"ود البروف" وطبيب عطبرة المزيف وما بينهما

“ود البروف” وطبيب عطبرة المزيف وما بينهما
بدور عبد المنعم عبداللطيف
[email protected]
فيما كانت السيارة تشق طريقها بصعوبة في أحد أزقة أم درمان الضيقة … صعوبة مكمنها تلك “الخيران” التي نشأت من توالي سقوط الأمطار على الأرض الطينية ومرور عجلات السيارات الرائحة والغادية في الوحل، مرقت فجأة من زقاق جانبي حافلة “أمجاد” من النوع صغير الحجم . حاول سائق الحافلة تفادي سيارتنا فأفلت زمام المقود من بين يديه وطارت الحافلة في الهواء لتستقر أمامنا بعد أن انغرزت عجلاتها الخلفية في الحفر الموحلة. بذل السائق جهداً خرافياً حتى أفلح أخيراً في إخراج الحافلة. وما أن استقرت الحافلة وشرع سائقها في مواصلة السير حتى لاحت أمام أعيننا في خلفية الحافلة البيضاء نجيمات صغيرة تحف بها ورود رقيقة بألوان صفراء وحمراء، وكانت ترقد وسط هذه “الخميلة” عبارة ” ود البروف ” وقد رسمتها يد خطاط بارع . وحينها فقط أدركت حجم معاناة السائق في إخراج الحافلة فقد كانت تنوء إلى جانب حملها البشري بذلك اللقب “ثقيل الوزن” بالمفهوم الأكاديمي “العالمي” والذي بلا شك أن صاحب السيارة قد وضعه في خلفية السيارة تيمناً بمدلولاته الاجتماعية.
قفزت إلى ذهني تلك الواقعة وأنا أتابع تلك الضجة التي أثيرت حول طبيب عطبرة المزيف. ذلك الشاب الذي أمضى قرابة العامين في مستشفى عطبرة مارس خلالها 300 عملية تتعلق بالكسور والجبس وحوادث الحركة إضافة إلى حوادث التسمم بالصبغة والتيتانوس دون أن يفطن إليه أحد أو يشك في أمره.
أقول هذا الشاب “مدعي الطب” يؤمن تماماً ويعي جيداً أنه قد “تهجّم” على هذه المهنة، ويعلم أيضاً أن تعليمه لم يتعد مرحلة الأساس بدليل أنه كان “يزوغ” عند إحساسه بعين متفحصة. وقد حدث فعلاً أن تهرب من إجراء عملية الزائدة الدودية رغم بساطتها لما تستلزمه من إجراءات تتطلب إبراز هويته.
هذا الشاب وإن كان في نظر القانون متهماً إلا أن وجهات نظر المجتمع حيال فعلته تلك قد تباينت بدءاً ممن اتخذ من الحدث مادةً للتندر والفكاهة إلى الذي تعاطف معه او أيده بالدرجة التي تمنى فيها على وزارة الصحة أن تمنحه رخصة مزاولة مهنة الطب باعتباره “أفضل” بكثير من أطباء عرّضوهم لتجارب أليمة بسبب الإهمال واللامبالاة ما أدى في بعض الحالات إلى إزهاق الأرواح، وقليل من عدّه مجرماُ وقاتلاً بتعريضه حياة المرضى للخطر، وهو ?أي الطبيب المزيف- من جانبه قد دفع بتمكنه وبراعته في ممارسة هذه المهنة بالدرجة التي “تفوّق” معها على زملائه من “كبار الاطباء” الذين انصرف البعض منهم للونسة والإنترنت موكلين له مهامهم اليومية كما ورد في تصريحاته للصحافة، حيث أكد بأنه كان يقوم بتلك المهام بكل إخلاص وتفانٍ، بدافع الهواية لمهنة أحبها وتفرغ لها بعيداً عن أي كسب مادي.
