مسكين الهلال رحم الله عباس جلادي

مسكين الهلال رحم الله عباس جلادي
عباس حبيب الله كان عاملا بسيطا يعمل كجلاد . كان يحب كرة القدم .كان يساعد الشباب الذين يمارسون الرياضة بماله ووقته وجهده . وكان يشتري الكفر الذي يحتاج للتزرير والشد والتصبين والتصليح . وكانت كدارات الكرة تحتاج لكدايس ومصاطب . وهذا قبل سنة 1930. كان يتعهد بكل ذالك . بطريقة عقائدية
لم يكن يطمع في ان يقشر بالنادي ، وان يقوم الصحفيون مدفوعي الاجر بتدبيج المقالات والاشادة به . ولم يقم الشعراء بمدحه ولم تطلق عليه الالقاب . كانت رسالته رسالة عطاء ودفع دينه للمدينة والوطن . ولكن الناس كانت تشير لذالك الفريق الذي لم يكن عنده اسم بفريق عباس . و كان كثير من اللاعبين قد انشق من المريخ ، لبعد المسافة لان المريخ كان في نهاية امدرمان وفي المسالمة .
وعندما بدا الناس في البحث عن اسم ، كانوا ياكلون في صحن الباشري الذي لم يكن يخلو منه اي منزل . وعلق احدهم ,, شوف الهلال ده طابي النجمة دي كيف ,,. وهذه احدي الروايات . وصحن الباشري يزينه الهلال الازرق . وهذا لون الهلال .
لقد خرجت الكرة اليوم من البرائة والروح الرياضية . ولا افهم كيف يتجرا الكاردينال لان يفكر في ان يرشح نفسه لرئاسة منظمة وطنية مثل الهلال ما هي مؤهلاته ؟؟ هل كان مسئولا عن ادارة اس نادي ولو من الليق ؟؟ .نحن مريخاب نحب الهلال ونعتبره تراث وطني يهم كل اهل السودان ونعشق الموردة . هي يستطيع كل من هبر فلوسا او اغتني ان يطمع في هذا التشريف . انها المحن السودانية . ونحن نرحب بان يكون رؤساء المريخ والهلال من خارج امدرمان فالاستاذ حسن عبد القدر لم يكن له ذهب المعز . وهو من الابيض اشتهر بمواقفه الوطنية في ايام الادارة البريطانية .
والبرير بالرغم من انه من اولاد امدرمان واهله من الاسر التي شاركت في تأسيس امدرمان ، اساء الي تاريخ الهلال والكرة السودانية . فلم يحدث من قبل ان حدث اعتداء علي حكم اجنبي حتي من المنفلتين . والجزائريون بعد امدرمان ، يشيدون بالسودان . ويستوقفوننا في الشارع ويتحدثون عن الكرم واللطف السوداني الذي لم يشاهدوه في اي مكان . وكل هذا اطاح به البرير في لحظة غضب . هل كان شاخور مثلا او احمد عبد الرحمن الشيخ يمكن ان يرتكب هذه الجريمة ؟؟ رئيس النادي كان بمثابة الاب للنادي لاتهمه راحته ولا يفرض رأيه ويتصرف كامبراطور . رحم الله الجميع. اين نحن من الطيب عبد اللة والرجل الرقيق رحمة الله علي الجمبع عبد الحميد الضو حجوج .
لقد حظي السودان بسمعة جيدة لان رئاسة اتحاد الكرة لسنين عديدة كانت تحت ادارة بروفسر شداد . وهذا رجل مشرف عالم تدرج في ادارته ومعرفتة بالكرة منذ بداية شبابه . لم يسرق لم يحابي ولم يخضع . ولكنه حورب من من لايعرفون الكثير عن كرة القدم .
ان تصرفا وحيدا او كلمة في غير مكانها قد توثر علي سير النادي . من اسرار امدرمان ، ان الامير صديق منزول برز كلاعب عندما كان يلعب في مدرسة التجارة . وبسبب سكنه في شارع السيد الفيل كان اترابه عمر عثمان وبكري وعمر التوم وختم ومحمود الزبير .وكانت الموردة تتوقع انضمامه . الا انه كان يميل الي المريخ ، والهلال يسعي لانضمامه . . وكان شاخور وبعض اعضاء النادي في انتظاره امام داره للذهاب للتوقيع . وتاخر صديق قليلا . وفي اللحظة التي تجاوز فيها عتبة داره ، سمع من قال ,, العبد ده يخلينا ملطوعين كدة ؟؟ فرفض الامير الذهاب معهم . فقال له العم شاخور,, اذا عاوز تمضي للهلال اركب اسي بنوصلك ,, والعم شاخور هو الذي اخذ الامير الي نادي الهلال . الامير كان احد ال22 لاعبا الذين اختيرو كاحسن لاعبين في العالم في 1959 . كلمه في غير مكانها غيرت الكثير .
وتلك الغلطة كان لها رد فعل كبير ، لان حسن ابو العايلة كان معتدا بنفسه وكان نجم الهلال . ولكن تفاهم ذكي صالح وصديق منزول في الميدان ، كان رائعا . وتهمش حسن . وكانت مواجهة احضر فيها ابو العايلة عكاز مضبب الي النادي . وترك النادي بعدها وانضم الي المريخ . ثم صار من اشهر الاداريين ، الا انه كان حادا ومتغطرسا في بعض الاحيان . وبعد احد الماتشات كان يقرع اللاعبين ، ووقتها كان صاغا في الجيش فقال كمال سينة رحمة الله عليه مناديا الفراش بلال بعد ان اخرج جنيها ,, جيب لي واحد شاي ورجع لي 99 صاغ ,,. وقد يقول البعض ان ابو العائلة قد ساعد النادي بانضباط عسكري ، الا ان بعض اللاعبين تركوا النادي احدهم كمال سينة .
