
لماذا لا تقوم لجنة بحيالها تُعنى بتمكين التنمية، يكون من مهامها اعادة تأهل المشاريع التي طالها الدمار والخراب، وذلك على غرار ما تقوم به لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد من جهد مقدر أصبح مصدر سعادة وفرح للمواطنين!
نتمنى أن يتم تشكيل لجنة (اقتصادية) بذات الحيوية وبذات القدرات الاعلامية يكون شغلها الشاغل هو التنمية وأن تباشر أعمالها من داخل المشاريع المنهارة ابتداء من المشاريع العملاقة كمشروع الجزيرة وحتى تربية الدجاج وزراعة الخضروات داخل البيوت، نحن في حاجة ماسة للانتاج، كل مدن السودان اليوم تعيش على هامش المجاعة، لقد تقلصت المساحات المزروعة بصورة تدعو إلى القلق، أكل الجرجير والعجور أصبح من الرفاهيات، لماذا لا يتم تزويد الأسر بالمعارف الاساسية وحثهم على الانتاج المنزلي فقد ثبتت جدواها في العديد من الدول.
أين شركة الاتصالات الوطنية التي كان من المفترض قيامها وطرح أسهمها للعامة، وأين بنك المغترب الذي كان مقدراً له أن يستوعب سيولة المغتربين ويحتفظ بها في محافظ تمكن البنك من تمويل مشاريع الدولة الضخمة، ثم أين مشروع الخبز، وأشير هنا لما جاء في جريدة الشرق الأوسط الصادرة يوم 11 نوفمبر 2018م ما يلي (وكان للسودان تجربة في إنتاج الخبز المخلوط بالذرة قبل عامين، حيث تعاقدت البلاد مع شركتين روسيتين لاستيراد وتركيب مخابز للدقيق المخلوط بالذرة، إلا أن المشروع توقف دون إبداء أسباب، في حين كان ينتج الخط الواحد من المخبز الروسي أربعة ملايين رغيف. ويستهلك سكان الخرطوم المقدر عددهم بنحو 10 ملايين نسمة، نحو 25 مليون رغيف، بما يعادل 40 ألف جوال دقيق قمح).
كثير من المشاريع تفتقر فقط للاعلام والاعلان عنها، فلماذا لا يتم ترتيب أوضاعها لتمتص أمرال المغتربين في الخليج على وجه الخصوص الذي بدأوا يتساقطون كأوراق الخريف جراء الاجراءات التقشفية التي تقوم بها دول الخليج. بدل أن يتوجهوا بأموالهم إلى تركيا والقاهرة لشراء الشقق وغيرها من الاستثمارات.
لقد أصبحنا نخجل من ترديد حقيقة أن السودان زاخر بالموارد الطبيعية، وأن والسودان سلة غذاء العالم، بينما نحن نصطف في طوابير الرغيف في حالة من الاذلال لم يشهدها العالم ربما إلا عندنا وفي أعقاب الحرب العالمية. ما الذي سيحدث بعد أن تنتهي لجنة ازالة التمكين من أعمالها، أو بعد أن تنتهي نشوة الانتصارات المترتبة عن استراد الاموال المنهوبة. لا بد من إنشاء لجنة تهتم باستثمار أموال الفساد المستردة وأن يكون لها منبر اعلامي أسبوعي، يوضح كيف تم استثمار تلك الاموال، وما هي المشاريع التي تم تأهيليها وتلك التي يُشرع في دراسها والتي تم الشروع فيها، وآليات تمويلها.
صديق النعمة الطيب
[email protected]