قاسم.. شهيد الذكرى اللئيمة.. وصايا تصلح بأن تكون ديباجة للدستور الوطني القومي

الخرطوم: عبد الناصر الحاج
عندما دارت عقارب الذكرى في تمام مواعيد العام من تاريخ انقلاب البرهان في 25 أكتوبر، لم يكن أحد لا يتوقع ثورة شعبية عارمة تطوف بجميع المدن السودانية تنديداً بالانقلاب الذي قطع الطريق أمام غايات ثورة ديسمبر المجيدة وأهدافها المشروعة في التحول المدني الديمقراطي، وذلك ولأن كل قطاعات الشعب السوداني أدركت ومنذ صبيحة الانقلاب في العام الماضي، بأن هذا الانقلاب لن يمنحه شباب الثورة أية شرعية يحلم بها، وسوف يواجهونه دون أدنى خوف من كُلفة المواجهة مهما يكون، فهم الذين ثاروا ضد البشير ونظامه، ولم ينكسروا رغم القمع والبطش وقسوة الأجهزة الأمنية وقتذاك، وحينما حاصروا القيادة العامة ليست لأنهم يريدون ضابطاً عسكرياً بديلاً للبشير، بل لأنهم يؤمنون بأن مؤسسة الجيش ينبغي أن تكون مؤسسة قومية مملوكة لشعبها وليست لأية حاكم أو حزب، وأنها ينبغي أن تُدافع عن شعبها وتمنع عنه انتهاكات الأجهزة الأمنية الغارقة في الولاء للسلطة والسلطان. خرج بالأمس الأول، جميع الثوار تأكيداً على رفضهم للانقلاب، ونجحوا تماماً في محو ذكرى الانقلاب وجعلوها يوماً تاريخياً سوف يحكيه الأجيال جيلاً بعد جيل يُحدث عن عظمة جيل رفض الانقلابات العسكرية وقاومها مقاومة لم يشهد تاريخ الدولة السودانية مثيلاً لها من قبل. وكالعادة الراتبة في كل مواكب الثوار خلال عام الانقلاب، نادراً ما ينتهي الموكب دون سقوط شهيد أو عدد من الشهداء، في ظاهرة أصبحت وكأنها بروتوكول إجرامي متفق عليه بين الأجهزة الأمنية المُحصنة من قبل السلطة، والتي لا تطالها عدالة أو مجرد مساءلة قانونية. سقط الشهيد أبوالقاسم أسامة عبد الوهاب في موكب أمدرمان ، وقد أثبت تقرير التشريح ، وفقاً لمحامي الطوارئ، إصابة الشهيد بمقذوف ناري في الرأس وآخر في الصدر أدى إلى تهتك الرئة والشريان الأورطي وأحدث نزيف داخلي وتوجد آثار إطار عربة في الصدر وسبب الوفاة طلق ناري في الرأس والصدر، وتم تسليم جثمان الشهيد لذويه ووري الثرى في مقابر البكري بأمدرمان. وأعقاب انتشار خبر استشهاد الشهيد أبو القاسم، ضجت منصات التواصل الاجتماعي بصور الشهيد، ونقل رواد منصات التواصل الاجتماعي ، كلمات كثيرة للشهيد كانت مُدونة على صفحته الشخصية في فيس بوك، وكانت الدهشة الأولى بأن آخر ما كتبه الشهيد، هو أمنية له بأن يسمع يوم المليونية صوت آخر رصاصة في هذا الوطن حتى لو كانت في عنقه هو شخصياً، وتفاعل جمهور المنصات مع هذه الكلمات، واعتبروها حلماً مشروعاً يكشف عن العمق الثوري والوطني والفدائي الذي تميز به شهيد الذكرى اللئيمة لانقلاب البرهان – حميدتي. وكذلك أورد رواد المنصات “بوستات” أخرى كثيرة للشهيد، تتحدث إيمانه بالقضية التي يخرج لأجلها في المواكب، وتحدث عن ضرورة أن يذهب العسكر لثكناتهم بعيداً عن الحكم والسياسية، وتتحدث عن ضرورة إقامة دولة القانون والعدالة والقصاص للشهداء وعدم إفلات المجرمين من العقاب، فضلاً عن “بوستات” أخرى كثيرة تُمجد الرفاق والشهداء في الحراك الثوري الباسل.
الجريدة
الله يرحمه قتله ما اظن يكون حدث صدفة في جهة بتكون متابعة الشهيد وبوستاته وقررت استهدافه في وسط الفوضي لكن هناك حساب عند من لايظلم عنده أحد نسأل الله ان يصبر والديه واخوته لكن سيجئ يوم وتنكشف حقائق اغتيالات الشهداء ومن خطط ومن نفذ سبعلمهم الشعب الصابر …ولا تحسبن الله غافل عما يعمل الظالمون ..