هاجروا من التاريخ !ا

(كلام عابر)
هاجروا من التاريخ !
عبدالله علقم
[email protected]
قبل نحو أسبوعين لقي مترجم عراقي حتفه رميا بالرصاص علي يد ابنه وابن أخيه في منزله في مدينة سامراء في العراق وهي مدينة مضطربة ذات غالبية سكانها من السنة، وتقع على بعد 100 كيلومتر شمال العاصمةة بغداد. المترجم كان يعمل مع القوات الأمريكية في العراق وقد قتل بناء على أوامر جماعة أنصار السنة المتشددة التي اعتبرته خائنا. وقالت مصادر الشرطة العراقية أن القاتلين يعملان مع تلك الجماعة المتشددة وقد ارتكبا جريمتهما بمساعدة ابن آخر للمترجم القتيل واعترفا بعد القبض عليهما أنهما قتلاه بناء على أوامر الجماعة التي حذرته من قبل من العمل مع الأمريكان وهددته بالقتل إن لم يترك وظيفته.
هكذا إذن بلغ التعصب الجاهل بأن يقتل الابن اباه تبعا لمفهومه للإسلام بدلا من أن يخفض لوالديه جناح الذل من الرحمة ويقول ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا. وآخر نموذج لهذا التعصب الجاهل هو ما حدث في الصومال إذ اقتحم مسلح مهووس مجلس صبية صغار في الصومال وهو يشاهدون مباريات كأس العالم وأطلق عليهم الرصاص فسقط منهم القتلى والجرحى لأن كأس العالم حرام ومشاهدة مباريات كرة القدم حرام حرمة تستوجب القتل. في الصومال نفسه حرموا تدريس اللغة الإنجليزية لأنها لغة الجواسيس وتدخلوا في أدق شئون النساء فحرموا عليهن لبس مشدّات الصدر لأنها،أي مشدّات الصدر، غش وتضليل.
نفس الأدمغة المغسولة المعطلة أودت بحياة الفنان الراحل خوجلي عثمان وأراقت دماء المصلين داخل المساجد واستحلت دم قرانفيل وسائقه السوداني. وقال الشيخ القرضاوي إن آفة الجماعات الإسلامية المتطرفة “في رؤوسهم وليس في قلوبهم. هناك خلل في فقه هذه الجماعات”
وكأنه ليس لدينا ما يكفينا من الهموم والبلاوي فيأتينا من خارج الحدود من لا يجد في نفسه حرجا من إطلاق فتاويه المجانية بالتحليل والتحريم أمام المصلين وهو لا يتجرأ، رغم مكانته الرفيعة في بلاده، على إطلاق مثل هذه الفتاوى هناك، ففي بلاده كل شيء منضبط، وكل واحد منهم يعرف تماما ما يقال وما لا يقال ويوزن كلماته بميزان من ذهب لأن الخروج على الخط العام للدولة والقواعد الاجتماعية المتعارف عليها باهظ التكلفة، وأقل هذه التكاليف ، الحرمان من النعيم الذي يغدق بسخاء وكرم. لماذا لا يتبرع بفتاويه للأقربين ، فهم أولى بمعروفه (وانذر عشيرتك الأقربين) ؟
ظاهرة التطرف متداخلة بجوانبها الدينية والسياسية والاجتماعية والنفسية والفكرية وأهم أسبابها ضعف البصيرة وقلة البضاعة في الفقه والاتجاه الظاهري في فهم النصوص والاسراف في التحريم واتباع المتشابهات وترك المحكمات (المتشابه ما كان محتمل المعنى غير منضبط المدلول والمحكم البين الواضح في الدلالة). وتقول الأحاديث الشريفة عن هؤلاء المتنطعين (هلك المتنطعون) ، (إن منكم منفرين)، (إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه). فالمنهيات فيها مراتب مثل المشتبهات والكبائر والناس متفاوتون، فمنهم الظالم لنفسه ومنهم المقتصد ومنهم السابق بالخيرات. ولهذا لا بد من معرفة ظروف الناس ومعرفة فقه سنن الله في الخلق، بدلا من عدم الاعتراف بالآخرين وإغفال مقاصد الشرع ومصالح الخلق، فذلك أقصر الطرق للإرهاب الفكري.
هؤلاء الذين يختزلون مشاكل وتخلف المجتمعات وقضايا التنمية وتحديات الحداثة وهموم التعليم والصحة والعمل ،هؤلاء الذين يختزلونها جميعها في رجس اللغة الانجليزية و كرة القدم والغناء ومشدّات الصدر، “هاجروا من التاريخ” ،كما يقول الأستاذ هيكل.
ونسأل الله الهداية لنا ولهم.
هكذا دائما يا أخ عبد الله مع الكلمة الحرة و الرأى السديد تحدثنا عن الفقة و الدين بما ينسجم مع فطرتنا التى فطرنا اللة عليها ز و لست بفقية و لا تلبس كوفية أو عمامة و لا تطلق لحية ليعرف الناس أنك ذو تدين كامل فعبادتك للة سبحانة و تعالى فقط و ليس للخلق . أدام اللة لك و افر الصحة و العافية أنت و ألأسرة و متعنا بك .
قرأت لك زمان مقالأ أبكانى و لا أزال أتألم كل ما أذكرة من الظلم الذى و قع عليك و لكن اللة معك و سأظل أدعو لك بالتثبيت و المعونة
أخــــــــــــــوك أبدا خالد
هكذا دائما يا أخ عبد الله مع الكلمة الحرة و الرأى السديد تحدثنا عن الفقة و الدين بما ينسجم مع فطرتنا التى فطرنا اللة عليها ز و لست بفقية و لا تلبس كوفية أو عمامة و لا تطلق لحية ليعرف الناس أنك ذو تدين كامل فعبادتك للة سبحانة و تعالى فقط و ليس للخلق . أدام اللة لك و افر الصحة و العافية أنت و ألأسرة و متعنا بك .
قرأت لك زمان مقالأ أبكانى و لا أزال أتألم كل ما أذكرة من الظلم الذى و قع عليك و لكن اللة معك و سأظل أدعو لك بالتثبيت و المعونة
أخــــــــــــــوك أبدا خالد