البرهان ليس كوزا

جعفر عباس
الكوز عند السودانيين هو الشخص الذي ينتمي الى تيار الإسلام السياسي، أي انه شخص حزبي ويدين بالسمع والطاعة لقادة الحزب، ومعلوم ان هذا الحزب انقلب على حكومة منتخبة في يونيو 1989 وبعدها ظهر عواره بعد ان أشبعت قيادته الخزائن نهبا والمواطنين تشريدا وتجويعا وترويعا، ونجحت تلك القيادات في تطويع وتدجين بعض القيادات العسكرية بشراء ذممها بالامتيازات المالية والترقيات، واستخدمتها في قمع المواطنين وتقتيلهم وتشريدهم
البرهان كان مجرد أداة في أيدي الكيزان وكافأوه بالترقية تلو الأخرى، ولكنه ليس كوزا، فهو لا ينتمي إلا لنفسه، وبالتالي فهو على استعداد على تغيير جلده وولاءاته حسب الظروف بما يعينه على الصعود وظيفيا وماديا واجتماعيا، ومنذ أن تحول البرهان من نكرة الى معرفة بعد ثورة ديسمبر 2018، وقدراته الحربائية تتجلى بصورة شبه يومية، فالرجل يكذب كما يتنفس: يقول الشيء اليوم ونقيضه غدا، أي أنه شخص لا عهد له، ويكفي انه حنث بالقسم على كتاب الله عدة مرات خلال ال30 شهرا الماضية
وتتجلى شخصيته الانفعالية في جميع مخاطباته لأفراد القوات المسلحة، وفي الإعداد لانقلابه الأخير طاف البرهان بمختلف أفرع الجيش وتحدث بلا فرامل، وكان أقرب الى مدرسة محمد الأمين ترك الخطابية (آخر ابداعات ترك قوله: اذا لم تتوقف الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج- وهي الترويكا Troika التي نطقها حميدتي على أنها على وزن ويكة- عن التدخل في شؤون السودان، فإنه سيفصل شرق السودان)، فهو يتكلم امام العسكريين وكأن الجيش قبيلة في حالة خصام مع جميع المؤسسات المدنية، وكأنه شيخ تلك القبيلة
البرهان ليس كوزا ولكنه على استعداد للاستعانة بهم لتحقيق حلم والده الذي رآه في المنام حاكما للسودان، ثم اكتشف الرجل بعد حماقة انقلاب 25 أكتوبر أن ظهره الى الحائط، ولهذا ورغم حرصه الظاهري على نفي كوزنته قام بتسليم لجنة تفكيك تمكين الكيزان الى كوز كان واليا في جنوب كردفان في عهد البشير، وسلم وزارتي الخارجية والعدل للكيزان، ويحسب انه بذلك سيتمكن من تفكيك ثورة ديسمبر
والآن وقد أصدرت الأمم المتحدة بيانا تدعو فيه جميع منظماتها ووكالاتها الى عدم التعامل مع حكومة البرهان ككيان شريعي، والآن وهناك حملة عالمية لدمغ قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية، والآن والبرهان بلا نصير خارجي سوى إسرائيل ودولتين عربيتين “مصهينتين”، والآن وقد أعاد البرهان السودان الى سنوات العزلة والتقوقع، والآن وهو يستجدي الرهينة حمدوك كي يتولى تشكيل الحكومة، والآن وهو يدفع بحميدتي الى الواجهة ليردد عبر التلفزيون كما الببغاء كل ما قاله البرهان لتبرير انقلابه، (قرأ حميدتي النص المكتوب من على شاشة teleprompter بدون مجمجمة لأول مرة)، نقول له: تحسبوه لعب / شليل، ترتار وقيرة / جري ونطيط بطان فوق الدميرة؟
أراد الله لك سوء الخاتمة يا برهان فأضفت الى سجلك في مجزرة القيادة العامة دماء 16 شهيدا وأكثر من مائتي جريح برصاص جندك و”داعميك”، وأكرب وسطك وتحزم لما “تجيك تارة ساعة الحارة”: هيلا هيلا … هيلا هيلا/ العزيمة شدوا حيلا/ والهزيمة صدوا خيلا/ النضال ما يوم وليلة / واحذروا الباب المتاكا/ إن خلف الغفلة ردة / والايادي المستبدة/ لو ح نسكت مستعدة/ تلقي تسرق مستعدة / النضال ما يوم وليلة/ ونحن ما ناساً شوية.
البرهان كوز وقام بارجاع خلايا الكيزان الأمنية للفتك بالمواطنيين
الكوزنة سلوك تجده في كثير من السودانيين وهم غير منضويين تحت تنظيمات الكيزان (الكذب والنفاق والقتل والسرقة والعمالة للخارج) وكلها موجودة في البرهان ماذا يوجد من سوء في جبريل ابراهيم ولا يوجد في البرهان
صدقت الكوزنة سلوك
فعلا الكوزنة سلوك…
ارتبطت عندنا بكل ما هو قبيح وغير اخلاقي…
قال الحبيب المصطفى (انما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، بها آمن كل العجم في الشرق الغرب.
ما دخل الكوز في شيء الا شانه وما اخرج من شيء الا زانه…. سبحان الله