الكاسب الوحيد من تحول البشير هو المعارضة المسلحة

أخبار المدينة
في الأنظمية الشمولية التي تحكمها توجهات عقائدية أو فكرية متطرفة تحدث دوما تحولات دراماتيكية وتقلبات في سياساتها حسب أمزجة التنظيم أو الحاكم الذي لا يؤمن إلا بسيناريو الإنقلاب الذي أوصله لسدة الحكم والتغيير الذي يكرس لمصلحة بقائه وإستمرارية نظامه، ومنذ إنقلابهم على السلطة الديمقراطية في يونيو 1989 كرس تنظيم الأخوان المسلمين بقيادة حسن الترابي سياستهم بمعاداة كل الدول التي يرونها لا تتفق ورؤياهم، فكانت معاداتهم السافرة وبإيحاء من التنظيم الدولي للأخوان لكل من المملكة العربية السعودية ودول الخليج ومصر، وقد نالت السعودية من ذلك العداء ما جندوا لها بوقاَ إعلامياَ في شخص الرائد يونس محمود ليكيل من الشتائم والسباب التي لا تشبه أي خلق وعفة لسان تربى عليها كل مواطن سوداني كما أصدروا ومولوا جريدة المسيرة لذات الأغراض الدنيئة وأفردوا الصفحات المبوبة بإسم مملكة الصمت في إنحطاط وسقط صحفي لا يشبه ما عرفت به الصحافة السودانية على مر تاريخها الصحفي الطويل…!! ولم يكن وقوفهم المخزي ضد إرادة شعبهم إلى جانب صدام حسين حين غزا الكويت إلا أحد سيناريوهات العداوة الغير مبررة لدول الخليج، سياسة عرجاء لم تقدر مصلحة الشعب بالداخل ولا مصلحة الآلاف من المغتربين في تلك الدول، رفضوا المشاركة في تلك الحرب الإنسانية لإخراج محتل من أرض إغتصبها عنوة وشرد أهلها، الكويت التي كانت من أكبر داعمي السودان بأعمالها الخيرية والإستثمارية في الشمال والجنوب لدرجة أن جون قرنق عرض عليهم المشاركة مع التحالف بقواته….!! وكل متابع لتلك الأحداث عرف إنها كانت بداية النهاية لوطن إسمه السودان، فقد كان هناك حصار شبه كامل أوقفت معه جميع المعاملات وتضرر الكثير من المغتربين، وما فعلوه بالخليج فعلوه بمصر فهم يجيدون الفصاحة باللسان لا بالأفعال، ومن ضمن تحرشاتهم وتصريحاتهم الإعلامية كحرق البخور جاهروا أنهم بصدد التعاقد مع شركات للتنقيب عن الذهب والمعادن في حلايب وشلاتين وما كان من الرئيس حسني مبارك بعد فعلتهم ومحاولة قتله في أديس أبا با إلا أن قام بإحتلالها بالفعل لا بالكلام ولم يفعلوا شيئا تجاهها حتى اللحظة، ونتيجة لكل تلك السياسات فقد فُتِحَتْ كل العواصم العربية لجون قرنق وأُستِقبلَ فيها كزعيم وقويت حركته إلى أن قادت البلد لتنشطر إلى دولتين…!!
ضاقت كل السبل في وجه النظام فبدلاَ من أن يحاول ترميم علاقاته التي أقسدها مع الدول العربية والأفريقية المجاورة أخذته العزة بالإثم فراح يجمع كل مطاريد الدول من الإرهابيين فجعل البلاد ملجأ وملاذا لهم حتى وصمته الإدارة الأمريكية بالإرهاب لم تشفع له كل تنازلاته بما فيها تقسيم البلاد من أن يمسح سجله من تلك الوصمة التي أضرت كثيرا بإقتصاد الوطن..!!
وحتى يجد منفذاَ للسلاح ليحارب به أبناء وطنه على كل الجبهات فتح البلاد على مصراعيها لإيران المعروفة بتصدير ثورتها ومذهبها الشيعي مقابل دعمها بآلة الحرب فراحت تنشيء الملحقيات والحسينيات لنشر فكرها فتشيع الآلاف بمذهب لم يألفه هذا الشعب من قبل،، وبدلا من أن يرجع النظام الى عقله ويتحاور مع ابناء الوطن الذين عارضوا توجهاته وحملوا السلاح ضده حتى يتفق الجميع ويوقفون نزيف الدم ويسعون في تنمية البلاد راح النظام يصم آذانه ويتحدى الجميع مستفردا بسلطة سلبها عنوة،،وكانت النيجة هي تدمير الوطن والفشل الذي طال كل القطاعات الإقتصادية والتعليمية والصحية، ولأن الكذب والنفاق هي السياسة التي أصبحت ينتهجها كل القيادات بما فيها رأس الدولة راحوا يطرقون أبواب الدول العربية التي عادوها دون مبرر في السابق حينما أخذتهم العزة بالإثم،، والآن أخذتهم المذلة بالإثم فراحوا إليها صاغرين..متنكرين لكل إرتباط وتحالف يجمعهم بتنظيم الأخوان العالمي بل وفي ليلة وضحاها تنكروا لإيران وجندوا جيوشهم وأرسلوها للمشاركة لمحاربة حلفاء إيران في اليمن ليبرهنوا أن طلاقهم لا رجعة فيه…!!
