تسونامي الخليج

تسونامي الخليج

تطور لافت وغير مسبوق في العلاقات بين قطر- من جهة- والسعودية والإمارات والبحرين- من جهة أخرى- إعلام الخليج عبر قنواته الفضائية، ووكالاته الضخمة، يُشير إلى أن القادم فوق التصور.

التصريح المزعوم، المنسوب إلى أمير قطر والمعمول بعناية، لم يكن إلا بداية لهذا التسونامي؛ فالأمر تجاوز التلويح بقطع العلاقات.. ورغم أن الأوضاع بدت وكأنها عادت إلى وضعها الطبيعي، لكن سرعان ما اشتعلت حرب الاختراق الإلكترونية، وسرعان ما انفجر الوضع، وانقلب رأسا على عقب، وأصدرت السعودية قراراتها التأريخية بقطع العلاقات مع قطر، ثم لحقت بها الإمارات، والبحرين، وتبعتهما مصر، واليمن، وليبيا؛ ليصبح المشهد اصطفافا في مواجهة قطر، التي تجد نفسها وحيدة، أمام هذا التسونامي.

التطور المفاجئ- رغم التمهيد له- يتحرك بدواعي محاربة الإرهاب، وأن قطر تأوى جماعات إخوانية، وتموّل الإرهاب، الخلاصة أن قطر أصبحت مهددة للأمن بالنسبة للمحور الثلاثي الجديد، وهذا ما قد يصل بهذا المحور إلى أبعد ما يكون في سبيل نزع الإرهاب من قطر.

المتتبع لما يجري في الخليج يجد أن تطورات الأوضاع الأخيرة المتسارعة تلاحقت بعد القمة الأمريكية الإسلامية التي احتضنتها الرياض، وسبقتها قمة سعودية أمريكية خلصت إلى اتفاقيات بمئات مليارات الدولارات دفعتها السعودية لأمريكا، فلماذا الانفجار الخليجي بعد قمة ترامب في الرياض؟.

عقب التصريح المزعوم لأمير قطر، الذي أصرّت قطر على عدم صحته وأن اختراقا طال موقع وكالتها الرسمية، إلا أن كل ذلك لم يوقف الحملة، فقد ألمحت الولايات المتحدة عقب تلك التصريحات إلى احتمال أن تعيد النظر في قاعدة العيديد الأمريكية في قطر، والعيديد بالنسبة لقطر حامية من أي تدخل.

وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون يعلق ببرود على ما يجري في الخليج، ويكتفي بحث الأطراف على الجلوس لتجاوز الأزمة، ويعزي ما حدث إلى تراكم الخلافات بين هذه الدول، الأمر الذي جعل بعضها يتحرك.

هذا الحديث مقروء مع حديث وزير الدفاع الأمريكي الذي قال: ?إن الحرب على الإرهاب لن تتأثر بقطع دول الخليج علاقاتها مع قطر?، يشير إلى مباركة أمريكية للتحرك السعودي الإماراتي ضد قطر، وربما كل ذلك طُبخ في قمة الرياض.

الآن الحصار يشتد على قطر، ويتفاقم الخناق عليها، وتقف وحيدة في مجابهة هذا التسونامي، والعامل الحاسم هو أمريكا مع من؟، ووفقاً لمعلومات منشورة فإن ضغوطاً أمريكية إسرائيلية على قطر فيما يخص موقفها من حماس، فهل ترضخ قطر للضغوط الأمريكية- من جهة- والخليجية- من جهة أخرى- أم أنها تصمد في وجه الإعصار؟، والسؤال الحاسم.. هل الداخل القطري يبارك سياسة القيادة، ويصطف خلفها، أم أن الأمر فيه أمر؟.

شمائل النور
التيار