لقاء في خيال الزيف.. حمدوك الذي سافر دون أن يسافر!

في زمنٍ تتداخل فيه الحقيقة بالوهم، بل صار الوهم يحتل مساحة أكبر من الحقيقة؛ أطلقت جهة ما أمس خبراً مفبركاً عن لقاءٍ مزعوم بين الدكتور عبد الله حمدوك والفريق البرهان في القاهرة، مستندةً إلى معلوماتٍ كانت هي من نسجها، ثم اجتهدت في نشرها حتى غزت وسائل التواصل الاجتماعي!
ضجّت المواقع وانتشرت الشائعة، وصار الناس يتداولونها ويحلّلونها وكأنها حقيقةٌ راسخة، حتى غدت حديث اليوم.
غير أن هناك شخصاً واحداً لم يسمع بهذه الشائعة ولم يتفاعل معها، وهو الدكتور عبد الله حمدوك نفسه، الذي يُفترض أنه أحد أطراف اللقاء المزعوم!
لم تكن الشائعة إلا بالونَ اختبارٍ نفخته “جهة” هي بلا شكٍّ معادية لتطلّعات السودانيين وشوقهم إلى السلام والحرية، أرادت أن تقيس به حرارة المزاج السياسي، وتزرع الشكوك – كما اليأس – في قلوب الناس، مستغلة زيارة البرهان إلى القاهرة لتجعل من الكذبة احتمالاً قابلاً للتصديق!
إنّ العاقل من اتّعظ بتجارب غيره – كما يقولون – أمّا الأحمق فهو من لا يتّعظ حتى بتجاربه الخاصة.
وتجربة الشعب السوداني عامةً، وتجربة القوى الديمقراطية التي يقودها حمدوك خاصةً، مع عبد الفتاح البرهان تجربةٌ مضنيةٌ ومريرة، كلّها غدرٌ وخيانة:
الأولى حين تقاسم مع الناس الانتقال، ثم انقلب على الشراكة وغدر بثورة الشعب وأحلامه ليعيد الإسلاميين إلى الواجهة، والثانية حين موّه باتفاقٍ إطاريٍّ يعيد الانتقال الديمقراطي، سرعان ما نسفه بحربٍ غادرةٍ على الشعب والوطن.
فهل يُلدغ المؤمن بالانتقال الديمقراطي من جحر الخيانة ثلاثاً؟ و(الثالثة ثابتة)، كما يقول مشجّعو كرة القدم و”ألتراسهم”؟!
والأهم أن البرهان لا يملك من أمره شيئاً، فهو اليوم مقيَّد بالقيود التي صنعها بيديه بالأمس، وأولها ارتهانه للحركة الإسلامية وميليشياتها التي غرزت أنيابها في جسد الدولة.
لقد بات الرجل محاطاً بـ(93) ميليشيا، وفي روايةٍ أخرى (108)، كلّها ميليشيات دينية وعرقية وجهوية أنشأها بعد انقلابه، وهو الذي ما فتئ يصرّح بأنّ حربه هذه إنما هي حربٌ ضد ميليشياٍ (واحدة) تريد أن تكون بديلاً للجيش – ويقصد قوات الدعم السريع.
والبرهان هو مبتكر طريقة التعمير بالتدمير، وصاحب براءة اختراع إطفاء النار بصبّ الزيت عليها لا الماء!
والحال هكذا، فليس غريباً عليه أن يكون حلّه لإيقاف الحرب هو شنّ حربٍ أخرى، وربما شرقاً تجاه (إثيوبيا) هذه المرة – من يعلم؟
والرجل معروفٌ عنه أنه يحجُّ إلى القاهرة عاماً، ويغزو في العام الذي يليه!
لم يكن الزيف الذي أطلقته تلك الجهة أمس سوى مرآة تكشف عبثية المشهد السياسي كله. فكيف يُنتظر سلام من رجل لا يملك قراره؟ وكيف تُعقد عليه آمال المصالحة وهو صانع الحرب وصديق الفوضى؟
بل كيف يمكن أن يصبح لقاء أحادياً في القاهرة معبّراً عن تجمع رباعي؟
دائماً لا يعلو ضجيج الزيف إلا حين تصمت الحقيقة، لكن الحقيقة لا تموت، بل تنتظر لحظتها لتتكلم.
وما هذا الخبر إلا سحابة من دخان في سماء ستصفو عاجلاً، حين يدرك الناس أن الكذب لا يبني وطناً، وأن الحرية لا تصافح أيدي من قتلها، وأن السلام لن يتحقق في ظل ثنائية البرهان والكيزان.




الحقيقة ان السلام لن يتحقق في ظل ثلاثية البرهان وكفيله والكيزان، ولعلمك يا اخ منعم، ان تأثير الكفيل على البرهان اكبر من تأثير الكيزان عليه، لأن الكيزان ذات نفسهم مؤثر عليهم من قبل كفيل البرهان وهذا الكفيل هو منهدسهم ومرشدهم الروحي. وما يجمع الثلاثة هو شغفهم السادي على تدمير السودان طوبة طوبة. نسأل الله ان لا يرفع لهم راية ولا يحقق لهم غاية وان يجعلهم لغيرهم عبرة وآية.
انت مالك ومال سلام وسودان… انت مش محمد بن زايد باسطك فوق وتحت.. وهناك كريمات التفتيح رخيصة.
اتجلخ واعمل نايم بلاش تدخل خلي السودان للسودانين