والي القضارف في أول حوار صحفي:سنحارب الفساد ونجفف منابعه

رهن والي القضارف، الدكتور سليمان علي محمد، إجراء تغييرات في هيكل الولاية، وتشكيل الحكومة الولائية بإجازة قانون الحكم المحلي، وقال الوالي، وأكد “إن الحكومة ستكون رشيقة والهيكل سيكون رشيقا”، وأشار والي القضارف إن أولويات حكومته ستكون لقضايا ستكون لقضايا المياه والطرق والصحة والتعليم ومعاش الناس، بجانب الإستفادة المثلى من الموارد الطبيعية التي تذخز بها الولاية في الزراعة والثروة الحيوانية، لافتا إلى أن محاربة الفساد سيكون أيضا أحد أولويات الحكومة، بمحاربته وتجفيف متابعه واسترداد الأموال المنهوبة، وذكر الوالي أنه سبكون منفتحين على الجميع”، واصفا ولاية القضارف بأنها سودان مصغر، وقال الوالي لـ(التيار) في أول حوار صحفي له “سندير هذا التنوع إدارة حكيمة لخلق وحدة سودانية تلتف حول الأهداف العليا”، وقطع بأنه سيقف على مسافة واحدة من جميع المكونات، فإلى مضابط الحوار.
دكتور سليمان بدءا كيف تنظر إلى امر تكليفك بولاية القضارف في ظل كل هذه الظروف والتعقيدات؟
بداية أنا في هذا اللقاء اترحم على شهداء الثورة السودانية، واحييهم تحية المجد والخلود، وكل شهداء النزاعات والصراعات المسلحة، واحيي الثوار والكنداكات الذين صمدوا في وجه هذا النظام المستبد وازاحوا عن الشعب هذا الظلم والطاغية، واقول إن هذا التعيين يأتي في إطار استكمال الهياكل واقرار الدولة المدنية المكملة لأهداف الثورة، ويأتي هذا التعيين في ظروف دقيقة، و أزمة اقتصادية ومعاناة وشح في الدقيق والخبز والوقود، ويأتي هذا التكليف في إطار سعينا المستمر من أجل التحول الديمقراطي، ومن اجل حكم الشعب لنفسه، وأن نعمل وسط الشعب مكافحين ومناضلين ومع جماهير شعبنا، وقوى الثورة ومكونات قوى الحرية والتغيير، من أجل خلق تحول في حياة المواطنين، وأن نعبر هذه الفترة، ونسأل الله أن يعيننا في ذلك.
القضارف ولاية متعددة ومتنوعة، ماهي رؤيتكم لإدارة هذا التنوع، خاصة وأن تقاطعات عديدة تتقافز في هذا الأمر؟
القضارف سودان مصغر بها تنوع كبير وهذا التنوع نحن نعتبره مصدر ثراء، وله دور كبير في أن يخرج إنسان مختلف، ففي كل أنحاء العاصمة واجزاء الوطن وخارج البلاد تجد إنسان القضارف متكاتف ومختلف، فإنسان القضارف متميز وإجتماعي بطبعه، وناسها متماسكون ومترابطون بكل أنواعهم وسحناتهم، هذا الانصهار خلقته هذه الولاية المتميزة، نحن سنعمل على إدارة هذا التنوع إدارة حكيمة لخلق وحدة سودانية تلتف حول الأهداف العليا، والأهداف التنموية، بعيدا عن الأهداف الضيقة، من جانبنا سنقف على مسافة واحدة من جميع المكونات، و سنعمل مع هذه المكونات في إطار قومي واطار وطني وجماعي بعيدا عن الميل نحو هذا أو ذاك.
كثير من التساؤلات تدور بشأن تعيين حكومة الولاية، والوظائف القيادية بها، هل سيتم تشكيل الحكومة بناءا على معيار الكفاءة أم الولاء والمحاصصات؟
معلوم إن الطريقة التي تم بها إختيار والي القضارف المدني، كانت متميزة وتختلف عن الكثير من الولايات الأخرى، ووجدت كثير من الإشادات من المراقبين، الذين تابعوا مراحلها، أو اطلعوا عليها، فقد كانت مفتوحة لجميع المواطنين، كونت قوى الحرية والتغيير لجنة للترشيحات، وسمحت لجميع المواطنين المشاركة في وضع المعايير، ثم الترشيح بناءا على المعايير التي تم التوافق عليها، فتم تقديم 54 مرشحا، فتم الفرز بناءا على هذه المعايير، حيث تم تقليصهم إلى 30 مرشحا ثم 5 مرشحين، ثم 3 مرشحين وتقديمهم للمركز ليختار من بينهم الوالي، هذا النهج المهني في اختيار الوالي سيكون منهجنا في تشكيل حكومة الولاية، سيتم تشكيل لجنة للترشيحات وسنطلب منها وضع معايير للمواقع المختلفة، وسيتم التشكيل بناءا على ما يسفر عنه قانون الحكم المحلي الذي تحت الإجازة الآن، ومايفرزه من هياكل للحكم في الولايات، لكن اي كان ستكون الكفاءة والتأهيل الجيد هي المعيار الأساسي لتقلد الوظائف في القضارف أي كانت .
