نعم للتدخل الدولي ووصاية الأمم المتحدة كخيار لا بد منه (1/2)

جمال عبد الرحيم صالح
قدم البروفيسور مهدي أمين التوم طرحاً منشوراً بالوسائط الإعلامية والتواصلية المختلفة بتاريخ 15 نوفمبر 2023، تحت عنوان “مشروع مُقتَرَح لِسُودَان بُكْرَة: وصاية دولية آنية، تقود إلى فيدرالية تكاملية مستقبلية”، فحواه أن الأوضاع بالبلاد في حالة من التدهور والهشاشة في كل جوانب حياتها بما يستدعي أن نسلم أمرنا طوعاً وباختيارنا لوصاية دولية تقودها الأمم المتحدة بغرض وضع السودان في مسار ينقذه من احتمالات التلاشي المحتملة، وذلك عبر تأسيس جهاز دولة حديث يسمح للبلاد بالتطور والتقدم إلى الأمام.
ورأي البروفيسور التوم هذا ليس جديداً، كما أن تأييدنا ومناداتنا بذات الدعوة ليس جديداً أيضاً، بيد أن هذه الدعوات تكتسب وجاهة ومنطقية أكثر ونحن نضع في اعتبارنا الوضع الراهن، الذي لم يكن يتوقع أكثر المتشائمين أن يصل إلى هذا المستوى من الانفلات الذي يُعجِز حكماء هذه البلاد، على قلة هؤلاء الحكماء، من كبح جماحه، وما يقود إليه من مصير مظلم بشكل متسارع.
من جانبي أؤيد هذا الطرح لأسباب جوهرية، سأوضحها لاحقاً، ولا أظن أنها تقبل النفي أو الإنكار أو المغالطة لكل صاحب عقل سوي ووجدان متسق. سيركز الجزء الأول من مقالتي على واقع الحال بالبلاد باعتباره يوفر المعطيات اللازمة لدراسة الخيارات المطروحة وتحديد ما هو ملائم منها، على أن يتناول الجزء الثاني من المقالة، تحليل توازنات القوى الفاعلة في الساحة، والحلول المطروحة حالياً، ثم نتناول من بعد ذلك حيثيات مقترحنا الذي يركز على وجوبية التدخل الدولي بالشكل الذي طرحه البروفيسور مهدي أمين التوم في مقالته المشار إليها.
مدخل:
يثبت التاريخ بخلو كامل بلادنا، وحتى آخر يوم في دولة المهدية، خلوها من أي مؤسسة تعليمية أو صحية أو طبية حتى وإن كانت صغيرة الشأن. كما يثبت بان كل حصيلتها من المرافق العامة لم يكن يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، حيث انحصرت في مسجد أمدرمان الكبير (القائم في العراء حتى اليوم)، وسجن السائر، وبيت المال، وبيت الأمانة، وكلها عبارة عن حيطان خارجية بائسة ومباني داخلية مبنية من الطين وجذوع وفروع الأشجار. بذات القدر، يثبت ذات التاريخ، أن المستعمر البريطاني أنشأ للبلاد جهاز دولة كفء ذو فعالية ممتازة بمعايير تلك الفترة التاريخية، وشيد مشاريع كبرى تغطي معظم جوانب الحياة، في قطاعات الزراعة والتعليم والصحة والنقل والطاقة والجيش والشرطة وغيرها.
غض النظر عن رأينا في الاستعمار ومشروعيته ودوافعه وأهدافه، سقنا المقارنة السابقة لنسأل سؤالاً مباشراً، سنحتاج للإجابة عليه لاحقاً في مقالتنا هذه: هل كان محتملاً أن يؤدي التطور الباطني للدولة المهدية بخصائصها وطبيعتها المعروفة، وعلى سبيل المثال، إلى قيام مؤسسة تعليمية حديثة، وميناء عصري، وشبكة سكة حديد تربط ذلك الميناء بمدينة الأبيض وغيرها من المدن الرئيسية في خلال أقل من 10 سنوات؟ هل كان محتملاً إنشاء كلية حربية عصرية، وخزان على النيل الهائج لري 2 مليون فدان وتوليد كهرباء لتغطية المناطق الحضرية، وذلك في خلال عقدين من الزمان تقريباً؟ نستنتج من ذلك أن ليس كل مكروه في مبتدئه هو قبيح في منتهاه.
في وصف الحال
الحقائق على الأرض، أنه وبعد أكثر من خمسة وستين عاماً من الاستقلال، تعاني البلاد من أوضاع غاية في البدائية والتخلف بمعايير عالم اليوم، مع الوضع في الاعتبار أن سنوات حكم الإنقاذ الأربعة وثلاثون شهدت الشطر الأعظم، وبما لا تجوز مقارنته مع العهود الأخرى، من الانهيارات والتفككات التي أدت لذلك الوضع. غض النظر عن مسئولية هذا أو ذاك، لكن الواقع يقول أن السودانيين فشلوا تماماً في بناء دولتهم في أهم الجوانب: الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية والأمنية والعدلية.
يكفي دلالة على هذا الفشل، أن جهاز الدولة الذي تركه لنا الاستعمار يوم 31/12/1955 كان في مستوىً واحد، هذا إن لم يكن في حالٍ أفضل، مما تركه في ماليزيا التي استقلت عنه في نفس الفترة تقريباً. إلا أن الواقع اليوم يقول بأن دخل الفرد من الناتج الإجمالي لماليزيا لعام 2022 قارب الـ 12 ألف دولار في العام، مقابل 1,100 دولار للفرد بالسودان وذلك وفقاً لإحصائيات البنك الدولي، مع العلم بأن حظ ماليزيا من الاختلالات الاقتصادية والاجتماعية، عند بداية الحكم الوطني بها، كانت أعمق من تلك التي ورثناها نحن عن الاستعمار البريطاني. بمعنى آخر، فإن أوضاعنا كانت أفضل منهم.
