محجوب شريف.. مواقف زي الصخرة..!!

توطئة:

كان قد أتم دراسته للتو من معهد (السنتين)، وتخرج معلماً “للمرحلة الإبتدائية” ـ بعد أن أكمل دراسته الأولية (4 سنوات)؛ والمرحلة الوسطى
(4 سنوات)، في قريته الوادعة “المدينة عرب” ولاية الجزيرة.. حسب السلم التعليمي حينئذ في السودان.

إلتحق محجوب شريف، بمدرسة (الحارة الثانية) الإبتدائية ـ فور تخرجه ومن حسن حظي أني تتلمذت علي يديه وتشرفت بتعليمه لي؛ ومعه مجموعة من معلمي ذلك الزمن الرائع الأفذاذ.

لقد ذكرت ذلك في مقال سابق، منشور تحت عنوان (محجوب شريف مثيولجيا الرمزية، متدثراً برقاعه يغني للوطن خليلاً..معلماً)،

بعض الذكريات عن الراحل المقيم الأستاذ محجوب شريف، إقتبس منه مايلي:ـ
لأكمل وقائع الموقف الصلب، لمعلم شاب دون العشرين من عمره.. ساعتئذ ..لا غره مغنم؛ ولا أفزعه مغرم .. وهو يقف في وجه وزير التربيه والتعليم وبذات شخصه..!؛ مما ترتب عليه حرمان مدرستنا من المركز الأول في النشاط المدرسي والذي فازت به عن جداره مستحقة بفضل المجهود الخارق الذي بذله محجوب شريف.

(كان النشاط اللاصفي المدرسي، كالجمعيه الأدبيه، والصحف الحائطية والأنشطة الرياضية؛ في ذروة سنام ألقها وألمعيتها.

وكان أستاذنا محجوب شريف فارسها بلا منازع، ومايسترو إيقاعها ومكتشف المبدعين، من التلاميذ في شتي ضروب الفنون والإبداع، كالغناء، والإلقاء، والكتابة، والخط، والخطابه، والمسرح، إضافة للنشاط الرياضي.

وقد قام وبمبادرة منه بإنشاء أول مسرح مدرسي في مدرسة إبتدائية؛ (بمدرسة الحاره الثانيه الإبتدائيه) في أوائل سبعينيات القرن المتصرم؛ كأول مسرح في المدارس الابتدائيه في السودان.. علي ما أذكر.

وكان نتيجة لهذا النشاط الرفيع والمجهود المقدر من الأستاذ (محجوب شريف) كان أن فازت مدرسه (الحارة الثانية الإبتدائية) بالجائزه (الأولي) في النشاط المدرسي، في عيد العلم الثاني 1971، والتي تم حجبها من قبل.. وزير التربيه والتعليم شخصياً حينها(دكتورمحي الدين صابر)

عند محاولته أي الوزير تجيير، العمل الإبداعي لمنح الجائزه لمصلحة، (مايو) وفكر ” التيار القومي العربي” في النظام وتمجيد السلم التعليمي..!؟

وقد، علمت ذلك من أستاذنا محجوب شريف، فيما بعد؛ وفقدت مدرستنا الجائزة المستحقة، وكسبت صلابة الموقف وإستقلالية القرار، من أستاذنا.
محجوب شريف وبإصراره وصلابته المعهودة في مثل هكذا مواقف..لا تقبل البّين بيّن.. محافظاً علي إستقلاليته ومهنيته)

حاولت حينها وأنا أكتب ذلك المقال، أن إستوثق المعلومة من الأستاذ محجوب شريف لأوثق الموقف بدقة، حتي أقدم للقاريء الكريم معلومة صحيحة مستحقة.
فأرسلت له عبر كريمته.. الأستاذة (مي) محجوب شريف.. حيث كانت نوبة المرض اللعين قد داهمته، فسافر مستشفياً (لألمانيا)..
وللمفارقة لم ترد في حينها، خلافاً لعادتها.. وهي المعروفة بدقتها التي ورثتها من أستاذنا محجوب شريف .. فظننت أن المرض اللعين ربما يكون قد شغلها إلي حين.. ولما لم ترد لم أشأ الإلحاح بالطلب ..ونشرت مقالي دون تفصيل دقيق .. حتي لا إنشر معلومة غير دقيقة.

وبعدها بفترة وصلني ردها،(عبر وسيط).. نقلاً من الأستاذ محجوب شريف.. أنشره كاملاً ..لتبيان الحقائق وتثبيت المواقف للتاريخ…

“وكان سبب” التأخير قدوم الظافر (حميد) أبنها البكر..حمل الإسم، وجعله الله مباركاً.. و باراً بوطنه ووالديه..

شكراً (مي) ووفاءً لروح أستاذنا محجوب شريف.. أنشر الموقف الصلب والمشرف لمعلم شاب، أمام وزير للتربية..دون وجل أو عجل.. “وهذا نص الرد الوارد من (مي) محجوب شريف.. على لسان ..شاعر الشعب محجوب شريف.. تتوسده الرحمة في أعلا عليين.. حيث كنت قد إستفسرته عن صحة المعلومة ؛ وتفاصيل ما حدث..

