بعد أن راج سوقها: الملابس الأثيوبية … انتقال ثقافة أم تمدد مجتمعات ؟

الخرطوم: تهاني عثمان

لا يكاد يخلو حي سكني من السكان الإيوبيين والإرتريين ووفقاً لطبيعة الحال فقد جلبوا معهم ثقافاتهم وفي ظل التواصل المجتمعي الطبيعي انتقلت الكثير من ثقافاتهم إلى المجتمع السوداني ، أثر حتى في طقوس الزواج ، وفي عالم المرأة ظهرت الجبنة الحبشية والحنة الحبشية وهي خاصة بالعروس لها طقوس خاصة وملابس تختلف تماماً عن الطقوس السودانية ، ومنها انتشرت الملابس الحبشية حيث ترتدي العروس وإخواتها أو صديقاتها أو ما اصطلح على تسميته بوزيرات العروس ملابس حبشية مع العروس مع اختلاف في التفاصيل التي تميز العروس ، ومن ثم انتشرت ثقافة الملابس الحبشية وسط الشباب والشابات.
ولعل الطلب العالي للملابس الحبشية كان وراء انتشار البوتيكات المخصصة لعرض البضائع الحبشية والتي في أغلبها مصنوعات يدوية ، وداخل أحد البوتيكات بالخرطوم كان لنا حديث مع الشابة دولت هاشم والتي ابتدرت حديثها لنا بالقول : (إن الطلب في الفترة الأخيرة زاد وسط الشابات وبالأخص طالبات الجامعات، وأسعارها تبدو مناسبة ومعقولة وهي متدرجة حسب قيمتها، وأغلى الأنواع وأقيمها هو الغزل اليدوي من القطن، وتصنع هذه الملبوسات في أسمرا وأديس أبابا بواسطة أيادٍ احترفت الغزل، لذا تعتبر كل هذه الملبوسات مستوردة وتسمى زوريا ) . وعن أنواعها تقول : ( إن القماش الذى يخلو من التخطيط يسمى “زوريا منن” أما التي تأخذ الخطوط فيه مسافات تبعد وتقترب فتسمى ” بالزوريا الباسو” ، وأنواع هذه الأقمشة تدخل فى التفصيلات الخاصة بالفتيات، ويلبس معها شال الـ ” شنقروا “، وهو شال أبيض ويمتاز هذا النوع من الأزياء بالتطريزات الطرفية من القطن المغزول الملون، ويكون التطريز في اللبسة موحداً بالكامل ، وإن كان بعضها يتميز بالخيط الذهبي أو الفضي، ولكن وجدنا أن السودانيين لا يفضلون الشال الذي عليه الخطوط الذهبية، ربما وجدت الخطوط الفضية وضعاً أفضل ولكن عموماً يميلون إلى التطريزات الخالية من الخطوط اللامعة .
