واقع أليم

ماوراء الكلمات – طه مدثر
(0) كتبنا قبل ساعات من انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر، اننا ذاهبون الى الجحيم، وذلك بسبب تسلط وتجبر وتنمر المكون العسكري على رقابنا، وبسبب ضعف المكون المدني الذي كان أذل من الأيتام على مائدة على اللئام.
(1) فماهو الجحيم ، اذا لم يكن الجحيم هو عودة البلاد إلى مربع تعيين مراقب خاص للحقوق الإنسان بالسودان، من قبل مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، ، وان مجرد تعيين ذلك المراقب هو انتقاص عظيم من قدر ثورة ديسمبر المباركة، التي جاءت من أجل الحرية والسلام والعدالة، ولكن تعنت وتجبر المكون العسكري أراد لنا بغباء لا يحسد عليه جرنا الى ذلك المربع المشين.
(2) وكيف لا نكون ذاهبون الى الجحيم، وقد تلجأ بعض الدول الغربية، لفرض عقوبات اقتصادية جديدة، والتي سيدفع ثمنها المواطنون، لا الحكام، الا اذا قررت تلك الدول الفصل بين الشعب والحكام، وتخصيص عقوباتها على أفراد من الانقلابيين بعينهم وباسمائهم وبأعمالهم الاستثمارية، وربما عدنا الى خانة العزلة الدولية.
(3) وكيف لا نكون ذاهبون الى الجحيم، والكل يرى تلك الممارسات المشينة والمنافية حتى لاعراف وتقاليد الشعب السوداني، من ضرب للنساء واعتقالهم، واعتقال السياسيين وكل من تسول له نفسه بالاعتراض على العسكر، ولو كانت وقفة احتجاجية داخل حرم تعليمي، له قدسيته، دعك مما تعرض له شباب من إذلال وإهانة، مثل الحلاقة الجماعية، والضرب الجماعي في وضح النهار، وعلى رؤوس الأشهاد..
(4) كيف لا نكون ذاهبون الى الجحيم، والحاكم العام لدولة السودان، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، القائد العام للجيش، يصدر قرارات بالجملة، من إعفاءات وتعيينات، بالخدمة العامة والمدنية، والاقصاء الذي هو مرفوض أبداً، أصبح هو أول من يمارسه، رافعاً لكل معترض، اعلان حالة الطوارئ، والتي هي سيف مسلط على الرقاب، واعلان حالة الطوارئ، هو ان الحياة بالسودان لا تسير سيرها الطبيعي، وان وراء الطوارئ ماورائها، حفظ الله ثورة ديسمبر المباركة، وفك الله أسر دكتور عبدالله حمدوك، وكل المعتقلين، والرحمة للشهداء، وعاجل الشفاء للجرحى.
الجريدة