سودان ما بعد الانفصال .. من التالي ؟

ما يمر به السودان هذه الأيام يمثل فارقاً هاماً في اتجاه السياسة العامة للدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة في تقسيم الدول القابلة للثني والطرق والتشكيل، وما أكثر هذا الدول تحديداً في المحيط العربي من شرقه لغربه وشماله وجنوبه.
ومما لا شك فيه أن من لم يسع للوحدة تجره أقداره للتجزئة والتقسيم. فتقسيم السودان إلى دولتين شمالية وجنوبية لا شك أنه لن يأتي بخير لا على هذا ولا ذاك، لأن السعي الأمريكي الدؤوب يرمي إلى فصل الجنوب عن الشمال وهذا بدوره سيجعل من نظرية السودان كسلة غذائية نظرية وهمية ولن تقم لها قائمة على الأقل في العقود التالية التي أيضاً قد تحمل العديد من المفاجآت غير السارة بالنسبة لأحوال السودان فستزداد التجزئة وتتدخل الدول المستفيدة من كل ذلك، وتثار القلاقل من الداخل، ويصبح السودان مجرد تجمع دويلات لا تلتقي إلا في حدود يرسمها الغرب وتصدق عليها الأمم المتحدة ويعترف بها المجتمع الدولي وربما أعطى كل جزء من السودان لنفسه اسما جديدا لدولة جديدة وربما في العقود القادمة يتحول السودان كدولة إلى مجرد اسم لأحد الشوارع هناك أو منطقة من بقايا حطام دولة وربما يختفي.
في الجولة الأخيرة التي تحرك لها وتزعمها السيد جون كيري للسودان أبدى الرجل استماتة في تحريك ملف انفصال الجنوب عن الشمال والمقابل حذف اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
لو نظرنا إلى الأمر بدقة لأدركنا أن قائمة الإرهاب التي تحتفظ بها الولايات المتحدة كورقة ضغط هي في الأساس ورقة غير ذات قيمة إلا لمن يحترمها ويخشاها، أما بالنسبة للشعوب الحرة والقيادات الواعية فهي ورقة لا تساوي ثمن الحبر المكتوب عليها، كما أن محتواها لا يساوي ثمن الورقة نفسها.
لكن للأسف الشديد هذه القائمة التي تحوي دولاً ومنظمات وحركات تسمى إرهابية ما هي إلا ورقة ضغط في مواقف هزيلة كهذه مع أنظمة لا تخشى الله.
أصبحت الولايات المتحدة أشد خوفاً في قلوب الأنظمة الظالمة من الله ورغم أن نجم الولايات المتحدة حالياً كأعظم قوة في العالم آخذ في الأفول ، إلا أنها لاتزال تشغل هذه المرتبة، ولكنها بلا شك ستتخلى عنها لوجود عمالقة في الطريق كالدب الروسي والتنين الصيني والفيل الهندي.
أما الدول التي تعاني أنظمتها من أنيميا سياسية وفقر دم اقتصادي وتخلف عقلي فهذه الدول لا محالة ستُجزأ وتُستأصل وتُفرم بعد أن قدمت لأمريكا أكثر مما تستحق لدرجة أن من هذه الدول من يقبل بفصل جنوب السودان عن شماله ويكفيه في هذا الصدد مجرد النصح لفرقاء السودان بإبقاء الوضع على ماهو عليه أو إنشاء كونفيدرالية تجمع شمال السودان بجنوبه مرة أخرى بعد الانفصال.
هراء سياسي وفكر غير مسؤول من ساسة محسوبين على أوطانهم على أنهم صناع قرار! محاولات فاشلة لتدارك الانفصال بعد أن غاب العرب عن الساحة السودانية ودون تحرك جاد وملموس لمنع وقوع هذه الكارثة التي ستؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي لبعض الدول المجاورة فضلاً عن الأمن القومي العربي إجمالاً إذا كان له وجود من الأساس.
ينشط المندوب الأمريكي جون كيري بشكل مستميت على إجراء الاستفتاء على مشروع التقسيم في الوقت المحدد له مسبقاً والثمن المكافئ لهذا الالتزام أن يُرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب!!! أصلاً إذا تم الاستفتاء في موعده وتم التصويت على فصل الجنوب عن الشمال ستكون السودان ليست فقط خارج قائمة الدول الراعية للإرهاب، بل أيضاً خارج دائرة الدول الراعية للغنم، لكي يشهد التاريخ على أنظمة عربية وصلت الأمور في عهدها إلى قطع أوصال العراق وتجويع شعبه بعد عز ونهب ثرواته بعد أن كان سيداً وتهريب آثاره بعد أن كان التاريخ، يتوازى مع ذلك ضياع القضية الفلسطينية ومحاولات الكيان الصهيوني البائس من تهويد القدس وبناء المستوطنات، أضف الى ذلك السيطرة الصهيونية على منابع نهر النيل بما يحاصر مصر ويجعلها خاضعة لصانع القرار الإسرائيلي والأمريكي حتى وإن أقدمت مصر على حرب إسرائيل أو دول منبع حوض النيل فلا مجال أن تُحسم الحرب لصالحها في أي مرحلة بسبب عدم قدرتها العسكرية على مجابهة إسرائيل المدعمة أمريكياً أو دول المنبع المدعمة إسرائيلياً وأمريكياً.