وبدلا من هذا التخبط أما كان الأولى لهم أن يتصالحوا مع شعبهم بالداخل حتى يمزقوا فواتير أسلحة الحروب ومن ثم تطوير مشاريع التنمية والبنى التحتية والتوسع الزراعي والصناعي؟ وبدلا من كل هذه التقلبات إيرانيا وعربيا أما كان الأولى إنتهاج سياسة خارجية متوازنة بعيدا عن الإستقطاب المذل؟ فلو شحذ النظام همم أبنائه بالداخل وتصالح معهم لأنتجت البلاد من خيرها الوفير وما كانت في حوجة لأي مساعدات خارجية نطأطيء لها الرؤوس..!!
أما وقد ذهب النظام ليتصالح خارجيا وماذال يشعل حربه في عدة جبهات داخل الوطن فلا أعتقد أن هذا التحول سيكون في صالحه بحسابات الحرب التي لا يريد أن يوقفها،، فقد خسر إيران الممول لآلة الحرب بإرادته وهي الدولة الوحيدة التي لا تخشى شيئا وفي سبيل تصدير ثورتها ومذهبها تفعل كل شيء وأي شيء، وبالنسبة لدول الخليج قد تدعم النظام في شكل مساعدات خيرية وإستثمارات عن طريق رجال الأعمال لكنها لا تقدم أسلحة ولن تقدر لأنها محكومة وفق ما تمليه الإدارة الأمريكية وقد تعطيهم أمريكا الضوء الأخضر لأي دولة كانت إلا السودان الموشومة بالإرهاب في سجلاتها،،ولن تحارب أي قوات عربية مشتركة في السودان إذا تم تكوينها كما يشاع،، ومن هنا وبعد توقف المدد الإيراني سترجح الكفة في ميزان القوة العسكرية لصالح المعارضة المسلحة وإن لم يثب النظام إلى رشده ويقدم تنازلات ويصالح شعبه بالتي هي أحسن سنرى العجب العجاب في قادم الأيام….!!
….أبوناجي…
[email][email protected][/email]
وبعد توقف المدد الإيراني سترجح الكفة في ميزان القوة العسكرية لصالح المعارضة المسلحة وإن لم يثب النظام إلى رشده ويقدم تنازلات ويصالح شعبه بالتي هي أحسن سنرى العجب العجاب في قادم الأيام….!! شكرا ابو ناجى .
نعم كل ما ورد فى هذا المقال صحيح ولكن سنرى العجاب فى قادم الأيام من داخل النظام لأن المعارضة العسكرية سوف تتفرج على ما سيحصل بين النظام والمظرودين منه ( محليا الترابى وجماعتة وهم اكثرهم غيظا وحسرة وندامة وخارجيا ايران التى دفعت دم قلبها طيلة هذه السنين وفجأة تجد نفسها آوت بالشلوت ) فقد فتح البشير على نفسه ابواب الجحيم . فهل سوف يتركه النظام العالمى للأخوان المسلمين هكذا يبرطع ويلعب بيهم وهم الذين اتوا به فى هذا المنصب ؟ هل سوف يتركه الترابى ورهطه ينعم بكل الخيرات التى تعبوا فى جمعها ( 26 ) عاما ويتحملوا هم وزر الفساد الذى لطخوا به ايديهم والسمعة السيئة التى دمرت نظامهم والبت عليهم الشعب و اصبحت كلمة اسلام ومشتقاتها عندما تضاف الى اى اسم أو كيان أو جمعية أو حزب الخ … تثير غضب الناس وتنفرهم منها بل سوف يصل الأمر الى مقاتلتها وتصفيتها عندما يتغير الوضع . سوف تتفرج المعارضة على افلام آكشن وكاوبوى وسباجيتى . فقط انظروا الأيام القليلة القادمة وخبر اليوم بقروش بكره ببلاش لأن المكر السئ لا يحيق الا باهله .
يا جماعة ناس الانقاذ كيزان لا خلاف في ذلك وهم لم يتغيرو ولكن السعودية هي التي تغيرت بموت الملك عبد الله الذي كان يقود حلف مع الامارات ضيق على النظام في الخرطوم الان عادت لسيرتها القديمة