ملخص لوضع الحياة الراهن ببلادنا:
لقد مثلت فترة حكم الاسلامويين المأساة الأعظم منذ الاستقلال، حيث أجهزت على ما تبقى من مهنية وانضباط واحترافية في الفضاءين، المدني والعسكري. في الواقع، لم تكتف الإنقاذ بالقضاء على تلك المزايا فحسب، بل زرعت شخوصاً ومؤسسات ومناهج وأفكار أفسدت ذينك الفضاءين بشكل كامل. كما مضت أبعد من ذلك عندما خلقت جهاز استخبارات مسيس تماماً، لا يكتفي بواجب حمايتها فحسب، بل جعلت له اليد الطولى في إدارة الخدمة المدنية، بما فيها القضاء، وذلك عن طريق إصدار القرارات من وراء ستار، أو عبر الآلاف من منسوبيه المزروعين في مفاصل تلك الخدمة المدنية. يمكننا تلخيص واقع الحال في الجانب المدني في الآتي:
* نظام تعليمي ضعيف من جميع النواحي. مقررات بالية ومؤدلجة، مدارس عامة تفتقر لأبسط المقومات، من حيث الاجلاس و المناشط والمرافق الصحية، لدرجة أن العملية التربوية والتعليمية، في كثير من أنحاء البلاد تتم في العراء، والتلاميذ جلوساً على الأرض، تحت ظلال الأشجار. أما المدارس الخاصة، والتي باتت تضم نسبة عالية من الطلاب، نسبة لعدم رضاء ذويهم عن مستوى المدارس الحكومية، فغالبيتها العظمى عبارة عن منازل وشقق مستأجرة، بكل ما يتمخض عن ذلك من ضعف في العملية التربوية والتعليمية.
* مستشفيات عامة تفتقر للمقومات التي تمكنها من أداء دورها، ويعاني أطباؤها انعدام المعينات اللازمة، وتخلو مخازنها من أهم مطلوبات العلاج كما يقف دليلاً على الضعف المهني للقيادات في هذا القطاع، درجة تحول قضايا مهنية وعلمية لا تحتمل الجدل، لتصبح باباً للسجال في الصحف، كقضية المحاليل الوريدية الهندية، والدواء الإماراتي، وغيرها كثير.
* مناطق صناعية شبه منهارة نتيجة لعدم توفر الكهرباء اللازمة لتحريك عجلة الإنتاج، والصعوبات التي تواجهها المصانع في توفير المواد الخام، إضافة لجبايات الدولة. يقف شاهداً على ذلك، توقف الأغلبية الساحقة من مصانع النسيج والجلود التي كانت بمثابة مدن تستوعب عشرات الألوف من العمال والمهندسين، بل منها ما تم التخلص من معداته، الباهظة التكلفة، عبر بيعه كخردة لمصانع معالجة الحديد.
* تدهور الإنتاج الزراعي الذي يشهد عليه ما آل إليه مصير مشروع الجزيرة ومشروع سندس الزراعي، وتبديد مئات الملايين من الدولارات في مبادرات وهمية كالنفرة الزراعية والنهضة الزراعية.
* سياسة خارجية مبنية على أمزجة و مصالح الحكام الآنية أكثر من ارتباطها باستراتيجية شاملة للدولة، ويقف على تنفيذها جهاز دبلوماسي فاقد للكفاءة حتى في مقدرات دبلوماسييه اللغوية، يشهد على ذلك ما تم تداوله في وسائط الإعلام والتواصل الاجتماعي من نماذج مدهشة في ذلك الصدد.
* مؤسسات عدلية فاقدة للكفاءة والنزاهة والأهلية في جميع مفاصلها.
* طرق داخلية بالمدن وبين الولايات بعيدة بالكامل، من سوئها، عن أن تصنف تحت أي معيار هندسي، وفوق ذلك تكتظ بأكثر أشكال الانتقال بؤساً، حيث يكاد لا يخلو شارع رئيسي بعاصمة البلاد من العربات التي تجرها الدواب.
* شبكة سكة حديد معطوبة بالكامل تقريباً، وخارج الخدمة في مجموعها، رغم إهدار مئات الملايين من الدولارات لـ “تحديثها”! و ناقل جوي وطني اندثرت معالمه، ومطارات غاية في البؤس.
* عاصمة، ومدن، وقرى تفتقد بلا استثناء لأي خدمات صرف صحي وتصريف لمياه الأمطار.
* أزمة طاقة كهربائية، تعاني منها المدن والأرياف، رغم انفاق مليارات الدولارات على سدود ومحطات توليد حراري كان من المفترض أن تحل أزمة الطاقة الكهربائية.
* أزمات دائمة في توفير مياه الشرب النظيفة بالمدن، دعك عن الأرياف.
* أسواق عامة تفتقد لعناصر التنظيم والنظافة وتتراكم النفايات في أرجائها. منافذ بيع مظللة ببقايا الجوالات الممزقة، ومعظم الباعة بها جعلوا من العراء مقراً لهم، بل أن أسواق الماشية الرئيسية انتقلت لجنبات الشوارع الرئيسية في قلب عاصمة البلاد.
