عشوائية

**طالب رئيس اللجنه الاقتصادية بالبرلمان ،بروفسور المجذوب ،بتوقيف توظيف الخريجين بالبلاد، كاحد الحلول لقضية معايش المواطن . المعايش التي صارت عصية ،و استفحل الفقر والجوع معها في السودان ،واصبح كل فرد في هذا الوطن المنكوب، بولاة امره ،يحتاج لدخل ثابت او اكثر ،لمقابلة طعامه وشرابه وعلاجه واحتياجاته الاخرى .
*يتضح تماما من حلول بروفسور المجذوب ، غياب الارادة القوميه لحل مكلة البطالة في السودان، التي اصبحت في تزايد مستمر ،مع عدم وجود مساواة ،في توزيع الفرص الشاغرة ، وتحقيق التوظيف لطالبي الخدمة ، اذ اصبح هناك تمييز في اسناد الوظائف ،على اساس الانتماء لراية الحزب الحاكم ،الامر الذي خلق وبمرور السنوات التسكين في الوظائف ، مصحوبا بتقديم هذه الرايه اولا ، ما أدى لتحويل تام في شكل ونوع الوظائف ،وكان التغلغل في مفاصل الدولة بالتمكين، الهدف الذي سعت اليه الانقاذ ،فحولت المؤسسات الى اقطاعيات ، يخضع التوظيف فيها للحزب الحاكم وجوقته، التي تقدم الطاعات ،وتمنح المقابل عاجلا ،وهنا لم تترك الحكومة للمواطن الخريج غير الهواجس والاحزان و الاقصاء .
**في عهد والي الخرطوم السابق دكتور الخضر ، توجه الخريجون لمكتبه وفق مااطلقته ولايته ،في ذاك الزمان ، لتوظيف الخريجين ، الذين احاطوا بمكتبه ، كل يطلب الوظيفة المعطاءة ،بيد انه لم تكن الا احدى الشعارات ،التي اطلقها الوالي ثم عدل عنها وانزوى !!! ، بعد ذلك ،وتنصل ،فعاد الخريجون ادراجهم ،وفي القلب شيء من حتى !!!
**لم تكن هنالك حلولا مسؤوله ،لمشكلات معايش الناس ، التي ظلت تؤرق المواطن عاما بعد عام ، ظل المواطن يفقد فيه تدريجيا الامان والعافيه ،وهو يتابع يوميا غياب الانتاج وتهالك الاقتصاد ،وفقدان اصوله وثوابته ،وزيادات معدلات التضخم ،وغياب سياسات الاصلاح وعدم ترشيد الانفاق الحكومي ،يغوص هو في لجة الديون،وتنعم الحكومة بماله الذي تجبه منه لملء خزائنها وعلاج افرادها من لدن الداخل الى الخارج !!!
**ما ذكره رئيس اللجنه الاقتصاديه بالبرلمان ،يدخل في باب احباط الخريجين ،وتخبط السياسات الحكوميه، التي تفتح في كل يوم كلية او جامعة جديدة ، فما هي وجهة الخريج بعد اكتمال سنوات الدراسة ؟…(.افيدونا بالله )…
*ان اليات الحلول التي ظهرت مؤخرا ، من تمليك المشروعات واموال التمويل الاصغر ،لم تزد الخريج الا نفورا من الفكرة ،التي تتطلب توفير الضمانات الكافيه ،لما تقدمه له المؤسسات المانحة والبنوك ، في مقابل عجز الخريج عن تقديم (كرت الضمان ) ومهما طرق من ابواب فلن يعود الا صفر اليدين !!!
*تنصل واضح وتراجع اكثر وضوحا ، في ايجاد فرص عمل للخريجين ،يبدأ الان من البرلمان الذي تطمس لجنته الاقتصادية ، بعشوائية الحلول ،التي اوردتها الان، المطلوبات التي يجب ان تتسم بالجدية والصدق ، لتبني استراتيجية واضحة من اجل توظيف الخريجين ……
**همسة
مات في عينيها ضوء الشمس
وضاقت الدنيا حولها ….
استسلمت لصمت مخيف …..
وحبست دمعا في الماّقي …..
[email][email protected][/email]