السيد الوالي هل ستقوم بإجراء تعديل في الهيكل الحكومي للولاية يشمل الوزارات والهيئات والمؤسسات؟
التغيير في الهيكل سيكون مرتبط بإجازة قانون الحكم المحلي، صدور القانون هو الذي يحدد الهياكل، الحكومة الانتقالية لديها إتجاه إلى ضبط وتخفيض الإنفاق، لذلك ستكون حكومة رشيقة، وهيكل رشيق لإدارة الولاية.
البعض يتخوف من أن تحيط بالوالي بعض “الشلة” فتلتف حوله، وتبعده عن الجماهير وقضاياها، فالذين حول الحاكم دائما اما أن يقودوه لما نحو الخير والنجاح، و اما أن يوردوا به المهالك ويقودونه نحو الفشل بتقديم مصالحهم الذاتية الضيقة؟ ترى ماهي “حاشية” الوالي، ومن هم مستشاروه وخاصته الذين يعتمدهم في إدارة شئون الولاية؟
نحن نعمل وفق أهداف الثورة، ولذلك نلتف حول الأهداف وليس الأشخاص، سنعمل مع الحادبين من أجل مصلحة الوطن، لا المصالح الذاتية الضيقة، ونحن منفتحين على الجميع، وسننسق آكيد مع الحرية والتغيير الحاضنة السياسية، وبيننا ميثاق الحرية والتغيير هو الضابط للعمل.
استشراء الفساد في الدولة كان واحدا من القضايا الأساسية، للثورة السودانية، ولاية القضارف ضرب الفساد مختلف أجهزتها ومؤسساتها، ما الذي أنتم بصدده لمحاربة هذه الظاهرة، وإيقاف التردي الذي صاحب مختلف الاصعدة بسببها؟
محاربة الفساد والشفافية، أحد أولويات الحكومة الانتقالية، ونحن سنعمل بشكل جاد على محاربة الفساد وتجفيف منابعه، وضبط المؤسسات من خلال المراجعة والأجهزة، سنعمل على ملاحقة الفساد السابق من خلال لجنة التفكيك ومحاربة الفساد، التي ستعمل على استرداد الأموال المنهوبة، في الأراضي والتنمية والكثير من المؤسسات، بالطبع لجنة التفكيك بالولاية تم تأسيسها قبل تعييني واليا بالولاية، من قبل الوالي السابق، وسألتقي بها في غضون هذين اليومين لوضع خطط العمل.
القضارف ولاية زراعية، وغنية بالموارد الطبيعية من زراعة وثروة حيوانية وغابات، ماهي رؤيتكم لإدارة الولاية في هذا الجانب؟
اطمأنينا على سير الموسم الزراعي، من وقود وتقاوي ومبيدات، واعتقد إن تدفق الوقود للولاية مطمئن وهو موزع على كل المراحل (التحضير، الزراعة، الكديب، الحصاد)، ولكن سنعمل على زيادة الحصة المصدقة للولاية، لأننا لاحظنا إنها اقل من المطلوب، كما إن هذا الموسم والذي شهد في الأيام الماضية معدلات أمطار عالية، يجعل استهلاك الوقود أعلى بالنسبة للمزارعين “التربة ستكون طينية ثقيلة”، أقول إننا جئنا في منتصف الموسم الزراعي، لذلك سنخطط بصورة علمية ومدروسة تراعي كل الجوانب والأخطاء التي صاحبت العمل الزراعي بالقضارف، سنحرص على بسط العدالة بين الناس، وسنخطط لزيادة المساحات الزراعية بالولاية بالتوسع أفقيا، وفي نفس الوقت التوسع رأسيا بدعم وتشجيع تطبيق التقانات الحديثة لزيادة إنتاجية الفدان من المحاصيل المتخلفة، وسنمضي في الاتجاه العام للدولة بزيادة المحاصيل النقدية، لكن عموماً الموسم الحالي مبشر ومن خلال لقائنا مع مدير عام وزارة الإنتاج والموارد الاقتصادية، وقفنا على العمل الكبير الذي تم، والاستعدادات في إدارة وقاية النباتات بمكافحة الآفات وتجهيز المبيدات والمطارات الترابية لطائرات الرش.
القضارف لاتزال تشهد أزمة خانقة في الخبز وغاز الطهي بسبب شح الكميات المخصصة للولاية من الدقيق والغاز، ماهي معالجاتكم لحل هذه الأزمة؟
نعم إنسان القضارف عانى بصورة كبيرة من هذه الأزمات، والتي تلعب بعض الأيادي والنفوس الآثمة في زيادة معاناة المواطنين بسببها، أيضا لجان المقاومة ولجان الخدمات والتغيير لعبت دورا كبيرا في الإدارة أيام الأزمة، ولكن نحن سنعمل أيضا على حلول جذرية مع الإجراءات التنظيمية التي لن تتردد في إقالة كل من هو معيق في هذه القضية، معلوم إن القضارف في موسم الخريف تشهد إقبالا كبيرا من خارج الولاية، بسبب الزراعة والعمالة الزراعية، مما يزيد الضغط على كمية الدقيق الموجود، لذلك سنطالب بزيادة حصة الولاية من الدقيق، ومستصحبين أيضا دراسات علمية أجريت في هذا الصدد ولم تجد حظها من التطبيق وهذه الدراسة تبين استهلاك مدينة القضارف بناءا على عدد السكان، هذه المعطيات سنسقطها كذلك على على الغاز وسنعمل على زيادة حصة الولاية به، ولن نتردد في محاسبة الوكلاء المتقاعسين والمتلاعبين في الدقيق والغاز.
التيار