همسة في أذن حميدتي صبيحة موكب 30 أكتوبر

جعفر عباس

ظللت يا سيد محمد حمدان دقلو، تبذل جهدا كبيرا لتحسين سمعة قواتك (الدعم السريع)، ولكن، وفي تقديري بالأسلوب الخطأ، وهو تقديم العطايا والهدايا ومحاولة تصويرها جماعة خيرية تقف مع المواطنين عند المحن، فكانت هناك قوافل للدعم السريع تقدم الغوث لضحايا الفيضانات والسيول، مما جعل الناس يتساءلون: من اين له هذا؟ وبموازاة ذلك كان ملاحظا أنك تسعى ومنذ سقوط نظام عمر البشير لتقديم نفسك كزعيم قومي (وليس فقط شاغل منصب سيادي مؤقت ينتهي بنهاية الحكومة الانتقالية)، ومن حقك كشخص وجد نفسه يقفز صاروخيا من رتبة مدني عادي الى رتبة عميد فلواء ففريق أول، من حقك ان تحلم بالرئاسة والمناصب الدستورية الكبيرة بعد ان انفتحت طاقة الأمل أمامك بعد رحيل البشير و ضمك الى المجلس العسكري الانتقالي ثم مجلس السيادة

ولكن المليارات التي تنفقها لشراء السمعة الطيبة لنفسك وللدعم السريع لن تنفع في شراء حب الناس، فالدعم السريع سيء السمعة منذ ان كان نشطا في عمليات قتالية في اطراف السودان ثم جاءت ثورة ديسمبر ووثقت بالصوت والصورة تجاوزات بشعة ارتكبتها قواتكم تلك منذ 3 يونيو 2019 (تاريخ مجزرة الاعتصام) والى يوم الناس هذا، وبعد الانقلاب العسكري الأخير (25 أكتوبر الجاري) وقوات الدعم السريع تعود الى سيرتها الأولى نزولا في الشوارع وهي تمارس ضرب المارة كما الإبل الشاردة، وتضغط على زنادات البنادق بنفس السهولة التي يضغط بها الناس على أزرار علب البيف باف

الجميع يضعون أيديهم على قلوبهم وهم يتحسبون لما يمكن ان يفعله افراد الدعم السريع- وليس الشرطة او الجيش- غدا عندما تخرج الحشود مجددا رفضا لانقلابكم على الحكم ونقضكم للعهود، وليتكم تعوا دروس الماضي، فمجزرة القيادة العامة عادت على العسكر بنتائج عكس ما اشتهوا، فالتخويف والترويع ومحاولات التركيع لا تجدي عندما تقرر الشعوب ان تهب طلبا للحرية والكرامة والأمن والسلامة، وليتك تكبح جماح قواتك غدا وفي غير الغد، حتى لا تكونوا أنتم من “يشيل وش القباحة” مع الشعب دائما

السمعة الطيبة والحب والاحترام لا تشترى بالمال، ولا تأتي بقوة السلاح فلو شئت طرح نفسك كشخص له طموح سياسي، فعليك تحويل الدعم السريع الى قوة تدافع عن المواطن وليست مصدر خطر عليه