القرضاوي إذا فجر

مساعدات دولة الإمارات تصل إلى كل أنحاء العالم الإسلامي، تبني المستشفيات والمدارس، وتوفر الغذاء والدواء والمسكن، فماذا كانت هدايا قطر إلى كل العالم الإسلامي غير الارهاب والفتن والانقسامات.

بقلم: حمد المزروعي

مرة أخرى يخرج القرضاوي من جحره لينفث سمومه وليطلق للسانه البذيء العنان، مسيئاً إلى مقام منبر الجمعة الذي لم يرع له هذا المخرِّف حرمة، تقوده نوازع الشر وكوامن الحقد، فيحاول النيل من دولة الإمارات العربية المتحدة، متهماً إياها في هلوساته وضلالات نفسه بأنها تعمل ضد كل ما هو إسلامي، وكأنما نصَّب المأفون نفسه وصياً على الإسلام، وحاملاً لصكوك الإيمان والكفر يوزعها على من شاء ويمنعها عمن يشاء، ليسطر صفحة جديدة من صفحات “المهزلة” التي أصبح يجسدها.

كان أجدر بـ”الشيخ” الذي تلطخت شيبته بكل ما هو دنيء أن يُجل منابر المساجد عن نباحه، وأن يعيش ما بقي له من العمر يرمش بعينيه الكليلتين ويسيل لعابه جذلاً وهو يرى الأرقام المتصاعدة في دفاتر حساباته يوماً بعد يوم، دون أن يبالي بأن زيادة أمواله تتناسب ارتفاعاً وهبوطاً مع منسوب الدماء العربية والإسلامية النازفة، فيما ينعق فوقها بفتاواه وصرخاته المحمومة.

كان أجدر بـ”الشيخ” أن ينتهب ما يستطيع من المتعة مع زوجاته الصغيرات اللائي لا يلبثن بعد حين أن يفضحنه ويفضحهن، مجسداً صوراً لأحط أنواع العلاقات الإنسانية، ومحولاً العلاقة التي وصفها الله عز وجل بأنها مودة ورحمة، إلى طاعة للغرائز وعبودية للشهوات وتجارة شيطانية يشتري فيها الأجساد الغضة بوعود الثروة والشهرة، إلى أن يملها ويمضي باحثاً عن أجساد جديدة.

وكان أجدر بقطر، الدولة التي تقف وراءه، وتطلقه من عقاله ينبح هنا ويعض هناك، أن تعرف أنه لم يعد في قوس الصبر منزع، وأن لعبة إطلاقه ليقذف بقذاراته على دول الخليج العربية ثم الاعتذارات والتذلل في طلب العفو في الزيارات المعلنة وغير المعلنة، لم تعد تنطلي على أحد، وأن وقت التجاوز ومداراة السفهاء قد مضى، بعد أن تمادوا في غيهم وإساءاتهم حاسبين الحلم ضعفاً، والصفح عجزاً.

وإذ تسمح قطر للقرضاوي باعتلاء المنبر في أكبر مساجدها، وإذ تذيع خطبته على وسائل إعلامها الحكومية الرسمية فإنها تشترك في جريمة الإساءة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ولا مجال للتنصل أو الأعذار التي لا تليق بمن يحترمون أنفسهم، فليس هناك من يجهل أن فم القرضاوي لا ينفتح إلا بأمر من سادته الذين يدفعون له ثمن حشرجاته الكريهة، وأنه يخرس حين يُقال له اخرس.

يجترئ القرضاوي من على منبر المسجد الذي منحته إياه قطر، ليقول إن دولة الإمارات تعمل ضد كل ما هو إسلامي، فيما يمتدح قطر قائلاً إن التاريخ سيخلد مواقفها البطولية في دعم الثورات العربية، ممعناً في هذيانه المدفوع الأجر، غافلاً عن الحقيقة الساطعة في العالم بأسره، وهي أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت البلد الذي دافع عن الإسلام وعن المسلمين، فيما كانت قطر هي أكثر من أساء إلى الإسلام، وأسهم في المأساة التي تعيشها الشعوب الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها.

لقد قدمت دولة الإمارات، وما تزال، صورة للإسلام السمح، الذي يمد يده إلى الإنسانية كلها بالود والتراحم والخير، دون تعصب أو تزمت، فيما تعهدت قطر برعايتها كل الجماعات المتطرفة، ودعمت عصابات القتل والإرهاب، ووفرت البيئة الفكرية التحريضية التي أفرزت في النهاية وحوشاً آدمية اختطفت الحديث باسم الإسلام وشوهت صورته، وربطته بالدموية وبالتخلف وبالكراهية، وانعكس ذلك كله في صورة نكبات وكوارث أصابت البلدان الإسلامية والعربية واحداً بعد الآخر، ورسخت فيها الفقر والعنف والصراعات والتخلف، وحرمتها من فرص الحياة الكريمة والآمنة، ووضعت المسلمين في الشرق والغرب في زاوية الاتهام والإدانة. وما كان للقرضاوي أن يرى هذه الحقيقة التي يعرفها العالم كله، فقد أعماه طمعه وامتلكته شهواته، ولم يعد يرى غير اليد التي تدفع له لينبح شاتماً، ثم ينقلب مطأطئاً أذنيه ولاعقاً أقدام الذين يدفعون له أجره، ليقول إن التاريخ سيخلد مواقفهم البطولية.

