دينق ألور : الجنوب سيخير الشماليين المقيمين على أراضيه بين جنسية الدولة الجديدة أو الاحتفاظ بجنسيتهم الشمالية، ..55 قتيلاً بمواجهات في جنوب السودان وقوى تطالب «الحركة الشعبية» بتقاسم السلطة

الخرطوم – النور أحمد النور

يشهد جنوب السودان تحركات سياسية وعسكرية لافتة قبل أكثر من شهرين من استقلاله، ففي وقت تمسكت «الحركة الشعبية لتحرير السودان» بالاستمرار في حكم الجنوب حتى العام 2015 مقابل مطالبة قوى جنوبية باقتسام السلطة، سقط عشرات الضحايا في مواجهات بين الجيش الجنوبي ومنشقين عنه.

وقال وزير التعاون الاقليمي في حكومة الجنوب القيادي في «الحركة الشعبية» دينق الور، إن الجنوب سيخير الشماليين المقيمين على أراضيه بين جنسية الدولة الجديدة أو الاحتفاظ بجنسيتهم الشمالية، بصرف النظر عن تصرف «حزب المؤتمر الوطني» مع الجنوبيين في الشمال، مؤكداً أنهم لن يتعاملوا بالمثل أو ردود الأفعال.

وأشار إلى أن الجنوب فور إعلان دولته الجديدة في تموز (يوليو) المقبل، سيباشر العمل بعملة وجواز وجنسية جديدة. وأكد أن مجلس وزراء الإقليم سيقر خلال جلسة غداً قضية شعار الدولة الجديدة. وانتقد موقف «المؤتمر الوطني» الذي يتبنى إبعاد الجنوبيين من الشمال ومنحهم ستة أشهر لتوفيق أوضاعهم للانتقال إلى دولتهم الجديدة رداً على اختيار الجنوب الانفصال.

أما وزير الشؤون القانونية في حكومة الجنوب جون لوك، فقال إن مشروع الدستور الانتقالي لجنوب السودان، الذي أعدته وزارته ينص على استمرار الحكومة الحالية في الحكم حتى 2015 حسب نتائج الانتخابات الأخيرة، موضحاً أن الدستور لم يحدد نسب مشاركة أي من القوى السياسية في السلطة في الجنوب، لكنه أشار إلى أن الأمر مخوَّل لرئيس حكومة الجنوب عند تشكيل حكومته عقب التاسع من تموز (يوليو) المقبل.

وأكد لوك أن الدستور الجديد اعتمد اللغة الانكليزية لغة رسمية للدولة الجديدة. وأوضح أنه سيكفل حقوق الإنسان وحرية الصحافة والإعلام بصورة كاملة، لافتاً إلى أن نسبة مشاركة المرأة في مؤسسات الدولة المختلفة لن تقل عشرين في المائة.

لكن رئيس كتلة المعارضة في برلمان الجنوب انوتي اديقو، قال إن «المعارضة تحفظت عن الدستور الجديد، لأنه يبقي على الحكومة والمجالس التشريعية في الولايات فترة انتقالية مدتها اربع سنوات، واستحداث مجلس للولايات يستوعب 20 عضواً هم الذين أسقطت عضويتهم من مجلس الولايات في الشمال، على أن يضاف إليهم 20 يعينهم رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت، إضافة إلى ضم نواب الجنوب في البرلمان الاتحادي إلى برلمان الجنوب».

وأضاف أن المعارضة سترفع اقتراحات إلى سلفاكير في اجتماع الخميس المقبل «تطالب بفترة انتقالية تتراوح بين 18 إلى 21 شهراً، وقسمة للسلطة بنسبة 50 في المئة للحركة الشعبية، ومثلها للأحزاب الجنوبية، مع حل حكومة الإقليم الحالية والمجالس التشريعية في الولايات العشر وتشكيلها من جديد على أساس نسب السلطة المتفق عليها».

وهدد بعدم الاعتراف بالدستور في حال تجاهل هذه الاقتراحات، «واعتباره دستوراً للحزب الواحد». وأكد أنهم مع لغة رسمية مزدوجة، ما بين العربية والانكليزية، لفترة انتقالية، مشيراً إلى أنه «لا بد من أن يتم الاعتماد على لغة واحدة وأن يتم الانتقال نحو الانكليزية بالتدريج، الى حين تعميمها على كل الجنوب، لاسيما أن الغالبية تجهل الانجليزية وتعلمت بالعربية».

إلى ذلك، قال مسؤول حكومي في جنوب السودان أمس، إن 55 مسلحاً على الأقل قتلوا وأصيب العشرات بجروح في مواجهات وقعت بين جيش الجنوب وبين ميليشيات متمردة. ودارت المعارك السبت في ولاية جونغلي على بعد نحو 25 كلم جنوب مدينة ملكال ثالث كبرى مدن الجنوب، بين وحدات من الجيش ومسلحين تابعين للقائد المتمرد غابريال تانغ. وقال وزير الإعلام في ولاية أعالي النيل بيتير لام بوث في بيان، إن قتالاً ضارياً استمر بضع ساعات، مضيفاً أن «كل القتلى من جنود تانغ، ومنهم خمسة جنرالات في جيشه».