الشاعر محجوب شريف:
اما بخصوص الرد …
المعلومه صحيحه … كان هذا في يناير أو فبراير 1970 …والسبب تم إستدعاء محجوب شريف، ومحمد وردي، وأوركسترا الإذاعه والتلفزيون في مكتب، محي الدين صابر ـ وزير التربية والتعليم.. وطلب منهم أن يغنوا
للسلم التعليمي؛ محجوب شريف رفض لثلاثة أسباب:

1ـ إنه في وزارة التربية والتعليم، يعمل معلم وليس شاعر؛ ولا يكتب الشعر بالتكليف.
2 ـ السلم التعليمي لم يتبلور؛ حتى يكتب عنه.
3 ـ إنه ليس بنجارـ ولم يتعود؛ ولن ينجر قصيدة.

وفي ذلك اليوم إتهمه، د.محي صابر بالشيوعية؛ وهو في ذلك الوقت لم يكن له أي علاقة بالشيوعية.”
*كانت السلطة ترمي عيونها عليه؛ أيما رمي وتعتقد أنه.. شاعرها الذي يفصل طلباتها حسب هواها.. ولكن خاب هواها.. وعلى الرغم من حداثة سنه؛ إلا أنه كان كبيراً وإختار لنفسه منزلاً يعلو به ، ومقام سامي عصياً على الطغاة الوصول إليه .. ولا مجال عنده البته، لأنصاف الحلول وأنصاف المواقف فدفع ثمن خياره..مسجوناً…ومفصولاً ومطارداً، ومشرداً ومحروم من حق العمل.. ومضى راضياً مرضياً..جسدا وبقية روحه ترفرف فوق الثريا والسماك الأعزل.
* وهكذا وقف شامخاً في وجه الوزير د. محي صابر وزير التربية والتعليم لكل السودان قبل التقسيم..!!؟؟ ..وهو معلم صغير في مدخل الخدمة.. مرفوع الهامة، سامق القامة.. قائلاً:-
– أنا أعمل بالتربية والتعليم معلماً..ولست شاعراُ..ولا أكتب الشعر بالتكليف..
ـ السلم التعليمي المتغير؛ للتو حديثاً.. لم يتبلور حتى نحكم له أو عليه.. ونكتب أشعاراً.
ـ أنا لستُ نجاراً للقصيد ..أنجر القصيدة حسب الطلب والمزاج، كما يفصل النجار الخشب حسب طلب الزبون..

من يجروء غيرك.. يا محجوب شريف؟

يقول: محجوب شريف في لقاء منشور..
(رمت السلطة عينها عليَّ .. مما جعلها تعتّقد إنني شاعرها.. وطبالها الذي يفصل على هواها ما تريد من قمصان الشعر.. وفساتين الكلمات وسرعان ما أطلقت حوليّ بخور الجذب المُضلِل ..الموقع، المكانة، الضوء، لكنني لم أكن سواء معلم إبتدائي بسيط.. إنسان لا يرغب في غير سترة الحال، وصحوة الضمير ..
إذ كيف يُمكن أن يقبل من تخرج قبل عام واحد فقط أن يصبح سكرتير تحرير صحيفة كبرى!؟؟ .. ألم يكن هذا (شركاً)..!!؟؟

*محجوب شريف.. لم يكن من الذين تستميلهم رائحة الرشوة النتنه و هوالقيم على الحق والصدق والفضيلة والبساطة وكريم الصفات..

لا هزه تهديد ولا أخافه وعيد.. ولا ضعف أمام إغراء أولآن لكِراء.. مطابقاً قناعته بممارسته سلوكاً. لا هادن؛ ولا لآدن..
وسدد ثمن مواقفه من أجل وطنه.. وبما آمن من مباديء بلا من ولا أذي بآذلأً أنضر سنوات عمره ..وأجمل أيام حياته وأدفأ ليالي الأنس، في سجون الطغاة المظلمة..مطارداً في الشوارع، ومشرداً، ومحروم من حق العمل.

كنا نمني أنفسنا أن يكون حضوراً ليشهد حصاد زرعه الذي شتل فسيلته..وليشهد غروب شمس هذا النظام.. الذي كم وكم كانت أشعاره بشارتناالتي عاظل في إرسائها مكب صابر في نبلٍ..

*اللهم أتزله منزل صدق عندك، وأجزه الخير عن العناء والشقاء والقهر الذي وقع عليه ضيماً وعدوآنا..
و إرتقي به؛ محققاً قول نبيك ورسولك الخاتم، الصادق الأمين.. (وجبت) بما شهد له من عبادك الكثر بالنبل ومن الذين يؤثرون علي أنفسهم ولو كانت له خصاصة وحبه الخير للآخرين..
*وأعطه كتابه بيمينه محصياً فيه، كل مثقال عنت ومشقة وغبن ووجع… ورجح ميزان حسنانته بعدد ثواني سجنه..ودقائق عذابات مرضه.. وساعات عدم الطمئنينة التي بثها الأمنجية..

* اللهم لا تدع له ذنباً إلا غفرته؛ وإحسن وفادته بفضلك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين.

*الهم يا حنان، ويامنان، يا متعطف، ويا رؤوف أجعله.. (في سدرٍٍ مخضوضٍ، وطلح منضودٍ، وظل ممدودٍ، وماءٍ مسكوبٍ، وفاكهة كثيرةٍ، لا مقطوعةٍ ولا ممنوعة، وفرشٍٍ مرفوعة.

