كنت أعلم أن هذا اليوم قادم ..لام أكول: لن يكون هناك جدار برلين..و"’ما في باي باي خرطوم’"

الخرطوم – رفيدة ياسين
بدا القيادي السوداني الجنوبي رئيس ‘الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي’ الدكتور لام أكول أجاوين متحفظاً، ربما لحساسية المرحلة وللتعقيدات السياسية التي تحيط بأجواء الاستفتاء، فضلاً عن تداعياته ومآلاته، لكن أكول في حواره مع ‘الجريدة’، تحدث عن مستقبل العلاقة بين الشمال والجنوب بعد الانفصال، وطرح رؤية استراتيجية لشكل الدولة الجنوبية الوليدة، معرباً عن قلقه ومخاوفه حول المستقبل. وفي ما يلي نصّ الحوار:
? ما تقييمك لسير عملية الاقتراع، خاصة أنك قمت بالتصويت في الخرطوم، كيف ترى الاستفتاء في الشمال مقارنة بالجنوب؟
– التقارير متباينة بين التصويت في الداخل والخارج، لاحظت أن التصويت قي الجنوب ودول المهجر الثمانية كان عالياً جداً، بينما كان الإقبال في الخرطوم ضعيفاً بعض الشيء.
? ما سبب إقبال الجنوبيين الضعيف في الخرطوم؟
– لأن تجربة التسجيل كانت مريرة للجنوبيين، فكان هناك من يهددهم ويرهبهم من التسجيل في الشمال، لذا كانوا خائفين من الذهاب إلى الإدلاء بأصواتهم في اليوم الأول، لكن بعد مروره بسلام بدأت تزول المخاوف شيئا فشيئا وبدأ الناخب الجنوبي في الشمال إقباله، وإن كان بصورة نسبية على الاقتراع.
? هل تخيلت يوماً وقد خضت حرباً من أجل الجنوب أن ترى اليوم الذي يقرر فيه الجنوب مصيره؟
– كنت أعلم أن هذا اليوم قادم، لأنني من المؤمنين بأن تقرير المصير في جنوب السودان سيحدث يوماً ما، وكنا على حق، والأيام أثبتت ذلك، فتقرير المصير قادم قادم، وهو الحل الوحيد لمشكلة جنوب السودان، ورفضت حكومة الخرطوم كل الحلول اللازمة للوحدة، بدءاً من رفضها الفدرالية والحكم الإقليمي الذاتي، والحرب اندلعت لأن هذه الاتفاقية مُزقت. الحل الديمقراطي الأوفق لمشكلة الجنوب هو الحل الذي يشمل الخيارين: الوحدة والانفصال، لكي يضمن وحدة الحركة بين دعاة الوحدة والانفصال. نحن مضينا في ذلك الطريق والحركة تذبذبت بين تلبية تطلعات القاعدة ومصالحها مع الأحزاب الشمالية الأخرى، تقرير المصير هو الحل الوحيد لأزمة الجنوب، لكن تطبيقه لابد أن يكون من خلال عملية ديمقراطية حقيقية.
? لماذا لم تصوت في الجنوب؟
– رمزية القيادة مهمة، لأنه إذا كنا ندعو المواطنين الجنوبيين الموجودين في الشمال إلى أن يصوتوا، فتسجيلي يكون دليلاً لهم بأنها عملية جادة وآمنة، ومن الناحية الفعلية لا فرق بين من يسجل في الجنوب أو في الشمال أو في المهجر، لأن العملية واحدة في كل هذه المناطق.
? كيف ترى مستقبل العلاقة بين الشمال والجنوب حال الانفصال؟
– البعض يعتبر أن الانفصال نهاية للتهميش والاضطهاد، لكني أرى الخطر في أنه سيظل هناك تباين ديني وقبلي وجغرافي وإثني في الشمال وفي الجنوب كل على حدة، والخوف أن حكومة الجنوب تطبق ما كانت تعانيه مع الشمال داخل الدولة الجنوبية الوليدة.
? ما هو شكل العلاقة الذي سيضمن جواراً آمناً بين الشمال والجنوب في رأيك؟
– رؤيتي أن الانفصال يجب أن يكون سياسياً فقط، لأن كل القضايا التي أُثيرت كالمواطنة والشريعة والمساواة كانت سياسية، ولكن لا يستطيع الجنوب أن يعيش بمعزل عن الشمال، ‘ما في باي باي خرطوم’، لأنه سيظل جاراً للأبد، لن يكون هناك جدار برلين بين الشمال والجنوب، لكن هناك مشاكل يجب أن تحل.
? هل تلقيت وعوداً بالمشاركة في حكومة ما بعد الانفصال في الجنوب؟
– لم أتلق وعوداً بالمشاركة في حكومة الجنوب، ولن أقبل وعوداً من أحد، نحن نتحدث عن قضايا أساسية لإخراج الجنوب من الوضع القائم الآن، وهو وضع سيئ لا يُحسد عليه، الست سنوات الماضية لم يتم فيها أي إنجاز على مستوى الموارد المالية التي دخلت طوال هذه الفترة، لذا سيكون جزءاً من مهام الحكومة الانتقالية هو الاستفادة من أخطاء الماضي، لتفادي نبوءات تقول إن الجنوب لن يقف على قدميه.
? هل مشكلة الهامش والمركز مقتصرة على الشمال أم تتوقع انتقالها إلى الجنوب أيضاً خاصة أن التنمية موجودة في جوبا فقط؟
– نعم، 90 في المئة من ميزانية حكومة الجنوب تُصرف في جوبا و10 في المئة تصرف على الولايات العشر الأخرى، كما أن سلطات جوبا ‘تتغول’ على سلطات الولايات لدرجة أن تأسيس مقاطعات جديدة وتعيين محافظين يتم في جوبا.

