جرثومة الخلافات وسط السودانيين

صلاح شعيب
من النادر جدا أن تجد شراكات ناجحة في تاريخ السودان. فعلى المستوى السياسي يكون القادة، والزعماء، السودانيون أحزابا تهدف إلى إدارة البلد، ولكنها تنتهي إلى جماعات معنية بإدارة صراعاتها الذاتية. فالحكومات الائتلافية في ديموقراطياتنا تختلف منذ أول لحظات تكوينها وتتعمق خلافاتها حتى ينط العسكري في الحكم. أما الحكومات العسكرية فإن الاختلافات بينها تصل إلى حد الحسم عبر حمامات الدم. والحركات المسلحة تمارس ذات الشئ، وأحيانا بشكل أسوأ. فبعضها يبدأ في مقاومة الحكومة ثم يجد أفرادها أنفسهم في أحضان النظام. ولا يكتفون بذلك، وإنما يقفون في صف الجيش، والمليشيات، لتصويب البنادق نحو أصدقاء الأمس. أما الذين لا ينضمون للحكومة فيختلفون لاحقا ثم يتفرقون أيدي سبأ فتضعف عمليا مقاومتهم وتتواصل سلسلة الانشقاق. والأندية الرياضية، من قمتها حتى روابط الناشئين، تعج بالخلافات الشخصية في مجالس إداراتها حتى يصل الأمر إلى أعمدة الصحف. وعندئذ يشارك إعلاميو الرياضة في تسعير الخلاف ثم تتحول خلافات الصحافيين الرياضيين المناصرة للفرقاء إلى مجال لتصفية الحسابات الشخصية وسطهم. وكل اتحاداتنا المهنية الطوعية تمثل بورة للخلافات الممضة عقب تحقيق بعض إنجاز. ومنظمات المجتمع المدني في غالبها مصابة بشلل الخلاف الشخصي الذي ينتهي إلى اتهام عضو، أو عضوين من الجناح المسيطر، في الذمة المالية.
أما جالياتنا فحدث ولا حرج. إذ ينخر فيها سوس الخلاف الشخصي، والمناطقي، والأيديولوجي. وفي “دياسبورتنا” تحول اتحاد المرأة إلى خمس منظمات تختص بأداء دور المرأة، ولا تنسيق بينها بالطبع. والروابط الجهوية، والإقليمية، والقبلية، في الداخل والخارج، تتكون لأجل أن تصطرع، ثم تتصدع، فيذهب ريحها، أو تنكسر شوكتها. أما المهمشون في الأرض فيرون أن لا فائدة مرجوة من الحفاظ على وحدة كياناتهم المطلبية. ولذلك يملأون الأسافير بالغسيل القذر المتناول لخصوصيات أعضاء اللجنة التنفيذية بعضهم بعضا. ومؤسساتنا التجارية، والاستثمارية التي تقوم على شراكة أفراد تنتهي بالتصفية، وأحيانا المحاكم، أو الاغتيال المعنوي، والمادي، كما نقرأ في الصحف.
