عينكم في القرضاوي تطعنوا حسب الله

بشفافية

عينكم في القرضاوي تطعنوا حسب الله

حيدر المكاشفي

وكأنما كان كل من منبر الانفصال الذي اجترأ على الحق والحقيقة وسمّى نفسه منبر السلام العادل، والرابطة الشرعية للدعاة والائمة، ينتظران على أحرَّ من الجمر «سبّوبة» كما نقول في العامية السودانية وليس سبب، ليمارسا كل هذا الهياج الذي هم عليه الآن بدعوى الذب والزود عن شريعة لم يتعد وجودها بضعة مواد في قانون العقوبات السوداني، ولا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد الواحدة، بشهادة رئيس القضاء الاسبق العالم القانوني والمسلم الملتزم مولانا خلف الله الرشيد، وما الهجمة الشرسة التي يشنونها الآن على اللواء حسب الله عمر، الأمين العام لمستشارية الأمن القومي إلا أبلغ دليل على هذا التربص والترصد، ولو لم يكونوا كذلك، متحرشين ومتحرفين لإثارة «الزوابع» لكانوا حملوا حديثه موضع كل هذه «الزوبعة» على غير الوجه الذي حمّلوه له، ولكن ماذا نقول فيهم سوى أن كل إناء بما فيه ينضح، وأن إناءهم ينضح تطرفاً في التوجه وانغلاقاً في الفكر والتفكير، وظلامية في الرؤى والرؤية، فالرجل مسلم بل و«إسلاموي» معروف بانتمائه لحركة الإسلام السياسي في السودان، وهو بهذا الوصف «أخٌ في الله» لكثير من قيادات منبر الانفصال، وخليل وصفي لكل قيادات وعضوية الرابطة الشرعية، ورجل بهذا التوصيف لا يمكن أن يكون ممن يحادون الله ورسوله، ويعادون شرعه الصحيح الكامل والمتكامل، دعك من تلك المواد التي حشرت في قانون العقوبات وسميت شريعة إسلامية، فحتى هذه التي عليها خلافات وملاحظات حتى في أوساط الحركات الإسلامية، كان الرجل من مناصريها المتمسكين بها، وجماعة المنبر والرابطة يعلمون عنه ذلك، ولذلك ذهب تفسير كل حسني النية والطوية لحديثه الذي أصبح حائط مبكى تنوح عليه هاتان الجماعتان، والذي جاء فيه ما ملخصه لو كان هناك إجماع على عدم تطبيق الشريعة فليكن، على أنه حديث يستبطن في داخله روح التحدي على استحالة حدوث هذا الاجماع وليس بأية حال من الاحوال كان حديثه ينم عن استسهال أو استهانة أو استهوان على النحو الذي حمّلته له جماعتا المنبر والرابطة، فشنوا عليه حملة شعواء، لا نرى فيها ذرة من الصدق أو الحمية على الدين، فلو كانوا صادقين وذوي حمية، ولو كان مثل حديث حسب الله هذا الذي ثاروا عليه وماجوا يوجب كل هذا الجهاد الكلامي الذي مارسوه عليه، لكان أحق منه بهذا الجهاد الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وهو من هو في الفتيا حين قال قولته المشهورة «تحقيق الحرية مقدم على تطبيق الشريعة، بمعنى انه لا شريعة في بلد لا حرية فيه، وذات القرضاوي أو ربما فهمي هويدي وهو الآخر كاتب اسلامي معروف عندما قال ما معناه لو ان الشريعة كانت سببا في الانفصال، كان الافضل الابقاء على الوحدة بعدم تطبيق الشريعة، ورغم أن القرضاوي وهويدي كلاهما كان قولهما سابقا لحسب الله، إلا أننا لم نسمع لهذه الجماعات حساً ولو خافتاً تعليقا على ما قالا، دعك من حملة منظمة وهجمة شرسة كهذه التي يواجهها «المسكين» حسب الله الذي لم يعد أمامه ما يفعله إزاءها غير أن «يتحسبن»….
قبل الهجوم على حسب الله أو غيره، كانت الحمية على دين الله الحق تستدعي أولا من هؤلاء المجاهدين الثائرين أن يبصروا الناس بماهية الشريعة الحقة والحقيقية، الشريعة العادلة التي لا يظلم في ظلالها أحد، الشريعة التي تحارب الهيمنة والسيطرة والاحتكار، الشريعة التي تعادي الفساد والمحاباة…. إلى آخر مقاصد الشريعة السمحاء وقيمها العالية التي لم يقل أحد برفضها، ثم كان عليهم بعد ذلك وقبل القفز على «شماعة حسب الله» أن يسألوا أنفسهم أين شريعتنا هذه التي سننافح ونكافح حسب الله بسببها من كل ذلك؟، لا شك أنهم لو فعلوا ذلك لوجدوا أن المطالبة بتطبيق الشريعة الحقة مقدم على الهجوم على حسب الله…

الصحافة

تعليق واحد

  1. مصيبة يا صحفي لو كنت قاصد حزب الله
    مين حسب الله يكون حسب الله جار النبي التوم ود تور الدفيس

  2. اولا التحية لكاتب هذا المقال
    ثانبا لدعاة الانفصال والتدليس واثارة المواضيع التي تشق الجماعة نقول ان هذا الكلام في غير موضعه واذا افلحتم في انشقاق الجنوب وفصله لن تفلحوا هذه المره في انشقاق الصف الاسلامي, يا من تتدعون الاسلام وهو منكم براء بسبب اعمالكم وافعالكم الغير مسئولة.
    ثالثا لو رجعنا للتاريخ القريب لوجدنا اللواء حسب الله هو الاكثر وجودا وخدمة لهذا الدين والوطن اين كان الطيب قبل ثورة الانقاذ واين كان حسب الله.
    رابعا لا احب الحديث عن حزب التحرير لانهم اصغر بكثير عن مثل هذه المواضيع

  3. احسنت ياهداك الله دفاعا عن الشريعة وقيمها و هدي الله المتطرفيين الي الحق. عساهم ينظروا اعمق………..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..