* اضمحلال قطاع السياحة حيث تم تخريب ما كان موجوداً من قبل، كمحمية الدندر الطبيعية، وشواطئ البحر الأحمر الجاذبة، بل شمل ذلك حتى المتحف القومي، الذي انقطع الزوار عنه لما أصابه من بؤس.
* فساد شامل واستهتار بمقدرات البلاد يقف شاهداً واضحاً عليه ضياع 200 مليون دولار أمريكي على محطة كهرباء الفولة، التي لا تزال معداتها ملقاة في العراء رغم مرور أكثر من 10 سنوات من وصولها.
ذلك ما كان من أمر الخدمة المدنية، أما في جانب الخدمة العسكرية فيمكننا تلخيص المأساة في التالي:
* تعدد غير مسبوق في الكيانات العسكرية وشبه العسكرية. أمثلة عليها:
– جيش نظامي تسيِّره عقيدة عسكرية مشوهة، فاقداً للانضباط المطلوب، وفقير الالتزام بالعمل المؤسسي والأعراف والممارسات المعروفة عالمياً. لقد سجل هذا الجيش فشلاً ذريعاً في التمسك بالمسئوليات والواجبات والمعايير المناط بأي جيش العمل وفقها، والتمسك بها، مثل الولاء للدولة والوطن وليس لتنظيم من أي نوع سواء كان سياسياً أو اجتماعياً أو دينياً أو غيره، واحتكار السلاح، والخضوع للحكومة المدنية، والالتزام الكامل بالتراتبية ووحدة القيادة، وما إلى ذلك.
– قوة موازية ونظيرة للجيش تحت مسمى “الدعم السريع” تدين بالولاء لعائلة واحدة ومتحررة من قيود الجيوش النظامية، وأفردت لها موارد بالغة الضخامة.
– قوة أخرى موازية أيضاً للجيش تحت مسمى “قوات الدفاع الشعبي” تأتمر بأوامر قادة سياسيين ليسوا جزئاً من مكونات الدولة من الأساس.
– تشكيلات عسكرية أخرى مجهولة القيادة والتكوين والتسلسل الهرمي (نموذجاً لها كتيبة البرَّاء والأمن الشعبي).
– جهاز أمن واستخبارات موالي بشكل كامل لتنظيم سياسي، ذو صلاحيات مطلقة تسمح له بالتأثير حتى على الجيش النظامي، كما أنه يمتلك قوة ضاربة، تحت مسمى هيئة العمليات، موازية للجيوش الأخرى وغير مؤتمر بأمرها.
– قوى مسلحة أخرى تتبع لقيادات جهوية وقبلية أخرى.
– جهاز شرطة ضعيف مهنياً وفاقداً للكفاءة في أداء دوره، ليس له دور يذكر في تحقيق الأمان للمواطن الذي أصبح لا يحس بوجوده سوى في دفع غرامات المرور واستخراج أوراقه الثبوتية. وصل بؤسه مستوى أن يغض الطرف عن جرائم تهريب حاويات مخدرات عبر الميناء الرسمي للبلاد، وكشفها بواسطة سلطات الجمارك. إضافة لذلك، غذى حكم الإنقاذ المشؤوم ثقافة القهر للمواطن، حيث شاهد العالم صوتاً وصورة مدى العنف الذي مارسته الشرطة في قمع المتظاهرين السلميين، ومدى الاستخفاف بأبسط قواعد المهنة وأخلاقياتها (نموذجاً ساطعاً لذلك كذبة قائد الشرطة بولاية كسلا في تحديد سبب وفاة الشهيد الأستاذ أحمد الخير). في الواقع فإن للضعف المهني لقوات الشرطة تاريخ أبعد عن حكم الإسلاميين، وهو ضعف نجد شواهده في تعاملها وإدارتها لأحداث مارس 1954، وحادثة عنبر جودة مطلع 1956، وفى حوادث المولد النبوي بأمدرمان عام 1961.
* على الرغم من تعددها وتكاثرها، واستنزافها لثمانين بالمائة من موازنة البلاد، تفتقد كل تلك التكوينات للمهنية والاحترافية، وتم تربيتها على العداء الشديد لقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والقيم الوطنية العامة. لقد شهد العالم بأسره كيف تبارت هذه الكيانات في قتل وتهجير مئات الألوف من المدنيين في بقاع السودان كافة، وكيف تنافست في قمع المحتجين المسالمين، قتلاً وسحلاً واغتصاباً، في العاصمة والأرياف، وكيف تبارت في الكذب ونقصان المروءة وفقدان الخلق القويم.
