أخبار السودان

ما أدراك ما الجحوش

أطلق الشيوعيون العراقيون والأكراد مصطلح الجحوش علي المرتزقة الذين كان يجندهم نظام صدام البعث البائد لحملاته العسكرية في كردستان .

وتسري الفكاهة في دم الشعب العراقي رغم المحن التي لا زال يتعرض لها ، فالجحوش جمع جحش ، وفي السودان نقول ( دحش) وتتميز الجحوش بغبائها وسوء تصرفاتها عكس الحمير الكبار .

والجحش إن مشي مع أمه لأي مشوار فلا بد أن يبرطع في الشارع ويغشي هنا وهناك دون أن يكون له هدف محدد .

وبمثلما كانت هنالك جحوش في العراق اندثرت بعد أن اندثر صدام ففي بلادنا جحوش ودحوش لا تتعلم من دروس التاريخ .

وهي موجودة في كل كرسي يمكن أن يدر مالاً من خزينة الدولة .

فكم من جحش ، شرب موية ملح من أجل الهتاف لموكب رئيس أو وزير ، أو للتحدث في المايكرفون لكي يكيل المدح للمؤتمر الوطني وسدنته .

وكم من جحش تولي وزارة وصار ناطقاً رسمياً باسم الحكومة ، يقول مالا يفقه ويلوي عنق الحقائق من أجل البدلات والامتيازات وركوب العربات ومن أمامها الموترسايكلات .

وكم من جحش انتقل من موقع المعارضة لمفاوضة الحكومة علي كرسي صغير في محلية نائية ، ثم صار ملكاً أكثر من الملك في دفاعه عن النظام .

وكم من جحش وصف المتظاهرين بالمخربين وتوعدهم بالعذاب نهاراً ، بينما نصب كاميرات المراقبة ليلاً ، وشدد علي حراسة بيته وجهز طائرته للهروب متي ما استمرت التظاهرات .

وكم من جحش لا يدري كم يساوي الجزر التربيعي للعدد 25 صار مسؤولاً عن أمر الاقتصاد السوداني ، وحفظ 10 مصطلحات اقتصادية كيما يستعرض مواهبه أمام مجلس وزراء الجحوش .

وكم من جحوش وجدت نفسها في سفارات بالخارج وصارت بوقاً للنظام تحكي عن إنجازاته التي لا تري بالعين المجردة .

وكم من جحش ظن أن براميل الخام تدخل إلي خطوط الأنابيب ثم تتدحرج نحو الموانئ ، ولذلك سأل عن الكيفية التي يمكن أن تعود بها البراميل الفارغة لحقول النفط مرة أخري .

هؤلاء الجحوش هم الذين صاروا في غفلة من الزمان أصحاب القرار السياسي والاقتصادي في بلادنا .

وهم مهما طال الزمان لا يتعلمون من أخطائهم ولا يعون الدروس التي حاقت بأمثالهم .

وكلما كبروا صاروا حميراً وليس بغالاً يمكنها أن تدخل في الإبريق .

لهذا ولغيره لا بد من كنس الجحوش السودانية كما كنست العراقية قبل عقد من الزمان .

وعندما تقع الواقعة لن يمروا بشباك ( ببشكنيني باسبورت ) وهي جملة كردية تعني تدقيق الجوازات ، لكنهم إلي المصير المحتوم حين تنتفض الخرطوم والريف الذي لا ينوم .

الميدان

تعليق واحد

  1. وكم من جحش ظن أن براميل الخام تدخل إلي خطوط الأنابيب ثم تتدحرج نحو الموانئ ، ولذلك سأل عن الكيفية التي يمكن أن تعود بها البراميل الفارغة لحقول النفط مرة أخري

    والله ضحتني مع الصباح رغم كل الجراح – كتيير الزي كدا دحوش ووحوش الله يديك العافية

  2. الجحش يولد ذكرا ويعيش ويموت ثابتا محتفظا بذكوريته كاملة
    (الكوز) يولد ذكرا لكنّه يتحوّل إلي (…) فاقدا لرجولته أبدا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..