وفي أكله للسحت، وفي ركضه وراء زوجاته الصغيرات، يتناسى القرضاوي أن قطر قد كرست كل جهودها وثروتها لتزرع الموت والدمار في كل البلدان العربية، وأنها تنفق من أموالها ذات اليمين وذات الشمال لتزعزع الاستقرار وتشعل الحروب الأهلية التي تلتهم الأرواح كل صباح، وتدفع للمأجورين في إعلامها الدموي لتضمن استمرار الحرائق ونزيف الدماء والأموال، فيما كانت دولة الإمارات هي الطرف الذي يبني ويعمر، ويعمل على الاستقرار ولم الشمل، وإيقاف المذابح العبثية التي تذكيها أصابع قطر مستخدمة القرضاوي وأمثاله ممن لا يصحو لهم ضمير ولا يطرف لهم جفن وهم يلغون في الدم كل يوم.

كانت مساعدات دولة الإمارات العربية المتحدة تصل إلى كل أنحاء العالم الإسلامي منذ عشرات السنين، تبني المستشفيات والمدارس، وتوفر الغذاء والدواء والمسكن، فيما كانت هدايا قطر تصل إلى كل العالم الإسلامي، قبل غيره، في صورة سيارات مفخخة وإرهابيين وتكفيريين وفتن وانقسامات، ولكن القرضاوي وأمثاله لم يروا هذا، ولن يروا، فقد ختم الله على قلبه الآثم، بعد أن باع لسانه ونفسه بثمن يظنه رابحاً، في صفقة شيطانية مآلها الخزي والعار وسوء الذكر الذي سيلاحقه.

ستبقى دولة الإمارات وجهودها أكبر من هذه السفالات العابرة، فيما تبدو سوءات الدمى والنابحين بالوكالة والأقزام الذين يحركونهم من وراء ستار، ولن تثير محاولاتهم البائسة بالتجارة بالإسلام غير الكثير من التقزز، وربما يكون الوقت قد حان ليدفع هؤلاء الأقزام الثمن، بعد أن غرهم ترفع الكبار عن الصغائر، وأغراهم بالاستمرار على طريق الندامة الذي اختاروه لأنفسهم.

حمد المزروعي

كاتب من الإمارات

ميدل ايست أونلاين

تعليق واحد

  1. غريبه جدا هذه الهجمة الشرسه على عالم اسلامى جليل وفاضل قدم للامه الاسلاميه من العلم والمعرفه والفتاوى التى اصبحت نبراسا يهتدى به شباب الامه الاسلاميه الحضريه فى هذا الزمان الصعب . ولقد وصف هذا الشيخ الجليل بان فتواه دائما ماتكون صادقه وغير متشدده وكانت معظم الدول الاوربيه والاسلاميه وكل العالم تحتفى به وتصفه بانه مفتى حضارى وانه وسطى لا يجنح الى الشده والتشدد فى فتواه
    فلماذا يتعرض الان لهذا النقد الغير جاد والشتيمه التى لايستحقها من الامارات ومن يسمى نفسه خلفان او من مصر واعوان السيسى ولعل الاجابه معروفه للجميع
    فللاسف هذا الكاتب الاماراتى يمنن على المسلمين ما دفعه لهم من مساعدات ماديه وعينبه مستشفيات ومدارس واكل وشرب وملبس ومسكن يمنن علينا وينسى ان الارزاق من الله عز وجل وان العزة لله وحده يمنن على المسلمين مقابل التخلى عن رايه الاسلام والاسلاميين ونلقها ارضا وندعى باننا ليسوا منهم (استغفر الله من ذلك) كلا لن تسقط الرايه وسنظل ندعمها ونقف خلفها وليحاسبنا الله تعالى يوم القيامه ان كنا قد ضللنا لاننا وقفنا مع رايه الاسلام.
    ان قصد ؤلاء هو ايقاع الفتنة بين الشيخ ودولة قطر حتى يبعد او ينفى او يوقف وهذا اكبر حرام والفتنة اشد من القتل. وان شاء الله سوف ينتصر الحق ويزهق الباطل .

    رايه الاسلام ستكون مرفوعه ونحن ندعهم ونقف خلف هذه الرايه وليحاسبنا الله بعد ذلك ويسالنا لماذا نقف خلفهم.
    ان هدف الكاتب هو ايقاع الفتنه بين الشيخ ودولة قطر على امل ان تقوم السلطه فى قطر بابعاده او حبسه وهذا كله كيد يكيده هؤلاء ضد كل من يقول انا اسلامى
    هل المطلوب منا لاننا تقبلنا مساعداتكم واموالكم

  2. انتي قطر دي قاعده بتصدر في الإرهاب ذات اليمين وذات الشمال، ما تخلوهم يضوقو و يعرفو معنى الإرهاب لما يرجع فيهم تاني في شكل تفجيرات ومفخخات، ولا هم قاعدين شنو يعني. البلعب بالنار لازم تحرقوا… الصبر جميل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..