تواضعوا يرحمكم الله..!ا

هنــاك فرق.

تواضعوا يرحمكم الله..!

منى ابو زيد

ماذا أنت قائل إن كنت مجتمعاً دولياً، وقرأت السيدة عاجبة دابش، عضو المجلس الوطني عن ولاية الجزيرة، (في خبر صحافي مقدس) وهي تقول- بمنتهى البساطة والاطمئنانّْ- أن مقترح الحكومة العريضة (الذي أعلنت المعارضة عن رفضها إياه) هو تواضع من الحكومة (لقناعتها بضرورة لمِّ شمل القوى السياسية وتأمين الجبهة الداخلية من مخاطر التدخلات الخارجية)..؟! ثم ماذا أنت فاعل إن كنت? أنت، ذات نفسك!- قوىً خارجية متواطئة، أو كياناً مجهولاً متربصاً، أو أي جن أحمر، يرقب مثالب مشهدنا السياسي المحلي، مؤملاً الانقضاض في لحظة مواتية كما أومأت سعادة النائبة البرلمانية؟!.. لا توجد لحظة أكثر ملاءمة من ذلك اليوم الأسود، الذي تتناقل فيه صحف السلطة الرابعة، تصريحات نواب السلطة التشريعية، عن تواضع السلطة التنفيذية، في نظام حكم جمهوري..! ما هو الفرق بين النظام الملكي والنظام الجمهوري إذا كانت العقلية التداولية والحوار الديموقراطي في عرف نواب البرلمان (الذين يمثلون صوت الشعب) تواضعاً؟!.. ثم ما هو الفرق? والحال كذلك- بين السيدة فلانة عضو المجلس الوطني في جمهورية السودان الديموقراطية، والكونتيسة عِلاَّنة في عهد لويس السادس عشر..؟! أوَليست الجمهوريات هي البلاد التي تبنى فيها قرارات القوى السياسية على إرادة شعوبها؟!.. أوَليس المجلس الوطني هيئة تشريعية قومية يمثل نوابها هذا الشعب الفضل؟!.. دعك من المفروض.. أوَليس البرلمان في الحكومات (التمثيلية)- التي تتعدى سلطتها التنفيذية على دوره- جهة (خِدَمِيَّة) تتحدث عن مطالب الشعب..؟! دعك منِّي، هل سمعت? يوماً? بنائب برلماني يتحدث عن التواضع كمصطلح سياسي، أو سلوك حكومي رشيد جدير بالتقريظ والإشادة..؟! لم يكن مداد الكُتَّاب الذين انتقدوا تبرير الفريق صلاح قوش- لضرورة الحوار مع ثوار الفيس بوك (تغيير سلوكهم وحثِّهم على مساندة المشروع الحضاري!)? قد جفَّ بعدُ، عندما خرجت علينا السيدة عاجبة بمصطلح الحكومة المتواضعة..! الغرور السلطوي خطير.. خطير!.. يكفي أن معظم خبراء السلوك الإرهابي ربطوا بين بوادر الغرور وقابلية الشخصية لتبني الفكر الإرهابي.. هنالك سؤال بريء للغاية يتسول إجابةً علميةً شافية، نُحيله إلى خبراء تحليل الفكر السياسي والسلوك السلطوي? ولنا أجر المناولة إن شاء الله? مفاده ماهية ذلك الارتباط (الذي لا محيص عنه) بين فكر الحركات الإسلامية والكِبْرِ والغرور، والإقصاء، وتبخيس الآخر، كسلوك سياسي..؟! النظام المصري يحصد اليوم تبعات مثل هذا الغرور السلطوي الذي أفلح في تنميط الكيانات والشخصيات الأوتوقراطية التي عجلت بنهايته.. فهل من مذكر؟! سيدتي الكريمة، عضو المجلس الوطني (بعد التشديد على حاجة حكومتك المتواضعة إلى قسوة النقد الإصلاحي!) هل صحيح ما يقال من أن جلسات المجلس الوطني هي أفضل مكان وزمان لشرب كوب شاي أو فنجان قهوة، قبل التمتع بقيلولة مريحة..؟! إن لم يكن الحال كذلك، وأنتم? في أمان الله!-(شايفين شغلكم)، فـ باسم (من) تقررين تَفضُّل حكومة (متواضعة) على معارضة ليست (وش نعمة)؟!.. وبالإنابة عن (من) تستنكرين (تعزز) الليمون..؟! لا حول ولا قوة إلا بالله.. اللهم لا تسلط علينا- بذنوبنا- من لا يخافك فينا ولا يرحمنا..!

التيا

تعليق واحد

  1. الأستاذ/ مني
    السلام عليكم
    صحيح كل رؤوس النظام (ولا أقول رأس النظام) يتصفون بالغرور والكبر والاقصاء والتبخيس
    ولكن المصيبة الكبري ان رعاء وببغاوات النظام الذين يتقلدون مناصب سياسية ودستورية وتنفيذية (للاسف الشديد) هم منافقين ومنتفعين فماذا تتوقعين غير الغوغائية والببغاوية والتطبيل؟؟؟؟!!!!!!!!!!

  2. انت شايته وين يابتي مرة ضد الراشد ومع الريس ومرة مع كرار التهامي والان ضد البرلمانيين خلي الكورة واطة عشان نعرفها

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..