زواج القاصرات…. صراع الفقه والتشريع

سارة إبراهيم:
يشكل زواج القصر هاجساً يؤرق المجتمعات وتحديا اساسيا لحقوق الاطفال، فالبعض يمارسه بحكم العادات والتقاليد والثقافات وآخرون بحكم الاعتقاد الديني، المستند إلى مقارنة أعمار طفلاتهم بأمنا عائشة رضي الله عنها مثلاً. هذه الأسئلة وغيرها كانت محرضاً لوزارة الرعاية الاجتماعية والمجلس القومي لرعاية الطفولة، لتنظيم ورشةٍ تنيسقية حول زواج القصّر، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة، وسط حضور عدد كبير من المهتمين بقضايا الطفولة، وقدّمت في الورشة عدد من الأوراق العلمية.
آثار صحية
وفي السياق أشارت مدير وحدة مكافحة العنف ضد المرأة د. عطيات مصطفى إلى الآثار الصحية لزواج القاصرات مقرة بازدياد نسب حالات الوفاة عند الأمهات القاصرات والتي وصلت إلى 50%، بجانب مشاكل عديدة تزداد عند الحمل نسبة لعدم اكتمال النمو البيولوجي للطفلة كفقر الدم وعدم تمكنها من الرضاعة الطبيعية لعدم اكتمال نمو الثدي، وقالت ان زواج القاصرات يفتقر للمودة والرحمة والوفاق الاجتماعي مما يؤثر على استقرار الأسرة والنواحي النفسية خاصة للزوجة القاصرة، واستعرضت د عطيات في ورقتها «الآثار الصحية والنفسية لزواج القاصرات» الآثار النفسية للقاصرة والتي حصرتها في شعورها بعدم التكافؤ من ناحية القدرة والإدراك والتغيرات الهرمونية في حالة الحمل والتي لا تعرف عنها القاصرة أي شيء فيصيبها شيء من الاكتئاب والعزوف الاجتماعي الذي أدى ببعض الحالات إلى محاولة قتل أطفالهن باعتبارهم سبب المشاكل التي يعانين منها.
تحديات ومعوقات
وكشفت عطيات جملة من التحديات والمعوقات تواجه محاربة زواج القاصرات خاصة في الولايات منها عدم وعي الأسرة والمجتمع بالصحة الإنجابية والجنسية خاصة وان الفتاة لا تبلغ سن الرشد إلا باكتمال النمو البيولوجي للجهاز التناسلي وهذا لا يكتمل قبل سن الخامسة عشرة حتى وان ظهرت علامات البلوغ المعروفة، بجانب تأثير العادات والتقاليد الموروثة وعدم وجود الخدمات الصحية الأولية اللازمة بجانب عدم التنسيق بين الجهات الصحية والتشريعية والفقهية لدراسة هذا الموضوع فضلاً عن تضارب الرؤى في تحديد سن المسؤولية وسن الزواج في قانون الأحوال الشخصية لعام 1991م.
رفع الوعي المجتمعي
ومن جانبها شددت د. سميرة أمين احمد على أهمية رفع الوعي لإحداث التغيير الاجتماعي والتخلي عن الممارسات العادات الضارة الطفل، منادية في ورقتها «قراءة في الثقافة الشعبية وأبعاد الوعي الاجتماعي» باستصحاب أدبيات الثقافة الشعبية في برامج رفع الوعي الاجتماعي كالأمثال الشعبية والمأثورات لترسيخ التغيير وإعداد شعار لحملة إعلامية قومية تستفيد من أدوات التسويق الاجتماعي، وخلق توقعات عرفية جديدة للزواج الناضج قائم علي الفهم واقتراح صياغة نص جديد له .
منظور فقهي
اعتد الكثيرون من الذين يمارسون زواج القاصرات بزواج الرسول علية الصلاة والسلام من السيدة عائشة وهي سن التاسعة من عمرها الامر الذي اتفق فية معظم الفقهاء على انه من خصائص النبي «ص» كزواجه لاكثر من أربعة نساء وهي هذا الصدد أوضح الشيخ محمد هاشم الحكيم في الورقة العلمية «زواج الصغيرات في الفقة الاسلامي حيث ذكر فتاوي حديثة في حكم تحديد سن زواج البنات اجمع عليها عدد من الفقهاء بعدم جواز تزويج الصغيرة مطلقاً ولا يمكن ان يقاس تزويج الأطفال اليوم بزواج أمنا عائشة رضي الله عنها لعدم تطابق الشروط والمناخ. وقال ان زواج القاصرات تترتب علية مضار نفسية واجتماعية مطالباً الدعاة والعلماء القيام بواجبهم بالنصح والتوعية بخطورة مثل هذه الزيجات والمضار المترتبة عليه والتي تؤدي الي تقويض بناء الأسر المسلمة.