عبدالوهاب الأنصاري:
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ((لا هزه تهديد ولا أخافه وعيد.. ولا ضعف أمام إغراء أولآن لكِراء.. مطابقاً قناعته بممارسته سلوكاً. لا هادن؛ ولا لآدن))

  2. الاسم الكامل
    انسان
    الشعب الطيب والدي
    الشعب حبيبي وشرياني
    اداني بطاقة شخصية
    من غيرو الدنيا وقبالو
    قدامي جزائر وهمية
    لا لون
    لا طعم
    لا ريحة
    وايام مطفية مصابيحها
    زي نجمة بعيدة ومنسية

    المهنة :
    بناضل وبتعلم…
    تلميذ في مدرسة الشعب
    المدرسة..
    فاتحة علي الشارع
    والشارع فاتح علي القلب
    والقلب مساكن شعبية

  3. محجوب شريف ميثولوجيا الابداع عبد الوهاب الانصاري 2-2
    حالة كوننا قياما، لمحجوب شريف ، لنوفه التبجيلا حيث كاد أن يكون رسولا … أستاذي لك ودي أمتهن شريف مهنة الأنبياء والرسل والفلاسفه، كان ذلك في نهاية ستينيات القرن المتصرم وبداية سبعيناته ونحن تلاميذ غر نضع أقدامنا في بداية السلم التعليمي وكانت تسمي آنئذ تلك المرحلة الاولي للتعليم بالمرحله الأبتدائيه ،كنا بمدرسة الحاره الثانيه الأبتدائيه المزدوجه بنين ونحن في عمرنا الباكر ووعينا المشرئب نحو المعارف وفي بواكير نمونا الناهض نحو ماهو جديد مبتكر كانت المعرفه هي الأمل المرتجي لتخرجنا من ظلمات الجهل إلى نور العلم، لنستشرف فلق الصباح الجميل الذي لاح ليطرد غسق التجهيل كان معلمي ذلك الزمن النضر الخصب المدهم الاخضرار حاذقين لمهنتهم، مجودين لها، ممتلكين لأساليب مهارتها وخفايا فنياتها، ومبدعين في ضروب شتى من الفن كان أستاذنا شريف أحدهم، وأميزهم، وأصغرهم سنا، وأكبرهم شهره، وأقربهم منا بما يمتلك من تلك الروح المشبعه بمواهب الشاعر وقيم الانسانيه الساكنه خلجات أنفاسه .
    كان قد تخرج للتو من معهد التربيه الخرطوم بما يعادل المرحله المتوسطه القديمه تقريبا ،وكنا نسترق النظر لنراه وننصت لنستمع ما يقول لنباهي أندادنا عندما نرجع لأحيائنا مع اترابنا، تلاميذ المدارس الأخري كنا نفرح حين نراه خارجا أو داخلا إلي المكتب من أحد الفصول من علي البعد حيث كانت برندة ما بين المكتبين مكتب المعلمين ومكتب ناظر المدرسه اوالمدير في الخرائط التعليميه القديمه بشكلها الكلاسيكي المهيب محرمه تمام علي التلاميذ المرور بها وكانت خطا أحمرا لايمكن تجاوزه لذا كنا نكتفي بالنظر من علي البعد، معلمي ذلك الزمن الرائع الجميل رحم الله من غيبه الموت منهم وأمد الله في أعمار الأحياء منهم وحفتهم عناية الصحه والعافيه كنا نحترمهم ونجلهم، حد التقديس وظلوا منحوتون نقوشا أيقونه في ذاكرتنا لدرجه تصل حد القداسه إحتراما وتبجيلا منتصب القامه . في العام الاخير من ستينيات القرن المتصرم ونحن تلاميذ صغار بمدرسة الحاره الثانيه الابتدائيه والجو مشحون وممتلئ حد الثماله بمتغير سياسي زلزل الأرض وقلب الموازين وما زالت آثاره باقية حتى الآن تشويها( كقنبله هيروشيما النووية) وهو انقلاب مايو 1969 ونحن في طفوله ممزوجه بطيف من الوعي يعرفه أطفال تلك الحقبه ( طشاش طشاش) خاصة أبناء الأنصار المسيسين بالفطره بحكم التربيه الأنصاريه المميزه وكنت أحدهم… إنقلاب عسكري ! الحكومه تغيرت؟ هذا كان أقصي درجات فهمنا ووعينا المحدود، تم تمديد اجازة المدارس لمدة 6اشهر لتغير المنهج وفقا للمتغير وقئذ، ثم انتهت الاجازه وبدآ العام الدراسي حينها دلف إلينا في الصف الثاني الإبتدائي الاستاذ الجديد والشاعر محجوب شريف، شاب في مقتبل العمر، ممتلئ حيويه ونضاره ومهنيه، هاشا باشا بصوره ممزوجه بصرامة المعلم، مربوع القامه عالي الهامه يمتلك جاذبيه مدهشه، تجسد فعل الصمت، لم يحيد عن مهنيته قط، شهرته الداويه سبقته الشاعر محجوب شريف “استاذنا” كان ذلك مدعاة لقبطتنا وفخرنا لاندادنا في المدارس الاخري كما ذكرت مسبقا” أستاذنا شاعر، بجيبو اسمو في الراديو، وما ادراك ما الراديو!!، دعك عن التلفزيون، في تلك الحقبه التي قد لا يفهمها أجيال الآي فون والأنترنت، والأسافير، المشرعه. وكمان بغني بكلماته وردي، وما أدراك ما وردي،… اليوم نرفع راية إستقلالنا ? كرري تحدث عن رجال كالأسود الضاريه- وحين خط المجد في الأرض دروبه عزم ترهاقا هرم الغناء، عليه الرحمه، ثم يا حارسنا وفارسنا، ومن شعاراتنا مايو، حفظناها من المذياع أو الراديو من كثرة ترديدها، وجمال كلماتها، وسهولة لحنها، وشهرة مبدعيها،ثم ما تبعها من احداث جسام اترك -لاستاذنا الحديث عنها لاحقا في هذا المقال عبرخيمة الصحفيين- طيبة برس. كنا نرددها بعفويه ولا نعرف معناها وهي التجربه التي نقدها الشاعر نفسه فلاغروهذه