* رغم صحة بعض المزاعم عن مسئولية بعض القوى السياسية في إفساد العقيدة العسكرية للجيش النظامي عبر تنظيمها للانقلابات من خلاله، إلا أن واقع الحال يشير لخلل بنيوي في ثقافة وعقيدة هذه المؤسسة العسكرية النظامية. يؤكد هذا الخلل البنيوي، وينسف مزاعم أن تصرفات الجيش تلك إنما كانت استجابة لطلبات التدخل من قِبَل السياسيين، أن تاريخ المؤسسة العسكرية كان حافلاً بمحاولات انقلابية بدأت بعد الاستقلال مباشرة ولا يد واضحة للسياسيين فيها، كمحاولة انقلاب الصاغ عبد الرحمن كبيدة في يونيو 1957. كما أن الزعم ببراءة عسكريي انقلاب الجنرال عبود في نوفمبر 1958 باعتبار أنهم استلموا الحكم تلبية لطلب من رئيس الوزراء آنذاك، يدحضه رفضهم التام لطلب إعادة السلطة للمدنيين من ذات الجهة التي دفعتهم للانقلاب! إضافة لذلك، فإن هناك الكثير من الانقلابات ومحاولات الانقلاب تولى أمرها ضباط مغامرون مدفوعين بأجندتهم الخاصة، ولم يرد بها ما يمكن نسبته لأحزاب سياسية بعينها. بل أن أهم دليل على ما نقول، انقلاب البرهان بتاريخ 25/10/2021 الذي كان مدفوعاً بطموحات قادة الجيش، وزعمهم الذي لم يخفوه بوصايتهم على البلاد، ورغبتهم في الاحتذاء بتجربة الجارة مصر. لا يغير من هذه الحقيقة ما وجدوه من تأييد من قبل الاسلامويين، حيث لم يكن الأمر يعدو أن يكون زواج مصلحة مؤقت. وفي الواقع، وكنفي لزعم أن المدنيين هم الذين يحرضون الجيش على الانقلاب، فإن قائد الجيش، البرهان ورفاقه، هم الذين دفعوا قوى مدنية بعينها (إغلاق الشرق واعتصام الموز نموذجاً) لخلق تعقيدات في المناخ السياسي تبرر خطوتهم الانقلابية، وليس العكس.
* لقد بلغ مستوى التردي المهني حد أن يخلي الجيش الرسمي معسكراته لجيش آخر متطلع للسيطرة، وتفشل استخباراته وقياداته في التنبؤ بما كان معروفاً لدى رجل الشارع العادي عن طموحات قائده التي لم يتردد في الإعلان عنها بمختلف الوسائل، وعن التمدد الهائل لذلك الجيش، كماً ونوعاً.
* لقد بات واضحاً من خلال نتائج الحرب الضروس القائمة الآن، والتي تشير لتقدم الدعم السريع عسكرياً، أن المؤسسة الأمنية بأكملها في حالة انهيار وأنها أبعد ما يكون عن تطبيق الحد الأدنى من وظائفها. وأنها تحتاج لإعادة بناء بالكامل.
فات الأوان، لأن التخلف المريع بسبب سلوك الجيش خلال حقبة الحكم ما بعد الاستقلال لم يترك سبيل للفكاك من براثن التخلف و الجهل و البدائية لابد من يكون من بين شعوب العالم من هم اجهلهم و غوغاءهم و أكثرهم تخلف و همجية فكنا و كنتم شعب السودان الطيب هو شئ مؤلم للغاية الا على جماعة جيش واحد شعب واحد فإنهم اخو الجهالة في الشقاوة ينعم
رأي وجيه من زول فاهم
نحن فى انتظار كتشنر الجديد فكما ان كتشنر القديم قد خلصنا من المهدية و حروبها الاهلية الدموية ضد السودانيين فمرحبا بكتشنر جديد
لا للتدخل الأجنبي.. مع كل هذا الخراب بلدنا عاجبانا ونحن ناس نقعد نقيف على كيفنا.. بلد منقوصة السيادة اخير منها بالوعة مجاري ..لو استطعتوا توقفوا صراع اليمين واليسار الامور بتظبط براها وان لم تستطيعوا ومع وجود الأجنبي سيكون الوضع اسوأ بكثير.. اعترافكم بالفشل هي أولى خطوات النجاح لمستقبل افضل.. قسموها افضل لينا من أن يحكمنا اجنبي لا يبالي بقيمنا وتراثنا وديننا واعرافنا.. لا تسقني كأس الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظل.. ناس من سفارة لسفارة يمتنعون.
نعم للتدخل الدوليي ولماذا لا يكون جيدا بدخول الامم المتحده للسودان؟ كل هذا الدمار واالتدمير الممهج للبنية الحتية وقتل الاريياء ان كان هنالك تدخلا مبكرا للامم امتحده لما حدث كل هذاالدمار؟ولكن قحت بات ساكتا ولم يدعم الامم بالتدخل وهذا ماحدث تدمير الكباري وبيوت الناس من جيش فاشي فاسد همه ابادة الشعب؟من يبني للفقراء بيوتهم؟ من يعوض التجار بضائعهم؟ هل تعتقدون الامم المتحده يعيد الاعمارمجانا؟ هذا ومايقوم به الجيش هو معاقبة االشعب وقيامة بثورته المجيدة . لذا هذا جيش فاشي قبح الله وجوهم والله حميدتي قتلت منهم واقتلهم ولاتترك فيهم حد لانهم قتلو ثوار ابرياء وظنو ان اولياء في الارض ولكن الله اجله لهم وجاء حميدتي ادبهم الي الامام دقلو؟؟؟؟
Mohad أي دين و أخلاق و أعراف التي تقصدها؟ اسأل الشياب هل المستعمر أذل الشعب السوداني و أهان كرامته مثلما فعل الكيزان؟ الكيزان صنعوا القوة التي تحارهم اليوم و كان هدفهم يستخدمونها ضد الذي يزيحهم عن الحكم الفاسد الذي دمر البلاد والعباد، اتركوا التجارة بالدين و الأخلاق و غيرها من الحجج الواهية، أنظر للتطور الحاصل في بلاد الكفار أنظر للعدالة في الحقوق بين المواطنين عندهم، الجهاز الذي تتصفع به الإنترنت لم تصنعه أنت ولا الذين يتاجرون بالدين، الطيران الذي يقتلون به المواطنين و يهدمون منازلهم لم يصنع في بيد تجار الدين و الأخلاق، الدين لم يحل القتل لأجل السلطة و العنصرية البغيضة، لم يخرج المستعمر ليش الشعب السوداني عبيد لشرزمة معينة و قادة طوائف تافهه جل همها تعيش على دم الغلابة.
