الخرطوم.. لعنة العاصمة القومية! 1

حدث اليوم يحجب ما كنا بصدده.. ولاية الخرطوم تنظم لمعتمديها نهار اليوم ورشة عمل لترسيخ مبدأ واحد فقط بالإجابة على سؤال واحد فقط.. وهو: كيف تكون قريبا من المواطن؟.. لا ذلك القرب الذي يشعره أنك تحرسه أو تسد عنه الهواء.. بل ذلك القرب الوجداني الذي يشعر المواطن أنه لا يرغب في ابتعادك عنه.. وقد تكون الإجابة سهلة وميسورة.. وهي أن طريق الخدمات هو أقصر الطرق إلى قلب المواطن.. ولكن السؤال العصي: كيف للولاية السبيل إلى هذه الخدمات..؟ وهل من خدمات بلا موارد..؟ وهذه هي قصتنا اليوم..!
آخر اجتماع لمجلس الوزراء الاتحادي.. كان هو في الواقع أول مناسبة يسمع فيها بعض وزرائنا أن الخرطوم خرطومان.. خرطوم عبد الرحيم الذي هو ولاية الخرطوم.. وخرطوم عمر البشير الذي هو العاصمة القومية.. ورغم ما بين الرجلين من علائق ووشائج وقربى.. فقد اتضح أن ما بين الخرطومين ما صنع الحداد.. وما رشح عن خطبة عصماء دفع بها والي الخرطوم عبر الطاولة البيضاوية لمجلس الوزراء كشف المثير.. مؤسسات الحكومة الاتحادية بمختلف مسمياتها.. من مؤسسة الرئاسة نزولا إلى الوزارات مرورا بالمؤسسات والشركات الحكومية وشبه الحكومية.. كشفت إحصاءات أولية أنها تضم نحو ثلاثة ملايين عامل.. بما في ذلك أسرهم طبعا.. وهؤلاء تتحمل مسؤوليتهم الخرطوم الولاية.. ثم تقول الإحصاءات إن نحو ثلاثة ملايين آخرين يأتون إلى الخرطوم الولاية.. لا لشىء إلا لأن فيها العاصمة.. حيث الرئيس ينوم.. والطيارة تقوم.. والخدمات بالكوم.. ومؤسسة اتحادية واحدة فقط مثل وزارة التعليم العالي تلقي بأثقال تتجاوز الخمسمائة ألف نسمة.. هم طلاب الجامعات وغيرها من مؤسسات التعليم العالي التي تحتشد بها الخرطوم.. يضاف اليهم بالطبع.. منسوبو الوزارة وأساتذة الجامعات وعمالها.. ومؤسسة ولائية واحدة مثل وزارة الصحة.. تكتشف عبر إحصائية سريعة.. أن ستين في المائة من المستفيدين من خدمات بعض المؤسسات العلاجية التابعة لها.. هم من غير سكان ولاية الخرطوم.. ودونك البعثات الدبلوماسية.. بقنصلياتها.. والقوات النظامية.. بمسمياتها.. هذا بالطبع على سبيل المثال لا الحصر..!
السؤال: ما هي مساهمة الحكومة الاتحادية في الإنفاق على التزامات حكومة الخرطوم تجاه منسوبيها؟.. أي منسوبي الحكومة الاتحادية ممن أوضحناهم أعلاه على سبيل المثال..؟ ثمة مفارقة مذهلة نبدأ بها الإجابة على هذا السؤال.. فقد اتضح مثلا أن الحكومة الاتحادية التي تنيخ بكلكلها على كاهل الخرطوم الولاية.. تبذل الأموال لمشاريع التنمية وتقوم بها وتصرف عليها وتشرف عليها.. من طرق وجسور وسدود إلخ.. في كل ولايات السودان.. باعتبار التنمية شأنا إتحاديا.. إلا في ولاية الخرطوم.. حيث تعتبر التنمية هنا شأنا ولائيا بحتا.. ولا تحمل السجلات.. أو الذاكرة.. مشروعا حيويا واحدا يخدم سكان الولاية.. تم بإسهام من الحكومة الاتحادية..!
في أكثر من مناسبة أوضح والي الخرطوم.. نضبت الموارد.. ثم أفصح.. بيعت الأراضي.. فنضبت الموارد.. ولا يلام من باعوا الأراضي.. فقد كانوا معذورين.. بعد أن طال (طناش) الحكومة الاتحادية.. فهل ينجح الجنرال في لفت نظرها.. ويحول نقمة العاصمة القومية إلى نعمة..؟ غدا نحاول الإجابة

