الدار أمان.!

شحنة جديدة من حاويات المخدرات تحتفي السلطات المختصة بإحباط تهريبها، وكالعادة الفاعل هو الشيطان، حيث لا جناة ولا متهمون.
قبل فترة قصيرة أعلنت الشرطة أن ?3? آلاف تاجر مخدرات محكومون بالسجن المؤبد.. طبعاً هؤلاء ?صغار التجار والمروجين? لكن الذين يديرون هذا النشاط لن يمسسهم شر.
يبدو أنَّ هناك جهة تريد أن يحدث تكيّف مع مثل هذه الأخبار، أي أن يصبح خبر ?إحباط دخول حاوية مخدرات? خبراً عادياً لا يفرق كثيراً عن أخبار ?اللجان المنبثقة?.. فعلياً، بات ذلك أقرب إلى الواقع، مثل قضايا الفساد لم تعد أخبارها مثيرة أصبحت من نوعية الأخبار العادية، وكذا دخول حاويات المخدرات.
منذ 2014م والذي شهد أشهر قضية حاويات مخدرات، وصُنفت بأنها أكبر عملية تهريب في الشرق الأوسط وأفريقيا، وانتهت تلك القضية إلى فصل من المهزلة، حيث أغلقتْ السلطات الملف لعدم كفاية الأدلة.
منذ ذلك الوقت، لم تتوقف الأخبار التي تنقل بين الحين والآخر دخول شحنات من المخدرات، وتكرار الفعل والإصرار عليه يعني بلا كثير اجتهاد أنَّ ?الطريق سالك? ولا خوف على هذه الحاويات ولا يحزنون.
المشهد الهزلي الذي انتهت إليه قضية الـ(5) حاويات مخدرات، يُغري بدخول آلاف الحاويات، ولم لا، ألم تنتهي القضية إلى حالة ?لا متهم?.
وزيرة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم، أمل البيلي، أرسلت إنذاراً مدوياً العام قبل الماضي، أنَّ المخدرات وصلت مدارس الأساس والثانوي.. ثم حادثة تعاطي بين تلميذتين ضُبطت في إحدى مدارس ولايات السودان، مدرسة في الولاية الشمالية فصلت تلميذتين بعد ضبطهما تتناولان حبوباً مخدرة، بواسطة تذويبها في مشروب غازي، ثم نقلت ذات الصحيفة (آخر لحظة) أنَّ إدارة المدرسة أعادت التلميذتين إلى صفوف الدراسة، بعد اعتذارهما.
طالما فشلت السلطات في الإجابة على سؤال من هو المتهم، علينا طرح سؤال آخر.. لماذا يُصرُّ المتهم الخفي على إدخال هذه الحاويات، هنا الثغرة، والمؤكد أنَّ شبكات المخدرات تنتهي خيوطها الرئيسية في نقطة واحدة.. هناك إصرار غريب على دخول هذه الحاويات المحملة بشتى أنواع المخدرات.
ولا أدري ما سر احتفاء السلطات وحشدها للكاميرات لتصوير الكميات الكبيرة من المخدرات ونشرها عبر الوسائط باعتباره إنجازاً متفرداً.. الإنجاز هو الوصول إلى الأطراف التي تُصرُّ على دخول هذه الحاويات حتى أصبح الأمر أكثر من طبيعي.
التيار
جهاز الأمن ولا احد غيره واضحه زي الشمس
جهاز الأمن ولا احد غيره واضحه زي الشمس