أخبار السودان

علي كشيب.. رجل تطارده اللعنات

الخرطوم: خالد الفكي

لم يكن مساعد الشرطة خامل الذكر يتوقع أن يعلو صيته بين العالمين بتلك الطريقة منذ أن صدح باسمه مدعي عام محكمة الجنايات الدولية الأرجنتيي لويس أوكامبو مع أحمد هارون، كمطلوبين على ذمة التورط في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسان بإقليم دارفور عام 2007، ومن عجب أن علي محمد علي عبدالرحمن المكنى بـ(على كشيب) الذي ذاع صيت اسمه عقب تلك الحادثة، لا يحتفظ له محرك البحث العملاق (قوقل) سوى بصورة واحدة يظهر فيها كشيب ملوحاً بأصبعه لعدو لا يظهر، وهو الذي طالما ذكر اسمه مقروناً بأحمد هارون مثل حمد والديبة لاعبي فريق الهلال العاصمي في ثمانينيات القرن الماضي، واللذين كانا نغمة ترددت على شفاه الجماهير الهلالية طويلاً.

ما وراء الكنية

كشيب وبحسب بعض الروايات مأخوذة من الكُشيب الذي يعني نمو قندول الذرة بعد قطعه، فيما تقول رواية غير بعيدة إن الكُشيب نبتة أخرى لزهرة الدخن، ولكن مهما تعددت الروايات حول كنية علي محمد علي عبدالرحمن، الا ان الرجل ومن حيث لا يدري وضع اسمه على قائمة اخبار الوكالات والفضائيات، فالرجل يحمل تاريخا يبدو غامضاً لوسائل الاعلام التي ارهقت اقدامها بحثاً عن سيرة مساعد الشرطة الذي ابصر النور – بحسب احد الرواة – بمدينة (واو) بجنوب السودان، والتي شهدت مواءمة مدهشة بين الشاعر محمد عثمان كجراي والفنان ذائع الصيت الراحل محمد وردي، لتكون المحصلة بين الرجلين تحفة شعرية اسرت وجدان السودانيين وحبست مشاعرهم كلما ترددت اغنية (ما في داعي)، المهم ان كشيب الذي اطلق صرخته الاولى وسط اشجار المهوقني بواو الجنوبية، ارتبط اسمه باشجار الكُشيب حتى اضحى ذلك امرا باعثا للتساؤلات الحيرى، بل ان الامر برمته اقرب الى شفرة مجهولة الأرقام.

روايات مختلفة

علي كشيب المولود لأب من التعايشة وام من قبيلة الدينكا، تشير تقديرات العمر إلى انه من مواليد العام 1943، وتنقل ما بين قارسيا بغرب دارفور ومناطق اخرى ليستقر به المقام في (رهيد البردي) بولاية جنوب دارفور، مسقط رأس وزير المالية الاتحادية علي محمود.
تزوج علي كشيب بحسب الرويات من ثلاث نساء، وله عدد من البنين والبنات، والرجل محل احترام وتقدير من عشيرته التي تضع له مكاناً، خاصة انه يعد من اصحاب المهام الصعبة ورجال المواقف، وجاء انضمام مساعد الشرطة الى قوات الاحتياطي المركزي بعد ان قررت الحكومة ادخال رجالات وقيادات الادارة الاهلية تحت مظلة القوات النظامية في اطار مساعيها لردع الحركات المسلحة بدارفور وحماية المكونات السكانية من هجماتهم التي لا ترحم، ووقتها منح علي كشيب رتبة المساعد بالاحتياطي المركزي الذى يعرف بـ(ابوطيرة)، وان كان الرجل في غنى عن اي رتبة نظامية بحكم مكانته ونفوذه القبلي الذى افلح في صناعته بقوة شخصيته وعدم مهابته للاقدار ورياح الزمن، ما اهله لأن يكون زعيماً في بقعة جغرافية تعلو فيها المناطقية والقبائلية بصورة منظورة.

محاولة اغتيال

علي كشيب رجل ملبد بالغموض فكما ظهر عقب اصدار مذكرة اوكامبو بحقه توارى عن بريق الاضواء بسرعة مذهلة، وكادت العقول ان تنساه لولا حادثة تعرضه لمحاولة اغتيال في وقت كان يتجوال بسوق مدينة نيالا، وعند المنطقة الصناعية، وروى شاهد عيان ان المساعد شرطة تعرض للمحاولة أثناء جلوسه على احد المقاعد الشعبية لتناول الشاي، حين أطلق عليه ملثم الرصاص فأصابه في كلتا يديه، وأصاب أحد مرافقيه وسائقه بجراح بالغة، فيما لقي أحد المرافقين حتفه، ولكن الملفت للانتباه ان اهمية الرجل وتأثيره على المشهد باقليم دارفور خاصة نيالا، عجل بنقل الرجل بطائرة خاصة إلى أحد مشافي العاصمة الخرطوم لتضميد الجراح ووضعه في فترة نقاهة بعيدة عن اصوات الرصاص ورائحة البارود، فالرجل قدم الى نيالا من رهيد البردي على متن سيارة تابعة لقوات الاحتياطي المركزي، بحكم انتمائه، بهدف استلام المرتبات الشهرية لمنسوبي قوته بالرهيد – على حد قول احد الرواة- الذي اشار الى ان سيارة الرجل الشرطية تعرضت لإطلاق نار يوم الخميس الماضي عقب الاحداث الدامية التي شهدتها نيالا، وراح ضحيتها ضابط بجهاز الامن ومساعد بالشرطة، مما دعاه ان يذهب بالسيارة الى المنطقة الصناعية بغرض صيانتها ومراجعتها، ولكن الرجل المنتمي للتعايشة لم يدر بخلده ان هناك من يتربص به ويقتفي اثر خطواته ليرديه قتيلاً، بيد ان القدر رسم مشهداً غير الذي خطط له المتربص بـ(كشيب)، الذي اصابته الرصاصات على كتفيه واخذت روح احد مرافقيه، لتشهد حياة الرجل وفي اقل من 72 ساعة محاولتين لاغتيال لم تنجحا في انهاء حياة مساعد الشرطة الذي يبدو غير آبه بمجريات الاقدار، كأنه يمد لسانه طويلاً هازئاً بسخرية الأيام.