🤓 إذا كانت و ظلت و ستظل عقول و وجدان اهل هذه البلاد تخطط و تنفذ كل شئ على هدية عقيدة صحراويه بدوية اجراميه دمويه ارهابية تنحو للقبليه يتدافع فيها الناس تدافع الفئران الجائعة للكسب الشخصي و سحق و سرقة الآخر ليس للتخطيط و العلم مجال فيها بل الكسب الاني لبشر تحركهم اخلاق العبيد و التجار فعل من ثمة امل لهذه البلاد التي يختم فيها بروفسور مقالا كتبه في الراكوبة يتناول فيه شئون الوطن بجملة الله الوطن 🥺🥺
السوداني عندما يتحدث عن الوصاية الدولية والتدخل الأممي يعتقد أن الأمم المتحدة والدول العظمى “التي تدير الأمم المتحدة” واقفين على أهبة الاستعداد منتظرين قبول السودانيين بالوصاية حتى يهبوا بملياراتهم والوف جنودهم ومئات خبراءهم ليفرضوا الوصاية على السودان … الحقيقة هي أنه لا أحد يريد أن يصبح وصي على السودان، لا الأمم المتحدة ولا أمريكيا ولا حلفاءها، لا أحد يريد الاستثمار ماليا أو سياسيا أو عسكريا في السودان … السودان بالنسبة للغرب مشكلة تحتاج للإحتواء وليس الحل والاحتواء يعني منع خروج الصراع السوداني لدول الجوار ووالحيلولة دون أن يصبح السودان مرتعا للجماعات الإرهابية والمنظمات الموالية لروسيا مثل فاغنر …. لا أحد يريد أن يصبح وصي على السودان … حتى البعثة الصغيرة التي لا تتعدى عضويتها الثلاثمائة شخص تم حلها … وبالأمس تم إعلان فض مفاوضات جدة … خطة الغرب للسودان هي أن يستمر الصراع إلى أن تنحل الدولة لمكوناتها البدائية الأساسية قبليا وجهويا وعندها سينظرون في ترتيبات التقسيم والمصالح الإقليمية والدولية والحدود الجديدة
لكن لا أحد يريد أن يصبح وصي على السودان و”جات الحزينة تفرح ما لقيتش وصي”
لا فض فوك
نعم للتدخل لانقاذنا من فشلنا وبلاهتنا وبلادتنا وعبطنا وغباءنا !!
اتفق تماماً مع ما توصل اليه الكاتب في طرحه المتزن المرتب … لا شك ان السودان اليوم يعاني ويتجه بسرعة البرق نحو الانهيار الكامل نتيجة العواقب الكارثية لولاية السفية وحكم السفلة والاغبياء … والوضع الحالي في السودان يشكل خطراً علي سلام المنطقة وتهديداً لامن دول الجوار …
لا مخرج من الحرب المدمرة والازمة الطاحنة الا بتضافر الجهود اقليمياً و دولياً -بعد فشل المفاوضات- بتكوين قوة حماية عسكرية اممية رادعة تتدخل وتتولي امر الوصاية علي البلاد لحماية المواطيني من مخاطرالقتل والدمار والتشريد.
فاذا كان المجنون في ذمة العاقل، فإن بلادنا اليوم تمر باسوء مرحلة من حالة الجنون الجماعي التي تتطلب وبصورة عاجلة من العقلاء وضع اليد الحازمة لاسعاف البلاد من هذا السعار والعبط العام المستحكم …
والله ليس انتقاصا في اي متعلم او لديه شهادات عليا بروف دكتور الخ …. لكن انا اعتب عليهم ولا اعرف مبررهم وكيف خرجوا انفسهم من مربع اللوم والعتب عليهم اليوم اتفق الناس بان سبب تخلف دول العالم الثالث هم العسكر جيش نظامي او حركات او تمرد في الاخر العقلية السلوك عسكري .. طيب احزاب الهناء تقوم بتجنيد ضباط موالين لها لكن الغلبة اليوم للكيزان حركات الكفاح يوجد كيزان شيوعيين حزب امه اتحاديين الدعم السريع يوجد كذلك نفس المكون السياسي من الضباط والغلبة كيزان الضحية هنا منو الوطن والمواطن .. هذا هو الوضع السوداني للدولة … ارجع للنخب المتعلمة بالسودان هل هنالك جمعية منظمة ترابط تعامل حراك نخبوي يجمع نخب السودان بدول المهجر والداخل ولا كل نخب السودان تكتل مناطقي لازم نعترف بالحقيقة مشكلة السودان في العسكر وتم اسقاط اكبر ديكتاتورية عمر البشير بعد سقط البشير لم تعمل النخب السودانية خاصة التي لها عضوية مباشرة في الاحزاب فقط اهتموا بالامساك بالسلطة وبطريقة رعناء ايام الثورة تنادى نخب السودان الكل بتخصصه زراعه طب تعليم صناعة بزنس تعدين بنية تحتية معمار الخ…… اجتمعوا وقالوا ماذا يريد منا الوطن وماذا نحن قادرين ان نقدم له طلعوا من التجمع واتى منهم ممثلين للخرطوم هل تم احترامهم من قبل النخب وقيادة الاحزاب واحد ضحايا النخب مثلا وانا اضرب به مثل دكتور البدوي تمت محاربته من داخل قحت قبل الكيزان بل وصفوهوا ونعتوهوا كوز او يعمل للهبوط الناعم ليه لانه يختلف منهم لا يعمل