مقالات سياسية

بائعات الشاي والاطعمة

علي عثمان علي

النساء اللاتي تصنعهن الأزمات هن القويات الشامخات وبائعات الاطعمه والشاي أكثر نساء بلادي قوة وعزيمة لم تنال منهن كل المحن..

هن عظيمات بطول نيل خالدا في الوجدان وقويات كغابات تخرج من جوف الصحراء.

انهن قاهرات “الانتنوف” والفقر وصانعات المجد والنجاح

مثابرات فوق نازية المحلية ودوريات العسس مشرفات في كل المحافل و المنصات

نساء تقدموا في ظلم الحياة ومآسيها سدوا الخانات وملوا الدروب فانتجوا اجيالا من المعلمين والمهندسين والأطباء.. الخ

توجد بينهن ملايين الجيفارات الصامتات وعلي امتداد بلادي، عاصمتها وقراها صنعوا بطولات، ذوقنا حبة الشاي ثورة ولقمة العفة انتفاضه بقصدا ودون قصد وكان الوعي حليفهن.

أولئك النسوة الراسخات بين ألاركان وتحت الأشجار وفي كل ظلا يتفتق ليبني بعده تجدهن مساميرا للارض يشعلون الصبر والحب إشعال.

رغم كثيرا امتغض واستنكر هذه المهن العشوائية وأنها تدخل الكآبه في نفوسهم المترفه وتشع عن مدن يكسوها البؤس والتبعثر ولكنها كانت أعظم تجربة كفاح عرفتها المرأة السودانية طيلة عهد الإنقاذ القحط.

تلك البائعات في زوايا الوزارات والجامعات وفي الأسواق وتحت حوائط المشافي لكل وحدة منهن قصة مشرفه تهز جبلا ثم لهن تعاطف وحنية تخطت تعاملات البيع والشراء واصبحن امهات لرواد تلك الأماكن.

جميعنا يحمل بين حنياه مشهدا، ديننا، تعاطفا وحنية لنساء يقدمنا افطارا أو كباية قهوة وشاي في مكان عمله، دراسته وتعاملاته تلك الصور النمطية التي طبعت علي ذاكرتنا دون استئذان كانت كالفعل الثوري التراكمي تتخلق في انتظار الميعاد.

تلك الجلسات إليهن والونسات تلك الشكاوي وذلك التعاطف كان ميلاد رفضا وجنين تغيير، كانوا يجعلوننا دون قصد منهن ان نسأل أنفسنا عن العدالة الاجتماعية وكان كفاحهن وهرولتهن من اتاوات وكشات المحلية تجعلنا نفكر في الحرية وكانت ابتساماتهن بقبول قليل الرزق والرضاء تأخذنا في عالما من السلام الداخلي والسكينه فكانت ثورة شعارها حرية سلام وعدالة.

واليوم والثورة تصعد السلطه في جل هياكلها واصبحت تقسم علي حسب المناطق والكفاءات وتعلوا الهتافات هنا وهناك وجب التذكير بهن لأن لا صوت لهن سوف يسمع بين هذا الضجيج العالي ولابد ان يتم تمثيل أولئك النسوة بائعات الاطعمة والشاي داخل المجلس التشريعي لأنهن أكثر رحمة وانقي سريرة وأكثر معرفة بمعيشه المواطن، المسحوقين والمكدرين الغلابة ولانهن صنعوا الثورة فينا منذ قرون منذ انا كنا صرعا للافيون.

لن تقل كفاءتهن عن أولئك المثقفات والمتشدقات بالنسوية ان لم يكونوا افضلا بالواقعية والتجربة ولن تاخذلهن الكلمات والتعابير مقارنة بالمتعلمات الحازقات فهن مستنيرات بنار الحياة ومتفتحات بتجارب الزمان.

 

علي عثمان علي
[email protected]

تعليق واحد

  1. يا سلاااام عليك أستاذ علي عثمان، يا رييت كل المثقفاتبة والمتشدقين يلتفتون الي قضايا المجتمع الحقيقية وكيفية معالجتها.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..