السودانوية.. أوقفوا الحرب بهذه الصورة

يوسف الجلال
بحثت كثيراً، ونقّبت طويلاً، فلم أجد أبرع منا أو أحذق في إهدار الفرص والسوانح العظيمة، التي من شأنها أن تقودنا إلى تطبيب جرح الوطن النازف، وإلى إنهاء أزمة الوطن. بل إنني تيقّنت بأننا أبرع الناس في توظيف السوانح الموجبة في الأعمال السلبية. ودونكم تجاربنا السياسية فهي ثرة بالنقائض، وعامرة بالانتكاسات..! وإلا فانظروا إلى ولايتي شمال وشرق دارفور لتجدوا أن بعض مناطقها تئن – حالياً – من وطأة الألم ومن قسوة الوجع، بسبب القرارات الحمقاء التي اتخذها بعض السودانيين بالركون إلى خيار البندقية، بعد ركل خيار العقل والمنطق والحوار.!
وأما من يتأمل الموقف جيداً، وينظر وراء الحادثة فسوف يجد أن نوافير الموت التي تفجرّت في ولايتي شمال وشرق دارفور، جاءت عقب يوم واحد فقط من انتهاء جولة محادثات غير رسمية، احتضنتها العاصمة الألمانية برلين، بين الحكومة وحركة تحرير السودان وحركة العدل والمساوة. وهي المحادثات التي وصفتها الأطراف المتحاورة بأنها بناءة وإيجابية. بل إن المحادثات مضت خطوات متقدمة، بعدما أرست لفصل مسار التفاوض بخصوص دارفور، عن مسار التفاوض بخصوص منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، ولكنها مع ذلك لم تعصم أرواح السودانيين من الموت العبثي، وهنا تمكن الأزمة الحقيقية، لأنه ليس من المنطق أن يجلس الفرقاء للحوار، ويتداولوا في أجندة النقاش بروح إيجابية، ثم من بعد ذلك كله نسمع دوي الرصاص، على الرغم من أن المحادثات انفضت على نوايا يبدو ظاهرها حسُناً..!
المثير في القصة كلها، أن الأطراف المتحاربة عميت عن الإشراقات، ووظّفت عينها لرؤية كل مشين، ولذلك طفقت تبحث عن مبررات لخوض مغامرات جديدة..! فمن يناصرون الحركات المسلحة يدفعون ? الآن ? باتجاه المزيد من الحماقات غير المبررة، وهو ذات ما يدفع به مناصرو الحكومة، دون أن يتفطّن الطرفان إلى أن هناك طريقاً ثالثاً يبدو سالكاً رغم العثرات الحديثة..!
وعن نفسي، فقد حزَّ في دواخلي انصراف الطرفين عن رؤية واحدة من الصور المعبِّرة لأحد جنود القوات المسلحة وهو يسند أحد أسرى حركة تحرير السودان، ويساعده للوصول إلى العربة، ومن ثم الصعود عليها، لأنه يعاني من إصابة بالغة، في مشهد انتصرت فيه السودانوية وهزمت فيه كل تجار الحرب ولوردات الموت المجاني.
وظني أن هذه الصورة تعبِّر عن الروح “الجوانية” التي يتصف بها السودانيون في أصلهم، أو قل هي الروح التي لم يستطع الساسة تلويثها أو تدنيسها بأجندتهم الحقيرة، أو ألاعيبهم الماكرة الصغيرة..!
وتعجبت كثيراً، كيف لمثل هذه الصورة أن تسقط من عقول الناس، ومن دائرة اهتمامهم، وينصرفون عنها كلياً، إلى دق طبول الحرب والشقاق..! نعم، فقد انجّرت الثُلَلُ الكثيرة من السودانيين تزيد نار الفتنة حطباً. بل تحوّل كثيرون من مناصري الحركات المسلحة إلى أبواق للفتنة، من خلال دعوات لا تفرِّق بين الوطن و”الوطني”..! وهي ذات الفخاخ التي وقع فيها كثيرون من مناصري الحزب الحاكم، الذين لم يمايزوا بين الجغرافيا والمعتقد السياسي للحركات، وطفقوا يصبون زيت التحميس على نار الموت، في صورة مستفزة حتى لبعض أبناء دارفور ممن يظاهرون الحزب الحاكم ويوالونه بدرجة لا تقبل التشكيك مطلقاً..!
وقناعتي، أن تلك الصورة ترقى لأن تُبْنَى عليها جسور الثقة، إذا كنا في كامل عافيتنا، تماماً مثلما فعلت الصورة التي تم التقاطها للطفلة الفيتنامية “كيم” وهي تركض عارية، هرباً من قذائف الطيران الأمريكي على قريتها، الأمر الذي أسهم في إنهاء الحرب الأمريكية في فيتنام. ولكننا للأسف منقادون ومنساقون بواسطة مجموعة تدعي النضال من أجل المواطنين، ومن قبل مجموعة أخرى تدعي أنها تدافع من أجل المواطنين أيضاً..! فلك الله يا وطني.
(الصيحة)
جزاك الله خيرا ،،، كلام حكيم ومفيد يجب يعمم على كل المواقع ويطلع عليه الجميع
بصراحة يعد من افضل ما قرات هذا الشهر
انت يا استاذ قلت الجيش والشرطة بس للاسف الحكومة عارفة ان الجيش والشرطة ناس وفي قلبهم وطنية
اشان كدا جندت مليشات تحارب بأسم الجيش والشرطة وزعت فتن بين القبائل لتقتل بعضها البعض وحمايتي قالها بالواضح الجيش مابقضي قرض لانهم من جميع المكونات السودانية وفي قلبهم رحمة احيانا ؟
والصورة ابلغ دليل
جزاك الله خيرا ،،، كلام حكيم ومفيد يجب يعمم على كل المواقع ويطلع عليه الجميع
بصراحة يعد من افضل ما قرات هذا الشهر
انت يا استاذ قلت الجيش والشرطة بس للاسف الحكومة عارفة ان الجيش والشرطة ناس وفي قلبهم وطنية
اشان كدا جندت مليشات تحارب بأسم الجيش والشرطة وزعت فتن بين القبائل لتقتل بعضها البعض وحمايتي قالها بالواضح الجيش مابقضي قرض لانهم من جميع المكونات السودانية وفي قلبهم رحمة احيانا ؟
والصورة ابلغ دليل