وخلص الحكيم الى عدد من المقترحات التي رأى أفضلها جعل الأصل في الزواج تحديد سن زواج الصغيرات ثم استثناء حالات ان ثبت إن المصلحة في غير ذلك لما في ذلك من المصلحة المترتبة علية فالأصل هذه الأيام مصلحة الطفلة بالتعليم وتركها تنضج والسماح لها بالنمو الصحي المنتظم حتي تتجاوز مرحلة الطفولى بالتهيؤ للزواج و عدم السماح لأولياء الامور بتجاوز ذلك الا بمستند شرعي من المصلحة الراجحة وتقديرية الحكم لاهل الاختصاص من الأطباء وعلماء النفس والاجتماع وغيرهم.
قانون وتشريع
وفي سياق متصل قالت المستشار القانوني بالمجلس القومي للطفولة د.اميمة عبد الوهاب عبد التام رغم حداثة قانون الطفل للعام 2010 والنقلة النوعية التي أحدثها في مجال حماية الطفولة إلا انه لم ينص صراحة على منع زواج الأطفال وكذلك الحال ينطبق على قانون الأحوال الشخصية الذي فيه نصوص تتناقض مع بعضها البعض من حيث الصياغة والمضمون والتي سمحت بزواج المميزة البالغة من العمر عشر سنوات وذلك التطبيق أفرز عدة تحديات، مطالبة الدولة بتذليل عقبات تنفيذ القانون، مشددة علي اهمية تحديد سن الزواج بقانون الأحوال الشخصية لسنة 1991 لكي يتماشي مع نص المادة (1/2) من الدستور التي قضت بالتزام الدولة باحترام وترقية الكرامة الإنسانية التي تؤسس الدولة علي العدالة والمساواة.
مطالبات
وفي ختام الورشة طالب الخبراء بضرورة تحديد سن المسؤلية والزواج في قانون الأحوال الشخصية لسنة 1991م وأن ينص صراحة علي تحديد الثامنة عشرة سناً للزواج، الاهتمام بتوعية المجتمعات المحلية والكوادر العاملة في هذا المجال خاصة الأطر الصحية، ووضع مناهج تثقيفية للمدارس تعنى بصحة البنات، ومعالجة القيم القبلية والعرفية التي تحافظ علي زواج الأطفال.
الانتباهة
التقليد الاعمى للغرب يدخلنا جحور نحن في غنى عنها,زواج القاصرات في الغرب يشمل زواج من هن في سن 15,16,17 بالرغم من , وصولهن مرحلة البلوغ…و للمفارقة ان ذات 16 عام في اروبا مثلا تعدل ذات العشرين عندنا من حيث البنية و الطاقة,بمعني انها تطيق و تقدر على الزواج,بدليل ان الكثيرات منهن يحبلن سفاها في هذا العمر. الله سبحانه وتعالى عندما جعل سن الانجاب في المراة يبدأ بالبلوغ حتى الاربعين لم يجعل ذلك عبثا (الا يعلم من خلق و هواللطيف الخبير..).في الغرب مفهوم الزواج مختلف تماما عنا,الزواج عندهم هو محطة استقرار و اختيار الرفقة بعد فترة طويلة من العربدة و العلاقات خارج اطار الزوجة,بمعنى ان المرء يستطيع ان يشبع رغباته الجنسية مع الخليلة,الصديقة,المواعدات الطارئة …الخ – اما الزواج عندنا,فالاحصان اهم مفصد من مقاصده و اشباع الغريزة الجنسية هدف اساسي من اهدافه,و ذلك لان اي تنفيس جنسي خارج الزواج فهو محرم شرعا و قانونا عندنا..السؤال :لماذا نطبق قوانين و قيم مجتمعات تختلف منا كل الاختلاف ؟,هل درس علماء النفس اثر الكبت الجنسي الناجم عن تقليدنا للعرب في مجتمعاتنا؟هل من الانصاف ان يبلغ الانسان منتصف الثلاثين من العمر دون زواج و هو يختلط بالجنس الاخر في الشارع و الجامعة و المكتب؟