التجربه من حياة شاعر الشعب المهموم بقضايا شعبه بلا وهم ولا وثن وفقا لمعطيات فكريه وزمنيه وسنيه وهذا حديث اوفاه الشاعر نفسه مايستحق وقطع قول خطيب…المهم في الامر وقف الاستاذ محجوب شريف، أمام السبوره ميمما وجهه الوضئ نحونا، في تلك المنطقه المرتفعه التي تكون دائما أمام السبوره بأرتفاع من سطح الصف يقف عليها المعلم ليكون في مكان يمكنه من النظر بسهوله إلى تلاميذه ومتابعتهم، عرفنا بأسمه والذي حفظناه من قبل عن ظهر قلب ومن خلال جدول الحصص الذي كان يعلق في اليوم الاول للدراسه تماما في تلك الايام الخوالي ،التي كان دولاب عملها يسير كما تسير عقارب الساعه بصرامه ودقه تؤدي بها الشعائر الدينية، كما في عطبرة بلد الحديد والنار، حينها كان يفطر الصائمون فيها بصافرة القطار وكذلك يمسكون، وكان من حسن الحظ انه سيدرسنا اللغه العربيه و مرشدا لصفنا أو ابا للصف، ونحن وقوف أفتح الشبابيك… حتي يتأكد من أن الضوء ينتشر في الصف، أرفع الورقه ديك قف منتصبا… السلام عليكم…. وعليكم السلام… إجلس… نجلس في صمت… يكتب علي السبوره بخط واضح ومشكل، ما لم يكن تقليديا أو مالوفا … الوقت وقت الجد… المدرسه مكان العلم …التلميذ المهذب يحترم …والديه ومعلميه … إلخ جمل تحمل كل قيم التثقيف، والادب، والذوق. ثم قصيدة من تأليفه قدمت في حتفالات اكتوبر
    دعي أماه ثيابي وكفي عطفا عليا/ انا ماعدت صغيرا لا أهاب البندقيه/ هزة الخرطوم هزا/ ووزارة وقصرا/ تجبر الطغيان قسرا، اذهبوا لا لن نحيد/ بدماها وفداها، وهتافات قويه/… وللاسف (الذاكره الخربه المثقوبه بفعل الزمان أضاعت الكثير من الدرر النادره التي تعلمناها من أستاذنا الكبير، ثم منهج المحفوظات والأناشيد ذلك المنهج المجرب والمنقح، المختارة مواده علي أسس علميه مثل نشيد يا(كنار):
    يا كنار قد تغني في القفار ينشد الالحان آناء النهار
    في حقول القطـــــــــــــن زاهي الاخــضــرار
    كل جيل سوف يروي ويغني ويعيد
    يوم حاربناك يا جهل بعزم من حديد
    أيها الجهل المخيف المعتدي طال مثواك بهذا البلد
    لن يظل الشعب مكتوف اليد
    فوداعا ووداع الأبد
    كل جيل سيغني ثم يروي ويعيد
    يوم حاربناك يا جهل بعزم من حديد
    يابني السودان هذا اليوم يوم عيد
    يوم هب الشعب في عزم اكيد
    ثم قصيدة بلادي والتي تقول في بعض مقاطعها :
    بلادي بلادي فداك دمي
    وهبت حياتي فدا فاسلمي
    غرامك اول مافي الفؤاد
    وذكراك اخر ما في فمي
    ثم نشيد العلم (وهو علم الأستقلال بالوانه المميزه )
    علمي انت رجائي انت عنوان الولاء
    انت رمز للفداء ونسيج الشهداء
    لونك الأصفر أرض يفتديها الأوفياء
    لونك الاخضر زرع لونك الازرق ماء
    كم فؤاد هام فيكا وشهيد يفتديكا
    نحن في الجلى فداء
    ثم نشيد المدرسة الذي أذكر منه:
    صباح الخير مدرستي
    صباح الخير والنور
    اليك أشتقت في الأمس
    وزاد اليوم تفكيري
    سمعت رنين اجراسك
    وجئت اليك فرحانا
    نداؤك رائع عذب
    كما لو كان الحانا
    ويشتاقون لقياك
    وتشتاقين لقياهم
    فانت لجمعهم أم تعلمهم وترعاهم
    وأحيانا تؤدبهم اذا ما خالفوا الادبا
    وتهديهم الي الرشد، فيضحى أمرهم عجبا
    ثم نشيد الصباح من ذلك المنهل العذب من كتاب المحفوظات والاناشيد الذي تم اعداده من قبل نخب تربويه رفيعة المقدره عالية المهنيه في معهد التربيه بخت الرضا قسم التأليف والمناهج الذي كان يضم عقد نضيد من رجال التربيه والتعليم .
    نحن إن أشرق صبح نترك النوم ونصحو
    ونحي ابوينا فرضا الاباء فتح
    ثم نمضي فنصلي ان تقوي الله ربح
    ولدور العلم نسعي والى العلياء ننحو
    نحن للآداب ذخر نحن للاخلاق صرح
    نحن للاوطان نصر يوم تدعونا وفتح
    ولنا كل صباح أمل في الله سمح
    ياله من منهج راسخ ما زال عالق في الذاكره رغم صدأ السنين فما بالك إن كان معلمك الذي درسك هذه الدرر الاستاذ محجوب شريف.. حيث مازال صدى صوته الجهوري يملأ المكان..الحصة انشاء شفهي قم تحدث عن العلم عن المدرسة عن الوطن… الحصة انشاء تحريري اكتب عن رحله جميلة.. كيف قضيت اجازتك؟… الحصة املاء اكتب الريف في الخريف… الخريف اجمل فصول السنه،، الحصة نحو اعرب ضرب الولد ال######… ذهب التلميذ الي المدرسه… كان واخواتها ان واخواتها … المبتدأ والخبر، التنوين، ويتم فيه تجسيد الكلمه بواسطة اجساد التلاميذ وايضا شكل التنوين الذي يجسده تلميذين فتحا وكسرا وضم يالها من عبقريه فذة في استخدام الوسائل التعلمية حتى من التلاميذ انفسم بطريقه محببه تظل راسخه ما نبض الانسان…. افتح كتاب المطالعه البطل علي عبد اللطيف جمعية اللواء الأبيض ثورة 1924 الجساره والبطوله المواقف هاهو يقف شامخا في محكمة المستعمر بعد خمد الثوره وإستشهاد رفيقه البطل عبد الفضيل الماظ وقد درسنا لها محجوب شريف ومثلنا شخوصها في الصف والجمعيه الادبيه بأسلوب ومقدرة مبدع وشاعر ثوري ومعلم حاذق ومن وقائع المحاكمه التي مثلناها مايلي :