إن إنشاء الصحف ذاته لا يستمر حتى يختلف الملاك بعد عامين، على الأقل، حول خطها التحريري، أو إداراتها، أو توجيه الموارد. ربما نموذج جريدة الأيام هو الوحيد الناجح الذي استحضره هنا. فقد أسس بشير محمد سعيد، ومحجوب محمد صالح، ومحجوب عثمان، دار الأيام عام 1953 وحتى عقب وفاة الأول، والأخير، لم نسمع أنهم اختلفوا حول الدار، سواء على مستوى الإدارة، أو التحرير، أو حفظ الحقوق. ونستحضر ثانيةً أن هناك شراكات ناجحة بين المغنين والشعراء من جهة، وبين المغنين والملحنيين من جهة ثانية، وبين الملحنيين والشعراء من الجهة الثالثة. نجحت هذه الشراكات في رسم لوحة الإبداع الغنائي. ولكن ظل الخلاف بين الفينة والأخرى هو ديدن المبدعين. ذات مرة قال إسماعيل حسن لوردي: إنني صنعتك واستطيع أن أهدك توا. عندئذ توجه وردي للشعراء الشباب أمثال التجاني سعيد، والحلنقي، ومبارك بشير، فخرج بأغنيات “هجرة عصافير الخريف” و”أرحل”، مثالا. ثم تعاون وردي مع الشاب محجوب شريف فشكلا صورة زاهية للتعاون الفني. وهناك نماذج كثيرة في هذا المجال. إذ لا ننسى خلاف الشاعر هاشم صديق مع ود الأمين، من جهة، وأبو عركي من جهة أخرى، رغم جمال ذلك التعاون الذي أثمر أخلد الأغنيات للمبدعين الكبيرين. وقد اختلف زيدان يوما مع الملحن عمر الشاعر فتعاون الشاعر مع مغنين جدد، وعاد زيدان للتلحين. ورغم أن تلك الخلافات الشخصية قد اثرت في التعاون بين المبدعين البارزين إلا أن الإيجابي فيها أنه تم كسر حواجز الاحتكار. ولكن بشير عباس وصل إلى قمة الخلاف مع البلابل يوما واستدعى الأمر التهاتر في الصحف. وبالنسبة لاتحادات الكتاب، والأدباء، فلا يتوفر هناك سبيل منذ فترة طويلة لتكوينها على أساس مهني محض. ولذلك لا مجال لاستمرارها إلا عبر اتحادين متنافرين. أما الخلافات الأسرية فدونك ما تنشره محاكم الصحف من الطلاقات الغيابية. وهكذا ندرك في مهجرنا أن أسرا كانت محاطة بالوئام انتهت إلى فراق محزن، وما كان له أن يحدث.
كل هذه الخلافات التي أسهمت في تدهور البلاد، بلا شك، تعبر عن خلل في الشخصية السودانية، والتي لا تبدع، إن أبدعت، إلا في إطار فردي. بل إن السوداني مجبول على الاختلاف مع ذاته. فكثيرا ما يتحول المرء من قناعة فكرية إلى أخرى دون نقد موقفه السابق. وبعضهم يتحول من الليبرالية المتطرفة إلى الصوفية الهادئة. وآخرون من الإسلام السياسي إلى الاستقلال دون أن يوضحوا للناس أسبابهم حتى لا يقع آخرون في خطل التجربة الخاطئة، أو السيئة، التي خاضوها في الماضي. إن معظم وحدات السودانيين الماثلة اليوم تعوم فوق بركان من الخلافات والتي لا بد أن تظهر آن عاجلا أم عاجلا. وليت هذه الخلافات العامة، والخاصة، تمثل ضرورة للمراجعة، والتصحيح، يوما، ولكنها للأسف صارت الأمر الحتمي الذي يميز، ويعوق، العمل العام في السودان.
ربما تتعدد الأسباب الظاهرة، والعميقة، لهذه الخلافات الموضوعية، والشخصانية، وما بينهما. ولكن يبدو أنها متصلة بتركيبة الثقافة السودانية نفسها والتي تعود إليها جذور المشكلة. فليس من الحكمة أن نحمل الأمر لغياب الديموقراطية، أو ضعف التربية الدينية وحدها، أو الانقلابات العسكرية، أو عدم وضوح السودانيين في تمتين مواثيق التعاقد في العمل الجمعي، أو الظروف الاقتصادية، والتربوية وحدها. فالأمر أكبر من أن تحصر أسبابه من خلال زاوية نظر أكاديمية أو معرفية محددة. لا بد أن هناك رابطا وسط كل هذه الأسباب المتصورة للخلاف السوداني ـ السوداني القاتل.
