أخبار السودان

الفساد في دولة الإستبداد

كمال كرار

في دولة الفساد التي يحمها بالحديد والنار المؤتمر الوطني تفصل القوانين على مقاس الفاسدين من السدنة والتنابلة
في 2010 وقبيل الإنتخابات(المضروبة)،صدرت قرارات،آلت بموجبها العربات الحكومية لسدنة المؤتمر الوطني في الخدمة المدنية،وتفرق المال العام عليهم،بمعادلة فاسدة،حيث بيعت لهم العربات الفارهة بالقيمة الدفترية ناقصاً الإهلاك،وليس بقيمتها في التاريخ المحدد،وبالأقساط المريحة،وكافأتهم الحكومة بعد ذلك بعطاء مالي إسمه بدل ميل،أكثر من قيمة قسط العربية.
وهكذا علي سبيل المثال،يدفع السادن شهريا 100 جنيه،وهو قسط العربية الشهري ،ويحصل على 250 جنيه بدل ميل في الشهر والعربية نفسها حصل عليها بمبلغ لا يتجاوز ال7 ألف جنيه،بحسب المعادلة الفاسدة أعلاه،مع ان قيمتها في السوق آنذاك فوق ال45 ألف جنيه.

وفي كل مرفق حكومي،هنالك خبير وطني،وهو (كوز مصلّح) له مكتب فاره،ويحصل على مرتب يساوى 5 أضعاف الهيكل الراتبي الحكومي،أو يزيد،وهو عاطل مقنع،ولكن مهمته أمنية،رصد ومراقبة من حوله،وتصنيفهم سياسياً،والتوصية برفدهم إن دعا الحال،والسكة بين الخبير الوطني المزعوم والوزير سالكة بحسب المثل الإنتهازي(نفّع واستنفع)،وكلهم في الهوى سوا.
ويمول المؤتمر الوطني من الخزينة العامة شركات ومؤسسات خاصة،بحجة المساهمة فيها،ولكن نفس الخزينة العامة لا تحصل على أرباح جراء هذه المساهمة المزعومة،ولكن هنالك من يحصل على فوائد(تحت التربيزة)لذلك لا يهمه إنفاق(مليار جنيه)من المال العام،لقاء تشطيب الطابق الأول في عمارته الكائنة فوق أرض مميزة حصل عليها(باللفة).

وشكل المؤتمر الوطني لجنة من سدنته،كانت مهمتها تصفية أصول مشروع الجزيرة،فراحت الأصول(شمار في مرقة)،وفي كل مرة تخصخص مؤسسات حكومية،ولكن عائد البيع لا يدخل الخزينة،وتشتري الوحدات الحكومية التي علي رأسها فاسدون العربات والأثاثات وخلافه،بفواتير مضروبة،ومن حرامية كبار في السوق،فيتوزع المال العام علي سدنة المؤتمر الوطني والموالين له.

وعندما يحتاج المرضى للعلاج،لا يجدونه لأن المال العام المخصص للصحة لا يرى بالعين المجردة،والأدوية في الصيدليات لا توجد لأن الحكومة لا تلتزم بتوفير الدولار لاستيراد الدواء،والمؤسسات التعليمية الحكومية تكاد تنهار لأن المؤتمر الوطني لا يعطيها المال اللازم،بينما يصرف الحزب الفاسد المال بدون حساب على سفر وفوده،ومؤتمراته،واستفتاءاته المزورة.

ولأن فساد الكبار (مصلّح)ومحلل بالتحلل،فالصغار من السدنة على خطى شيوخهم،فتكثر(الرقعة)،والرشوة التي يجب أن تدفع حتي تقابل مدير مكتب المدير،ولا بد أن تمسح(الدوكة)،حتي تحصل على توقيع مولانا وتزكيته،وتدفع أيضاً حتي تحصل على العطاء الحكومي،والعجيب في أمر من يرتشون أنهم يطلعون المنابر ويخطبون،ويقولون مالا يفعلون،وينبطحون لأمريكا ويتدهنسون،ثم يقولون للناس(إلحسوا كوعكم)ولا يختشون،وإن (زنقوهم)ذات مرة،هربوا من المطارات وهم(خائفون)

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ما قام به هؤلاء القوم المتأسلمون من فساد وكذب وسرقة وسوء اخلاق لم يمارسه المستعمر ولا اليهود الذين يعتبرون اكثر الناس نكوصا بالعهود. هؤلاء القوم قال عنهم النميري انهم الاخوان الشياطين عندما علم بغشهم وخداعهم ولكنهم عندما استلموا السلطة بالخداع اصبحوا وضحكوا على الشعب باسم الدين اصبحوا الاخوان المنافقين ونعلم ان المنافق اسوأ من المافر واسوأ من اليهودي والنفاق من اسوأ الصفات وانتن العبارات فماذا نتوقع من اناس تنطيق عليهم هذه الصفات الذميمة القذرة غير الغش والخداع وسفك الدماء وسرقة اموال الدولة .

  2. أبدعت كالمعتاد يا كمال كرار! هل يمكن أن تقوم بهذه الممارسات حكومة يعتقد الشعب السوداني أن القائمين عليها من المسلمين (ناهيك عن القول بأنها حكومة إتجاه إسلامي)؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..