(كالذي القوه في اليم مكتوفا و قيل له اياك ان تبتل بالماء)…ثم ثانيا ماذا يرجو الرجل من الزواج بواحداة عدت الثلاثين ,تبلدت احساسيهم و خمدت جذوة انوثتها,و قلت خصوبتها و عمل فيها الكبت عمل الصدأ في الحديد , و هذا ايضا ينطبق في الرجل,فهو اذا بلغ الاربعين من غير زواج اعترته بعض خوارم الذكورة من جراء (التقريشة الطويلة) و اصبح يحتاج لمعينات تساعده القيام بونسة الليل على اكمل و جه.افة اخرى هي ربط اكمال التعليم بالزواج,في رأيي ليس هناك مانع من الزواج و المواصلة في التعليم للجنسين. فماذا تعني كل شهادات الدنيا للمراة اذا فقدت الولد او حتى الزواج,مهمتها الاساسية السامية التي خلقت من اجلها؟؟؟
جزاك الله خير على ما قدمت ، أود أن أقول بأنوا الزواج في الغرب مجرد حبر على ورق ، يعني الشخص يقدر يستمتع بالمرأة ما شاء ومتى شاء ثم لم يبقى شيء لم يفعله معها إلا هذه الورقة ، الدين الإسلامي ضبط المسألة وجعل الزواج في صيانة الحقوق. كتاب المقالات الذين يحاربون زواج البالغات(القصر في مفهوهم) أتمنى يوجهوا كل هجومهم على الزنا والتحرر والإنحلال بدل يتكلموا في العفيف اللي عاوز يعف نفسو ويعف بنت الحلال اللي وافقوا أهلها على تزويجها، زواج مكتمل الشروط
في وهم كبير عايشنه نحن في الدول الاسلامية اسمه زواج القاصرات هذا فرضه لنا الغرب في دولنا ولاوجد له اثر عندهم وهنا في الغرب ملايين الامهات هن دون ال17 عام ولا احد يتكلم وحتي بدون زواج عاين الصورة السيئة الموجودة عندهم هنا في الغرب تنجب البنت سفاها في عمر 15 او 16 سنة وتتزوج بعد سن ال30 اما نحن عندنا عقيدة وأخلاق وضوابط نلتزم بها ونصون بناتنا ونحافظ علي اسرنا من التفكك والانحلال وهم يريدوا لنا الدممار الشامل ولكي يحدوا من الانحاب والازدياد عندنا
الأخ [sky painter]
أحييك على هذه المشاركة الرائعة…
بغض النظر عن الدين وما فعله الرسول بعائشة…
السؤال الذي يطرح نفسه وقد كررت ذلك أكثر من مرة
في هذا المنبر وغيره، كيف لهؤلاء القصيري النظر الذين يصدعون
رؤوسنا بوضع كل الأفراد والمجتمعات في سلة واحدة؟
بمعنى إن المسائل في هذه الأمور نسبية وتختلف من شخص
ومجتمع إلى آخر حسب الظروف والملابسات التي تحيط بهم.
على سبيل المثال لا يمكن أن أقارن بين أسرة متعلمة
وتعيش في المدينة وتتمتع بقدر لا بأس به من الثراء
والتعليم وسعة العيش وبين أسرة تعيش في قرية نائية
زراعية أو رعوية لا حظ لهم من التعليم والثراء
وينظرون إلى الحياة وإلى الأمور بمنظار مختلف…
فهل يستويان؟
لا بأس من تشجيع الناس على تجنب تزويج الفتيات
الصغيرات ما أمكن حتى يبلغن سنا مناسبا مثل 15 أو 16،
ولكن لا يجب على الإطلاق المناداة بوضع سن محدد (18) عاما
كما نجرها لنا الغرب إنما الأمور تأتي ببث الوعي…
وكما ذكرت لا يمكن أن نقارن مجتمعاتنا المسلمة المحافظة
التي تحرم ممارسة الجنس إلا عن طريق الزواج بالغربية
التي يعتبر الجنس بالنسبة لهم مثل الأكل والشراب.
فكيف نحكم على فتاة بلغت الـ 16 مثلا وفي سن مناسب
جدا للزواج من جميع النواحي، كيف نحكم عليها بالحرمان
من الاستمتاع الجنسي وهو حق مشروع وطبيعي وفطري لكل البشر
ناهيك عن الفوائد العديدة التي قد نحرمها منها بسبب هكذا
قانون غبي وأرعن؟؟؟
فهل هذه المتشدقة التي تنادي بمحاكاة الغرب
ستشبعها جنسيا؟ أم ستعوضها عن فقدها لفرصة
الزواج التي قد لا تتكرر، أو توفر لها من يعيلها
والذي قد ينقذها من الفقر الذي تعيش فيه
مع أسرتها؟؟؟
ساعدونا بالفهم يا بجم…