مصير مجهول ينتظر قرار إنشاء قوة عربية مشتركة

أقرّ البيان الختامي للقمة العربية التي أنهت أعمالها، أمس الأحد، إنشاء قوة عربية مشتركة، وهو مطلب شدد عليه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في أكثر من مناسبة خلال الشهور القليلة الماضية، خصوصا مع تصاعد التوتر مع تنظيم “داعش” الذي ذبح 21 مصريا قبطيا في فبراير/شباط الماضي، وعدم قدرة قوات اللواء خليفة حفتر التي يدعمها السيسي على حسم صراعها مع قوات فجر ليبيا، المدعومة من المؤتمر الوطني العام في طرابلس.

وأعلن السيسي، أمس الأحد، عن تشكيل فريق رفيع المستوى تحت إشراف رؤساء أركان القوات المسلحة بالدول الأعضاء، لدراسة كافة الجوانب المتعلقة بإنشاء القوة العربية المشتركة وتشكيلها.

وقال أمين عام الجامعة العربية الذي تلا البيان الختامي للقمة: “نؤكد احتفاظنا بكافة الخيارات المتاحة، بما في ذلك اتخاذ اللازم نحو تنسيق الجهود والخطط لإنشاء قوة عربية مشتركة، لمواجهة التحديات الماثلة أمامنا ولصيانة الأمن القومي العربي”.

اقرأ أيضاً: قمة شرم الشيخ تقرّ تشكيل قوة عربية مشتركة

وجاء إعلان القمة العربية على وقع حملة “عاصفة الحزم” التي تقودها السعودية ضد المليشيات الحوثية في اليمن، وقالت الرياض إن تسعة دول تشاركها في هذه الحملة، من بينها جميع الدول الخليجية باستثناء سلطنة عمان.

وكان اجتماع لوزراء الخارجية العرب، الخميس الماضي، أقر “بالإجماع” تشكيل قوة عربية مشتركة.

لكن أيا من الاجتماعين (الزعماء ووزراء الخارجية) لم يحدد شكل هذه القوة العسكرية المقترحة، وحجمها ومهماتها والحالات التي تتدخل فيها.

ويبدو أن تأثير “عاصفة الحزم” على قرار تشكيل قوة عربية مشتركة بدا “غير واضح”، في ظل الحماسة “الضعيفة” التي تبديها السعودية لتشكيل مثل هذه القوة، كما أن تباين ردود فعل أطراف الحكومة المصرية تجاه “عاصفة الحزم” مع الساعات الأولى لها، شكك في حجم التنسيق بين مصري والسعودية اللتين يعول عليهما في قيادة القوة المقترحة.

ونقلت وسائل إعلام مصرية عن الخبير العسكري المصري بهجت خليل، أن الأنظار تتجه إلى الدول العربية التي تملك قوات على أرض الواقع مثل السعودية ومصر والأردن.

لكن بهجت يشير إلى أن تكوين تلك القوة الآن يحتاج إلى كثير من النظر، لأن دولا عربية عديدة توجد فيها صراعات، ولا تملك جيوشا فعلية تمكنها من المشاركة بالقوة المقترحة.

ويشير بهجت “ضمنا” إلى انشغال جيوش دول مثل العراق وسورية والسودان في صراعات داخلية، بينما تعاني معظم الدول العربية الأخرى من ضعف مؤسساتها العسكرية.

كما نقلت وسائل إعلام عربية عن اللواء محمد غباري، أن القوة هذه يجب أن تكون “دفاعية” في المقام الأول، لا “هجومية”، وهي القضية التي ستكون مثار جدل في ظل الشكوك التي تدور حول النوايا الحقيقية لبعض الأطراف العربية من وراء القوة المشتركة.

وفي مقابلة له مع وسائل إعلام عربية، نشرت اليوم الاثنين، رفض وزير الخارجية الجزائري رمضان العمامرة مساهمة بلاده “بوحدات مقاتلة”، وقال إنها ستكتفي بتقديم الدعم اللوجستي كما تفعل مع القوة الإفريقية المشتركة.

ورأى أن انضمام الدول لهذه القوة العسكرية العربية المشتركة يجب أن يكون “اختياريا، وهذا يعني إذا تطوعت بعض الدول لتشكيل القوة وامتنع البعض الآخر، فهذا لا يعني التمييز بين أعضاء الجامعة العربية”.

وكان نظام السيسي دفع باتجاه تدخل عسكري في ليبيا قبل شهر، لكن هذا المسعى أحبط بعد أن قوبل برفض شديد من أطراف دولية، مثل إيطاليا وبعض الدول الأورربية، كما اتهم حينها بالسعي إلى استغلال حادثة مقتل الأقباط المصريين للتدخل في ليبيا، ودعم القوى الحليفة له بقيادة اللواء خليفة حفتر، بينما اتهمه آخرون بالسعي للسيطرة على منطقة الهلال النفطي شمال شرق البلاد.