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. أنهم باعو الاراضى ولكنها دخلت جيوبهم ولم تدخل ميزانية الولايه .. لما لاتقول
    ذلك ياالنسيب الحسيب ..!!؟

  2. محمد المغلوب على امره يســأل في الدنيا والاخرة:-

    أتقي الله يا هذاوانظر لمن تم بيع تلك الاراضي وكيف تم البيع (في الظلام ام تحت الاضواء الكاشفة) وبأي المبالغ تم بيعها، ثم هل صرفت في القرض الذي من اجله تم البيع؟!! و هل هذا هو الحل الامثل ، واذا كانت النوايا طيبة لماذا لا نتحرى كيف تدار موارد وكيف تتحصل الايرادات في عواصم العالم (لماذ لا نستفيد من تجربة اردغان في عاصمة تركيا ، مثلا). مثلا هناك ميادين بيعت لناس محسوبين على النظام الحاكم ، قاموا ببيع تلك الاراضي للمواطين وضيقوا على السكان الاصليين الشوارع حتى لا تسطيع ان تدخل سيارتك او تدخل عربة الاطفاء او الاسعاف. امثلة كثيرة جدا عن بيع الاراضي

    السؤال : إذا كان عبد الرحمن الخضر هذا منتمى لحزب اخر في حكومة ديمقراطية او ان عبدالرحمن الخضر هذا في ظل حكم الانقاذ لكنه من جبال النوبةاو الانقسنا او اي منطقة مهمشة، هل تنتقده او تنصح حكومته بهذه الصورة الناعمة ؟ كذاب.

  3. ماأجهلك من مثقف ,وهل تعلم ان 90% من موارد الوطن وامواه تدار في الخرطوم الولاية فلامصنع ولا خلافه بالاقاليم وهل تدري ماتحصده الولاية من رسوم على النشاط الكائن فيها خلافا لارض السودان ؟ وهل يعلم الافندي ان ماتتحصله ولاية الخرطوم من رسوم النفايات يعادل ميوانية ولاية في الهامش واتتحصلة من رسوم الرخص التجارية والخدمات يعادل ميزانية 5 ولايات من الهامش ومايدفعه الموظفون في الشركات الكبرى من مرتباتهم الفاحشة لخدمات التامين الصحي ولا اقول الاجتماعي هو ما أغرى المتعافي للخروج من هيئة التامين القومية وانفرد بشوامخ حتى ينعم منسوبو ولاية السجم بخدمات فندقية ولاتساهم في رفد الهيئة القومية كان الناس في الاقاليم افتقروا بفعل ايديهم ونسيتم انكم ما اغتنيتم الا من فقر أولئك ,كفاكم نفاقا وجهلا ويعرف اهل الاقتصاد نظرية اسمها تنمية التخلف DEVELOPMENT OF UNDERDEVELOPMENT ولها في ارثكم الاسلامي نظير فقد قال عمر ما اغتنى غني الا وافتقر فقير .

  4. (( بيعت الأراضي.. فنضبت الموارد.. ولا يلام من باعوا الأراضي.. فقد كانوا معذورين..)) تحت أي مسئولية أخلاقية تكتب ياهذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  5. كلام غريب
    تقسمون المقسم وتمشوا في جنازته
    طيب دخل ولاية الخرطوم اصلا جاي من وين؟ ما من ال6 ملايين الافتكرتهم انت عاملين ضغط على ولاية الخرطوم. وللا ما كده!!! اي زول قاعد في الخرطوم من بتاع الورنيش والدرداقة وستات الشاي والعمال لحدي الوزير بدفعوا للولاية. وريني ولاية الخرطوم قاعدة تقدم ليهم شنو مقابل ما يدفعونه؟ نظافة وللا صحة، وللا تعليم؟

    طيب ده ما لوضع الطبيعي لأي عاصمة في العالم ولم نسمع مثل ما تقول.
    يلا فضوها سيرة..ناس الشمال والشرق يشيلو دهبهم وناس كردفان ودارفور يشيلو بترولهم وثروتهم الحيوانية. قرش واحد يدخل الخرطوم مافي!!!!
    وكل زول حمدو في بطنو

  6. أأأأأ يا زمن ارجع شويه قبل ما اجيني فشل كلوي!!!