    القاضي الانجليزي : ما أسمك ؟
    -علي عبداللطيف
    القاضي الانجليزي : ما جنسيتك ؟
    -علي عبد اللطيف : سوداني
    القاضي الانجليزي : اقصد السؤال عن قبيلتك؟
    -علي عبد اللطيف : لا يهمني ان انتمي الى هذا القبيله او تلك فكلنا سودانيون يضمنا قطر واحد ونعمل من اجل هدف واحد هو تحرير بلادنا من سيطرتكم .
    القاضي الانجليزي : لقد جئنا الى هذه البلاد وانقذناكم من العبوديه
    -علي عب اللطيف : أخرجوا انتم من بلادي وأتركوني عبدا كما كنت
    القاضي الانجليزي: انك سليط اللسان !!
    -علي عبدالطيف: لست سليط اللسان ولكني أدافع عن حقي وحق بلادي في العيش بحرية وكرامه
    القاضي الانجليزي : حكمت عليك المحكمه بالسجن عاما كاملا .(فحفظناها عن ظهر قلب حتى اللحظه)
    يا لها من مواقف ذات أثر وطني مضئ في سجل التاريخ للبطل المناضل علي عبد اللطيف أين الأدعياء ؟ ..علي كل كان استاذنا يؤدي دوره كمعلم بمهنية عاليه وحرفيه وشرف مهنه، لم يكن يحيد عنها ابدا
    كان معلمينا لهم التجله والاحترام في ذلك الزمان عندما يعاقبون اويوبخون احدنا بغرض تقويمه وتأديبه عند الخطأ او العمل الطائش أو الضوضاء وفقا للثقافه التربويه السائده حينها بعبارات (دا شنو يا حمار … وقف حمار الشيخ عند العقبه يابن …. عند الغضب والاخطاء الكبيره) ولكن ما لفت نظرنا هو توبيخ الاستاذ محجوب شريف كانت مختلفا وغريبا تماما علي مسامعنا الغضه ومصدر فخرنا وفرحنا وكثيرا ما نرددها بكل شموخ وكبرياء مثل (دا شنو يا ضيق الافق … يا قليل المواهب… يا متوسط الخبره… يا منعدم التجربه… )!! ثم تعقبها منه بسمه عريضه حازمه وأحيانا يكون هذا التوبيخ يكون لكل الصف بصيغة الجمع عند الأزعاج او الهرجله أي الضوضاء الجماعيه خاصة عندما تكون الحصه فارغه (فاضيه) لسبب قاهر لمعلم الحصه وهي فرصه نادرة الحدوث في ذلك الزمن الوضئ حيث نكون قد أحدثنا ضوضاء للاستاذ الذي يعمل في الصف المجاور كان ايضا عقابه غير تقليدي اي ليس بالسوط وحده ( الجلد ) والذي كان عقوبه اساسيه حينئذ رغم راي خبراء التربيه، ولكن علي اي حال كانت مكان جدال ، كانت عقوباته نوعيه اكتب الجمله كذا مية مره، انقل من كتاب المطالعه من الدرس كذا الى الدرس كذا، صلح الحديقه، عليك نظافة الصف ،الذي كان موزع علي تلاميذ الصف علي كل الاسبوع، وهكذا…. لك الوقوف تبجيلا المعلم المعلم، الانسان الانسان، انما خلقت معلما لتتمم مكارم الادب وقيم الاخلاق، وانت تعلمنا فنون الكتابه، وفصاحة النطق، وجمال الاسلوب، وصحيح الاملاء، ورائع التعبير، ونحن في بداية سلم وعينا الباكر الخصيب، نقاوم المؤتفكات، باهل لنا الحب الحازم، وماهل لنا البال التربوي وما ساهل، فصباحك فالق وضاح، جميل الكلمه، نبيل الغضب، ظريف النكته، نير المحيا .
    كان النشاط اللاصفي المدرسي، كالجمعيه الادبيه، لها القها ومكانتها، وكان استاذنا شريف مايسترو اكتشاف المبدعين من التلاميذ في شتي ضروب الفن، كالغناء والالقاء،والكتابة، والخط، والخطابه، والمسرح ،وقد قام بإنشاء أول مسرح مدرسي بمدرسة الحاره الثانيه الإبتدائيه في اوائل سبعينيات القرن المتصرم كأول مسرح، في المدارس الابتدائيه علي ما اذكر كان نتيجة لهذا النشاط والمجهود المقدر من الاستاذ محجوب شريف ان فازت المدرسه بالجائزه الاولي في عيد العلم الثاني 1971، والتي تم حجبها من قبل وزير التربيه والتعليم حينها، دكتورمحي الدين صابر، عند محاولته، اي الوزير تجيير، العمل الابداعي ومنح الجائزه لمصلحة التيار العربي في النظام، وقد، علمت ذلك من استاذنا فيما بعد، رفض ذلك الاستاذ محجوب شريف وباصرار محافظا علي استقلاليته ومهنيته الحديث يطول وللرجل مناقب عديده لا يسعها هذا الحيز المحدد والذاكره المثقوبه بفعل السنين فله التحايا بلا حدود. ثم تلاحقت الاحداث بزلزال 19يوليو ، وما اعقبها من مجازر، فأخذه السجان منا في ليل بهيم داجي ونحن لا نملك المقدرة علي التحليل وحل الطلاسم في تلك السن الحدث … استاذ محجوب في سجن كوبر!! وانقض الخبر ظهرنا، وما حليتنا؟! وافتقدناه في الابداع المبتكر وتلبسنا القنوط وبأسه وكانت ذكراه كالماء المقدس تطهرنا ونحن ملبسون.!!
    محجوب شريف جارا وفيا و صديقا لأبي!!
