هل الكتابة عن قضايا مناطق الحرب عنصرية ؟

عندما اشرت في مقال نشر في عدد من مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) وبعض الصحف الالكترونية هي الملاذ الاوحد الذي يجد الكاتب والصحفي ، ولا تتوفر مساحة الحريات الصحفية في العديد من الصحف الورقية التي تصدر من الخرطوم (ضيعة ) المؤتمر الوطني ، لاسباب نعرفها من الخطوط الحمراء التي يضعها جهاز الامن والمخابرات الوطني ، والمصادرات التي تطال الصحف بعد الطبع مباشرة من المطابع ، واستدعاء الصحفيين الي مكاتب جهاز الامن للتحقيق في قضايا نشر ، وايقاف العديد من الصحفيين والكتاب في الصحف لان الدولة تري فيما يكتبونه خطرا علي سياستها ، وتسميها بسياسة الامن القومي ، عندما يتطرق الي الازمات الانسانية في المناطق المذكورة ، وقضايا حقوق الانسان من اعتقالات لحقت بابناء كل السودانيين ، الا الاستهداف العنصري بالقتل اغلبهم يطال ابناء اقليم دارفور منذ ان اندلعت الازمة في عام 2003 ، في الخرطوم والمدن الاخري ، وفصل تعسفي من الدراسة ، بحجج انهم اذرع لحركات مسلحة في الجامعات في البلاد ، والتعدي عليهم في منابرهم السياسية وتجمعاتهم في الحرم الجامعي ، فالتطرق الي هذه القضايا لا يعتبر فتنة ، ولا تحريض علي العنصرية علي مكونات بعينها في البلاد ، ومن حملوا السلاح في وجه الدولة الظالمة لا يستحقون التجريم والتشويه ، هذا لا ينسينا الموت الجماعي في المنطقتين .
نعم ، قد يرسل البعض لك رسائل في البريد او يعلق علي موقع التواصل يطالب فيه صاحب المقال ان يتحري الدقة وينشر الحقائق ، بدلا من بذر بذور الفتنة بين ابناء الوطن ، ويأتي هذا في سياق الكتابة عن الاعتداء التي لحق بطلاب دارفور جامعات الخرطوم الاسبوع الماضي ، او عن ما كتب عن قضية انسان لقاوة في اعتصامهم ومقاطعتهم للانتخابات باعتبارها فتنة ، لعن الله من ايقظها ، فانا اقول انها ليست فتنة ولا عنصرية تستحق التستر ، فالنعصريون والاقصائيون وحدهم من يقولون ذلك ، اولا لانهم المستفيدون من الحروب الدائرة الان في مناطق السودان ، ثانيا ان الحرب بالنسبة تمدد لبقاءهم علي السلطة لاطول فترة يريدونها حتي لو ماتت وفنيت كل الشعوب السودانية ، اما باعتقالها والزج بها في السجون ، ورميها بصواريخ الانتيوف والابابيل في جبال النوبة ودارفور والنيل الازرق ، ثالثا ان العنصريون في السودان هم من يستهدفون ابناء دارفور في جامعات الخرطوم ، والقيادات السياسية والمدنيين والناشطين في المنطقتين ، ورابعا ان الخرطوم هي الاولي ان توصم بالعنصرية والتطهير العرقي ، وهذا يكشفه خطاب قاداتهم العسكريين كما قالها والي جنوب كردفان السابق ووالي شمال كردفان الحالي احمد هارون المطلوب للجنائية ، واحمد هارون حسب التنصيف العنصري للمركز ، ايضا يوضع علي قائمة جد يوسف يوسف الذي ظهر بعد حادثة (اراذل القوم) ، عندما صرح احمد هارون في حشد عسكري لقيادات عسكرية (اكسح امسح قشو ما تجيبو حي ) ، هي اشارة للقادة العسكريين في جبال النوبة الموالين للحكومة لا نريد اسيرا ولا جريحا في حملات الصيف الحاسم في المنطقة ،وبالعكس ما تكشفه انسانية الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال ، وسعيها مع سائحون لاطلاق سراح الاسري لديها ، وحزب المؤتمر الوطني يضع العراقيل التي تؤخر من اطلاق سراح الاسرس بعد موافقة الحركة الشعبية نفسها علي المساهمة علي الاطلاق ، باعتبارها قضية انسانية لا تستحق المساومة السياسية ، وهذا المبدأ الاخلاقي تفتقده الحكومة السودانية تحت عباءة الحزب الحاكم ، والعنصريون علي كراسي السلطة ..
ان العنصريون في حكومة الخرطوم ينشرون بذور الفتنة في كل مكان ،والتفريق بين ابناء الشعوب السودانية في كل المواقع ، وهي الان تقوم بذلك في دارفور وكردفان ، الفتنة بين القبائل العربية في دارفور بين الرزيقات والمعاليا ، هم من القبائل العربية تمد قبيلة بالسلاح ضد اخري ، واشعلت الفتنة بين ابناء المسيرية انفسهم ،راح عدد من الضحايا الابرياء بسلاح حكومي تدعي انها تعمل علي القضاء الفتنة بين ابناء المسيرية ، المؤتمر الوطني يضع اعينه علي ابار البترول في مناطق المسيرية ولا يهتم بمناطق المسيرية في التنمية المستحقة ، ويضع اعينه علي مناطق تعدين الذهب في جبل عامر بولاية شمال دارفور ، ولا يهتم للضحايا بين الابالة والبني حسين في منطقة جبل عامر ، فالمورد الطبيعي بالنسبة للمؤتمر الوطني اغلي من الانسان . من يريد ان يقول ان كاتب المقال عن ابناء دارفور في محنتهم الدائرة الان في الخرطوم ، والاستهداف من جهاز الامن والوحدة الجهادية التابعة للمؤتمر الوطني في جامعات النيلين والاهلية والزعيم الازهري في الاسبوع الماضي ، انه عنصري ، اقول لهم ان العنصرية التي تريدون وصمي بها ، هي عنصريتكم الخفية وراء قناع الوطنية المزيف ، فكل للوطن ، والوطن مستحيل ان تحدده جهة جغرافية معينة ، وتوزع (صكوك) الوطنية لمن تشاء ، وتحرم اخر من وطنيته ، لا لسبب موضوعي ، الا لانه اختلف معكم ، وعندما التعليق يا اسحق انت كل تنشر في الفتنة كل يوم ، وهذه هي العنصرية ، فكاتب المقال ليس اسمه (اسحق) فاسمه معروف . وهذا التعليق ذكرني بماصرح به ياسر يوسف القيادي في المؤتمر الوطني ، عندما وصف قادة المعارضة( باراذل القوم )، وجهت له سهام الانتقاد من الجميع ، وحاول الحزب ان ينكر ما قاله ياسر يوسف عن المعارضة ، الا ان الدواء جاء متأخرا ، فحاول العنصريون ادارج اسمه جده (ابكر) ، واصبح ياسر يوسف ابكر ، عند ظهور اسم ابكر ، انصرف المعلقين عن القضية الاساسية ، وشتم المعارضة ، فحاربوا ابكر جده الذي لم يكن يعرفه اغلب عضوية المؤتمر الوطني ، وبعد كل هذا تطلقون علينا دعاة الفتنة والعنصرية ، استحوا من انفسكم لو مرة .
[email][email protected][/email]