اتهامات لكشيب

اتهامات عديدة ظلت تلاحق مساعد الشرطة علي كشيب بالضلوع وراء الصراعات والاشتباكات القبلية، وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش ان كشيب المطلوب للمحكمة الجنائية وراء معارك قبلية جرت بمنطقة ابوجرادل خلفت (16) جثة على ارض المعركة. فيما قال وزير العدل الأسبق محمد علي المرضي في حوار صحفي سابق، إن علي كشيب ثبت تورطه في جرائم وتم اعتقاله وتجري محاكمته مع اثنين آخرين. وأكد المرضي أنه فور السماع بالانتهاكات في دارفور قمنا بتكوين لجنة تحقيق على مستوى عال برئاسة رئيس القضاء الأسبق دفع الله الحاج يوسف، وهذه اللجنة توصلت لوجود انتهاكات وقمنا باستجواب عدد كبير من المشتبه فيهم، ومنهم الوزير أحمد محمد هارون، وثبت لنا أنه كان يقوم بواجبه كوزير دولة بوزارة الداخلية، كمشرف على قوات الشرطة فقط وليس له علاقة بقوات الجيش أو غيرها من القوات النظامية. أما علي كشيب فقد ثبت من خلال التحقيق معه ضلوعه في الاتهام، وتم اعتقاله ويقدم حالياً للمحاكمة مع اثنين آخرين أحدهما من القوات المسلحة والآخر من منسقية الدفاع الشعبي. وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت أمر قبض ضد كل من والي جنوب كردفان الحالي أحمد هرون، وكان وقتها يعمل وزيراً للدولة بوزارة الداخلية، وعلي كشيب، باعتباره قائداً لمليشيات، عرفت وقتها بـ”مليشيات الجنجويد”، وزعمت أنهما مسؤولان عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية عام 2007. وذكرت منظمة مراقبة حقوق الإنسان “هيومن رايتس ووتش” أن كشيب قاد هجمات أسفرت عن قتلى في مناطق وسط دارفور أبريل الفائت، وجددت المطالبة بتسليمه لمحكمة “لاهاي”.

الاهرام اليوم

تعليق واحد

  1. مادام زهق ارواح بخير حق مهما كانت الاسباب سوف تطاردة تلك الارواح اين ما حلا الي ان تقتص منه يد الجبار العادل قاتل الروح اين يروح

  2. الكوشيب وليس الكشيب
    والكوشيب هو المريسة فى غربى السودان
    واشتهر بهذا القب لادمانه لهذا النوع من الخمور البلدية

  3. ياجماعة بدون قبليه ومايتبعه من حكاوى الهويه وغيرها ٠٠ نسمع فى دارفور منذ نشوب الازمة انو الناس مقسمة على اساس زرقه(الافارقه)وعرب(جهينه وقريش)دحين الزول الفى الصورة ده تعايشى والحاج ساطور من بنى هلبه و٠و٠و يعنى عرب عاربة ولامستعربة؟كمان ودخالتنا الجنرال الاميركى كولن باول لما زار دارفور (برفقة سكرتير عام الامم المتحدة كوفى انان) قال ليهم ماشايف ولا فرق طفيف فى الملامح واكد لهم بانه اسود مثلهم !!!!!

  4. قال ثبت تورطه فى الجرائم والآن يجرى محاكمته مع اثنين ههههههه وبعد 3 سنة وجد طليقا بنفس رتبته فى صفوف الجنجويد كقائد وجاء إلى سوق جنينة لاستلام رواتب قواته.
    فهمته حاجة؟

  5. وكل دور اذا ما تم ينقلب يمكن الحكومة داير يتخلص منه بعد ما استنفد اغراضه ……. الهم عليك بالظالمين اهم احصيهم عددا واقتلهم بددا ولا تقادر منهم أحدا

  6. كوشيب نوع من الخمر يصنع في غرب السودان . وكشّيب عملية حصاد تجري لما لم يتم حصده في المرة الأولى.

  7. الراجل ده حكى لي واحد من قبيلة الفور قال لي انو هذا المأفون قبيح الوجه سئ الذكر كشيب قتل احد ابناءه لا للذنب الا لانه من قبيلة الفور وهذا المأفون فاكر نفسو عربي الا لعنة الله عليك

  8. هذا الشخص قتل وشرد كثير من ابناء دارفور واخر مافعله بقبيلة السلامات حيث شردهم من ديارهم وقتل شبابهم ومحاولة الاقتيال هذه تمت من احد شباب هذه القبيلة وهو فقط ينفذ اوامر الحكومة اذاكان في الزرقة او العرب الخارجين عنها

  9. هذا إنسان قذر يده ملطخه بدماء ابناء دارفور،وفيما يبدو أنه صار عبء ثقيل علي أسياده الذين كلفوه بهكذا مهام..دماء اﻷبرياء لن تذهب هدرآ وأقسم بالله أن لكل ظالم يوم ولنا في القذافي مثال،فصبرآ إن عدالة السماء آتية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..