الاستاذ احمد عبد الرحمن الشيخ كان انسانا متزنا انيقا لبقا . وله علاقات محلية ودولية واسعة . وكان مديرا لبنك السودان . لم يكن ثريا . ووقتها لايكون موظف الدولة ثريا ابدا . كان رئيسا لنادي الهلال في الفترة الذهبية . ويظهر في الفلم مع اسطورة الكرة بيليه في العربة المكشوفة ، التي طافت العاصمه . وكانت الجماهير تصطف علي طول الطريق . احمد كان مشرفا مثالا للجنتلمان السوداني . وكان له برنامج تلفزيوني دنيا المال يشرح للمواطن العادي بلغة سلسة خبايا الاقتصاد .
والآن يفكر الكاردينال في ان يكون في مكان هؤلاء . فقط لانه غمت لهذا او اعطي ذالك . ويقال الآن ان بعض الصحفيين يعرضون انفسهم لمن يدفع اكثر ، او يهددون بأن يمسحوا الاررض بمن لا يدفع . وربما هذا هو السبب انه لارئاسة بدون كشكاشة . ان هذه اسائة بالغة للهلال الذي نحبه .
كنا نذهب الي نادي الهلال في الامسيات لمشاهة نجومنا . ونشاهد مبارات البليارد ، والمصارعة والمتوازيين والعقلة . واذكر ان جي او جمعة بطل الجمباز ، كان يلف في العقلة وسط التصفيق . وتحمس وطار لكي يختفي في بيت الجيران . ورجع بعد ان اعتذر للجيران .
الهلال من الثوابت في تراثنا السوداني ، ليس من المفروض ان يكون مطية للانقاذ او لمن يدفع اكثر . فليدفع كل من يحب الهلال ، ولكن الادارة يجب ان تكون في نصيب من تعلم الشغلانة منذ صغره ، وعرف الناس وتعامل مع الجماهير وقدر ان يسوس الناس وان يطرح نفسه كخادم وليس كامبراطور . وهذه امور لا يمكن تعلمهاعلي الكبر . لقد كان العالم والاستاذ عوض ساتي المسئول في بخت الرضا وهو موسس مجلة الصبيان وسفير السودان الاول في بريطانيا رئيسا لفريق الموردة ولكن كان يترك الادارة وسير النادي لكبار اللعيبة امثال محمد عبد المجيد ,, الكابتن ترنة ,, والاداري ابو صالح وآخرين .
السياسي في امريكا يأتي من العدم وبعد هلولة وسرك سياسي يصير الرئيس رئيسا مثل ريقان الذي كان يطبز بالرغم من المستشارين . وهذا السبب في تخبط السياسة الامريكية ، وبعدها عن المعقولية والفهم الاوربي. وامريكا صاطت ولاتزال تصوت العلم .. ففي اوربا يلتحق الاطفال بالتنظيمات السياسية ويذهبون الي مؤتمرات ومحاضرات . وينمون قدراتهم ومداركهم . ويقسمون حسب رغباتهم ومقدراتهم . ويصير منهم وزراء خارجية ومالية ناحجون … الخ وفي السويد نائب برلماني عمره 19 سنة لا يستخف به ويعامل بكل الاحترام . ورئيسة حزب الوسط الذي كان حاكما في السبعينات وصلت لرئاسة الحزب وهي لاتزال في العشرينات . لانها متمرسة . وتعلمت من كبار حزبها . وقدمت بعد تمحيص ودراسة لامكانياتها ونفسياتها وملائمتها للمنصب ؟
والآن تضع الانقاذ رئيسا للبرلمان وهو لايعرف مبادئ النقاش وتسيير الجلسات . ويقوم بطرد رئيس المعرضة . اول مرة نسمع ببرلمان بدون معارضة . ذي شاي بي لبن بدون لبن . بس كبر وحفر . لقد كان الشنقيطي القاضي يدير جلسات الجمعية التشريعية . وكان يدير البرلمان الاول بالرغم من ان حزبه لم يكن في الحكومة . لان الجميع كانو يعرفون انه قادر علي المهمة . وحتي الانجليز احترموا القوانين . وعندما اراد الحاكم العام ان يفتتح مدرسة خور طقت الثانوية . رفض الاستاذ عبد الرحمن علي طه بوصفه وزير المعارف طلب الحاكم العام . وافتتح هو المدرسة . لان افتتاح المدارس ليس من مهام الحاكم العام . دلوكت اي زول في الانقاذ يتدخل فيما لايعرف . ويجي زول يقول ليك ماعارف الحصل للبلد شنو.اذا كان الكاردينال الذي لم يسمع به سيد الدكان زمان عاوز يكون محل الطيب عبد الله واحمد عبد الرحمن الشيخ . وعندما تدخل وكيل الوزارة البريطاني في سياسة عبد الرحمن علي طه قام برفده . ادو العيش لخبازو . محن ، كاردينال شنو البرأس الهلال .

[email][email protected][/email]