السعوديون.. سينما ومسرح ?حيفوتونا?

أكثر من سبعين سنة من التواصل في حركة المسرح السوداني وما يزيد عن قرن كامل منذ انطلاقة أول فعل سينمائي في السودان عام 1910، أما عن الفنون الغنائية والموسيقية فتلك حقيبة ضخمة ومتنوعة ومسيرة حافلة ما بين التراث والحداثة وثقت للوجدان الفني السوداني عبر سنوات طويلة وفي مراحل مختلفة من التاريخ.. لكنها لا تزال أفعالا ثقافية مقبورة تحت رمال المحلية.
كل هذا التاريخ البعيد والمسيرة الطويلة للفنون السودانية المختلفة، وبرغم عدم وجود أية مقارنة ممكنة حاليا ما بين أجواء وواقع ومنتوج الحركة الفنية والمسرحية في السودان والحركة المسرحية والفنية في المملكة العربية السعودية والتي ظلت متأخرة بامتياز ومصنفة في ذيل القائمة بسبب غيابها التام الناتج عن طبيعة القوانين السائدة في المملكة إلا أنه وبعد التحول الجديد الذي أعقب عقودا من الإهمال لفن المسرح، وغياب الخصوصية للمسرح السعودي، وضعف البنية العامة للحركة المسرحية والفنية في المملكة نكاد نلحظ ملامح طفرة ثقافية وفنية كبيرة ستهشدها المملكة العربية السعودية أخشى أن نأتي بعد سنوات قليلة ويأتي أمثال (المقلداتي) عوض شكسبير وجماعة المنلوجات والنكات والكوميديا المتواضعة ماديا وفنيا التي تضج بها ساحتنا نأتي ونجادل السعوديين أنفسهم الذين سيكونون قد حققوا طفرتهم بامتياز سنأتي ونجادل لإثبات أسبقيتنا التاريخية عليهم مثلما كنا نجادل المحيط العربي لانتزاع اعتراف منه بأن الشعب السوداني عرف الثورات الشعبية وطبق النظم الديمقراطية قبل أكثر من ستين عاما من تعرفهم عليها في 2011 .
سنأتي ونفاجأ بقطار من بنوا مسارحهم وفتحوا دور السينما الآن فقط ولأول مرة قد مضى بعيدا وأنجز رحلته بنجاح لأنهم أصحاب إرادة جدية للعمل والنجاح.
فما إن قررت المملكة العربية السعودية السماح بفتح دور السينما الشهر الماضي لاول مرة بعد 35 عاما حتى تزاحمت شركات السينما العالمية شركة (آي ماكس) وشركة (أيه إم سي) وعشرات الشركات الأمريكية والغربية المتخصصة في مجالات الإنتاج الفني والسينمائي برغم عدم وجود مسارح ولا بنية تحتية مهيئة للسينما في السعودية الآن لكن تلك الشركات قدمت عروضها لبناء دور سينما ومسارح وستنجح في ذلك لأن هناك خطة جادة وعلمية ومدروسة لإنجاز التحول الثقافي المنتج والمساهم بحسابات مدروسة أيضا في حركة الاقتصاد السعودي..
حيث أن السعودية حين أعلنت عن افتتاح دور السينما في عام 2018 كشفت عن ملامح أساسية لخطتها التي تهدف لبناء 2000 شاشة سينما في 300 دار للسينما ليست هي مشروعات لمجرد الصرف والإنفاق والترفيه فقط بل هي محسوبة الجدوى بالآلة الحاسبة حيث من المتوقع أن تسهم هذه الصناعة (السينما) بنحو 24 مليار دولار في الاقتصاد السعودي، بحسب الخطة، كما أنها ستوفر 30 ألف فرصة عمل دائمة للمواطنين السعوديين.
لا شيء يتم عبطا أو لأن السعودية لديها مال كثير و(قروش محرقاها) تبددها هنا وهناك.. لا أبدا.. فهذه مشروعات ثقافية مربحة تساهم في النهضة الاقتصادية في البلد بأرقام محددة.. وليست مجرد مهرجانات لا تغطي كلفتها ولا تملك رؤية لتحقيق معنى اسمها مثل حفلات الولايات التي تسمى مهرجانات سياحة وتسوق.
ستنتقل الحركة الثقافية المنطلقة في السعودية بهذا البلد من ذيل قائمة الحركة المسرحية والفنية إلى مراتب متقدمة تنافس فيها السعودية قريبا جدا على الصدارة وتحصد الجوائز في المهرجانات الثقافية العربية والدولية أيضا.. وسنظل نناقش (عبط) أعمال شكسبير السودان ونكات محمد موسى وننام على خيال العظمة ووسادة الماضي.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
اليوم التالى

