أخبار السودان

في ساحة اعتصامهم ب(المحبة) مليون قصة تحدث هناك

الزين عثمان

بالقرب من اللافتة (شبكة الصحفيين السودانيين) انا انتمي لهذا المكان وهو ما يعني انك تمتهن (الكتابة) ولكنك هناك تجد نفسك فقط تمتهن العجز لا سواه هذا الشعب اكبر من كل الحروف المرسومة في بطن الكتب ما يحدث امام القيادة هو فوق كل وصف

الصباح الباهي تماماً عليك ان تتجاوز المتاريس لتدخل الي قلب المعمعة تحس بان من يحرسونها بينك وبينهم ود من زمن (بعانخي) يفتشونك فيبتسم لخطوك التراب كيف لا وهم يفعلون ذلك بعد ان يسبقوه باعتذار لطيف سامحنا يا حبة وحين يطالبونك بان ترفع ايدك لاعلي ترى الكفوف وكانها تغازل شموخ وطن باكر فتضحك تاني هنا تفرح فرحا قدر الدنيا في نهاية المطاف المفتش صاحب ورفيق ثورة

انهم لا يفعلون شئ غير سد فرقة الوطن وبكامل المحبة هناك كل شئ يفاجئك ولكن كونك سوداني ومن هؤلاء فان كل المميز يمكنك تصديقه ومعه غير المعقول كمان احد شيوخ الصوفية يضرب علي نوبته واولاد قلبا يغنون (كضابة) وعلي طريقة الربع ونيجري الدوائر تتسع ولا شئ هناك يضيق فقط الكل يرغب في ازاحة هذا الضيق الممسك بتلابيب احلامهم منذ ثلاثون عاماً احد الشباب يضع امامه كوز من علبة صلصة ويربطه وهو يصرخ بصوت موسيقي يا زول تعال دوس الكوز يا زول تعال دوس الكوز تسمع اصوات الاقدام وهي تغوص في الحديدة التي لم يتبقي منها شئ وبعض ضحكات تمرق من القلب القلب جوة الحتة دي مساكن شعبية فهو يسع الجميع بالمعني الحقيقي للإتساع هنا تنمدد حلقة للتلاوة قدامهم شباب مدورين (زنق) ولا وصية هناك غير المتاريس يا حبيبي المتاريس لا احد يترك مكانه

الاماكن كلها مشتاقة ليك يا فجرنا الأتي الصباح مختلف فالموت المنتظر ليلاً لم ياتي والوعد مع الحياة التي تشبهنا وتليق بنا هي الحاضر دون غياب (الجياشة) في وسط شعبهم يغنون تحس ان خطوتهم في الارض تبدلت فما الذي يريده الجندي اكثر من ان يري معزته وقيمته في عيون شعبه في مقالدة امهاته في الشد علي كفه من ايادي الاباء في احتضان الاخوة الاصدقاء شركاء الوطن وفي المحبة المارقة زغرودة من اعماق بنيات البلد كل ذلك حضر واكثر مما يمكنك توقعه اغاني البنات تستعيد النغمة (ح تسقط وح نعرس ح نعرس جياشي) هتافات الشباب عند الصباح الباكر (ان حرية سلام وعدالة والجيش ورانا رجالة) السلاح الذي يتحول لعلامة الحواتة من اعلي البرج الذي بعث بالموت امس الاول والجند يرفعون التمام (ان ابقوا الصمود)

واهم ذلك الذي كان يخبرك في ازمان مضت ان هذا الجيش صنع من الزيف الحقيقة الماثلة والواضحة للعيان ان الجيش جيش السودان لا جيش الكيزان ومن يتوشحون شرفه هم رجال ارضعتهم امهاتهم حليب الطهر والشرف وعجنتهم الكلية بالبسالات من لدن عبد الفضيل وصولاً لحامد الحقيقة الواضحة كانت هي ان (الجيش معانا وما همانا)

الهتاف المحبب هناك شعب واحد جيش واحد لكن اجمل منه تلك الفرادة التي تراها في كل شئ السودانية الغارقة في تفاصيلها هناك كل شئ سوداني وعلي طريقته الخاصة سوداني حتي في استعادة الاشياء التي ظننا انها قد سقطت من في بحر الفساد الإنقاذي واجمل من استعادتك لقيمك هو استعادتك لمن يدافع عنها جميل ان تستعيد الجنود وهم يخالفون تعليمات العصابة ويتفقون مع حق شعبهم في الحياة والحرية .

ونهاية المطاف

هذا الجيش لنا ومثلها تلك العبارة المرسومة فوق مجسم القيادة (النصر لنا)

لن ينهزم الجيل الراكب راس وحتماً (كضابة) وداد لو ظنت ان سيحكمهم في مستقبلهم الرئيس الرقاص لن يحدث ذلك والشاب يحرس الترس ويضع امامه اللافتة المكتوبة (لن استحمي حتي يسقط) وكل الثوار نضاف وظراف من يزيلون اكوام الزبالة من ساحة الإعتصام سيصنعون في اخر المشوار وطنهم ناصع بياض المحبة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..