أما عن أسعارها فتقول دولت (إن الأسعار تتفاوت بحسب النوع المطلوب وإذا ما كان غزلاً يدوياً أو صناعياً أو ملبوسات أطفالي أو أحجام كبيرة ويرجع تفاوت الأسعار إلى جودة الخامة أو عدمها) تركناها تتفاوض مع أحد زبائنها وانتقلنا إلى دكان لم يبعد كثيرًا من محل دولت حيث تعرض مريم بضاعتها وابتدرت حديثها بالكثير من الترحيب قبل أن تدلف قائلة: (إن الإقبال يتزايد مع الأيام من قبل الفتيات السودانيات للملابس الأثيوبية، خاصة في عادات الحنة للعروس، فأصبحت بعض العروسات يرتدين الزي الأثيوبي إلى جانب رفيقاتها، ولكن بدرجة أقل، أو يرتدين معها ما تسمى لدينا بلبسة الجبنة، وهي جلباب من القطن الأبيض الخالص به بعض التطريزات في الأسفل وحول العنق، ويأخذ بعضها شكل العلم الأثيوبي، ولكنها عموماً تتفاوت ما بين اللون الأخضر والكبدي والأحمر والأزرق).
وأكدت لنا أن الاسكيرت والبلوزة والطرحة الصغيرة في إثيوبيا تعد من الزي القومي لإثيوبيا، والرسمي للعروس الإثيوبية. ومن الضروري ارتداؤه في ليلة الزفاف والمناسبات الاجتماعية، وحتى في أداء الصلوات بالكنائس لا بد أن تؤدى بها الصلوات، وعلى أقل افتراض لبس الشال (الشنقروا) لذا يكون الإقبال على الشالات أكثر من غيرها، وتعلق بقولها ( إن طبيعة الأجواء هي التي شجعت الإقبال عليها، لأنها قطنية تتناسب مع الحرارة المرتفعة ومع الطقس البارد، ولكن الأقمشة التي يضاف إليها الخيط الذهبي والفضي لا يرتديها السودانيون إلا ليلاً، لأنها تترك أثراً غير مريح على العينين بخلاف الحال في إثيوبيا، لأن الأجواء هناك تبدو أكثر برودة من السودان والسماء تكون ملبدة بالغيوم ، لذا الألوان الفضية والذهبية مفضلة هناك أكثر من السودان ) .
وعن أزياء القهوة قالت لي إحدى النساء كبيرات السن والتي وجدتها تجالسهم في المكان ( في إثيوبيا في جلسات القهوة نحرص على ارتداء أزياء القهوة الخاصة بها، وعادةً ما يكون الزي كاملاً ، وللزي خصوصيته وقدسيته، إذ لا يمكن التجول به في الطرقات، لأن ذلك يعد خرقاً للعادات والتقاليد، فالجلباب الكامل المطرز فى الأسفل وحول العنق بالإضافة للشال (الشنقروا) له وظيفة لا يتعداها لغيرها، ، ويمتاز بأنه بارد في الصيف ويحتفظ برونقه لمدة قد تطول).
ثم أضافت: (وسعياً لتواصل الأجيال وتوريث الثقافة والتقاليد يبدأ الإثيوبيون في اقتناء ملابس إثيوبي المناسبات الاجتماعية وعند اصطحابه للكنيسة وأداء الصلوات، لذلك يعتاد الطفل على قدسية الزي ومن ثم المحافظة عليه وختمت حديثها بشيء من الذكريات عندما كنت في إثيوبيا كنت أجيد غزل الملبوسات ولكن الآن مضي الكثير من الزمن ولم أعد أدري إذا ما كنت أحتفظ بتلك الهواية أم لا ).