للسلطة ولا لحزب وهو ينتمي لحزب عمل للدولة هنا الخلاف اما قحت وهي اضاعت الثورة عملت ورضخت بتاثير الاقليم اكثر من العمل الحزبي المؤسسي كل حزب ارتمى في حضن اقليم الكيزان وجدوا ضالتهم وحسب خبرتهم في الحكم يعرفون الورق مصر قالت انا عاوزة الجيش اثيوبيا الامارات السعودية اختاروا الدعم السريع وكل طرف بدا يدعم طرف وقحت بغباء انساقت وراء الصراع الاقليمي يااما هم اغبياء يا هذه المكونات مخترقة ظلمت قحت نفسها بنفسها نعم الكيزان اشتغلوا لكن لا مبرر ان تذهبوا للحلول الجذرية للمشاكل حتى الحرب الحلول الجذرية اضعف حلقة هي قحت هل لديكم قوة عسكرية لمواجهه عسكر يمين وشمال … على النخب السودانية ان تقوم بالتواصل مع بعض بعيدا من العنصرية بعيدا من الانتماء الحزب الادارات الاهلية كانت تقوم برتق النسيج الاجتماعي اليوم خطفت ظلت ادوات عبر المال لمن يدفع اكثر الادارات ما عادت كما هي ظلت معول حرب ودمار وبلا وعي لازم النخب تتدخل وتشارك الادارات الاهلية في الحلول لكن كل يوم ردم ردم وخطابات كراهية وعنصرية لن يسلم طرف لو اليوم الجيش تخلص من الدعم او العكس لن تحل مشكلة السودان ولن يتركك الاخرين من خارج الحدود
لعل السؤال الاهم فى هذا الموضوع هو هل الوصاية الدولية يمكن وصفها بالايدى الامينة؟ دع عنك لغو الحديث عن عدم استعداد احد للوصاية على السودان والا فلماذا يلعبون دورا محوريا فى حربنا العبثية ؟ ان من لا يعرف قيمة بلده رغم كل شىء هو من لا يستحق الانتماء اليها- الكل يعرف شفافية المنظمة الدولية اليس كذلك يا غزة؟
ولماذا لا يكون جيدا بدخول الامم المتحده للسودان؟ كل هذا الدمار واالتدمير الممهج للبنية الحتية وقتل الاريياء ان كان هنالك تدخلا مبكرا للامم امتحده لما حدث كل هذاالدمار؟ولكن قحت بات ساكتا ولم يدعم الامم بالتدخل وهذا ماحدث تدمير الكباري وبيوت الناس من جيش فاشي فاسد همه ابادة الشعب؟من يبني للفقراء بيوتهم؟ من يعوض التجار بضائعهم؟ هل تعتقدون الامم المتحده يعيد الاعمارمجانا؟ هذا ومايقوم به الجيش هو معاقبة االشعب وقيامة بثورته المجيدة . لذا هذا جيش فاشي قبح الله وجوهم والله حميدتي قتلت منهم واقتلهم ولاتترك فيهم حد لانهم قتلو ثوار ابرياء وظنو ان اولياء في الارض ولكن الله اجله لهم وجاء حميدتي ادبهم الي الامام دقلو؟؟؟؟
جمال عبد الرحيم عربي – 23-07-2020
لا جدال في أن أحد الأهداف الرئيسية لثورة ديسمبر وضع السودان في مسار جديد نوعياً يضعه في مستوى رصفائه ممن سبقوه بمراحل بل أصبح لبعضهم مقعداً في قائمة أكثر دول العالم تقدماً. هذا على المستوى الاستراتيجي، أما بالنسبة لأهداف المدى القريب فإنها استهدفت قيام حكومة كفاءات لها المقدرة على إكمال الفترة الانتقالية بنجاح والتأسيس لوضع سياسي مختلف نوعياً عن التجارب الماضية. وبالكفاءات نقصد العناصر المتميزة مهنياً وإدارياً ولها الرؤية السياسية التي تسمح لها بتنظيف تركة الانقاذ في مواقعها.
للأسف الشديد إتسم تشكيل حكومة الثورة بثقوب متعددة. منها التعطيل في التشكيل نتيجة لمباحثات أديس أبابا مع جهات لم تشارك أصلاً في الثورة وتريد أن تقطف ثماراً لم تضع بذرتها. أعقب ذلك إنتظاراً مملاً لتحديد قائمة الوزراء، هو إنتظار تسببت فيه الأحزاب السياسية أكثر من غيرها، وبينها أحزاب لا تتعد عضويتها بضع مئات استطاعت أن تتحكم في مفاصل إختيار المكون المدني لمجلس السيادة ولوزراء الحكومة.
ثم من بعد ذلك الإنتظار الأكثر مللاً في إنتظار إختيار الولاة الذي شارف العام بدون أن نتقدم خطوة فيه، كل هذا ناهيك عن المجلس التشريعي الذي لم يتم طرحه على طاولة البحث والاختيار من الأساس. هذا على مستوى مؤسسات الحكم، أما على مستوى العمل التنفيذي فكل المظاهر تشي بالضعف البائن للحكومة، أمثلة لذلك التأخر في تعيين الإدارة التفيذية لمشروع الجزيرة لما يقارب العام، ومن قبله تعيين محافظ بنك السودان ونائبه الذي تأخر لأكثر من ثلاثة أشهر، علماً بأنه لم يتم تعيين نائبه الثاني حتى الآن. هذا بخلاف التأخر المريب في إظهار نتائج لجنة التحقيق في مجزرة القيادة العامة التي لا يعرف أحداً حتى الان متى تنتهي من أعمالها.
