العربة والدلوكة والزغاريد تدخل حيشان المدارس…أفراح نجاح الأبناء.. أشكال جديدة وهدايا غالية الثمن

هل تغير شكل الفرح بنجاح الأبناء، بعد أن تغير العصر واختفى القديم، ليظهر الجديد من الطقوس خاصة أن الاحتفالات شملت حتى أطفال الرياض، زفة تجوب الشوارع، مؤكدة على ألاّ كبير على الفرح طفل الروضة أو خريج الجامعات الذين أصبحت أفراحهم تمتد بايجار الصالات والمسارح وبحفلات تتنوع من المديح الى الغناء بـ (سماحة الزول في الطول والعلا) .
أشكال الفرح تبدلت من التهاني بين الأهل والجيران والهدايا الرمزية والايفاء بالوعود للناجحين من قبل الآباء والأمهات وبالنذور الى الاضرحة والشيوخ.. لتدخل حيشان المدارس والسرادق المنصوبة في ميادين الجامعات بمشاركة كبار النجوم من الفنانين.. ومن اللابتوب الى العربات الفارهة.. أزياء ومبالغ تدفع تثقل كأهل الآباء المتعبين بمطاردة ارتفاع الاسعار عبر جيوب مثقوبة.. هل تبدل الحال مع عصر الانفتاح؟ أم أن المجتمع وهو يغيّر جلده القديم يبحث عن طقوس جديدة تستشف تفاصيلها الابصار (المبحلقة) في الشاشات والفضائيات والشبكة العنكبوتية (الانترنت).
في أفراح الناجحين في امتحان الشهادة السودانية لهذا العام.. دخلت الدلوكة ساحة المدارس بعد أن سبقتها الزغاريد التي لم تعد بينها وتلك التي تطلق في مناسبات الزواج فارق أو علامات للتمييز.. والحلوى الراقية والذبائح من الخراف التي غلا ثمنها.. هل ذلك ترف أم انها نشوى الفرح الذي يعمي عما هو قادم من كارثة تضرب ميزانية الأسرة وبتلك البساطة، (هي كم فرحة؟).. وما أدراك عن التباهي والمظهرية؟!
عز الدين حسن (معلم) يقول: النجاح له طعم خاص لذلك لا غرابة في الفرح به دون مبالغة.. خاصة في مرحلة رياض الأطفال وشهادة الأساس.. وهو ايضاً أي الفرح بأية طريقة يعد حافزاً للمزيد من النجاح في المراحل الدراسية.. وهو حافز تشجيعي.
وتقول بدرية العبيد (موظفة).. الظاهرة الحسنة، أن الامهات أصبحن الأكثر ظهوراً في المدارس يوم اعلان النتائج لأسباب من بينها أن الآباء اصبحوا مشغولين بسبب الظروف والأم هي التي تتابع ابنها او ابنتها.. واحياناً اذا كانت متعلمة فهي تراجع الدروس مع أبنائها.. وتراقب .. لذلك تعتبر يوم اعلان النتائج والنجاح حصاد ذلك الجهد.. وأيضاً قلب الأم.. لذلك نجد الامهات يشكلن أغلبية في هذا الحضور وفرحهن يدفعهن للاستجابة لرغبات الأبناء في شكل الاحتفال.. او قيمة الهدايا ونوعها.
ويعد محمد الطيب – أعمال حرة – ظاهرة الاحتفال بالنجاح طبيعية مع توافر كافة الاحتياجات في الأسواق، رغم الظروف الصعبة لغالبية الأسر بعكس أيام زمان، فالهدية أيامها إن غلا ثمنها فهي (عجلة) او راديو صغير .. وهو ما يساوي اليوم سعر جهاز الحاسوب ولا ننسى الفضائيات والانترنت هنالك تأثير كبير لهما على مستوى الشباب خاصة في مرحلتي الثانوي والجامعة فهؤلاء في سن قابلة لتقليد كل ما تراه عند الشعوب الأخرى.
سعد يونس يرفض المظاهر التي تقابل بها بعض الأسر نجاح أبنائها في الدراسة.. لأنها تنهك ميزانية الأسرة.. وتسبب غيرة ضارة بين الطلاب انفسهم، فالاسرة المقتدرة مثلاً تحتفل بابنها الناجح ببذخ وهنالك أبناء أسر فقيرة يحتفلون ولكن دون ذلك المستوى، فهذا يدخل الغيرة في النفوس ربما تكون سلبية، ويرى أن تكون قيمة الاحتفال في حافزه للنجاح وتقدم فيما يفيد الابن الناجح في مستقبله الدراسي.
انه النجاح وفرحته التي لها طعمها الخاص.. وملاحظة ذكرها لي الزميل مصعب الصاوي أن الطلاب المتفوقين أصبحت لهم اهتماماتهم الرياضية والفنية والأدبية خارج نطاق الدراسة، بعكس المتفوقين أيام زمان فهم اكاديميون كل اهتماماتهم في الدراسة والقراءة .. وهذا ما يميز جيل اليوم عن سابقه.

الخرطوم: عادل الشوية
الرأي العام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..