على أن الخلاف أمر طبيعي للاجتماع الإنساني. وهو المحرض للإبداع، وتعدد طرائق التفكير، وتشكل الشخصية. ولكن أن يكون مظهرا سلبيا لهدم عطاء العمل الجماعي فهاهنا يصبح الخلاف أزمة، و لا بد من علاجها عبر مساهمة كل المتخصصين في فروع المعرفة الإنسانية. ولكن المشكلة الكبيرة أن هذه المساهمات البحثية تحتاج إلى حرية البحث العلمي، وحرية الصحافة، وبقية أجهزة الاعلام، وحرية المنابر الثقافية، والاجتماعية. باختصار لا مناص من توفر مناخ للحرية قمين بمضاعفة نتاج هذه المباحث، ومناهجهها الموظفة، لدراسة هذا الموضوع الذي شغل كل قطاعات المجتمع. ذلك برغم أن كل المواريث الثقافية للمجتمع تحض على التعاون والتكاتف والتعاضد وتناسي الصغائر من أجل مصلحة المجتمع.
إن لا قيمة لهذه المواريث بل لا بد من استبدالها بأخرى في حال وجود تناقض بين حاملي هذه القيم وواقعهم. فما هو الداعي لإسلام المرء، أو التمشدق بوعيه الثقافي، أو التعليمي، واستناده على أشعار، وأمثال، ومقولات حول أهمية العمل الجماعي إذا كان هناك بون شاسع بينه ومجتمعه. يبدو أن عددا من النشطاء السودانيين يحمل عقلين يوظفان حسب الموقف. عقل يحاول النشطاء أن يرضوا به مجتمعهم حتى يجدون التقدير الشخصي ويرون به غرورهم. وآخر يرضون به ذاتهم المجبولة على تحقيق المصلحة الفردية التي ظهرت نتيجتها الواضحة في واقع البلد المشترك.
[email][email protected][/email]
بارك الله فيك وفيت وكفيت مقال جدير بالقراءة والنشر واسال الله ان يقيض لهذه الامة من ينزل الافكار لارض الواقع
لا زال السودانيين يحملون عق البداوة فوق رؤوسهم و يوجه سلوكهم النعرة القبلية.هذا هو سبب هذه الإنقسامات و التكتلات.نجد هذا داخل الأسرة الواحدة دعك عن المجتمع الكبير أو الوطن الواحد.نتمسح بمسوح الحداثة و روح العصر,في حين أن سلوكنا موغل في التخلف.زيارة واحدة إلي عاصمة البلد و مشاهدة أكوام القمامة و فوضي المرور و الألفاظ الجارحة بين السائقين تشير إلي المستوي الحضاري للشعب.
نحن في حاجة إلي بارادايم جديد Paradigm shift لننتقل إلي مرحلة جديدة في حياتنا.
المفكر السوداني الاستاذ الشيخ محمد الشيخ يري ان البنية االعقلية (او الذهنية) السودانية تسيطر عليها بنية العقل التناسلي. وحسب فهمي لطرح الشيخ محمد الشيخ، فان كل
مجموعات وتجمعات وتنظيمات السودانيين (كما جل السودانيين كافراد) تقع _ رغم اختلافها الظاهر _ في نفس المجموعة: يدفعهم في هذه الحياة غريزة وعقلية التكاثر، والتي تحكم جل او كل قيمهم وطموحاتهم.
هناك _ حسب الاستاذ الشيخ محمد الشيخ _ بالاضافة الي بنية العقل التناسلي بنيتيان اخريتان تحكمان العقل الانساني هما ١. بنية العقل الراسمالي/المادي، وهؤلاء تحكم طموحاتهم وقيمهم المادة وجمع المال والثراء؛ ٢. بنية العقل الخلاق، وهؤلاء تحكم طموحاتهم وقيمهم مدي تمكنهم من الابداع الخلاق.
ويري الاستاذ الشيخ محمد الشيخ ان لكل انسان كل هذه البنيات الثلاث في عقلة، ولكن بنية واحدة من الثلاثة تسود، وتعمل علي توظيف البنيتين الاخريتين لمصلحتها. في السودان ومعظم الدول المتخلفة اقتصاديا وتنمويا وحضاريا وسياسيا واجتماعيا، فالبنية السائدة هي بنية (او اذا شئت ديموغرافية) العقل التناسلي، ولها يسخر (حتي) الموسر او المبدع السوداني (+ الاغبش محمد احمد فحل بنية العقل التناسلي) ما لهما من مكتسبات وملكات البنية المادية (من مال وعقار ونفوذ الخ) او البنية الابداعية الخلاقة (من مواهب فنية/ادبية/معرفية الخ).