التغيير

تعليق واحد

  1. بكل تأكيد الثقافات الأثيوبيه ستؤثر علي الثقافات السودانيه في كل المناحي لصالح الأولي
    ومرد ذلك الي أن اثيوبيا لها ارث حضارى عظيم وكانت في يوم من الايام أحد اضلاع مثلث القوى
    في العالم الامبراطوريه الرومانيه والامبراطوريه الفارسيه والامبراطوريه الحبشيه.

    عموما تماذج الثقافات بين الشعوب خصوصا بين بلاد الجوار ظاهره صحيه لايجب ان ينظر اليها سلبا.

  2. يا حسرتي على شعبي,شعب السودان,اصبحنا مثل اعشاب البحر تحركنا و تتقاذفنا الامواج حيث تشاء…كنا مصدر الاشعاع في كل افريقيا…علمنا الناس النظافةو الطهر,السواك و العطور…حدثني احد السودانين قائلا:كنا في اثيوبيا اذا ركب احدنا المواصلات العامة جعل الكل يتلفت و هو يتحسس بانفه مصدر العطر الذي يفوح منا…و الفتاة الاثيوبية ما ان تعرف انك سوداني هل تسألك هل احضرت معك بعض العطور و الحنةمن السودان ؟
    اما الان اصبحنا نتعلم الحنة الحبشية,الرقص الحبشي,و تلبس بناتنا اللبس الحبشي…!!! و الله العظيم حدثني احد الطيارين الاثيوبين(بالمعاش) عندما عرف اني سوداني,حدثني كيف احبوا الفن السوداني و حدثني عن كبار الفنانين مثل وردي,سيد خليفة,احمد المصطفى و ابراهيم عوض…و كيف كانوا يتباهون بامتلاك اسطونات لهؤلاء الفنانين و اقسم لي ان اغلب الموسيقى الاثيوبية مأخوذة من الموسيقى السودانية و حتى بعض كلمات الاغنيات مترجمة حرفيا من بعض الاغاني السودانية…فجعل الرجل يتحدث عن افضال السودان لبلده,حتى استحيت و اردت ان ارد له الجميل و احدثه عن تفوق بلده في مجالات اخرى مثل الطيران..ففاجأني قائلا :حتى في مجال الطيران انتم اعرق منا,وجعل يذكر لي اسماء بعض الطيارين السودانين الذين سماهم بالافذاذ و اذكى و اكفاء من عرف من الطيارين(عرفت القليل منهم و تصنعت معرفة بعضهم)..ذرفعت دموع الفرح و انا اسمع حديث ذلك الرجل و تذكرت واقعنا الاليم اليوم….فرددت في نفسي:النار تلد الرماد…النار تلد الرماد.
    دار نقاش بين اثيوبي و سوداني,قال الاثيوبي بناتنا اجمل من بناتكم,فرد السوداني :بناتكم اللائي يفقدن اغلى ما يملكن قبل ان تبلغ الواحدة فيهن ال9 سنوات من العمر؟؟فاجاب الاثيوبي مندهشا:ما العيب في ذلك؟بناتنا جميلات و جذابات لذلك يحصل لهن ما قلت!!!فسكت السودني لانه ادرك استحالة ان يشرح للاثيوبي معني العفة و معنى ان لا يسبقك احد على من تتزوج من البنات,معنى ان تظل البنت حتى لوبغلت الثلاثين لا تعرف رجلا – اما ان تتشبه البنت السودانية بالاثيوبية في اللبس و الرقص و خلافه الان فذلك لانها لا تعرف قدر نفسها و لان بعض الاقزام في المجتمع عمد الى تبضيع البنات بمعني جعل البنات بضاعة و سلعة للتكسب و وسيلة للترويج (سكرتيرة لازم جميلة و كذلك,مذيعة,بائعة في محل تجاري,كافتيريا…الخ), لما انحدرنا الى مستنقع تبضيع البنات كان لا بد لبناتنا ان يتشبهن بالاثيوبيات لانهن اعرق و اقدم و اكثر خبرة في هذا المجال…بالمناسبة :المباضعة عرفت عن العرب في الجاهلية و هي ان يرسل الرجل امراءته او جاريته الى رجل ذو صفات مميزة (وسامة,شجاعة,كرم…الخ) يرسلها لتمارس الجنس معه فتحبل منه – يقول لها اذهبي استبضعي لنا من فلان..للمفارقة كلمة مباضعة مستعملة في اللغة الامهرية بمعنى ممارسة الجنس (مباضعة -تنطق الضاد دالا و العين الفا)

  3. يعني إتكلمتوا عن الثياب الأثيوبية وبتسألوا وما شايفين الرقص بقى عامل كيف ؟ أنا حضرت كذا حفلة في الفترة الأخيرة في مناسبات أعراس لقيت الناس بيرقصوا حبشي أي نعم فيهو شترة وما بنفس النسق الأثيوبي الذي يبدو أكثر تناغما لكن هذا حال المقلد دائما .
    السودان يفقد تراثه بسهولة لأنه شعب مازال يبحث عن هويته وما في حاجة بتضحكني إلا لمن أسمع واحد أو واحدة بتقول “مع بعضيها” و”اللي قبليها” بجد مهزلة وما لايقة أصلا .
    الله المستعان .

  4. السودان ماعندو ثقابة وكمان قال الشيخ الدكتور خبير القرن الافر يقي ( حسن مكي)

    انو الشعب السوداني متخلف وحتي ما كان بعرف اللبس والملابس و اول زول علم السودانيين البس

    هو مولانا الميرغني (ابو جلابية) او اب جبة ولقب بذلك لانو اول من لبس الجلابية في السودان وقبل

    داك كا ن كل الشعب ماشي ملوص ساكت .

    الكلام اعلاه هو مقال للمفكر الشيخ الدكتور حسن مكي في جريدة الراي العام.

