المجاهرة بمخالفة القانون

المجاهرة بمخالفة القانون

احمد المصطفى ابراهيم
[email protected]

لو أن أحدهم جاء بزجاجة خمر تحت ثوبه ودخل منزله وأغلق الباب عليه وشربها كلها أو نصفها ونام.. مثل هذا لا يعلم به إلا الله وهذا أمر بينه وبين ربه.
أما إذا ما جلس أمام داره ميمماً وجهه شطر الشارع جالساً على كرسيه وأمامه طاولة عليها تلك الزجاجة واسم ما بداخلها مكتوب على ملصقها وبين الحين والآخر يصب ويشرب مثل هذا يسمى مجاهراً بالمعصية، وهذه منهي عنها ولها عقوبة شرعية.
تفقد الدولة هيبتها عندما لا يكون لها قانون يحتكم إليه الناس أو أن يكون القانون مطبق على بعض والآخرين لا، عندها سيبدأ بالون الغليان والغبن ينتفخ رويداً رويدا إلى أن يصل مرحلة الانفجار.
كتبت غير مرة بأن قانون المرور مجحف وليس لكل الناس ولا الناس سواسية أمامه فهو للضعفاء والبسطاء فقط وليته فقط لا بل قانون لا يطبق إلا على المنتجين.
بالله كم من السيارات في العاصمة والأقاليم تحمل لوحات عمرها أكثر من أربع سنوات ومكتوب عليها الحروف القديمة ولم تغير إلى اللوحة الجديدة التي تعلوها كلمة «السودان» مئات من السيارات إن لم نقل ألوف، والسبب بسيط لأن داخل هذه السيارة ضابط من الأمن أو الجيش أو الشرطة وهؤلاء لا يستطيع شرطي المرور أن يسألهم عن ترخيص بعد أن تخرج من فمه كلمة عقيد أو عميد أو لواء معاش أو في الخدمة لا يهم كلهم محصنون ضد القانون وعلى الشرطي المسكين أن يتنازل فور سماعه الرتبة عن حق السؤال وأن يقدم اعتذاراً «معليش سعادتك تفضل». إن كانت السيارة غير مرخصة أو مظللة وتحمل في داخلها بلاوي يكفي أن يقول إنه اللواء أو العميد أو العقيد.. ليست سيارات الضباط وحدها المحصنة ضد القانون بل كل سيارات المنظمات الدولية والطوعية لا يسألها أحد عن ترخيص ولا تفتيش شهري «بالله من هو العبقري الذي جاء ببدعة التفتيش الشهري»؟ وكل سيارة فارهة لا يسألها أحد.
والمنتج المسكين يوقف عشرات المرات في الطريق ليسأل عشرات الأسئلة والتي نهايتها دفع غرامة مرورية تزيد الإنتاج بؤساً على بؤسه.
المطلوب أولاً الاعتراف بأن هذه الدولة قانونها ليس مطبقاً بالتساوي؟ وهناك عدة ظواهر، بهذه الحالة فقط نريد أن نبدأ ترخيص السيارات، الغريب أن بعض السيارات تسير بلا لوحات ولا يسألها أحد ويقول لك بصوت خفيض: دا هوا في إشارة إلى كبر منصبه وما أصغرهما في عيني في تلك اللحظة، الذي لا يحترم القانون ليس كبيراً.
ثانياً أن يفعل أمر ترخيص السيارات وتقوم به جهة عدلية وكلاء النيابات مثلاً وعلى هؤلاء مهمة مؤقتة هي الحجز على كل سيارة غير مرخصة مهما كان من بداخلها ولا يطلق سراحها إلا بعد أن ترخص.. صراحة لا يهمني أن ترخص مجاناً أو بنصف القيمة أو ترخصها جمعيات المعاشيين للضباط كل هذا لا يهم وحتى لو اعفوا من رسوم الترخيص مبروك عليهم.
دعونا نشعر أننا في دولة القانون فيها لكل الناس، من أكبر رأس لأصغر كناس.

تعليق واحد

  1. مسكين أنت يا صاحبي أحمد المصطفي

    من قال لك أن وكيل النيابة أو أي جهة عدلية أخري يستطيع أن يطبق القانون علي فئة شالت القانون بيدها ؟ مع إحترامنا لوكلاء النيابة الغبش زينا ؟؟؟؟؟

    لو حاول رئيس الجمهورية بذات نفسه لا يستطيع تطبيق القانون بالمساواة

    والسبب :

    لأننا لا نطبق شرع الله !