هذا هو النموذج. وطبعا لكل قاعدة شواذ _ يقول الاستاذ الشيخ محمد الشيخ.
لا اتفق مع كل ما يقول (وليس ذلك مهما هنا) ولكن طرحه يبدو لي الاكثر اقترابا لسبر غور تركيبة العقل السوداني.
حسب فهمي لطرح الاستاذ الشيخ محمد الشيخ، فقد يتبع ادمان السودانيون للخلاف من مركزة الذات (الاكثر حساسية والاصعب تقبلا والاعنف ردا للنقد) في دائرة العقل التناسلي (مقابل مركزة المادة في دائرة العقل المادي/الراسمالي؛ او مركزة العمل المبدع الخلاق في دائرة العقل المبدع/الخلاق).
ربما يفسر هذا الكثير عن فشل السودانيون منذ الاستقلال!
مع التقدير والاحترام.
جزيت خيرا أخي الكريم معرفت الذات في حد ذاتها علاج إذا عرف الداء هان الدواء.
عزيزي استاذ صلاح إن غياب النقد الذاتي والمحتمعي هو الذي خلق كل هذه التعقيدات التي صارت ماثلة امام الجميع وحتي للغريب وما لم تواجه بالكشف عنها وتعريتها من خلال هذه المرحلة فسوف يستمر مسلسل انا سوداني انا في الصعود إلى القاع بسرعة فائقة. الصورة التي صاحبت المقال هي اس كل هذا التخبط والخلاف وان لم تتم تعرية والكشف عن اخطاء الاستقلال وبداية تكوين الدولة السودانية حتي يعلم الجميع ما الذي اودي بهم الي التهلكة. نسأل الله أن يصلح الحال. ومسكين السودان.
المقال جميل وعميق وموجز
اذا نظرنا لتلك الدول التى تقدمت نجدها قد تقدمت بالفعل الجماعي ,التفكير الجماعي والعمل الجماعي هذا مالا تجده في السودان
نخلص الى أن الشخصية السودانية و ابتدأ من النخبة تتصف بالانانية وعدم تقبل النقد أيضا
وهذا هو أس الداء
السودان قام على أنه الدولة التي تجتمع فيها أعراق كثيرة تحت راية مواطنة واحدة، وعندما جرى العرف أو التقليد أو السلطة السياسية على أن تكون (السيطرة في يد جماعة واحدة) كان مفهوم الدولة قد سقط في الاختبار. تماما كما جرى في العراق التي قامت على أساس أنها دولة متعددة المذاهب والأعراق، فإذا بها (تنتهي إلى دولة جماعة واحدة ومذهب واحد) وفي وقت من الأوقات (مدينة واحدة). وفي الحالتين سقطت الدولة مع سقوط المواطنة فيها… وبينما وصل العراقيون بعد دماء غزيرة إلى طريقة لتوزيع السلطة تضعف الدولة إلى أقصى حد… فإن السودانيين وصلوا إلى اتفاق في نيفاشا يجعل تقسيم الدولة احتمالا لا يوجد غيره خاصة مع تمسك دولة الشمال بطبيعتها الدينية والعرقية…
يا عزيزى صلاح لكل شىء خصائص و مميزات تميزه عن الشىء الاخر حتى فى الماكنيات و الاليات ذات التصميم الواحد و الماركة الواحدة و الموديل الواحد تجد كلا له خصائصه ومميزاته الخاصة التى تختلف عن الاخريات فى كل شىء . مثلا الماكينات من نفس الموديل لا تجدها متطابقة فى إستهلاك الوقود و الزيت و درجات الحرارة و لذلك لكل ماكنة ما يسمى Characteristics خاصة بها و هى نتيجة للتجارب التى اجريت لها على حدة لتمييزها عن الاخريات و تضمن فى كتيب خاص بهذه الماكنة برقمها المسلسل. و كذلك أن البشر لكل فرد أو مجموعة أو أمة له و لها الخصائص الخاصة التى تميزهم عن الاخرين . وما قمت بذكره فى منشورك هى خصائصنا و طبيعتنا التى تميزنا عن بقية الامم. بإختصار هنالك مقولة تلخص الموضوع بإختصار شديد و هى الطبع يغلب التطبع. و هذا طبعنا
مشكلة السودان ليس الشعب بل النخب
لمن مشو الانجليز 1956
ختو السودان في طريق ديموقراطية وست منستر
واحزاب وطنية
