  لم يحسنوا اختياره ، حيث تشهد حركة المناولة  في هذه الأيام  بالذات  بالميناء  الجنوبي  أعلى المعدلات  فقد  إستقبل الميناء الجنوبى فى شهر نوفمبر وحده (15) باخره مختلفة الأحجام على متنها مجتمعة قرابة الـ (31) ألف حاوية وتم تفريغها كلها .. منها (12) ألف حاوية فى إنتظار التخليص من الموردين الذين يدعى البعض إنهم يريدون الهروب لموانى مصوع او العين السخنة المصرية !! وما لم يفكر فيه أصحاب الإدعاء هو حساب الترحيل وهؤلاء الموردين تجار يسعون للربح بأقل التكاليف لذا كان يجب أن تكون الإدعاءات معقولة وتضليل الرأى العام ليس بهذه السذاجة !! كل هذا  في الوقت الذي  يشهد فيه العالم كله  تراجعا  في حركة التجارة البحرية بأكملها في ظل الموجة الثانية لجائحة كورونا  التي تكاد  توقف نبض العالم .
لمصلحة من يحاول البعض إستغلال منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية  الالكترونية  التي أصبحت  تتزاحم في الاسافير  والتي يبدأ اسمها  بأي شئ وينتهي بكلمة “نيوز” ولا يعرف احد من خلفها ؟ ومن يديرها ؟؟ والتي ظهرت بكثافة بعد ثورة ديسمبر المجيدة وفتحت زراعيها  لكل راغب  في توصيل رسائله التي يريدها  وفق السياسة  التحريرية  التي يريدها بمقدار ما يدفعه ..!! مع إسقاط كل القيم  المهنية  والأخلاقية  للعمل الإعلامي باعتقاد يتصور أن العالم الافتراضي قادر على طمس معالم  الواقع  وما أتسعه من تفكير ..!!
إن هيئة الموانئ البحرية سبق طموحها رفع اسم السودان من قائمة  الدول الراعية للإرهاب  وبدأت في خطتها الطموحة  للارتقاء  بمستوى المناولة  بما هو  متاح بشراكة  مع منظومة  الصناعات  الدفاعية ،  وافلح  الطرفان “الموانئ والصناعات الدفاعية ” في  تشغيل “7” كرينات  من  جملة “8” بالميناء  الجنوبي  لتبدأ معدلات  المناولة  في التصاعد حتى  بلغ  الأمر  أن تغادر  “3” سفن  في يوم  واحد ليرتفع  سقف الطموح الى شعار  جديد هو ” زيرو انتظار ”  بنهاية العام  وهل كان مجرد الحلم  ناهيك  عن تحقيقه متاحا في غابر  السنوات ؟؟
من الذي يحاول بشتى الوسائل  والسُبل  أن يرسم  صورة ذهنية مختلفة عن  الواقع  لهيئة الموانئ البحرية  ليعيد الى الأذهان  التفكير  في الخصخصة  في وقت الانفتاح العالمي للسودان ؟  وهل هذا ممكن في هذا الوقت اذا كان عمال هيئة الموانئ البحرية ومنسوبيها وقفوا “ألف أحمر” في مواجهة الإنقاذ بكل بطشها وجبروتها   ليمنعوا الخصخصة ، فكيف يمكن أن يحدث ذلك في ظل   حكومة تكفل حق الاحتجاج  والتعبير عنه  بكل الطرق المشروعة ،  بل إن وسائل إعلامها  التي أصبحت  صوتا للجماهير  للجماهير  تنقل الاحتجاجات ضدها ..إلا أن ما يثير الدهشة إن بعض من كانوا يناهضون الخصخصة يساهمون فى تشوية صورة الموانى وطمس معالم الحقيقة  فهل كانت مناهضة الخصخصة فى العهد البائد لمصلحة الموانى ومجتمعها أم لمصالح شخصية ظهرت عقب الثورة .
إن للموانئ شركاء وأصحاب حق مجاور من جهات رسمية لديها سلطة الإجراءات ، وآخرين لديهم ظروفهم التجارية وتقديراتهم وخططهم فهل عمل التجارة البحرية يتوقف فقط على الشحن والتفريغ ؟؟. بالطبع هناك كُثر تضررت مصالحهم الخاصة منهم بقايا العهد المباد وفلول الدولة العميقة ومنهم بعض الذين كانوا يحيلون عمل الموانئ العالمي إلى معاملات داخلية محضة ليدخل (الورق الأخضر)  جيوبهم ويرمون فتات الموائد من العملة المحلية للدولة بمباركة بعض المستفيدين من هذه التسهيلات التي تهزم دور الموانئ في در العملات الأجنبية . وبما أن “سيد الرايحة” يمكن أن يفتح “خشم البقرة” فليس بمستغرب أن تجد من يلطمون الخدود ويشقون الجيوب في وقت الطموح كأنهم لا يعلمون أن وزارة النقل التي استقبلت بالأمس القريب وفد من شركة “بوينج” الأمريكية  للطيران لاستعادة مجد السودان في (الجو) ، هي نفسها وزارة النقل التي تعمل الآن لاستعادة مجد السودان في (البحر)  ولكن صاحب الحاجة أعمي وأطرش.. ومهما يكن من استغراب أو اندهاش يجب أن نعلم إن هيئة الموانئ البحرية حولها الكثير من تقاطعات المصالح ابتدأ من صراع المحاور حولها ، ومرورا بمصالح المتعاملين معها وليس بعيد عن هذا صراع المصالح داخلها وهي جسم كبير وممتد ومتمدد والجسم الكبير عرضة للجراح والإصابات.

‫2 تعليقات

  1. الأخ الكريم عوض.
    هل تعلم أن موانئ بورتسودان لا زالت تعمل بنظام المنفيستو الورقي الذي تتطلب مراجعته يوما كاملا مرورا بكل دوائر الاختصاص من الامن الى الجمارك هل تعلم أن الموانئ العالمية تنهي معاملات البواخر قبل رسوها بأيام وتبدأ عملية التفريغ بعد الفحص الذي لا يأخذ من الوقت بضع ساعات وأن عملية التفريغ لا تأخذ في الغالب اكثر من ثلاث ساعات لأضخم السفن . معظم موانئ العالم اتجهت للخصخصة ذات المدخول العالي والسرعة في العمل. ميناء بورتسودان تسيطر عليه النقابات القبلية وتعتبره قبائل الشرق مؤسسة ولائية ليس لها علاقة بالمركز وتعتبر أن حق العمل فيه حكر لأبناء المنطقة من الادارة الى اصغر عامل . ناهيك عن التخلف التكنولوجي والعلمي لهؤلاء العمال ولا شفيع لهم غير انهم من أهل المنطقة. آن للمركز ان يحكم قبضته على الميناء ويفعل مافيه خير الوطن عموما.

    1. لك التحية مع الشكر .. كثير مما ذكرت صحيح وخصوصا محاولات السيطرة القبلية على الموانى ، ولكن ليس صحيحا المنفستو الورقى هنالك عمل حوسبى محدود وخطة معلنة لتطبيق نظام النافذة الواحدة ، ثم إن الموانى أحد أكبر ضحايا الحصار الاقتصادى ولذا لا يمكن مقارنتها بالموانى العالمية .. أمر الخصخصة خلفه تحديات أمنية التكالب الملحاح على الموانى إبان صراع المحاور فى العهد البائد أهدافه ليست تجارية على الإطلاق ، ثم لكاذا نخصخص موانى يمكن أن تحقق قيمة مضافة بعد رفع الحظر بخدمة الدول الحبيسة المغلقة من حولنا .. تحياتى وودى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..