    ثم دارت الايام دورتها، وكان القدر يحتم لنا فرصة اخرى وقد استوى نضجنا ووعينا للاشياء محجوب جارنا.. وهو كالذهب المجر لم تبدله السنين،ولم تغيره الايام, رغم المحن والشدئد، رجل نكته وانساني ، قدامي وسوداني، مهموم بهم الناس يدون على القرطاس اشعار توعي الناس تراكم حمم لخلاص.
    كان ذلك في ثمانينيات القرن المنصرم وقد استاجر نصف منزل في الثوره الحاره 11 منزل العم إدريس محمد علي(عليه رحمة الله)، حيث كان صديقا وزميلا لابنه عمر ذلك النقابي الصنديد وهو الآن بأمريكا له التحيه من علي البعد، علي كل اعادة هذه الجيره الرائعه، ذكريات قد خلت بها الايام، وانتقلت الي الاسره حيث اصبح صديقا حميما لوالدي( رحمة الله عليه) عبدالله عبدالوهاب الانصاري ?الذي كان يقول تربطني بإبننا محجوب صلة رحم- ورغم اختلاف الافكار والرؤي السياسيه حيث كان والدي انصاريا صميما وحزب امة لا يتزحزح وكان حافظا للقرآن الكريم، وراتب الامام المهدي عليه السلام وكان دائما يقرأ الراتب ثم يختمه بتلاوة جزء من القرآن كما هي عادة الانصار، الراسخه له شبائيب الرحمه، كان دائما يسال عن محجوب، ويذهب اليه وياتي اليه محجوب في المنزل، وكان عندما يصل والدي محصول التمر من الشماليه، كان اول ما يذكر محجوب، وينادي ياولد اذهب بهذا التمر الي محجوب، فاصبح محجوب كثيرا ما يسال مداعبا اين تمر عم عبدالله، وكثيرا ما يتبادلان الرؤي والافكار وتوطدت، العلاقه مع اسرة محجوب وزوجته رفيقة دربه الاستاذه اميره الجزولي، وكريمتيه مريم ومي، اللتان كانتا طفلتين حينئذ مع الوالده نفيسه والاخت الشقيقه شمس و نجاة وانتصار واخواني عبدالرحمن وابراهيم وجميع افراد الاسره .
    محجوب شريف الانسان :
    كنت بصدد اعداد ملف عن الامير الحاج نقدالله اقال الله عثرته، فذهبت الي الاستاذ محجوب شريف بمنزله العامر المرحاب، بالثوره الحاره واحد عشرين، فاستقبلني بتلقائيته وبشاشته الرحيبه، التي يتخللها الكثير من المداعبات والنكات المحببه، واتفضل… ذكرت له انني بصدد اعداد ملف عن الامير نقد الله طالبا مساهمته في الملف لم يتردد قط بالموافقه بل ابداها بكل رحابه ثم صمت برهة ودلني علي الدكتور عبدالقادر الرفاعي، الذي تربطه علاقة مميزه بالاميرة نقدالله، الذي استجابه بفيض غامر من الموده والحب بصدق المشاعر للفكرة لمكانة الامير نقدالله المميزه عنده والتي لمستها من خلال افادته في الملف رغم انه كان طريح الفراش وكتب د/ الرفاعي مقالة رائعة نشرة في ملف الامير نقدالله. بصحيفتي اجراس الحريه وصحيفة الايام- وقد كانت مشاركت الاستاذ محجوب شريف في الملف قصيده جديدة،بالرغم من موقفه المعلن بمقاطعة النشر خلال هذا العهد، أهداها للاميرنقدالله، وقدم لها بخط يده كاتبا…. (الى النهر الصامت بين ضفتيه، تحت سقف بيته الكريم، ذي البوابه التي لا تجعلك تضطر لأن تكتب ” حضرنا ولم نجدكم” ما احوج السودان الى مثل هذه الرحابه وهذه الاستقامه التي لن تجد مهما تربصت الاعين الشريره، فرصه لخدشها او المساس بها، احب الناس واقربهم الي قلبي الذين قد تختلف معهم، في كل او بعض ما يرون، الا انك لا تملك الا ان تحني راسك اجلالا لهم، والعزيز نقد الله احد ابرز هؤلاء، واليه اهدي هذ النص الذي بين ايديكم، ومتروك لفطنة القارئ، لكي يقول مالم اقله وكم كان وسيما جدا بزيه الانصاري الشهير) ( محجوب شريف)
    انتي يا أحذيتي
    وبرضو يا قمصاني اعذروني جميعاً إن قطعت ولكن ماحبست ضميري مالجمت لساني الكلام الواضح لم ولن يعصاني الوجوه والايدي والشوارع يوماً ربما تنساني قلبي وارف وعارف السنين لو حرَّت
    ما بتحت أغصاني
    ما يئست بتاتاً
    ولا يبست كذلك
    بل لبست زماني
    اوكسجيني يجيني
    ذكريات وأماني
    هذه أحوالي
    وهذه أقوالي
    اذا قبلتو قبلتو
    اذا زعلتو وداعا
    انتو ما قصرتو
    اتركوني وشاني
    إلاتوب السترة باليقين فصلتو
    ماحصل من شينه مستكين غسلتو
    ولامهب الريح مني طار حصلتو
    نمت اتوستو قمتا البسو تاني
    إيهِ يا قمصاني
    ياجميل يا مزركش
    زوق وخفة كأنك
    الفراش الطاير
    كُم طويل الجنبك
    شفتو قالد زاير
    وانت بني مخطط
    بنطلونك لونك
    تمشي زي ما داير
    كم قصير وملحلح
    المقص سوداني
    مربعات ودواير
    ياسماوي نجومك
    في الليالي زراير
    اوعى ما تتكرفس
    وش صباحك ناير
    وانتي يا احذيتي
    بين غبار ونقلتي
    كم سمعتك قلتي
    ياتو سكه تودي
    للمهانة مشينا
    وما رفعنا قدمنا
    كضب ولا غشينا
    البدوس بندوسو
    مافي شر بنكوسو
    ماركلنا أكلنا