حزب الامة الاصل ويغطي الغرب والوسط وشكل الحاضنة الطبيعية للانصار
حزب الاتحادي الديموقراطي الشمال والشرق وشكل الحاضنة الطبيعية للختمية
الحزب الجمهوري -حزب النخبة السودانية المثقفة-اسس دستور السودان 1955
الحزب الجمهوري الاشتراكي وده اسسه الاسطورة ابراهيم بدري لاستيعاب اهلنا في الجنوب
وطبعا الصراع بين اهل الاستقلال الحقيقي اعلاه واوسيج مصر الخديوية المنبطحين لمصر هم من جاء بالقوميين والشيوعيين والاخون المسلمين ادوات الحقبة الامبريالية الصهيونية وجاءوا بالانقلايات والابتزال والحثالة الى سدة الحكم وضاعت الهوية والعلم والشعار والعليم وديموقرطية وست منتسر نفسها ثم الجنوب اخيرا
التناقضات في السودان المزيفة هي التي كانت بين النظيمات الوافدة من مصر مع بعضها وكلهم ملة واحدة وعيا وسلوكا ودمرت وشوهت الذهنية السودانية والكيزان الذين انتجتهم “فقاسة الترابي “في المركز هم الاسوا على الاطلاق
ولكن التناقضات المدمرة كانت بين هذه البضاعة الوافدة المقعدة لينا مصر في راسنا لحدي هسة وبين البرنامج الوطنية الحقيقية والاحزاب الوطنيةاعلاه واخرها برنامج الحركة الشعبية الطلعو ليه كل السودانيين في الخرطوم والهامش وسجلو ليه 18 مليون في انتخابات 2010….وخذلهم الشيوعي السابق ياسر عرمان ورجع تاني لاعادة تدوير المركز والحديث ذو شجون
ونحن في 2015 ماذا انجز الشيوعيين والقوميين والاخوان المسلمين عبر العصور في السودان وهم احسن من الاحزاب الوطنية بي شنو ؟؟ ومنو الضيع ديموقراطية وست منستر وشنو الجبهة المعادية للاستعمار ومن كان يحترم السودان السودانيين هل هم المصريين ام الانجليز
جميع الروابط و التجمعات فى العالم لها قوانين
ولكن للاسف جميع قوانيننا يتيمة الاب
ذلك ان الدستور هو اب القوانين و المرجعية للجميع
ولكن من ينبري ويدق صدره ليضع دستور
1- الطائفية الدستور لا يورث ابنائها ولا يعفيها من الضرايب
2- العسكر هم مخالفين للدستور وينظرون له شذرا
والباقى من حركات وتجمعات تختفى عيوبها ودواعى قيامها
بالدستور الذى يعلم الجميع ان مساوى للجميع خيرا وشرا
ويسقط حزب العسكر السياسى غير المعلن ولا مسجل حتى
الخلاف او الاختلاف امر طبيعي بين افراد البشر لكن نسبة الوعي هي التي تتكفل بالتسامح وتقبل الرأي الاخر ابسط مثال على ذلك عندما اطلع على الصحف الفرنسية وتعليقات القراء ومقارنة ذلك بالراكوبة تجد ان اغلب القراء في راكوبتنا يتركون الموضوع المنشور ويعلقون في تعليق احدهم بالسب والشتم وغيره وكل ما تم ذكره في هذا المقال هو عين الصواب وواقع نقر به جميعنا وهو تشخيص لحالة مرضية لكن السؤال ماهي اسباب هذا الداء؟ وماهي طرق انتقاله من شخص لاخر ؟والاهم من ذلك كيف نعالج هذه المسألة ؟ مع العلم ان السودانيين من اكفأ الناس على المستوى الاقليمي والدولي حتى اذا نظرنا الى الصحفيين وبراعتهم في مضامين ما يكتبونه من سرد وبلاغة ولباقة احيانا يعترينا احساس باننا لانستحق اناسا بهذا المستوى ان يكتبون لنا ونحن نعلق باسلوب قد يصدمهم ويا اخواني لو ما مصدقين امشوا اروبا وبالذات انجلترا تجدون اطباء وقانونيين ومفكرين وغيرهم سودانيين وامشوا امريكا او امشوا الخليج واسألوا عن الكفاءات .واخيرا لو كان هناك قانون يحمي الفرد ويتكفل بحقوقه لما تعصب شخص في قبيلته او جهته او حتى اصله .
