أزمة الخبر تطرح سؤالاً.. هل انتهى عهد القرقوش؟

الخرطوم: محمد عوض
عندكم (شوية قرقوش) هذا السؤال العفوي البسيط الذي كان يتداول بين الجيران في الحي الآن أصبح محرجاً بعد أن اترفع سعر الخبز وأصبح الحصول عليه عبر الصفوف..
في وقت مضى اتخذت الدولة عدداً من الاجراءات الاقتصادية من أجل تغطية عجز موازنة (٢٠١٨) حيث قامت برفع الدعم عن القمح المستورد وزيادة الدولار الجمركي (١٨) جنيهاً وزيادة تعرفة الكهرباء للقطاع الصناعي، مما أدى إلى زيادة أسعار دقيق الخبز قبل رفع الدعم كان يبلغ سعر الجوال (١٦٠) جنيهاً، وبعد رفع الدعم وزيادة الدولار الجمركي بلغ سعر الجوال (٩٩٠) جنيهاً وسعر القمح عالمياً (٢٠) دولاراً فقط في ظل تهاوي وتدهور قيمة الجنيه السوداني أمام الدولار، وانعكس ذلك على أسعار الخبز وبعد أن كانت ثلاث رغيفات بواحد جنيه، الآن صارت ثلاث رغيفات بواقع خمسة جنيهات في بعض المناطق، كما تجددت الأزمة وعادت طوابير الرغيف في المخابز.. وهذه الملامح التي يتخوف منها المواطن هل توحي بانتهاء عهد (القرقوش) ؟؟ في ظل تقشف الأسر وتراجع الصرف على المواد الغذائية وتقليل حصة (الخبز) بسبب ارتفاع سعر الرغيفة لواحد جنيه (البساط أحمدي) أجرى استطلاعاً يستفسر فيه عن (القرقوش) فإلى ماجاء فيه..
** منازل خاوية؟
قالت: الحاجة مريم خيرو (للبساط أحمدي) إنها كانت تعمل على إعادة تدوير القرقوش وتستخدمه في عدد من الأطعمة منها (المديدة) كما تتناول القرقوش مع شاي الصباح.. ويطحن جزء منه ويقدم (للحمام) وأردفت ولكن بعد أزمة الخبز وارتفاع أسعاره أصبح(القرقوش) شبه معدوم .. وذلك لتقشف الأسر ثم أردفت مستفهمة ” ياولدي البلد دي ماشة على وين؟؟؟ “.
** قرقوش النفايات؟
يعتبر تناول القرقوش الذي يلقى في مكب النفايات أمراً مقرفاً إلا أن هنالك فئة من المشردين يعتمدون عليه في تناول وجباتهم الثلاث من براميل النفايات أو مخلفات المطاعم والكافتريات لسد رمقهم حيث زارت (الجريدة) في وقت سابق هذا المكب بوسط أم درمان يحث يتم جمع (القرقوش) ويفرش في جوالات على الأرض من الصباح وحتى المساء ويطلقون عليه المشردون “خالي موارد” نسبة إلى مجانية الأكل . ..
تجارة رابحة؟
مررت بإحدى محطات مكبات النفايات لاحظت وجود (كشك) صغير فاقتربت منه فناداني أحدهم بصوت منخفض قائلاً: هل تريد شراء (القرقوش) فقلت له نعم ثم دلفت إليه فتبادلنا الحديث وسألته عن طبيعة عمله، فأفاد بأنه يعمل منذ أكثر من (١٥) عاماً في بيع (القرقوش) ويعتبره تجارة رابحة وقال بانه يقوم بشراء القرقوش من العاملين بعربات النفايات بمبلغ زهيد يتجاوز (١٥) جنيهاً للشوال الواحد.. وبدوري أقوم ببيع الشوال بمبلغ (٤٠) جنيهاً حيث تقوم بشرائه الأسر التي تربي (البهائم) ولكن بعد الزيادة الأخيرة في سلعة دقيق الخبز تضاءلت الكمية إلى نصفين.. وأرجع ذلك لشراء الأسر الخبز على قدر الحوجة.
** لقمة القاضي؟
حتى وقت قريب كانت أمهاتنا يصنعون من القرقوش مايعرف بلقمة القاضي، حيث يتم تقطيع الخبز في شكل مربعات ويتم غليان السكر ومن ثم سكبه (على الرغيف الجاف) وتقول الحاجة آمال إن الأسر السودانية كانت تنعم بالخير، وكنا نقوم بتقطيع الخبز الذي يفيض بعد تناول الوجبات ونستخدمه في صناعة (الكفتة) بعد طحنه، ولكن الآن مع ارتفاع أسعار الخبز وارتفاع تكلفة المعيشة أصبحنا نشتري حسب الكمية والحوجة.
** الدهابة؟
ويقول فوزي صاحب مخبز بالعبيدية (للبساط أحمدي) إن هنالك زيادة طرأت على أسعار جوال (القرقوش) فبلغ سعر الجوال (٢٠٠) جنيه، ذلك لارتفاع أسعار القمح.. وقال هنالك زيادة في الطلب على القرقوش من قبل الدهابة الذين يعملون في التنقيب عن الذهب بكميات كبيرة مما خلق ندرة في الأفران.. وأضاف أن أصحاب المخابز يستغلون الدهابة ويزيدون ويخفضون الأسعار على مزاجهم وتختلف الأسعار من فرن لآخر.
الجريدة
قرقوش شنو يا زول!دي بواقي عيش ناشف اما القرقوش دي براها بعملوها اهلنا في الشماليه بشربو بيه شاي الصباح في خطٱ في الاسم وشكرا…..
قرقوش شنو يا زول!دي بواقي عيش ناشف اما القرقوش دي براها بعملوها اهلنا في الشماليه بشربو بيه شاي الصباح في خطٱ في الاسم وشكرا…..