تعليق واحد

  1. القصة يا سيد موش كلها مال وقروش لا لا المدخل دا غلط في الأول يكون التفكير الصاح عشان يوفر المال ويحدد الهدف ..يا سيد لو الموضوع مال إثيوبيا تكون ما عتدها اى انجاز او تشاد ما تكون عندها أي بنية تحتية شوف اثيوبيا بتبنى في اكبر سد بدون اى دعم خارجى وعندها أحسن شركة طيران في القارة وعندها وعندها وعندها طيب دى كلها بنات أفكار .. وتشاد ماشة في نفس الإتجاه وبلدان كثيرة غيرها. السعودية بنفس القدر التفكير فيها كان كبير من اول يوم سنة 1986 بنت السعودية اكبر مطار في العالم وصنف بانو اول جيل من مطارات القرن الحادى والعشرين واليوم بتفكر نفس المطار تغيرو يعنى تطورو اكثر والقروش الله يبارك فيها بتساعد كتير.. وربنا ماحرم زول ولا بلد من الموارد والقروش بس يصبر عليك تتصرف فيها وبيها كيف فكرك السودان مافيهو قروش ..والله القروش اللى في السودان ماموجودة في اى بلد لكن هزمتنا الإدارة والإرادة عشان ندبرها بطريقة كويسة..المسرح في السعودية يتطور ويتطور والفن والمواهب جزء من الموارد ربنا ما حرم منها بلد او مجتمع المهم يكتشفها ويصقلها ويطورها والاهم يحافظ عليها ويحسن استغلالها.
    العبط بتاع محمد موسى وأمثاله نكات كلها ترسخ للقبلية وتزدرى مجموعات اثنية ما ممكن نقول ليهو فن ولا مسرح لانو ماعندو هدف ولا مضمون فنى .. فى ذمتك ..شايقى قال.. ولا رباطابى .. ادروب سوى .. ولا إساغة سوا … دى نكات والأسحف منها اللى الهبل (بضم الهاء) اللى قاعدين يضحكوا….
    كسرة… مشيت أحضر عرض في قاعة الصداقة مسرحية نسيت اسمها شوف البلية دى .. المهم حبيت اشترى تسالى من البنت قدام بوابة القاعة ..سالتنى ماشى وين قلت ليها داخل المسرحية .. قالت بعفوية…ما تخسر قروشك ساكت.. ديل ما عندهم حاجة كل يوم برددوا نفس الكلام… شوفى المسرح الطبيعى دا بصراحة أخدت معاها أطول مدة اتونس يعنى طلعت الشابة الصغيرة دى موهوبة أكثر من الللى مالين القاعة ضجيج..

  2. انت ترى كذلك ونحن وغيرنا يرى غير ذلك.. اقول ذا رغم تجاوزر العالم السيمنا { السوء نمى } رؤويتنا في الوهابية المرتدة التي صارت تحلل كل ما كان محرما – عندهم طبعا – هؤلاء المتأخرون كانوا يعادون – ولا يزالون – كل جديد ومجهول عندهم ومن غرائبهم الرجعية انهم باسم الدين يفرضون على المسسلمين رؤيتهم الرجعية القاصرة.. الوهابيون اطلاقا لا يقارونون انفسهم بالآخرين من العرب والمسلمين.. في الخمسينات من القرن الماضي كانوا يحرمون تعليم البنت ويرون كل متعلممة منحرفة ويظنون ذلك بسبب التعليم في المدارس الكفرية وكانوا يرون في المصريين والسودانيين والشوام انهم ديوثيين لأنهم علموا بناتهم!! وبعضهم رأى فيهم كفارا ..وبعد حين حللوا تعليمها لم حللوا ولم حرموا؟ .. وفي أواخر الخمسينات والستينات كان في مصر والسودان فرق قوية لكرة القدم وكانت من الشهرة من المكان يومئذ افتى الوهابيون بانه لا يجوز والسبب التشبه بالكفار وتفويت اوقات الصلوات .. فضلا ان اللاعبين يلبسون ملابسة قصيرة تكشف العورة!! بعد حين صار السعودية الوهابية و:انهم هم من اخترع هذه اللعبة وإنهم هم أإمتها { الغريب ان الوهابيون سموا انديتهم باسماء الاندية السودانية يومئذ كالهلال والمريخ والنضر والاتحاد } في آواخر الاربعينات والخمسينات والستينات كان فن الغناء سامقا في السودان _ كذلك مصر والشام _ عمالقة المغنيين السودانيين يرجعون لذا الوقت وكانت الاذاعة السودانية مسموعة في الحجاز واليمن والقرن الافريقي .. اصدر الوهابيون فتاوى بحرمة الغناء ومن يفعل ذلك فااسق ولا تنسى قصة الملك عبد العزيز الذي سجن الفنان سرور عندما عرف انه عنااي – قصة عمله مع الملك فيصل وغناؤه في زواجهم غير صحيح فهؤلاء وهابيون يحرمون الغناء وفيصل حفيد ابن عبد الوهاب – الشاهد صارو الغناء حلال في نجد السعودية والوهابية وصار اكثر الغانيين والرقاصين عندهم وتعال شووف .. والمهم مامن شيء فعلناه الا وكان للوهابيين راي .. وكان من اكبر كبائر واعظم الحرمات سياقة الحرمة للسيارة والسينما ـ اعووذ بالله مفسدة ـ والدخان والمولد وكشف وجهه الحرمة وهكذا .. والحمد لله عشنا لنرى ما حرمه الوهابين على الآخرين بالأمس وتحلل وصار هناك هيئة للترفيه .. سترون الخطوة القادمة اباحة الاختلاط وهو المحرم تحريما مؤبدا في دين الوهابيين وسيقولون الاصل في الاشياء الاباحة … يا هؤلاء هكذا قال علماء العالم الاسلامي فاين كنتم!؟؟ لكنه الاستبداد الديني الموظفة للدين لصالح ولي الأمر – بزعمهم – وصالح المجتمع ..

  3. الكاتب يقول :

    (((ستنتقل الحركة الثقافية المنطلقة في السعودية بهذا البلد من ذيل قائمة الحركة المسرحية والفنية إلى مراتب متقدمة تنافس فيها السعودية قريبا جدا على الصدارة وتحصد الجوائز في المهرجانات الثقافية العربية والدولية)))

    لماذا لا تلزم الصبر حتى ترى ماذا سيحدث لهذه الطفرة السعودية؟!!

    لماذا تستبق الاحداث أيها المنافق الصغير؟!

    شئ عجيب !!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..