والله يا استاذ صلاح انا اختلف معاك جزرياً في مسألة نظرية الخلاف بين السودانيين هذه واعتقد ان السودانيين اكثر شعوب العالم الفة ووحدة ومحبة فيما بينهم لكن الخلاف ينحصر فقط في المجال السياسي وأغرب شي هو انه لا يفسد الود بينهم مهما بلغ الخلاف السياسي مبلغه والدليل على ذلك حياتنا التي نعيشها في السودان من توادد وتراحم وتعاون فيما بيننا في السراء والضراء تجدنا نساند بعضنا ونقف مع بعضنا في الكرة وفي الفرح وكذلك عقلية النفير ثم ان هنالك قرى في هذا السودان واقول قرى لان السودان مازالت تسيطر علية عقلية القرية حيث ان المدنية لا تزال ضعيفة جداً في مجتمعنا نجد ان هنالك قرى تأتمر بأمر شخص واحد أو مجموعة صغيرة جداً من الناس ليس لسلطة قهرية يمارسها هذا الشخص أو تلك المجموعة على القرية وإنما لاحساسهم بالمسؤولية عن الكل وسيطرة العقلية الجمعية وايضاً تجد السودانيين في الغربة يمارسون نفس الشي مع بعضهم حتى ان الأخرين يعتقدونهم من اسره واحدة نحن تكاد تندمج حياتنا مع بعضنا البعض حتى اخص خصوصياتنا تجدها مشاعة بيننا بغض النظر عن أي جهوية أو عرقية أو خلافه ولكن المشكلة الكبيرة تكمن في السياسة فلماذا نحن نختلف سياسياً ونتفق كل الإنفاق ما عدا ذلك الأمر في نظري مرده لغياب الفكر القومي السياسي الجامع كل ما هو مطروح في الساحة السودانية الأن من فكر هو غريب عن واقعنا ولا يمت له بصلة لذلك تجد الخلاف حوله يثور دائماً لذا علينا السعى لإيجاد ذلك النوع من الفكر الذي يثمل القاسم المشترك الذي من الممكن ان نأتلف حوله
قيمة هذا المقال للأستاذ صلاح شعيب في فكرته التحريضية لدراسة الشخصية السودانية .. فالكاتب حكى ظواهر نشاهدها كل يوم بل ونشارك جمعياً في ممارستها بطريقة أو بأخرى .. ولا نقف عندها بل نتعايش معها بإعتباره وضع طبيعي .. والمقال يتكلم عن “الشئ الفايت حدو” بإعتبار أن الخلاف من طبائع المجتمعات البشرية .. ولكن فات حدو عندنا نحن السودانيين ..
