حكمة الدكتور لوكا بيونق..!ا

أجــندة جريــئة.

حكمة الدكتور لوكا بيونق..!!

هويدا سر الختم

الدكتور لوكا بيونق وزير مجلس الوزراء خلال مخاطبته لمجلس التخطيط الإستراتيجي قال عبارة دقيقة المعنى، اختزل بها جميع قضايا السودان ووضعها في هذه العبارة(يجب جعل السودان جميعه جاذباً وليس الوحدة فقط..!).الدكتور لوكا عندما أطلق هذه العبارة كان يعلم أن السودان الدولة أصبح طارداً على كل الأصعدة _ السياسي والاقتصادي والاجتماعي _ فإذا كان الأمر كذلك إذاً كيف يمكن للوحدة أن تكون جاذبة..على الأقل يمكن للجنوبيين المرافعة بمنطق أن قيام دولة جديدة يفتح باباً للأمل في أن تكون دولة قوية سياسياً واقتصادياً وأمنياً..هذا لايعني أنني من دعاة الانفصال..ويشهد الله أني أطمح بأن يعم السلام والوحدة جميع أرجاء الوطن العزيز..ولكن لا تؤخذ الدنيا بالتمني..فالسلام والوحدة متغيرات تخضع الى حيثيات تدعمها الأجواء المحيطة والبيئة التي تأثر في وجود هذه المتغيرات..إذاً كيف (يستقيم الظل والعود أعوج.!).لايمكن أن يعم السلام إذا لم تخلص النوايا..وقبلها الاعتراف بالتقصير في حق من حقوق سودانيين يجمعهم وطن واحد..(وإنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى)..فالمنابر التي تجوب الدول بحثاً عن السلام لاتستطيع تحقيقه ما لم يسبقها العزم على ذلك..ومن ثم إعلاء قيمة الوطن على(الوطني.!)..كما أن الوحدة لا تستطيع أن تحققها لجان مأجورة من حكوماتها حتى(لو اجتمع الإنس والجن). ما لم يكن هناك مايعزز تحقيق هذه الوحدة..وقيمة الثقة هي أهم القيم التي يتطلبها تحقيق السلام والوحدة..ليس فيما يختص بقضية جنوب وغرب السودان..بل على نطاق السودان أجمع، كما أشار إليه دكتور لوكا..هنا في شمال ووسط وشرق البلاد..المواطنون يعيشون حالة فقدان ثقة بين القيادة والقاعدة لاتختلف كثيراً عن تلك التي يعيشها أهل الجنوب والغرب.. فالتقارير والتصريحات والمقابلات الصحفية للحكومة تعكس وضعاً يجافي الواقع الذي يعيشه المواطنون..فلتنظر قيادات الحكومة حولها..ليس من خلف نوافذ القصر بل من داخل الميدان..سترى واقعاً يختلف عن ذاك الذي يردها في تقارير داخل غرف القصر.. خلال الاحتفالات المختلفة التي تقيمها مؤسسات الدولة نستمع الى خطابة مستفزة للواقع الذي نعايشه، ترسم فيها لوحات وردية للأداء والإنجازات والنقلة الكبرى التي حدثت.. الخطاب السياسي المخادع.. ليس للشعوب المحكومة..بل للحكومات أنفسها..حالة خداع بمحض الإرادة..نتيجتها التحليق في عالم وهمي ينتهي بالسقوط..ليت قادة الحكومة يتفكرون مليئاً في عبارة السيد وزير مجلس الوزراء..فهي عبارة حكمية من الحكمة العمل بها وجعل السودان جاذباً لأهله الذين يقيمون فيه الآن مجبرون غير مخيرين.

التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..