الجريدة

تعليق واحد

  1. والله يا سيد لام انا من أشد المعجبين بآرائك السياسية وفكر المتقدم في السودان عموما و خسارة لشمال قيمة السياسية التي سوف يفقدها عند ذهابك لجنوب ، لكن بكل التوفيق لك من كل قلبي لك في الجنوب;)

  2. ارجوا ان انبه الى عدم نسيان زيادة الاسعار وتوقيته لصرف النس وتوزيع الغبن مابين الانفصال استغلال حالة العواطف التي تغيب العقل عن الحاصل وحتى لا يكون الناس غير مشغولين وينتبهوا الى الحاصل -الزيادة دي من المفترض تعلن وتنفذ بعد عدة اشهر من الآن ولكن هذا هو تفكير الاباليس شياطين الانس اشقاء اليهود والملحدين سفلة الجبهة الاسلامية القومية الكيزان المخرومة – لاتغفلوا عن ذلك بغيره – تذكروا حتى تذكوا نار الثورة

  3. يادكتور لام أكول أنت من الناس الواقعيين العادلين فلا تتحدث بالعواطف يجب أن يكون هنالك عبارات مثل باي باي الخرطوم لأن من إختار هذه العبارة هو من إختار الإنفصال ولا تذكرون الخرطوم طالما فيها تهميش ومواطنين درجات عليكم بتنظيم أنفسكم وسيادة أنفسكم حتى ينهض السودان الذي تأخر عن الركب 55عاماً عليكم يسهل وعلينا يمهل باي باي يادكتور وأمريكا وإسرائيل كفيلتان بالبناء الراسخ في دويلتهم 0000000 عفواً أقصد في دويلتكم.