من إطلاعي على تعليقات الزملاء إنتابني شعور بأن تعليقاتهم لا تتجاوز مواقفنا من الظاهرة على اي حال .. فالجميع – بإستثناء تعليق واحد – مازال لا يتجاوز سبره للموضوع القشور ووصف الظاهرة دون البحث في المضمون .. بل إن مثقينا عبر تاريخهم تناسوا بشكل يدعو للدهشة البحث في جوهر الإنسان السوداني ودراسة ظروف نشأته وتكوينه في القرون الوسطى والتأثيرات التي تعرض لها من المؤسسات السياسية والإجتماعية والتربوية الدينية التي لازمت تكوينه وتطوره مع ما تعج به من الخيال الجامح الذي يصل حد الكذب الغش وخداع البسطاء وضعف الجانب العلمي والأخلاقي في مضمونه وفي أفئدة من يتبنونه من المشايخ .. وذلك في خضم المشكار بحق وبغير حق لشخصيتنا السودانية ..
ما الذي يمنع المثقفين السودانيين من سبر تلك الأغوار التاريخية ودراسة جوانب التربية في مؤسساتنا الصوفية التي تربى ففيها معظم الأجيال السابقة والحالية في بواكير أعمارهم؟؟
لماذا لا يقوم المثقفون بدراسة جوهر الإنسان الخلاسي والميكانيزمات التي تشكل سلوكه التلقائي .. لماذا لم يطرح المثقفون أسئلة جادة في مجال هوية السودانيين بإعتباره شعب خلاسي الذي هو نتاج تنوع عرقي محض ودور ذلك في تشكيل سلوك الناس ؟؟ .. ،
نسأل الله أن يهدينا إلى سواء السبيل ..
ربّما تكمن مشكلة السودانين في عدم الإستماع الجيّد للآخر و يحرمهم هذا من فرصة إتّخاذ المواقف الصحيحة تجاه القضايا المطروحة و يزداد الأمر تعقيداً عندما يكون الطرفان سودانيين فلا يكاد أحدهم يسمع الآخر. وقد يكون الطرفان متّفقين فعلاً و لكنّها لا يتبينان ذلك يصبح وجود طرف ثالث يترجم عن الطرفين للطرفين أمراً لازماً و إلّا فلا اتّفاق البتّة.
صلاح شعيب…تحياتي
وكل عام وانت بخير وعافية…
إعتقد الإحترام الزائد الذي نُعامل به كل من كان مظهرة متدينا…وادخل كم آية وحديث في حديثه وارخى عيونه قليلا, او من كان ذو منصب…هو أُس البلاء, وشجع الكثير من الجهلة والفشلة والمنافقين والغير مقبولين إجتماعيا لكي يصيروا ائمة وخطباء…ورجال دين او فى موضع مسئولية كما يدعون..
كثيرا من معتقداتنا وامورنا الجميلة صارة تُوظف وتُستغل في والفجور والخلاف والنصب…, كتمثيل دور الضحية الضعيف الظلوم…!
تدخل احد المساجد ترى إمامهم يتحدث عن اخلاق وشجاعة وامانة السلف الصالح…وهو من نصب عليك قبل كم يوم!
تفتح التلفاز تشاهد احد كبار المسئولين يتفلسف عن الاصلاح وينفعل ويزمجر تحسبه أُنزل من السماء بقرطاس, وقبل كم يوم رفض يخلص معاملاتك ان لم تدفع رشوة…!
الكثير من أسباب الخلل الزائد فى مجتمعاتنا يرجع الى عدم او قلة المعرفة…, اصرار الكثير منا على صِحت مايعتقد ويرى…وعدم مراعات امكانية صحت الأخر…, ومحاولة إقناع الاخر بالصراخ او بالقوة…( في البيت, الشارع, المدرسة, وسائل اعلامنا…).
حديث عبد الله بن عمر عن آية المنافق (إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان وإذا خاصم فجر ، وإذا عاهد غدر) خير تلخيص لواقعنا وكل الامة, إلا من رحمه الله..