أقول إن هذا الشاب “مدعي الطب” لا يختلف كثيراً عن بعض الذين يحملون شهادات معتمدة من الجامعات وموثقة من الجهات الرسمية تفيد بأن الواحد منهم قد أصبح بروفيسور (بروف) وهو بدوره ? أي البروفيسور – مقتنع تمام الاقتناع بأحقية حصوله على هذا اللقب الذي حظي بفضله بالتبجيل والاحترام من كافة قطاعات المجتمع.
درجة الأستاذية (بروفيسور) هي أرفع منصب أكاديمي، وشروطها “متشددة” للغاية أهمها إجراء عدد من البحوث تتميز بالأصالة وتنشر في مجلات علمية عالمية محكمة. وكانت جامعة الخرطوم إبان عهدها الذهبي ترسل بهذه البحوث إلى ثلاثة أساتذة من خارج السودان في مجال التخصص المعني لتقييمها. والآن ظهرت على السطح تلك الجامعات غير المؤهلة ، وبالتالي لا تلتزم بتقاليد البحث العلمي. أقول قولي هذا ليس “احتفاءً” بشهادة مرحلة الأساس ولكن رثاءً لشهادة الأستاذية (بروفيسور) التي أصبحت تمنحها الجامعات بكل سهولة شأنها شأن الإكراميات والأعطيات، وهي في الواقع لا تمنح صاحبها سوى الواجهة الاجتماعية فقط.
حقيقةً إن كُنتُ مِن صُنــاع القرار في بِلادي لــ أكرَمت هذا الشـاب بِدراسة الطِب مجـــاناً و على حِساب الدَولة لأن شــاب وصَل إلى هذه المرحلة وَجَب رعــايتهُ مِن قِبل الدولة لأنه مـارس المِهنة عن حُب و عن قنــاعة و ليس بدواعي التفــاخر الإجتماعي أو المظهر الأُسري أُم الدكتور و حبوبة الدكتور …..
صدقت يا اخت القاب من اجل الوجاهة شوفى كلمة دكتور دى بيقولوها كيفكان فى طالب سودانى ماشى يقرا فى مصر وقف بتاع التاكسى صاحب التاكسى قاليهو اتفضل يا باشمهندس رد عليه قاليهو عرفتنى كيف انا مهندسبنفس القدر يظهر نحنا حتبقا عندنا دكتور دى عادىعندما كنت بحضر ماجستير فى بريطانيا قابلت بروف بتاع المادة وهو مؤلف كتب وكنت اقوليها دايما يا بروف فقال لى ياخ قول باسمى هاوارد عااادى فالبروفات والدكاترة لايبحثون عن القاب و وكذلك الطلاب ليسوا منفصمين بتعظيمهممشوارنا طويل لسه عشان نتعلم التواضع
نعم لقب البروفسر فى الجامعات المحترمة يمر بخمسة مراحل. قبل هذه المراحل علي الأستاذ الجامعى أن يقضى فترة 5 سنين أستاذ مساعد ثم 5 سنين أخرى أستاذ مشارك وبين هذه وتلك لا بد أن يكتب عددا معروفا من الأبحاث بعضه لا بد أن يكون منشورا فى مجلات علمية عالمية.
ثم تأتى معركة الصعود للقب البروفسر بعد إنتهاء الخمسة سنين كأستاذ مشارك ولابد أن يكون قد أنتج أبحاثا جديدة فى هذه الفترة ولا تعتبر له الأبحاث التى ترقى بها لدرجة أستاذ مشارك.
ويمر بخمسة مراحل لتجاز له هذه الابحاث:
تجاز بواسطة مجلس القسم
ثم ترفع لتجاز بواسطة لجنة علمية
ثم ترفع لتجاز بواسطة مجلس الكلية المكون من رؤساء الأقسام.
ثم تحال مرة أخرى للجنة علمية أعلى
ثم تحال إلى مجلس الجامعة المكون من عمداء الكليات
وأخيرا توقع من مدير الجامعة
وهذه المراحل تستغرق ما بين سنة و سنة و نصف. وإن لم تقبل التوصية بالترقية لعدم إستيفاء البحوث لا يسمح للأستاذ بالتقدم مرة أخرى إلا بعد سنة أخرى.
