على مذابح النضال من والحرية ..

لقد ظلت قضيتنا الاولى هي السودان تلك القضية التي لا يمكن أن نحصرها في مجرد كلمات بسيطة فهي قصة حب أبدية تنهل من الخلود ولا تعرف الزوال فقط تدركها القلوب الطاهرة الطيبة النابضة بالحياة وليست تلك الأنفس الخبيثة الخاطئة..
ان انتصارات السودان تسعدنا ونيله لحقوقه المشروعة يدخل البهجة الي الى نفوسنا فبيننا وبينه انتماء هوية وجذور وسنظل في حالة حب وعطاء متبادل حتى النفس الاخير من حياتنا كما ان تراجع السودان يقلقنا وانكساراته تحزننا ..
يصعب على العاقل أن يفهم المسارات التي يسير نحوها السودان هذه الايام أو يدرك التحولات التي يخطو نحوها بعد ان جعله الذين انقلبوا على مبادئ ثورته المجيدة من الجهلة غنيمة سهلة للمتربصين به وجعلوه بانقلابهم اللعين مباحا غير محصن ..
اذا نجح الانقلاب لا قدر الله سيضيع علي السودان فرصة تاريخية كانت ستمنحه قفزة كبيرة وانطلاقة وانبعاث يستطيع به العبور الي المستقبل لكن الانقلاب المشين صنع مشهد مُحزن ومُبكٍ حينما جاء على أكتاف صنعتها أيادي آثمة لا تعرف من معنى الوطن الا المراكز والمغانم والسلطة واذا ما  كتب لهذا الانقلاب النجاح سيتبع ذلك غياب ميزان الحق وبزوغ موازين الباطل وهي موازين كثيرة  مفككة ومجزأة لا تعرف العدل ولا تعرف غير معاول الهدم والظلم الذي قد نراه في مقبل الايام اذا فلح الانقلاب ..
لكن برغم كل ما حل بالثورة من مصائب ومكائد وعوارض ومحن وصراعات وتراجع يظل الامل قائم دائما نحلم به وبغدٍ أفضل مع الروح العالية للثوار واستعدادهم المدهش بتقديم المزيد من التضحيات على مذابح النضال من والحرية ..