وأدت المعارك القبلية المستمرة منذ أربعة ايام في منطقة فشلا في ولاية جونغلي إلى نزوح أكثر من ألف شخص إلى منطقة البيبور. وقال حاكم الولاية كول ميانق لراديو الأمم المتحدة، إن «عمليات السلب والنهب مازالت مستمرة بين المجموعات القبلية»، مضيفاً أن «قوات الشرطة لا يمكنها التدخل، لعدم توافر وسائل النقل». وتتهم السلطات في جنوب السودان حكومة الشمال بتمويل الميليشيات المسلحة من أجل عرقلة قيام دولة في الجنوب السوداني بعد إقرار الانفصال في الاستفتاء الأخير.

على صعيد آخر، اتهم «حزب المؤتمر الوطني» الحاكم تياراتٍ داخل «الحركة الشعبية» بعدم الرغبة في معالجة القضايا العالقة بين الشمال والجنوب والسعي إلى عودة الحرب بين الطرفين. وقال نائب رئيس الحزب في ولاية الخرطوم محمد مندور المهدي، إن العودة إلى الحرب بين الشمال والجنوب تعني انهيار اتفاق السلام برمته. وشدد على أن حزبه يريد معالجة جميع الأسباب التي قد تؤدي للعودة إلى الحرب.

من جهته، أكد زعيم «حزب الأمة» المعارض الصادق المهدي، أن «ما يحدث في دول مجاورة من ثورات آت آت». وحذر من تقليل «المؤتمر الوطني» من شأن المعارضة. وقال إن «الاطمئنان إلى عدم حدوث هذا في السودان وتقليل الحزب الحاكم من دور المعارضة، اطمئنان في غير محله».

وشدد على أن «المعارضة تستطيع تحريك عشرات الآلاف من مواقع مختلفة… نفترض أنه لا توجد معارضة كما يزعم الحزب الحاكم، فهناك معارضة غير حزبية. ما دامت هناك مشاكل فالذين يتبنون المشاكل موجودون»، مشيراً إلى أن حزبه يسعى إلى «تجنب مواجهة في البلاد، لأنها ستكون دموية».

ووصف مسارات حل قضية دارفور كافة بأنها «عقيمة». وأشار الى عشر اقتراحات من حزبه لحل القضية، وحذّر من عدم حلها قبل انفصال الجنوب. وقال إن «عناصر دارفور قد تتقوى بالجنوب، كما أنها ستجد الدعم من بعض العناصر في الجنوب». وأشار الى وجود «قضايا اقتصادية عدة ستنفتح بعد الانفصال». ووصف استفتاء دارفور بأنه «مضيعة للزمن والأعصاب والمال، وبني على اتفاق شبع موتاً». وشدد على «ضرورة تبني أجندة وطنية لمعالجة قضايا البلاد»، لافتاً إلى أن حزبه «قادر على حمل القوى المعارضة على المشاركة في الحكم في حال الاتفاق على أجندة وطنية»، لكنه أكد أن «القوى السياسية ستتوحد لمواجهة الحزب الحاكم في حال رفض ذلك».

دار الحياة

تعليق واحد

  1. أين هي الدولة الجديدة يا أيها المرتد – هذه الدولة التى ماتت قبل ان تولد وقد قتلتموها يا عصابة الحركة الشعبية وقد لا تولد مطلقا – . عليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين

  2. لو كنت في الجنوب لاخذت الجنسية الجنوبية بدون اي تردد لأن ذلك لن يمنعني من المجئ وممارسة العادية في الشمال رضى من رضى وابى من ابى وابن ابوه يجي ويقول لي تلت التلاتة كم

  3. هل يوجد شماليين في الجنوب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟طالما نحنا حلوين كده مع بعض ليه حصل انفصال؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  4. يا سوداني احكي ليك قصة بسيطة في بعض من طلاب الجامعات وهم سودانيون وجدوا فرص للحصول علي جنسيات من دول مجاورة ليتمتعوا بالمنح المجانية التي تعطي للاجانب من الدول المشمولة بمنحة الحكومة ولكن بعد التخرج تقدموا للعمل بالسودان وتم الرفض لهم باعتبار انهم يحملون جنسية اجنبية ودرسوا بالجامعات بالجنسية الاجنبية ولم تكن لهم جنسية مزدوجة الان الشعب والحكومة يقولون لا للجنسية المزدوجة احصل علي جنسية الجنوب وتعال الشمال كاجنبي وان كنت فاكر البلد هايصة السجل المدني سوف يقول لك تلت التلاتة كم

  5. كفى على هذا الكذب. يا العطبراوى: انتم معروف السلفين دعاءالحرب. لكن نحن لكم بل مرصاد بانكم اكثر

    ناس دجالين وعبث بحياة الناس بانكم لا تؤمنون الا بامهات الكتبُ يا جهلا هذا العصر. تريدون من الناس ان

    يرجعو لسلوكم الغير مقبول حتى فى حيوانات هو سلوك رضاعة الكبير وشرب بول الجمل و بول الرسول.