لقد انطلقت مليونية 30 يونيو 2020 لتصحيح مسار الحكومة ودفعها في إتجاه التخلص من البطء في الأداء واستكمال مهام المرحلة وفقاً لإرادة الشارع. لقد كان أثر المليونية واضحاً في نتائجه الأولية حيث استبق رئيس الوزراء المليونية بالتزام قاطع بمعاجة مثالب الحكم في خلال اسبوعين، وأعقب ذلك باعفاء مجموعة محدودة من الوزراء.
لقد توقع الشارع المشتعل ثورة أن يذوق نكهة مختلفة عن تلك المرارة التي شابت أداء أجهزة الحكم خلال فترة العام الماضية. لكن يبدو أن هناك عودة جديدة للشارع، حيث أن ما يفوح من روائح المطابخ لا يبشر بخير.
لقد وضح ومن خلال ما توفر من معلومات أن إتجاه معالجة أزمة الحكومة يسير بشكل أسوأ مما كان عليه الوضع قبل المليونية، ويعتمد بشكل حاسم على المحاصصات الحزبية، لدرجة رشوح أسماء منها والياً لولاية الخرطوم لم يسمع به أحد، وغير معروف عنه مقدرات مهن أو إدارية أو حتى سياسية؛ وتمتد مسخرة الطباخين لتسمي والية للولاية الشمالية كل مؤهلاتها لا تتعد وظيفة مدير طبي لمستشفى، و كل ذلك لإرضاء أحد الفصائل المتعددة للحركة الاتحادية التي لا يعلم أحد عددها ولا وزنها.
من المهم واللازم لفت الأنظار إلى أن هذه الثورة ثورة كل الشعب من غير منتسبي الإنقاذ، لا شك في ذلك، لكن لابد من الاعتراف بأن القوة الأساسية هي كتلة لجان المقاومة التي قوامها الشباب الغير محزب. وهي التي مثلت رأس الحربة في حرب الشوارع وفي اعتصام القيادة العامة الذي أصبح مضرب مثل على نطاق العالم. كما أنها هي الكتلة التي قدمت الأغلبية العظمى من الشهداء والجرحى والمفقودين إن لم يكن كلهم. على قوى الحرية والتغيير وعلى رئيس الحكومة إدراك أن هذه الكتلة هي التي أعادت، في مليونية 30 يونيو 2019، ميزان القوى لما كان عليه بعد أن بدأ الميل بشكل صارخ تجاه تبني النموذج المصري بدعم إقليمي معلوم.
والحال كذلك يصبح أمراً بديهياً أن يكون لها الدور المعلى في الموافقة على أعضاء الحكومة وولاة الولايات، وهو أمر يتطلب من رئيس الوزراء نفض أيديه بأعلى قدر ممكن من اسلوب المحاصصات الحزبية، وابتداع صيغة تجعل من لجان المقاومة، القائد الحقيقي للشارع، مشاركاً أصيلاً في اتخاذ القارات الجوهرية خصوصاً تلك المتعلقة باختيار الوزراء والولاة والمجلس الشريعي المنسي. ربما يجادل البعض، وهم على حق، بأن الشباب غير المحزب الذي يشكل التيار الأعظم في كتلة لجان المقاومة، تنقصه الخبرة والمعرفة بدهاليز السياسة وبمتطلبات الوظائف القيادية. إلا أنه من الممكن مشاركتهم، كمثال، في قبول أو رفض الأسماء المقدمة لهم من رئيس الوزراء، بعد المعرفة بحيثيات ودوافع الترشيح. إن دفاعنا لتولي لجان المقاومة الدور الأعظم والمسئولية الأكبر في مواجهة تحديات المشاركة في تحديد إتجاهات الحكم لا يعني بأي حال تجاهل القوى الحزبية والمجتمع المدني لكن أن تتولى لوحدها، وبمشاركة الجهات الاستشارية المتاحة لرئيس مجلس الوزراء، تحديد من يحكمها وكيف سيحكمها، لابد أنه سيجابه بالرفض وبعودة قوى المقاومة للشارع مرة أخرى، بدون أن يتنبأ أحد بمآلاته.
لأسباب غير معروفة إلا “للنخبة” إندفعت أجهزة الحكم بأكملها تجاه التفاوض مع الجبهة الثورية التي لا يعلم أحداً من تمثل بعد أن تلاشت عسكرياً وسياسياً، حيث يقال أحياناً أن الجهة الضاغطة في شراكتهم هي المجلس العسكري، والبعض يقول بأنها حكومة جوبا. غض النظر عن الجهة التي جلبتها للساحة، فهي قوة سياسية لا وجود لها على الأرض لا في ميدان القتال ولا في الشارع، باستثناء شريحة محدودة تلك التي يقودها عقار، والتي يستحق الأمر التفاوض معها. أما االآخرين فعليهم إثبات وجودهم من خلال الشارع الذي أصبح مفتوحاً من كل الجهات.
للتدليل على غيابها، فانه وحتى المسيرة الضخمة التي سيرها أهل دارفور من قراهم ليشاركوا في ميدان الاعتصام، لم يكن هنالك صوت لهذه القوى التي تريد أن تستأثر بـ 40% من كيكة الحكم كما هو مطروح اعلامياً الان. بل أن هذه القوى لم يكن لها وجود حتى في الاعتصامات الأخيرة بدارفور، تلك التي استلهمت إعتصام القيادة العامة، مما يدل على إرتقاء مستوى الحركة السياسية بدارفور التي لم يلعب مفاوضي الجبهة الثورية من كيانات “المعارضة” الدارفورية أي دور فيها.
