عملاء مخابرات فى ازياء صحفيين

[CENTER]عملاء مخابرات فى ازياء صحفيين
[/CENTER]

وجدت فى صحيفة من صحف الخرطوم الصادرة فى نهاية الاسبوع المنصرم ، مقال او مقالين، فى اولهما تحاول رئيسة القسم السياسي بالصحيفة المؤقرة الدفاع عن نفسها من تهمة التعامل مع جهاز الامن والمخابرات ، فكتبت كلاماً اقرب للبيان منه للمقال تعرضت من خلاله للتطور الانسانى الكبير الذى حدث فى عمل الاجهزة الامنية بالسودان عامة وتجاوز هذه الاجهزة لمرحلة التوحش، وبينت ذلك بطريقة انفعالية اضرت بالفكرة واضرت بالغرض من فاعلية الرسالة المبطنة التى حاولت بعثها الى زملائها الاعلاميين قبل بعثها للسادة القراء الذين يعرفون ارتباطاها بالتخابر مع جهاز المخابرات اكثر من معرفتهم بحقائق انفسهم التى بين جوانبهم، اما المقال الثانى فكان بقلم رئيس التحرير الذى بدا مقاله وكأنه مقال تعقيبى لمقال رئيسة القسم السياسى التى وصفها بالاعلامية المقتدرة ! وبدلاً ان يتحدث بوضوح عن مخاوفه من تنامى الشائعات التى تفضح علاقته المشبوهة ببعض الدوائر بجهاز المخابرات ، انفتل يدافع عن الصور الفوتغرافية التى تجمعه مع عدد من المدراء الذين تعاقبوا على رئاسة الجهاز ، وحاول التبرير عن هذه الصور بشتى الطرق الاستخباراتية التى تم تلقينه اياها ايام مراهقته الصحفية ، ويبدو للاسف الشديد انه فعلاً خائب بحيث نسى و ماعاد يتذكر فى زخم العربة (السنتافيا) واضواء المكتب الوثير واناقة (اللبس) الافرنجى ولو القليل من الدروس والمحاضرات الامنية الخاصة التى كان يتلقاها عبر (الموبايل) ، لذلك هو الاخر اجتهد فى مقاله تغبيش وتزيف الواقع بما اوتى من قوة لكن الادلة المتمثلة فى الصور الفوتغرافية التى وضعها جسراً ليعبر به الى الضفة الاخرى من التذاكى على ذكاء الناس رسخت بما لا يدع مجال للشك تعمق ارتباطه وارتباط من هم تحت امرته بالمخابرات وتفانيهم فى خدمة الاجندة التى يطرحها هذا الجهاز ، مايبرر ثراءه الفاحش ومايبرر صموده امام الخسائر المادية الجسيمة التى بتعرض لها بسبب تدنى توزيع صحيفته التى اعرض القراء عن قراءتها بعدما تيقنوا من حقيقتها المطلقة.

غاده سروج
[email][email protected][/email]