بُعث صلى الله علية وسلم ليتمم مكارم الاخلاق …فاتمها فصلح من تمت مكارم أخلاقه…, ودخل الجنة من صدق في اداء فروضة…
فلن يصلح المجتمع الا بصلاح الاخلاق, فان اردنا الفوز علينا بالصدق في ما نعمل وفي ما نؤمن به…
عن أنس رضي الله عنه قال: كنا نهينا أن نسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن كل شيء، فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل فيسأله، ونحن نسمع، فجاء رجل من أهل البادية فقال: يامحمد إنا أتانا رسولك، فزعم لنا أنك تزعم أن اللّه أرسلك، قال: (صدق) قال: فمن خلق السماء؟ قال: (اللّه) قال: فمن خلق الأرض؟ قال: (اللّه) قال: فمن نصب هذه الجبال وجعل فيها ما جعل؟ قال: (اللّه)، قال: فبالذي خلق السماء والأرض ونصب هذه الجبال آللّه أرسلك؟ قال: (نعم). قال: وزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا؟ قال: (صدق)، قال: فبالذي أرسلك آللّه أمرك بهذا؟ قال: (نعم)، قال: وزعم رسولك أن علينا زكاة في أموالنا؟ قال: (صدق)، قال: فبالذي أرسلك آللّه أمرك بهذا؟ قال: (نعم)، قال: وزعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلاً؟ قال: (صدق)، قال: ثم ولى، فقال: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهن شيئاً ولا أنقص منهن شيئاً، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: (إن صدق ليدخلن الجنة)…..إحترامي
لماذا تطورت المجتمعات البدائية الى دول راقية ومتقدمةوجلسنا نحن نتصارع على اطلال بلادنا تحاصرنا القمامات من كل جانب ولا نكترث لها؟ اليس اهم ما اخترعه الانسان فى مسيرة تطوره الطويلة هو القانون الذى يحتكم اليه الجميع حاكما او محكوماشريفا او وضيعا ضعيفا كان او قويا؟ فاين هو القانون فى حياتنا؟ فكل الخلل فى سلوكنا ونهجنا وممارستنا لشتى ضروب حياتنا السياسية والعملية ناجم عن ازدراءنا وتجاوزنا وقفزنا على القوانين المنظمة للعمل والانتاج والسير كامثلةوحتى فض النزاع والخلاف نفسه له قانون ولوائح تحتكم اليها… تطور الامم لاينفك عن احترامها للنظام العام والخاص … حياتنا العامة والخاصة تحكمها المجاملات التى تعتبر خروجا صارخا على القانون والنظام مهماشابتها الملابسات الانسانيةالانية وكثير منا من حاول نقل هذة الممارسة الى خارج بلادنا ولكنه ووجه بردود فعل لم يتوقعها فعاديجرجر اذياله وهو يلعن قلة انسانية من رده عن وساطته … ومن يتمسك باللوائح ويحاول تطبيقها ننعته بالمتصلب والمتزمت …فعلينا ان نعلم الا حضارة ولا تطور ولا رضا نفسى او اجتماعى الا بنشر ثقافة احترام القانون والنظام وان يبدأ ذلك بالنشء من المنزل الى الروضة والمدارس والكليات لنجدهاسلوكا تلقائيافى دواوين العمل العام او الخاص وفى شتى مناحى حياتنا.
ما يهمنى هو جانب السياسه فادا انصلح لانصلحت كل جوانب الحياة , ففى الجانب السياسي السودان يحتاج الى حكومة انتقاليه تحكم لفترة لا تقل عن الثلاثة اعوام يتم فيها تجيهيز المؤسسات الدستورية والفصل بين السلطات وتكوين النقابات بالمستقله والمنظمات المدنيه المستقله التى تتغير قياداتها بالطرق الدمقراطيه ايضا وعن طريق دلك يتعلم الناس الدمقراطية ويتم وضع دستور دائم للبلاد شريطة ان يضم بند فوق الدستورهدا البند لا يسطتيع تغيره حتى المجلس النيابي المنتحب الا وهو منع تكوين الاحزاب الدين ومنع الدعوة اليها ومنع تريشح الفرد لاكثر من دورهواحده فقط وشكرا
….. رأي او كلام في ونسة من غير فعل يخلق ليك خلافات…إلى أين نحن ذاهبون ….