مفهوم ( اللستَكة ) في أدب الثورة !!

سيد محمود الحاج
اللستَكة ( بفتح التاء ) هي مصطلح ثوري و من أضداده و مضاداته مصطلحات مثل ( كوزنة .. بلبسة .. كهنتة .. دهنسة .. تمهجة ) و جميعها تكاد تكون معروفة أمّا الأخيرة فتعني الإنبطاح المدوي والإندياح المزري وممارسة ركض الوحوش من أجل (حتة) منصب في حكومة بورتسودان (إنشالله نائب وكيل وزارة) ، وأهو برضو باب مأكلة وبند منفعة !!
أما مصطلح اللستَكة فهو يعني الثبات على المبدأ ورسوخ الأقدام على أرضية الثورة من منطلق الإيمان بالحرية والسلام والعدالة وترديد كل الشعارات والهتافات البركانية التي أرعبت وتُرعب وزعزعت وتُزعزع هناء المنعّمين الذين عاشوا غارقين في بحور الفجور والفساد طيلة عقود فصار دينهم المال والثراء والنساء بعد أن تناسوا ووضعوا جانباً ما زعموا أنهم أتوا لبعثه وكأننا لم نكن من قبلهم نعرف ديناً !!
فاللستَكة ترمز لكل أغبش أشعث أغبر أكل ويأكل من كدّ يده .. تلك اليد المخشوشنة التي لم تمتد لتخرب وطناً بل لتعمّره .. ولم تطل بريئاً فتقتله لكنها تمتد لتسنده وتسانده .. يدٌ تزرع فلا تقلع ولا تقطع أخضراً أو يابساً ولم تسرق .. يدٌ ليست كأيديكم الملوثة بالدماء وبسخام الخبث والخبائث ، فاللستكة شرفٌ لن تطالوه وعفّة ليس في أنفسكم مكانٌ يحتويها !!
فيا أيها البرهان قد أسرفت في الضيْم فأصابتك لعنة الشهداء لتجعلك راعياً يستأجرك أولئك الأشرار لترعى شرورهم في ساحات أحلامك لكنك لن ترضع من ضرعها إلّا مزيداً من الخيبة وسوء المنقلب !!
إن اللساتك التي تزعم ألّا مجد لها وأن المجد للبندقية وحدها إفك تدحضه ساحة الإعتصام وتكذّبه بوابات القيادة العامة وشوارع المدن المخضّبة بدماء الشهداء ولا ريب أنك شاهدت ما كان يدور فيها .. يسقط ثائرٌ فتتفتق الأرض عن ألف ثائر .. إذن فالبندقية تخون حين تحيي ولا تقتل .. فهل من مجدٍ لمن يخون !؟ كما أنّ دخان تلك اللساتك وهي تحترق كان عطراً أزال أريجه نتانة دامت لعقود ثلاث وكانت نارها برداً وسلاماً فلم تردي بريئاً ولم تهدم مشفىً ولا مدرسة ولا بيتاً .. فأي مجد لبنادقكم وهي لم تفعل سوى قتل أفراد الشعب العُزّل المطالبين بحقوقهم واي مجد لها وأجزاء من تراب الوطن مازالت تناديكم لتحريرها من قبضة مَن إغتصبوها عنوة وحُمْرة عين وأعينكم ترى لكنكم تغضّونها خيانة وخوفاً وخيبةً وخنوعا !؟ .. فاللساتك حين دارت طفقت تمسح آثار خطاكم الملطخة بالخزي والعار فلا تُبقي لكم أثراً حتى لا تتعفّن صحائف التاريخ ، ثم أشتعلت لتطرد ظلمات عهدكم البغيض وتمزّق أستار ليل حالك كنتم تستترون من خلفه ليواري سوء ما تفعلون ، وتوهجّت لتنير الطريق للسير قُدُماً صوب فجر جديد .. فجر الحرية والعدل والسلام ، فشتان ما بين ما يشعل نوراً ليضىء الطريق ، وما يدوي ليقتل ويشعل حرباً تدمّر وطناً وتُردي وتُشرّد شعباً طيّباً عاش سالماً مسالماً آمِناً في دياره فيغدو بين ليلة وضحاها هائما على وجهه تائهاً بين فلوات وقفار وقد فقد كل مايملك !!
فغداً تدور تلك اللساتك يا حضرة البرهان وحينذاك سيخرس صوت البندقية وتتبين حقيقة ذلك المجد أيهما أبقى وأيهما زائف ولا محالة زائل .. فل ننظر وإنّ غداً لناظره قريبٌ !!!