إن ما يجري الآن من مفاوضات بخصوص مجالس الحكم استنداً على المحاصصات، لهو عطاء من لا يملك لمن لايستحق. أوقفوا هذا العبث وأعيدوا الحق لأهله قبل أن تنقلب عليك طاولات مفاوضاتكم. وأقول للسيد/ رئيس مجلس الوزراء: لقد أتى بك الشارع وليس تجمع أحزاب غالبيتها العظمى لا تعدو أن يكون وزنها الحقيقي حمولة بص.
البعثة الهجينة في دارفور كانت تكلف أكثر من أربعة مليار سنويا … تخيل بعثة لكل السودان وبمكون عسكري وشرطي ومدني تنفذ الوصاية على كل السودان كم ستكلف … في ظروف ما بعد وباء كوفيد وفي ظل حرب أوكرانيا وغزة لا أحد لديه الأموال ولا النية لانفاق مثل هذه الأموال في السودان، لهذا تركوا السودان للامارات ومصر وتشاد وإثيوبيا ليعبثوا فيه ما أرادوا … الأمم المتحدة ليست لها مصادر دخل، اشتراكات العضوية تكفي فقط لادارة المقار الرئيسية … أموال الصرف على البعثات تأتي من المانحين الكبار، وأكبرهم أمريكيا “أكثر من 14 مليار دولار سنويا تشكل 21% من ميزانية الأمم المتحدة” ثم بريطانيا واليابان وألمانيا، هؤلاء المانحين الكبار هم من يحددوا قيام البعثات أو عدمها، ولا يظن عاقل أن هؤلاء المانحين تأتي ضمن أولياتهم بعثة وصاية أممية بتكاليف لا محدودة من أجل خاطر عيون السودانيين الكسالي ذهنيا الذين يبحثون عن الحلول الجاهزة “لو ما حلوها في جدة نسلمها للأمم المتحدة ونقيف فراجة”
يقول الكاتب : لكن الواقع يقول أن السودانيين فشلوا تماماً في بناء دولتهم في أهم الجوانب: الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية والأمنية والعدلية.
أحييك على شجاعتك في الطرح وسينالك السباب والبذاءة من كل جهلول في السودان ولكنك أصبت كبد الحقيقة ووضعت يدك على الجرح.
منذ بدء الحرب كنت مع الرأي الذي ينادي بفصل المتقاتلين بقوةً. دولية حفظا للبلاد والعباد وطرحت ذلك في بعض القروبات فهاجمنى اقرب الناس ،،،،،
لا يمكن ان تطلب. من من خلق المشكلة – اقصد الجيش والدعم السريع – ان يحلها كما ان المدنيين لا حول لهم ولا قوة بدون تدخل اممي،،،
وهل فعلت القوات الأممية جزء مما اقترفه هؤلاء المتحاربين ،،،
فكوكم من خزعبلات الفلول فلن تنقذ السودان مستنفرين أو غيره ولن يجلب الدعم السريع أو الجيش غير الخراب فهم لا بجيدون غيره
طبعا وبدون جدال أن كل ما ذكر من وقائع صحيحة بل مختصرة ، خصوصاً الأسباب و المبررات فهي لا تحصى و لا تعد ، و التدهور و التخلف و سؤ الإدارة و عدم المؤسسية لم يبدأ من المهدية بل منذ أن إنهارت مملكة كوش ، و مثال بسيط يتمثل في مظاهر الحضارة و العمارة التي تركتها كوش و تلك التي تركتها ممالك علوة و المقرة و سوبا ثم الدولة السنارية ثم تلى ذلك أسوأ فترات حكم السودان و هما دولة المهدية و حكومة الإنقاذ ، كل شواهد البناء المؤسسي المبني على أسس علمية حديثه تركها الإستعمار . و لكن كل ذلك لا يجعل من طلب الوصاية الدولية هو الحل ، و السبب بسيط كما ذكره الدنقلاوي في تعليقه ، فلا الأمم المتحدة لها القدرة بأن تتكبد تكاليف وصاية ، كما أن الطلب فيه نوع من الإستسلام الكامل و طلب الحلول الجاهزة .
الحل يمكن ان يكون في طلب تعاون مع دولة مقتدرة ( شراكة ) من باب تبادل مصالح في الإسثتمار بالإستفادة من موارد البلاد مقابل البناء ، البناء بشقيه المادي و البشري ، فلا أحد يمكن ان يقدم لك عون بالمجان ، و أن يكون ذلك بعقود محكمة طويلة الأجل ، و في نفس الوقت العمل على محاربة الجهل الشعبي و العقل الرعوي ببث الوعي بدلاً عن طلب الوصاية التي لن يتبرع لك بها احد و إن طلبتها ستكون فقط قد أهدرت كرامتك و أرقت ماء وجهك
مع كامل تقديري
ياتو دولة تجي تعمل شراكة او استثمار مع دولة منهارة امنيا واقتصاديا ؟
مافي حد تكلم عن وصاية او استعمار وإنما تثبيت اركان الدولة من امن واستقرار عن طريق الأمم المتحدة ودا لا يتم باستثمار او شراكة وأنت ذكرت ان مافي دولة ممكن تساعد بالمجان،،،
بالمناسبة لا ننسى ان السودان عضو في الأمم المتحدة ويحق له طلب العون منها ماقلنا بريطانيا او أميريكا