  5. الحضارة الحبشية عمرها 11 الف سنة ولما كانت هناك مملكة اكسوم الحبشية لم تكن توجد معها إلا مملكة بني اسرائيل في شرق المتوسط وتمتد على طول سواحل البحر الاحمر الشرقية لتجاور مملكة سبأ وحمير في اليمن ثم تجاور مملكة آل فرعون في مصر على طول سواحل البحر الاحمر الغربية حتى مملكة اكسوم وطبعا كانت هناك مملكتي الفرس والروم ولم يكن السودان بحدوده الحالية معروفا بل كان عبارة عن مساحة جغرافية هلامية تمتد من ساحل المحيط الاطلسي غربا وحتى الحدود الحبشية او ما كان يعرف بالسودان القديم. اما السودان الحالي فهو ارض هجرات لا استقرار فيها حتى عهد قريب وطبعا الاستقرار شئ اساسي لنشؤ الحضارة لذلك لا نلاحظ اثار مهمة في الوسط والغرب والجنوب اللهم إلا في ارض النوبة في الشمال حيث توجد حضارة مشابهة للحضارة الفرعونية ويعتقد الباحثون ان منطقة النوبة نفسها كانت في يوم من الايام خاضعة لنفوذ مملكة اكسوم الحبشية وظل حلم استعادتها يرواد الاحباش حتى عهد الخليفة عبدالله التعايشي مما حدا به الى قتل ملك الحبشة يوهانس لأنهاء ذلك الحلم…….

    نحن الى الآن نبحث عن هوية فمرة يتنازعنا الهوى الافريقي فنقول اننا افارقة ومرة نقول اننا عرب ومرة اخرى نقول اننا مسلمون وكل ذلك لا يوجد ما يدعمه على الارض فلا العروبة لها تاريخ محدد يسند دخولها الى السودان رغم انها موجودة بدرجات متفاوته ولا الاسلام نفسه تعمق في السودان بدرجات متساوية حتى يكون اساس الهوية اما الافريقانية فنحن نترفع عنها كثيرا بل نرفضها باطنا وظاهرا ومن دواخلنا حتى بالنسبة لاولئك الذين ليس فيهم نسبة من الدم العربي…….

    ومع ذلك فنحن عرب ومسلمون وافارقة بحكم الدين والتاريخ والجغرافي……

    كُسرة بسيطة: اللبس النسائي الاثيوبي يشبه كثيرا اللبس النسائي الامازيغي في شمال افريقيا وكذلك الغناء الاثيوبي وخاصة اغاني الامهرا تشبه اغاني الامازيغ كثيرا من حيث اللحن والآلات الموسيقية والرقص الجماعي المنسق……

    وكما قالت علوية: عموما تماذج الثقافات بين الشعوب خصوصا بين بلاد الجوار ظاهره صحيه لايجب ان ينظر اليها سلبا…….

  6. من الطبيعى ان تنتقل ثقافات وموروثات الشخص اينما انتقل والماثل امامكم امر طبيعى نسبة لوجود الاخوة الاحباش فى السودان ..اناس لهم هوية وثقافة تضاهى الفراعنة ..

  7. الحكاية ما عند السودانيين وبس حتى الحبش ديل ما كلهم ملائكة وبقلدوا السودانيين فى كثيييير من الأشياء … هنا فى المملكة دى لدرجة بددعوا انهم سودانييييين عدييييييل ! وخاصة النساء منهن بقولن انهن سودانييييات ! والواحدة ما بتعترف انها اثيوبية ولا أرترية وبقلدن السودانيات فى حنتنا وعطورنا السودانية وكثير من حاجاتنا السودانية … والغريبة بعد دا بنبذن السودانيات ! يعنى التقليد ما عندنا برانا عند الكثيرين وبالطبع شيىء غير جميل … على الأقل نحن ما بننكر سودانيتنا وندعى جنسية أخرى … لكن بأى حال من الأحوال لا يمكن أن أسيىء لأبناء جلدتى بجريرة البعض واصورهم كأنهم كلهم (((رعاع)))) والباقين ملائكة ؟! كما أشاهد دائما والحكاية دى محيرانى شدييييد ! كل الشعوب بها الصالح والطالح والمفروض كل شعب يعتز بموروثاته …

  8. الغزو الحبشي في ازدياد مستمر جدا في السودان و في كل النواحي و نحن ساكتين و متفرجين و ده لو في اي بلد تاني كانوا كشوهم كلهم و رجعوهم اثيوبيا و اريتريا بس الظاهر الحكومة دايرة تطمس هوية الشعب بتوطين هؤﻻء في بلادنا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..