    و الله انت عسل يا لطيف كم اعجبني قولك:-

    تبذل الأموال لمشاريع التنمية وتقوم بها وتصرف عليها وتشرف عليها.. من طرق وجسور وسدود إلخ.. في كل ولايات السودان.. باعتبار التنمية شأنا إتحاديا..

  7. الخرطوم حيث الرئيس ينوم …الطيارة تقوم … واللهط يملى الجضوم .. والفساد عايمين فيهو عوم

  8. يا لطيف كلامك دا جبتو من وين يا أخي أي مواطن سوداني بدفع دعم للعاصمة بدون ارادتو اديك مثال وين مقاصة بنك السودان وعمولات التحويلات دي كلها تتصرف علي الخرطوم وين المطار العالمي الوحيد في السودان في العاصمة الخرتوم وين مرتبات الوزراء ورئبس الجمهورية ورئاسة اركان الجيش والبوليس والأمن كلها في الخرطوم. موش دا كمان أسال أي ضابط في الجيش لو كان شغال في أردمتا أو ود أبو طاهر تخصم من راتبو اشتراكات فندق الجيش. هناك حاجة اسمها دعم الكهرباء ومعروف الخرتوم بتصرف ثلاثة أرباع الكهرباء المنتجة في السودان دا كلو بيمشى وين غير خرتوم عبد الرحيم. العلاج السودان كلو بتعالج في الخرطوم لانوفيها عشرين كلية طب ومعاهم بتاعت داعش ديك. يا سيد بلاش خطرفة لازم تعرف كمان إنو الخرطوم بتدفع ثمن سوء ادارتها اتجاهلت الريف من زمن واهتمت بالقشور يعني ممثلا دايرة تشبع رغيف قمح كندي استرالي فرنسي زى ما يجي وراعي الغنم في الشمال ولا كردفان ما بيهم ناس الخرطوم تتذكر لما رامبو فرض سعر علي الضان كلام ما عندو سند في الدين ولا التجارة زول يفرض سعر علي بصاعة ما حقتو طيب يا اخي السوق الافرنجي ولا أسواق العمارات مالك بيخافوا منها. معقولة بس ظلم زى دا يسكت عليهو ربنا ويسيب الخرطوم تمشي كدا.بالمناسبة سكان الخرطوم ما كتيرين لكن الخرطوم بيغلبها قضر النظر معاهو سوء التدبير. مثلا الخرطوم هي العاصمة الوحيدة في العالم ما فيها حديقة حيوان. الخرطوم هي العاصمة الوحيدة في العالم اللي ما فيها فندق خمسة نجوم وهي أيضا العاصمة الوحيدة في العالم اللي وسط المدينة يخلو تماما من المارة بعد 9 مساء وهي العاصمة الوحيدة في العالم تقيف فيها المواصلات تنتظر الراكب وكمان تنزل الركاب بدون محطات. مسسكينة الخرطوم قرية اتضخمت وبقت زى الولد الضعير وعندو عدة كتيرة ما عارف بيعمل بيها شنو…

  9. كيف تكون قريبا من المواطن؟ سؤال واضح والإجابة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار

    ليس بالخدمات وحدها ولكن بالعدل الذي قامت عليه السماوات والارض ؟ عندما يحس المواطن ان هذه الحكومة له ومنه وأنها تخدم الجميع ولا تحابي ولا تتحيز لطرف وان المواطن يخرج من بيته ويعرف ان حقه محفوظ وانه عندما يمشى المحلية يشتكي فأن شكواه محل تقدير وإحترام حتى إن لم تحل مشكلته.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..