    لذلك نقولو لكم أرجوكم كفى على هذا الكاذيب المستمرة نحو الجنوب السودان.

    ومعزرة لاخوة المسلمين الشرف و الاحرار فى كل انحاء العالم .

  6. lمن هذا نفهم ان الشمالى لكى يحصل على الجنسية الجنوبية يجب ان يتنازل عن جنسيته اولا للحصول على الجنسية الجنوبية !! اى ان حكومة الجنوب لن تعمل بنظام ازدواج الجنسية؟ام ان هذا الامر خاص بالشماليين فقط ؟ حيث ان الجنوبيين انفسهم لديهم جنسيات اجنبية منها الاسترالية -والكندية وحتى الحبشية!!

  7. يا سيف … يا درقة !!

    السجل المدني لا يتعد قانون الجنسية السودانية ولا يحبطه وقانون الجنسية السودانية عموماً ((يسمح)) بحمل الجنسية المزدوجة لأي مواطن سوداني, إلا الجنسية الاسرائيلية, لذلك فحمل جنسية السودان الجنوبي يصبح ((متاحاً)) بحكم القانون ولا يمكن ان يكون ذلك استثناءاً ولا يضير ذلك حكومة السودان الشمالي في شئ طالما الحكومة المعنية نفسها ((موافقة)) على منح جنسيتها للشماليين المقيمين في اراضيها أما اذا كان ذلك يخضع للمزاج فعندها يكون لكل مزاج ((مزاج)) !!
    يا ليت نسمع نفس الكلام بخصوص الجنوبيين المقيمين في الشمال ولكن ((العنصريون الجدد)) لا يعرفون القول بالمثل وهم الذين دفعوا الجنوب دفعاً للإنفصال !!

  8. كلام دينق الور مزايدة سياسية والشماليين فى الجنوب ماتوا وشبعوا موت منذ فترة طويلة وهل لمن تبقى منهم رغبة لاخذ الجنسية الجنوبية ليكونوا معرضين لخطر الموت غيلة كل مرة وهل هم يقبلون بالجنسية الجنوبية ؟!!!!!!!!

  9. المؤتمر الوطنى متمثل فى الكيزان ,باع النصف الجنوبي وورث النص الشمالى ,,والحركة الشعبية متمثلة فى قبيلة الدينكا تبنت الجنوب وورثت خيراته ,علما بان مواطن الجنوب مرعوب من الحركة الشعبية وجيشها لدرجة انه لايستطيع ان يحلم مجر الحلم بخدمات وماوى وامن ,وعلما بان مواطن الشمال كتب عليه الازلال وحمل عصا الترحال ليجوب الدنيا مغتربا تاركا نصف الشمال للكيزان , فالمؤتمر الوطنى والحركة الشعبية همهم مصالحهم الخاصة والسلب والنهب والسلطة لحماية مصلحتهم,, فالمؤتمر والحركة وجهأأأأأأأأان لجززززمة وااااااحدة .

  10. الـوهـم قـالـو يـدو الـجـنـوبـيـيـن ستـه شهـور يـصـحـحـوا أوضـاعـم .. يـا وهـم فـي الـسـتـه شـهـور دي أوضـاع الـسـودان كـلـو حـتـصـحح بـزوالـكـم .. قـررررررربــت ..!

  11. يـا الـسـيـف والـدرقـة .. الـبـلـد هـايـصـة ومـايـصـة بـي أشـكـالـك دي .. والـجـنـسـيـة الـمـزدوجـة يـحـمـلـهـا مـعـظـم أفـراد قـبـيـلـتـك مـن الـمـؤتـمـر الـبـطـنـي .. خـاتـنـهـا لـلـيـوم الأسـود .. وقـررررررررب .. حـتـفـضـل إنـتـا يـا غـبـيـان تـبـطـبـط زي الـسـمكـة الـشـرد مـنـهـا الـبـحـر …!!!

  12. الأجندة الوطنية وما أدراك ما الأجندة الوطنية. الإمام الصادق يطرح هذا المسار باتفاق كل أحزاب المعارضة لتجنيب البلاد الانزلاق للصوملة وربما الأفغنة، والمؤتمرجية يفسرون هذا الطرح بقاموسهم المزور للحقائق وهي المشاركة في الحكومة والالتزام ببرنامج الإنقاذ، أي المزيد من النهب وسفك الدماء وتقطيع أوصال البلاد وقبل كل شيء تقديم شيك على بياض للإنقاذ وتبني سياساتها. وشتان بين الأجندة الوطنية والاستوزار الإنقاذي الذي يعني بيع الذمة والمشاركة في الجرائم.
    كلما طال عناد الإنقاذ كلما تخمرت المشاكل أكثر واستعصى حلها ولكن في النهاية سينقلب السحر على الساحر كما انقلب التلامذة على شيخهم. وبما تدين تدان.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..