  4. باى باى كرتوم الم يقولها قادتكم ؟

    والان نحن نقول باى باى الجنوب فليذهب بلا عوده ولن نقيم عليه السرادق و لن نبكى

    عليه . و الان الجنوبيين يحتفلون بالانفصال فنحن ايضا سوف نحتفل بإنفصالهم عنا

    نحمد الله كثيرا و هم لا يريدوننا و لايريدون الوحده معنا فلماذاء نبكى عليهم فاليذهب

    الجنوب و الجنوبيين

    و شكرا

  5. ضربني وبكى …. سبقني اشتكى (الجنوبيون الذين يرقصون على إيقاع الطبول الإفريقية ابتهاجًا بالانفصال عن السودان، ما كانوا ليفعلوا ذلك لو شعروا أنهم مواطنون على قدم المساواة في الوطن الواحد، وأنهم ينالون ذات الفرص في التعليم والعلاج والرعاية الاجتماعية والتنمية المستدامة والأمن والمناصب العليا، من خلال نظام يحترم المواطنة بغض النظر عن الدِّين واللون والعرق والمذهب واللغة)،هذه الفقرة تلخص ما يشعر به ويعاني منه اهل الجنوب ولكنها لا تبرر اختيارهم للانفصال ،لانها كذلك تلخص ما يعاني منه اغلب اهل الشمال فمثلا ثلاث ارباع صادرات السودان من الثروة الحيوانيه والصمغ العربي يجود بها غرب السودان ومع ذلك يعاني اهله من نقص او في بعض الاحيان من انعدام التعليم والعلاج والرعاية والتنمية…الخ .السودان به 26 ولاية يتشاركها حوالي 182 قبيلة يتحدثون بما يقرب 58 لغة محلية ومع ذلك لم يكن هذا سببا في يوم من الايام ليطالب احدهم بالانفصال. الشمال عاني تماما مثل الجنوب من اثار الحرب بل واكثر فكل خيرات الشمال كانت تسخر لحرب الجنوب ، تدمر الشمال من اجل ان يبني الجنوب ومع ذلك لم يطالب اهل الشمال بفصل الجنوب عنهم وتحملو يوما بعد يوم مهمة اعادة بناءه وبعد ان جاءت اتفاقية السلام تنفس اهل الشمال اخيرا الصعداء وحلموا ببناء وطنهم الواحد الكبير من جديد شمالا وجنوبا فاذا باهل الجنوب يفاجئونهم بعدم رغبتهم في المشاركة في هذا البناءالكبير بل و اكتفاؤهم ببناء سبعمائة ألف كيلومتر من المليون ميل مربع ! وحتى هذا فقط…في حال انفصلوااااا. والسودان يعاني ما يعاني من تربص اعدائه ومن ظروف اقتصادية لم تسلم منها بلدانا تفوق السودان تقدما ،وغزو ثقافي يهدد هويته. اهل الجنوب لم يعطوا انفسهم فرصة المشاركة في البناء كما شاركهم الشمال في سنوات الدمار .خيار الانفصال كان من الممكن ان يكون حلا بعد سنوات من الان في حال فشل السودان في تحقيق ما يطالب به اهل الجنوب (وما يطالب به اغلب اهل الشمال) ففي رأيي 6 سنوات ليست كافية لبناء ما تم تدميره في 50 عاما هي عمر الحرب الاهلية مع الاخذ في الاعتبار ان الهدم اسهل من البناء ،ولكن قال اهل الجنوب كلمتهم :بلد المليييون ميل مربع اصبح …ذكرى.

  6. المشكله الحقيقية يا د. لام اكول في الحركه نفسها وقيادتها لانها تختار ناسها الموالين ليها بغض النظر عن مدي فهمهم لبواطن الامور ونتمني ان تستفيد من خبرتك في موازنه الامور حتي تستقيم قيادتها والحق انك رجل محنك وقائد ممتاز وتعرف ماذا تريد او يريد الجنوب خساره لهم لو ما استفادو منك وانت لست الخسران وسوف تجد يوما من يقدرك نتمني لك التوفيق ومرحبا بك في وطنك الثاني الشمال ونحن نعرف قدر نفسك فلا تحزن شماليه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..