إذاً ما أصبح عليه الوضع الراهن من تنازلات سيصل إلى تجزئة دول عربية أخرى كاليمن الذي ينادي بالانفصال من الداخل أكثر منه من القوى الكبرى وهذا سيأتي دوره في حينه، ولن يخل الأمر من دول أخرى يعرف قارئ هذا المقال ما هي.
اللافت في الأمر أن الجزرة التي يقدمها جون كيري لا تتناسب بحال مع المطلوب من الحكومة السودانية، فهي بحق جزرة مقابل انفصال جنوب عن شمال، رغم أن لهذه الجزرة ثمنا بخسا مقابل بضاعة نفيسة إلا أن العرب على قناعة دائماً بالقليل وبارك الله فيما رزق!
الأسوأ واللافت للنظر أن العقلية البشرية جمعاء وفي شتى بقاع الأرض تميل للوحدة ولو للمصالح، أما ما يسمى بالعالم العربي فهو اسم على غير مسمى، أو كان اسماً على مسمى حتى تغيرت أحواله. فهو الكيان الأوحد تقريباً على وجه البسيطة الذي يميل، بل ربما يقاتل حتى يحصل على انفصاله عن بقية كيانه، فالعراق واليمن والسودان ودول المغرب العربي وغيرهم كل حسب أوانه، تحمل في جيناتها الوراثية بذور الانفصال ومما لا شك فيه أن هذه السمة ليست سمة شعوب بل ربما أنظمة وعناصر بداخلها تؤجج دائماً الصراعات الداخلية التي قد تصل في أسوئها إلى حروب أهلية وما تلبث الأمور أن تستقر حتى ينادي كل طرف من الأطراف المتصارعة إلى الانفصال أو حكم ذاتي أو استقلال حتى تعود شعوباً وقبائل تخالف نص الآيات القرآنية التي جبلت على التعارف والاتحاد.
أتوقع أن الأنظمة العربية لا تزال ترى العالم بعيون أمريكية أو ربما أصابها التوحد فلا ترى إلا الولايات المتحدة ولا تولي وجوهها إلا صوب الغرب، بينما الشرق إن كان أقصى أو أوسط فهو جزء ينتمي إليه نصف دول العالم تقريباً، ولكن الصين وروسيا والهند وإيران وكل هذه الدول الصاعدة لا تلفت أنظار الأنظمة العربية بالشكل الكافي. كما أن العالم العربي نفسه لا يلفت أنظار أنظمته بالشكل الذي يدعو إلى الثقة بين الأنظمة وشعوبها التي أصبحت العلاقة بينها علاقة فيها من عدم الثقة مالا يوصف.
الشاهد أن العلاقة بين الولايات المتحدة والعالم العربي أصبحت من القوة بحيث يأتي جون كيري وغيره من البيت الأبيض كمستشارين لأوضاع عربية غاية في الحساسية بينما يلقى نفس الأفراد الإهمال وعدم الاكتراث من الجانب الإسرائيلي المتغطرس الذي فهم اللعبة أو بالأحرى هو كيان محترف في صنع جميع الألعاب التي تخص المنطقة العربية بحيث لا يترك المجال لجيل عربي يتوق إلى الحرية والعزة والكرامة، ومن سوء الطالع أن الأجيال العربية القادمة عليها إما استرداد كل ما فرط فيه آباؤهم أو يعدّون أنفسهم لمرحلة جديدة من الاستعباد والتبعية، ولا ندري من أشر أريد بهم أم أن القادم أفضل.
خطأ تاريخي لن تلقى وباله إلا الشعوب العربية المغلوبة على أمرها ولن تجني ثماره إلا إسرائيل وكل من له مصالح في تفتيت العالم العربي، وبعد أن كنا نتغنى بوطني حبيبي الوطن الأكبر، ربما علينا أن نعد أنفسنا لفاصل تقسيم أو تفتيت، سمه ما شئت، ثم نغنى بعده الأطلال!
بقلم د. : صلاح الدين محمد (باحث في العلاقات الدولية) ..
الراية القطرية




د.صلاح الدين نقول لك انفصال الجنوب عن الشمال وما بعدها دارفور و شرق السودان و كردفان و جبال النوبة
و بالمعنى الاصح التاريخ يتتجدد
و السودان ما بعد الانفصال خلى على الله
اولآ : القبض على مافية الانقاذ الاجرامية
ثانيآ : فرار ونزوح نحو مصر و الدول العربية
نتيجة انعدام الامن و الاستقرار السياسى و الاجتماعى و الاقتصادى و بذلك تكون الدولة السودانية العربية الاسلامية الارهابية الكرتونية الى مزبلة التاريخ الابدى
سؤال بسيط جدآ ؟
شن دخل مشاكل السودان بى فلسطين ؟
هذا هى السبيب الاساسى فى تفتيت دولة السودان الارهابى الرجعي
خمسين سنة لم و لن نرا فيها دولة و قطر يسع للجميع سوى حروبات باسم الدين و العروبة الفاشية
قال السودان قال