ثم إن البروفسر عندما يصل إلى مرتبته هذه يكون كالموسوعة فى علوم أخرى بجانب علمه الأساسى فقد يكون ملما بعلوم أخرى خارج تخصصه مثل علم الموسيقى و التاريخ أو التراث الشعبى أو ميكانيكا السيارات أو اللغات الأخرى أو حتى الكتابة بالهيروغليفية كما كان المرحوم بروفسر التجانى الماحى و المرحوم بروفسر عبد الله الطيب.
فأين بروفسرات الإنقاذ أمثال غندور و إبراهيم أحمد عمر و حسن مكى وغيرهم الكثيرون من كل هذا؟
بحكم سن معاوية وجريمته التي لم تتسبب في ضرر لأي احد والفائدة التي قدمها للمهتمين بصحة الأنسان السوداني بأن كشف لهم القصور في النظام الأداري الخرب المتبع وأعطاهم درس علهم يحسنوا في اجرآتهم المتبعة ؟؟؟ وعلي مبدأ ان العقاب للأصلاح وليس للتدمير والتشفي ؟؟ فيمكن ان يحاسب برأفة وتوقع عليه عقوبة بحسب ما يراه القاضي كأب يريد الأصلاح؟ ثم يمنح الفرصة ليحقق ما يتمناه عله يكون جراحاً ماهراً يفيد البلاد ؟؟؟ وملامحه تدل علي الذكاء وما فعله يدل علي الشجاعة والجرأة وهذه هي الصفات المطلوبة في الجراح الماهر بالأضافة للدراسة الجادة والأرادة والرغبة الطاغية؟؟؟
في حالة مماثلة انه في احد الجامعات الأيطالية أكتشف استاذ في علم الجغرافيا مزوراً لشهاداته التي تم بموجبها تعيينه ؟ اوقف عن العمل وفي التحقيق معه أجاب بأنه يهوي علم الجغرافيا ومتبحر فيهاويحب تدريسه؟؟؟ وبعد التحقق من معلوماته وجد انه يعرفها بدقة وتمكن أكثر من المطلوب وكل طلابه معجبين بطريقة تدريسه ومعلوماته الغزيرة؟؟؟ فوجدوا انه لا مناص من تركه في حاله وأستمر استاذً جامعياً مشهود له علمياً وعملياً؟؟؟
احد الطلاب السودانيين ذهب في بعثة لأحد الدول الأشتراكية سابقاً وهو خريج المعاهد العلمية التي تدرس العلوم الدينية ؟ وفي الدول الأوربية يعطون أهمية كبيرة لرغبة الطالب ؟؟؟ فأختار دراسة الطب ؟ فقيل له انك لم تدرس اي مواد علمية تؤهلك لدراسة الطب ؟؟؟ فقال سوف ارجع بلادي او ادرس الطب؟ فادخل في كورس تأهيلي لمدة سنتين لدراسة العلوم المؤهلة لدراسة الطب وتفوق فيها بأمتياز علماً بأنه لم يكن يعرف اين مكان قلب الأنسان ؟ تخرج من الطب بأمتياز ؟ وعمل بالسودان لمدة سنة وفي هذا الأثناء التحق بالمجلس البيريطاني لتجويد اللغة الأنجليزية وسافر لندن للتخصص وأنهي التخصص بأمتياز وأعتقد انه الآن اخصائي كبير بالسعودية ان لم يكن بالولايات المتحدة ؟؟؟
انها الرغبة والأرادة التي لا تجد في نظامنا التعليمي تقديراً او مكاناً يذكر ؟؟وكم من راغب في مهنة حرم من تعلمها واعطت الفرصة لآخر ليس له الرغبة فيها والأرادة لتعلمها ؟؟ وبرنارد شو يقول اسكافي ناجح خيراً من طبيب فاشل ؟؟؟
و ماذا عن الباشمهندس المزيف. ما عمدوا مجموع ادخلوا هندسه قبول خاص و مربت