واقترح الوزير الجزائري أن تكون قيادة أركان القوة داخل جامعة الدول العربية، “لأن القوة ليست غاية في حد ذاتها، وإنما الجوانب السياسية هي التي تحكم هذه القوة”.

وكانت مصادر أكدت لـ “العربي الجديد” أن الاختيار وقع على السودان ليكون مركزاً لقوات الدفاع العربية المشتركة، التي من المقرر تشكيلها.

لكن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية، علي الصادق، قال لـ”العربي الجديد”، إن “القضية سابقة لأوانها، وإنه لم يتم حتى الآن طرح موضوع استضافة السودان لتلك القوات”.

العربي

تعليق واحد

  1. طبعا العرب اصلهم ما بسيبو طريقتم في التفكير واتخاذ القرارات الفوقية المستعجلة بدون اعتبار للموقف الدولى مؤكد لن ينجحو في تكوين قوة مشتركة ولن تتركهم اسرائيل ولا العالم الغربي للشروع في انشاء قوة مشتركة خلوكم من القوة العسكرية العرب ما خلوهم يعملو سوق مشتركة يخلوهم يعملو قوة مشتركة! القوة المشتركة الظهرت في حرب اكتوبر كانت السبب في شحترت العرب بعد داك وتاليبهم على بعضم

  2. الهيلمانة والهمرجة والهرجة دي كلها مقدمة للتدخل في سوريا. ياحلوين؟؟
    وطبعاً فاكر ين مافي زول نقشها ومتابع -بطريقة عمر الآخر (إبن عمنا عمر بن أبي أبي ربيعة – وآسف يابن):

    (إذا جئت فامنح طرف عينيك غيرنا لكي يحسبوا أن الهوي حيث تنظر)

    نحن نحن عارفين وشايفين أنو بعد التدخل السلاخي في اليمن حيدوروا 180 درجة وحيكون الدور على سوريا ثم ايران (اصدقاء البشير) وبعدها أركزوا لأنه الدور سيكون على الصومال ودا ضنب من الضنيبات الكيزانية وهكذا إلى أن يصل الدور للحوش وتنتشر الحروب بالوكالة – بعدها ستنشط التكتلات العسكرية الثانوية وممكن تطلع في راس واحد سعودي وهابي ولا ولا بوكوحرامي ينط في انقلاب اقليمي مسنود من جنس فصيل الأخوان الأسياد – فإذا كانت الإنقلابات الآن قطرية فليس ببعيد أن يظهر واحد بدقن متوسطة الطول والكثافة ولابس بشت من صوف الإبل ويعلن أنه خليفة الخلفاء وينصب نفسه على كل “الخلافات” الإسلامية ويبايعة أهل المشرق والمغرب على أنه ملك الملوك وتمتد مملكته لاحقاً بالإدعاء من ضفاف المحيط الهادي شرقاً وحتى ضفاف المحيط الهادي غرباً ومن القطب الشمالي حتى القطب الجنوبي . كما سيكون السودان بموقعه الإستراتيجي أحد أسخن المناطق بين غرب آسيا وغرب أفريقيا وحينها شدوا حيلكم –

    وأنا اري التهافت في تأييد هكا بداية فأنا أتساءل: البلد دي ما فيها رشيد أو من له عقل – يا حمار تمهل شوية ولا تفتح فمك قبل أن ينتهي آخر متحدث – ولكن قبلها لسه ممكن ترحل!

  3. نفرض ان السودان طلب المساعدة ضد المتمرديين. كما حدث في اليمن ضد الحوثيين .هل ستدخل قوة الدفاع المشتركة؟ واضح ان مصر تسعي لمساعدتها بالمال والسلاح في حروبها ضد الاسلاميين. وتنفيذ اطماعها في ليبيا.

  4. نفرض ان السودان طلب المساعدة ضد المتمرديين. كما حدث في اليمن ضد الحوثيين .هل ستدخل قوة الدفاع المشتركة؟ واضح ان مصر تسعي لمساعدتها بالمال والسلاح في حروبها ضد الاسلاميين. وتنفيذ اطماعها في ليبيا.

  5. نخشي أن يتورط الجيش السوداني في حرب اليمن, مثلما تورط الجيش المصري في حرب اليمن في بداية الستينات الماضية و حدث ما حدث من مآسي حتي إضطر المصريون للإنسحاب من اليمن.

  6. المهم تشكيل قوة عربية أياً كان نوعها ومهامها هجومية أو دفاعية لأن وجود مثل تلك القوة سوف يجعل الشعوب العربية تشعر بأنها لا تزال على قيد الحياة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..