    والدليل :

    لماذا لم ينشئ رئيس الجمهورية مفوضية الفساد ؟
    لماذا لم يطبق قانون من أين لك هذا ؟
    لماذا لم يتحقق من عمارة جامعة الرباط ؟؟؟

    يا عزيزي

    الأسلام دين المساواة والعدل
    إذا سرق الشريف حوكم كغيره

    لذلك من ينادي بالشريعة الأسلامية عليه الأستعداد لها وإخلاص النية .

  2. هو ترخيص المركبة ذاتو يا أستاذ إذا عرفت الهدف الأساسي الذي يتم هذا الإجراء من أجله فهو من أجل الإطمئنان بصورة دورية إلى سلامة المركبة وذلك بمراجعة إضائتها وفراملها وزجاجها وغير ذلك لكي لا تتعرض لحوادث المرور وتعرض مستعملي الطريق للخطر ولكن ….. وآه من لكن : هل يتم ذلك ؟؟؟ فالترخيص في السودان الغرض منه الجباية فقط وإذا ندر تمسك أحد مسئولي المرور بهذه الضوابط فإن الواسطة تلعب دورها فتجد حافلة تعمل في نقل الركاب تم ترخيصها حديثاً وفراملها وإضائتها وكراسيها لاتؤهلها للترخيص ولكن لسبب أو آخر عبرت كل الإختبارات ، خليك من عربات ضباط المعاش المساكين الذين لا يملكون حق الترخيص ومخالفاتهم لازمة لهم أو ضررها أخف من مركبة عامة تحمل بشر ؟؟؟
    قيل أن ضابطاً كبيراً في المرور نبهه أحد المارة إلى أنه يسير عكس الإتجاه في طريق إتجاه واحد ولما كرر عليه التنبيه قال له الضابط : ( يا أخي نحن السويناه إتجاه واحد والآن قلبناه أها رأيك شنو؟) .
    فالترخيص إذا كان الهدف منه ما ذكرناه آنفاً واقتنع الناس بذلك وبأن الأموال التي تجبى من الترخيص والمخالفات توظف لمصلحة المواطن وسفلتت الطرق لتدافع الناس لترخيص مركباتهم ، ولكن صاحب المركبة الآن إذا وجد طريقة للتهرب سيتهرب لأن منطقه هو : (أن هؤلاء حرامية والله ما أرخص قروشنا دي بودوها وين ؟؟؟)

  3. الاستاذ أحمد المصطفى ………

    أنا متخيل مهنتك السابقة ( قبل فرض نفسك على الصحافة الهامله دى) و التى تأهلت لها إنك أساسا معلم كـتّـاب ( مدرسه إبتدائية) لطريقة طرحك للقضايا ببراءة الاطفال كما لأطفال ……….فمثلا اليوم تركز حديثك عن عدم إحترام البعض لنظام إستبدال لوحة السيارة و ما زالوا يعلقون اللوحات القديمه !!! إنت ما عارف السبب شنو ؟؟ هو أساسا ليه سلطات الحركه كل حين و آخر بيغيروا فى نظام اللوحات دى ؟؟؟( منذ الإستقلال لم تتغير اللوحات … وبس فى الآخر 5 سنوات الأخيرة دى ثالث مره تتغير و طبعا برسوم وقدرو ) السبب شنو ما تعرف ……….هى دى الجبايات البتكلموا عنو ؟؟ …….فهل إنت عايز كل ما يجى مدير حركه جديد تتغير اللوحات و نطيع وندفع رسوم التغيير ؟؟؟ مش برروا حكاية الاستبدال دا بتطبيق المراقبه الاكترونية للحركه ؟؟ وينا طيّب؟؟ يا أخى بندفع مئات الالاف لتجديد الترخص كل 365 يوم ……ليه كده و بالمبلغ دا ؟؟؟ و ليه لمده قصيره كده ؟؟؟ فى كل بلدان العالم التجديد بعد سنتين تلاته !!! و هنا فى نظام تفتيش شهرى و بمبالغ مبالغ فيها ……….و أتم تعليقى بتعديل بسيط لآخر جملة لك ……..

    ( دعونا نشعر أننا في دولة ……القانون فيها لكل الناس،…. من أكبر رأس لأصغر كناس …..و التعامل معنا اننا ناس ). و حقك تعرف إنو هنا بتتعمل قوانين بصوره عشوائيه لأغراض معينه لذا تطبق بطريقه إنـتـقـائـيه …. أخالك متفق معى أم لك مآرب أخر ؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..