    ولا في شي خوفنا
    قمنا منو جرينا
    انتو اشرف وانضف
    من أيادي السرقة
    سمحة بيك المرقة
    للنفيروالنجدة
    والحياة اليوماتي
    بين كراسي الندوة
    تشرئب القومه
    الهتاف الداوي
    والجموع بتلاوي في مظالم يومه
    النزول من زحمة في المحطة الوسطى
    جولة حول البوسطه
    جاي وجاي إتمشَّى
    مكتبة وفكهاني
    والحديث الحايم بين عزاء وتهاني
    العرس والجر تق ود فلان اتوفى
    شوف رموش الباعه زي ثواني الساعة
    المحال والممكن
    كل حاجة بضاعة
    كم أيادي نحيلة
    الوظيفة منشة
    داك زقاق البنكي نحو زنك اللحمة والخدار والأعين والكتوف ملتحمة
    خطوة خطوة إتمهل أوعَ ما تترشَّه
    أم بناتي تهاتي (ما مسحت الجزمة ولا القميص إتفشَّى)
    إنها بإزائي صحتي ودوائي ملبسي وغذائي
    أُحبها وتحبني ويُحب جزمتها حذائي
    قدلة عرض الشارع والمناظر شتَّى
    لمبة مدَّت راسَه ناسه مابتيتفاهم
    طاولة لِجَّة وحِجَّة بين مهرِّج واعشى
    ست وبت قدامن كوم حريق ومقشة
    لافتة خافتة ومخبز جنبو تكسي مهكَّع
    شفت ستَّ سنابل مكندكين دافوري
    ادوهو لزَّه وفزَّه جرَّا نفسو وطشَّه
    صاج مولع، وامهر من رمى الطعمية
    بلعت ريقي أصنقر في خشم دكان البرقو داك اتعشى
    محطة ستات شاهي
    ياحليل نعناعن
    إلى الجحيم الكشَّه
    هذه آرائي وهذه أشيائي
    ضميري مابتغشَّا
    عرفت كيفن قَصَمَتْ ظَهَرَ البعير القشَّة
    محجوب شريف بصدقه وشجاعته المعهودة :
    في لقاء جماهيري محضور ومشهود، وغير مسبوق، زين الجلسه شاعرنا الاستاذ شريف بلا منافس في خيمة طيبة برس ييحري خيمة الصحفيينن قائلا: ناقدا اي كلمه قالها في مايو، وقال إن النصح يحتاج لكلمة مفتاحيه، ورفع لافته كتب عليها ” لا حارسنا لا فارسا ، ولا مايو الخلاص ” وقال يجب ان يحاسب الشاعر نفسه، انا كنت صغيرا وليس لي وعيا كافيا … “وبعد ان صمت قليلا” قال استطيع ان اقول ان حارسنا اليوم في مزبلة التاريخ ثم اردف لا بد من مسافة بين الشاعر وبين النظام ولو تتطابق النظام مع ما تؤمن به … ولكني اقول لم اتاجر بحارسنا وفارسنا، ولم تصافح يدي قط ، احد رموز مايو، فلم اكن انتهازيا… وكان لسان حاله بصدق الشاعر ، الحسن بن حبيب النيسابوري القائل :
    إن الملوك بلاء حيثما حلوا
    فلا يكن لك في اكنافهم ظل
    ماذا تؤمل من قوم إذا
    غضبوا، جاروا عليك
    وإن ارضيتهم ملوا
    فاستعن بالله من ايواهم ابدا
    ان الوقوف على ابوابهم ذل
    واخيرا كان شريف كغيره من الشيوعيين السودانيين، “اختلفت ام اتفقت معهم في كل اوبعض” ملح الارض حاملين بيارق الابداع والتجويد الحاذق لعملهم، محافظين على قيم شعبهم واصيل شمائله، معفرين بتراب ارضه، ووسط جماهيره لتنظيم وعيهم، ونشر الاستناره، استاذنا شريف اشعاره انشودة صوفيه عرفانيه يتسامى فيها شاعرنا ويسامي الانسان، نحو آفاق اكثر رحابه وغنى للجمال، وتوليد المعاني وتخصيب الفكر، القصيده عنده امتدادا لنهجه، وتطويرا لهذه التقاليد الصوفيه العرفانيه التي ارسى حجر الزاوية الفكرية لها العارف بالله محي الدين بن عربي، والتي عرفت وتفاعل معها جمع غير قليل من المفكرين والفلاسفه، مثل ابن الفارض عبر اشعاره، وجلال الدين الرومي وصولا لعمر الخيام في رباعياته، وما مدائحنا النبويه الشريفه واذكارنا الصوفية واناشيدنا العرفانيه ” اولاد حاج الماحي ?واذكار الطرق الصوفيه المختلفه” ما هي الا امتدادا لهذا الانشاد العرفاني الرفيع والادب الجم . وهنا لابد من الاشاره الي الصوفيه واثرها الادبي والقيمي المؤثر في تجربة ووجدانية الشاعر محجوب شريف والمعلم والانسان الانسان بلونه الابداعي المتفرد وحيد النسج حيث تجد في لوحة اشعاره خطوط الفلسفة الصوفيه الجمالية يجسدها ثالوث ، الحق، والخير، والجمال، وحين يعرج بهموم الناس، وقضايا امته كأنه علق في السماء، او رفع اليها لا هربا من الارض، بل لكي يرصدها من اعلى نقطة كنتورية، في الخريطه ويتأملها من عل لروئية اغنى واشمل، كأنه في الصف امام تلاميذة ، مختارا مكان الروئيه الاكثر ايضاحا لمسيرة الاصلاح والتغير بأعمال شعرية تكرس، لنقاء طفوله رائعة دائمة حتى نغيير الحكم المهزوم، كان دائما يقول لنا وبإبداعه المثيولجي الفريد”يجب علينا البقاء قياما، عند منتصف الليل، اذا كنا ننتظر الفجر الجديد ” كما قال( مارتن لرثر كنج} و يغازل شمس المشارق، مميط زيف غموض خمارها، اما المشانق.. كم وكم… ثم كم، كم… زلزل بفصاحة البيان… وقوة المعاني وثبات المواقف وقار ثباتها، …. انها مثيولجيا الرمزيه تنبض ابداعا.

