دانيال كودي … السقوط إلى إست المشروع الحضاري (1)

تطالعنا مختلف وسائل الإعلام المملوكة لحكومة المؤتمر الوطني هذه الايام وبمناسبة المفاوضات الجارية بأديس ابابا وخصوصا التلفزيون بمجموعة من الوجوه والبرامج المتعلقة بولايتى جنوب كردفان والنيل الازرق واللتان لم ولن تكونا مصدر اهتمام للاجهزة الاعلامية الرسمية مالم يختار مواطنى تلك المناطق الى جانب بقية اهل السودان النضال المسلح والسلمى من اجل انتزاع حقوقهم من ، وتأتى هذه اللقاءات فى اطار الترميز التضليلى لحكومة المركز من اجل زر الرماد فى الاعين عن حقائق الواقع فى السودان المركز الذى تشظى بفعل سياساتهم فى مختلف نواحى الحياة السودانية سوى أن كان اقتصاديا او سياسيا او اجتماعيا وذلك لعدم احترامهم وإدراكهم للتنوع التاريخى والمعاصر فى السودان فقد ظلت الاحادية هى السمة المميزة لسياسات المركز فى السودان وذلك منذ استقلاله وذلك بأتخاذ الاسلام والعروبة كمركب ايدلوجى من خلاله يتم النظر فى وضع سياسات الدولة السودانية منذ1956م حيث ظلت الوضعية مأزومة بسبب ميكانيزمات التمركز والتهميش القائمة على التحيز على أساس الفارق الإثني الثقافي، ومن ثم استثمار جهاز الدولة إقصائيا وتمفصل العرق واللون مع الطبقة وتقسيم العمل، والديني واللغوي والجهوي مع السياسي ولأن هذه الوضعية تتناقض جوهريا مع الديمقراطية والتنمية، فكان لابد من أن تتولد المضادات الأيديولوجية للمركزية المسيطرة. والآن، بعد تتويج مشروع المركزية الإسلاموعربية في السودان نفسه في نظام الجبهة الإسلامية (المشروع الحضاري) الذي أخرج المسكوت عنه إلى حيز الممارسة العلنية، وتشديد الخطاب في قمة تجلياته الدينية لمواجهة نهوض القوميات وخاصة المسلمة منها، وبعد تفشي الحروب الأهلية، فقد وصلت الأزمة إلى قمة تجلياتها ، وعليه أصبح استخدام الإعلام كسلاح استراتيجي يطيل من عمر النظام من خلال السيطرة على طرائق تفكير وتصور الإنسان السوداني وخصوصا أبناء الهامش وذلك من خلال إعادة إنتاج أفراد من تلك الكيانات الاجتماعية واستيعابهم في المنظومة الاسلاموعروبية والتي لايشترط الإسلام والعروبة فيها بالنسبة للفرد مادام يخدم المركز و فى ذلك العديد من الأمثلة والنماذج من كل الكيانات السودانية الذين ظلوا عبارة عن خدام أمينين للسياسات المركزية الاسلاموعروبية فى السودان وفى هذا السياق سوف ينصب مقالنا حول أبناء النوبة الذين يخدمون المركز بوعي ودون وعى وننوه أن هذه النموذج ينطبق على أبناء الكثير من كيانات الهامش سوى أن كان من شرق السودان أو أقصى شماله أو دارفور وحتى جنوب السودان ( لام اكول اجاوين) وغرضنا الاساسى من ذلك هو فضح مدى ماوصل إليه بعض الساسة السودانيين من الانحطاط فى القيم والمبادئ عندما نقارن أقوالهم بأفعالهم وذلك فى سبيل الارتزاق والانتهاز باسم شعوبهم وأهلهم حتى ولو على حساب تشرد وموت الاطفال والنساء ومن هذه الأمثلة إبراهيم نايل ايدام ، محمد مركزو ، جلال تاور، بابو تالو، عفاف تاور، اللواء احمد خميس، كافى طيار(نموذج غير واعي) ، الدكتور كبشور كوكو ، بروفيسور خميس كجو وغيرهم من انتهازيى جبال النوبة الذين اختارو الانحياز للقتل والظلم بوعى ودون وعى وسوف نكتفى بالكتابة عن اللواء دانيال كودى تحديداً وذلك لدافع عام يتمثل فى أن الرجل يدهشني فى موقفه الحالى تجاه اهله وتجاه ذاته و تنظيمه السياسى المتمثل فى الحركة الشعبية لتحرير السودان والذى هو من قياداتها التاريخية فى منطقة جبال النوبة الى جانب كذبه المذهل وعدم احترامه لرصيده النضالى الذى امتد زهاء العقدين من الزمان فالرجل اختار توقيت خطأ ليرتمى فى حضن نظام المؤتمر الوطنى الذى افنى زهرة شبابه فى محاولة القضاء عليه وفى وقت انهكت المؤامرات الداخلية والصراعات النظام فأصبح متشظياً ومتهالكاً مثله ومثل عصى سليمان حيث يرأسه رجل مطلوب للعدالة الدولية لارتكابه جرائم حرب وابادة جماعية فى دارفور و يقوم الآن بالإشراف على القتل اليومى المنظم والممنهج ضد النوبة وأهل الانقسنا بالقصف الجوى بالانتنوف والسوخاى والميج إضافة الى القصف المدفعي و الحرمان من الطعام والعلاج الى جانب انتهاك حق التعبد ضد المسيحيين السودانيين و الاعتداء على كنائسهم وطرد قياداتهم الروحية و اعتقالهم الى جانب الانهيار الكامل للاقتصاد السودانى و الخدمة المدنية والعلاقات الخارجية و حتى القيم الاجتماعية وغيره من الاخفاقات التى يعلمها الجميع فالسؤال ماذا يتوقع أن يجد الرجل فى جبة نظام الخرطوم العنصرى المتهالك ؟ فهل هى الوزارة ؟ والتى لن تتعدى على حد علمى وزارات النوبة و الجنوبيين والدارفوريين واهل الشرق المتمثلة فى وزارات الثروة الحيوانية والكهرباء والشباب والرياضة ، ومن المعلوم أن الرجل كان قد شغل منصب وزير الدولة بوزارة الثروة الحيوانية عن مقاعد الحركة الشعبية لتحرير السودان ابان الفترة الانتقالية بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل أم انه يمنى النفس بالترقى ليصبح وزير مكتمل بدلا عن وزير بنصف مكنة وان كانت الثروة الحيوانية والسمكية وغيرها من الثروات منساً منسياً وهنا يبرز سؤال أخر وهو ماذا يريد أن يفعل بالوزارة بعد أن بلغ من العمر ارزله ووهن العظم منه وامتلاء الرأس شيباً فالمحير فى الامر بحكم الطبيعة انه كلما تقدم الانسان فى العمر كلما ازداد حكمة وزهد فى الدنيا و لكن يبدو أن السيد اللواء رجل فوق الطبيعة فكلما تقدم فى العمر كلما ازداد تهوراً وقلت حكمته و ازداد ولعاً بالدنيا؟؟؟وهذا مالم نعتقده يوماً فى الرجل.
ونواصل
الشاذلي تيرا
[email][email protected][/email]
بعض اخوانا معارضى النوبة مثل كاتب هذا المقال يفتقرون للمنطق و الاخلاق عندما يطالبون بحقوقهم وهى نفس حقوق كل سودانى بعيد عن المركز سواء ان كان مسلم مسيحى او لادينى, هؤلاء دائما (يحلون) منطقهم المر بالاساءة للسودانيين الاخرين ذوى الثقافة العربية و المسلمة .يا اخوانا اسلوبكم صار معروفا كل من اراد كرسى كبير لازم يتشدد و يتطرف فى كراهيته للثقافات العربية و الاسلامية دون تورع و ناسيين اومتناسين ان للقبائل العربية الفضل الاكبر فى ان ينالوا ستقالالهم من المستعمر الانجليزى و الذى لم يكتفى باستعمارهم بل وصل لدرجة ان يقفل مناطقهم و يسميها بالمناطق المقفولة مثلهم مثل الانعام و الحيوانات فى الحدائق المحمية. يااخوانا لو لا هذه القبائل التى تسيئون اليها لكنتم الان داخل الكهوف و تمشون عرايا و هذه حقيقة تاريخية بدليل انه الى الان هناك قبائل فى جبال النوبة اهلها يمشون عرايا بالرغم من ان المنطقة كانت محمية بريطانية .لو لا تلك القبائل لما كانت العربية هى اللغة الوحيدة التى تتحدثون بها الان بين بعضكم البعض. انتم تعلمون انه عندما جاءت حكومات المركز اصبحت تستخدم نفس سياسة المستعمر الذى لا يفرق بين عربى او افريقى فى تلك المناطق المهمشة. فكل قبائل السودان يا اخوانا النوبة مهمشة و مظلومة فكراهيتكم للعروبة و الاسلام ارجو ان لا تظلم الاخريين .
اى انسان يذهب لجنوب كردفان حاليا سوف يحتار فى استخدام كلمة تهميش هذه لانه سوف يجد ان 99% من المكاتب و المؤسسات الحكومية يعمل بها ابناء النوبة و ان 99% من الذين يعملون بالسياسة حكومة او معارضة من ابناء النوبة. الحركة الشعبية اغلبها من ابناء النوبة المؤتمر الوطنى غالبية منتسبيه من ابناء النوبة المزارعون و الرعاه غالبيتهم من ابناء النوبة طيب يا جماعة الخير من ضد من . انتم تعلمون ان غالبية القبائل العربية لا تميل للتعليم و السياسة او العمل بالمكاتب الحكومية .طيب يا جماعة لو كنتم تفتقرون للكيفية التى تطالبون بها الحكومات لتساعدكم فى تطوير مناطقكم او تنتزعون بها حقوقكم من حكومات المركز فما ذنب القبائل العربية ؟
ارجو ان يفهم هؤلا ء كيف كان التعامل و التكاتف بين اجدادهم و هذه القبائل عندما جاءت الى الجبال و نوعية الاتفاقات التحالفات لدرجة ان المسيرية ساعدوا الفكى على الميراى فى نضاله ضد المستعمر بتهريبهم الاسلحة من دارفور . ارجو ان يفهم هؤلاء ان الاساءة و تقليل شان الاخرين لا يحل قضيتهم وان بعض ابناء تلك القبائل الان اعضاء فى احزاب غالبيتها من النوبة.