أحبك مكانك صميم الفؤاد

كمال كرار
رغم ان الحال في بلادنا يغني عن السؤال .. والناس في ضنك بسبب الانقاذ وحراميتها الذين قضوا على الاخضر واليابس ..الا ان الشعب العنيد .. في ايام العيد السعيد يقول للسدنة نحن لا زلنا بخير .. وبالدارجي وراكم والزمن قصير وليس طويل …
ذهب رمضان وخلف معاناة فوق طاقة الغالبية .. العيشة بسعر الجنيه قل وزنها .. ورديئة النوعية .. كيلو الطماطم بالخرطوم 60 جنيه والليمونة بجنيه وزيادة .. والعجورة 15 جنيه .. وكاس الزبادي المضروب 19جنيه.. بما يعني ان صحن سلطة الروب يساوي 40 جنيها بحساب البهارات والتوم ..
والبنوك في رمضان .. بلعت قروش الناس .. ثم قالت لهم مافي .. ويقف الناس بالساعات في صفوف اجهزة الصرف الالي دون جدوى ..وهذه الاموال التي تنهب من اصحابها تدور في فلك النشاط الطفيلي .. ومعظم التمويل المصرفي للمحاسيب .. ومعظمه للسمسرة واللف والدوران .. ولما احجم الناس عن توريد النقد للبنوك التي سرقتهم .. ابتدع السدنة حكاية الورقة المزورة .. وفرضوا علي الناس فتح الحسابات لاستبدال ما عندهم .. ولن تفلح اموال البنوك التجارية في حل ازمة الاقتصاد .. طالما ان ليس هنالك مصادر حقيقية للايرادات العامة … لا بالجنيه التعبان ولا بالدولار .. وهكذا تعتمد السلطة الفاسدة على الشحدة من الخارج دون جدوى .. وعلى محاولات يائسة لجلب الاستثمار الاجنبي .. الذي لن ياتي الي بلاد تعاني الحرب والعطش وتسرق بنوكها الناس ..
ومع ان اموال الشعب تذهب لفائدة الامن .. او لمخصصات العواطلية شاغلي المناصب التي تسمي دستورية .. فان بعض التنابلة يهددون الشعب باجراءات اقتصادية اكثر لؤما .. يسمونها العلاج بالكي .. والبتر .. وللمفارقة يقولون ان مرحلة علاج الاقتصاد بالبندول والمسكنات ولت .. بندول يا سدنة !! حطمتم الزراعة والصناعة ونهبتم البترول وسرقتم الذهب وبعتم الاراضي .. واحرقتم القرى ..وهجرتم الناس .. ومسحتم بسمعة بلادنا التراب .. ثم لا زلتم تهددون …. الناس؟! .
امنيات العيد في بلادنا لم تعد خاصة .. بل صارت عامة .. ان تعود للسودان كرامته وحريته ..ان تسترد الديمقراطية .. ان يعيش الناس الحياة الكريمة .. دون ضنك .. ان تسود مجانية التعليم والصحة …
ويعرف الناس ان هذه الامنيات تنتزع ولا تمنح .. وان الطريق اليها يعني الانتفاضة الشعبية .. ومقدماتها الاضرابات والمظاهرات والاعتصامات .. تقودها لجان المقاومة .. وتصل بها الي ذروة الحالة الثورية عصيان مدني واضراب سياسي .. لا يمكن اجهاضه او قمعه ..فالعناصر الوطنية داخل القوات النظامية ستحمي الشعب ..وستغل يد المرتزقة .. وستمنع الحرامية من الهروب خارج البلاد …
كل عام والشعب والوطن بخير .. والاعداء الي مزبلة التاريخ .. والعيد الحقيقي يأتي مع بيان الانتفاضة الاول .. واعلان كنس الانقاذ بمؤسساتها وقوانينها .. وقيام الحكومة الانتقالية ..
وطنا ال..باسمك كتبنا ورطنا
احبك مكانك صميم الفؤاد …
عاش الشعب .. الذي لا يلين عزمه .. وحتماً ينتصر