    عبد الوهاب الانصاري

  4. لك الخلود..وأنت في عليائك السرمدي..

    يقول: محجوب شريف في لقاء منشور..
    (رمت السلطة عينها عليَّ .. مما جعلها تعتّقد إنني شاعرها.. وطبالها الذي يفصل على هواها ما تريد من قمصان الشعر.. وفساتين الكلمات وسرعان ما أطلقت حوليّ بخور الجذب المُضلِل ..الموقع، المكانة، الضوء، لكنني لم أكن سواء معلم إبتدائي بسيط.. إنسان لا يرغب في غير سترة الحال، وصحوة الضمير ..
    إذ كيف يُمكن أن يقبل من تخرج قبل عام واحد فقط أن يصبح سكرتير تحرير صحيفة كبرى!؟؟ .. ألم يكن هذا (شركاً)..!!؟؟

  5. شكرا لك على ما أوردته في حق الراحل المقيم محجوب شريف، مالاحظته حرصك على صحة المعلومه وهو أمر محمود، خاصة في هذا الظرف الذي قل فيه الذين يحرصون على هذا الجانب، فقط أود التنويه إلى أن أناشيد الفنان الراحل وردي القديمه ليست من كلمات محجوب شريف مما يوحي به السياق الذي أوردته فيها، (الراحل من مواليد1948)، كل قصائده المتداوله جاءت بعد مايو69 …. لك مني كل الود،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..